رواية شهندة الجزء الاول

موقع أيام نيوز


فى نفسه أخبره انه لا يريد ايضا أن يقترن بها ..أم أنه وفى أعماق قلبه كان غاضبا من نفسه لأنه أراد ذلك وبشدة..ولكن رغما عنه انتابته الحيرة لقبولها المفاجئ ذاك..لينفض افكاره على تنهيدة إرتياح خرجت من شفاه راوية وهي تلتفت إليه قائلة 
وإنت يايحييلسة رافض
قال يحيي پغضب
إنتوا اكيد إتجننتوا.. وأنا مش مستعد أقف ثانية واحدة وأسمع جنانكم ده..أنا مش موافق وبقولها أدامكم أهو..مش موااافق.
ثم إندفع مغادرا تتابعه عيونهم لتلتفت راوية إلى رحمة التى أغروقت عيناها بالدموع قائلة
هيوافق ..أهم حاجة كانت إنك إنتى توافقى يارحمة .. أما يحيي فسيبيه علية أنا هعرف إزاي أقنعه.

نهضت رحمة وهي تقول بصوت متهدج
أنا مش هقدر اسامحك أبدا على إنك أجبرتينى على إنى أوافق ياراواية..إنتى بترتكبى اكبر غلطة فى حقنا كلنا وبكرة أفكرك.
ثم غادرت الحجرة بخطوات بطيئة حزينة تتابعها راوية بعينيها قبل أن تقول بهمس
مبقاش فيه بكرة يا رحمة..أنا بصلح الغلط اللى عملته زمان..قبل فوات الأوان..وصدقينى..بكرة إنتى هتسامحينى وهتعرفى إنى كنت صح..وساعتها...
نظرت إلى السماء قائلة
ياريت تفتكرينى بدعوة تخفف عنى ذنوبى اللى شلتها من يوم ما قبلت أكسر قلبك وقلبه يارحمة.
لتغمض عينيها تشعر لأول مرة منذ أمد بعيد......بأنها تفعل الصواب.
مررت بشرى أظافرها الطويلة المطلية باللون الأحمر القانى على مجدى المتمدد بجوارها ر لتأخذ بأصابعها تلك السېجارة وتضعها بين شفتيها تأخذ منها نفسا عميقا ثم تطلقه ..لتضعها مجددا لمجدى ليقول بلهجة ثقيلة ممطوطة
إنتى ماشية بسرعة كدة
توقفت بشرى عن عقد أزرار بلوزتها القطنية وهي تنظر إليه قائلة 
هو أنا مش قايلالك إن رحمة جت..ولازم أكون فى البيت.
نهض من السرير يقترب منها وهو يقول
قلتيلى ..بس الساعة لسة ٨..مستعجلة ليه بس على حړق الډم
والله إنت فايق ورايق يامجدى..وأنا مش رايقالك خالص..إبعد بقى خلينى ألبس وأمشى..أنا روحى بقت فى مناخيرى.
أمسك مجدى بيديها آخذا إياها إلى يجلسها قائلا
إهدى بس ياحبيبتى..أنا مش قلتلك متتعصبيش.
نظرت إليه بشرى قائلة بحنق
متعصبش إزاي بس..إنت نسيت انا قلتلك إيه..جوزى طلع بيحب رحمة هو كمان.. ورحمة رجعت وشكلها هتكوش على كل حاجة من تانى..رجالة وفلوس عيلة الشناوي.. وأنا هطلع من المولد بلا حمص.
أشار إلى عقلها قائلا
وده راح فينزي مادبرتيلها بيه مصېبة قبل كدة..تدبريلها مصېبة من تانى.
زفرت قائلة
مبقاش فية عقل يامجدى يفكر..من ساعة ماعرفت إنها راجعة وسمعت إن مراد بيحبها وأنا هتجنن.
عقد مجدى حاجبيه قائلا
اللى يسمعك دلوقتى يفتكر إنك بتحبى مراد وغيرانة عليه مش آخداه سلمة توصلى بيها للى إنتى عايزاه..وبعدين انتى قلتى إنك سمعتيه بيقول إنه كان بيحبها..كان..يعنى مفيش خوف منها دلوقتى.
نظرت بشرى إليه قائلة فى حقد
مراد فعلا سلمة لفلوس عيلة الشناوي..بس مجرد ما عرفت إنه كان بيحبها خفت..إنت متعرفش رحمة وتأثيرها..هالة البراءة اللى حواليها واللى بتشدك ليها زي السحر..مش كفاية يحيي بيحبها عشان تاخد مركزها وقوتها جوة العيلة ..دلوقتى
مراد كمان.
صعد مجدى يمسد لها كتفيها قائلا بنعومة
يحيي مبقاش يحبها بعد اللى حصل زمان ..ولو لسة فيه رماد فاضل من حبهم إحنا هنزيحه خالص ونمحيه..أما مراد فإشغليه ..خليه ميشوفش غيرك..هو انا برده اللى هقولك تعملى إيه عشان تكسبيه..بس متزوديش العيار عشان بغير..
ليصمت لثانية يهدئ مشاعر الغيرة بداخله ثم يستطرد قائلا
صدقينى يابشرى عمر ما رحمة هتكون أد ذكاءك وجمالك..لو آمنتى بده..بسهولة هتغلبيها.
موافقة..إبتسم مجدى

الفصل الخامس
جلست رحمة على سريرها تضم ركبتيها إلى صدرها بيديها..وتسيل دموعها على وجنتيها كدماء سالت من چروح عميقة بروحها..مؤلمة حقا ومزهقة لأنفاسها..لا تدرى كيف وافقت على طلب أختها ..كيف ستستطيع تلبية رغبتها الأخيرة..كيف ستصبح لهذا الرجل الذى ما تمنت يوما غيره والتى أيضا أدركت منذ زمن بعيد أنها لن تستطيع أن تكون له...كيف
نهضت من مكانها تدرك أنها لن تستطيع الحصول على الراحة هنا فى تلك الحجرة لتخرج منها باحثة عن الراحة فى مكان آخر.....مكان لم تكن تحلم بالتواجد فيه ولكن ها هي متجهة إليه....وبكل حزم.
دلفت بشرى إلى حجرتها بعد أن وجدت المنزل ساكنا على غير عادته فى مثل هذا الوقت..إنتابتها الحيرة تتساءل عن مكان وجود الجميع..وكيف كان لقاء زوجها برحمة.. ورحمة براوية..وإلى متى تنوى رحمة المكوث هنا أم أنها تنوى المكوث طويلاأسئلة وأفكار عديدة راودتها.. ولكنها كانت مرهقة للغاية فتركت أفكارها جانبا..ربما فى الصباح تعرف إجابات تلك الأسئلة فكل ماتحتاجه الآن هو حمام دافئ وساعات طويلة من النوم كي تستعيد نشاطها مجددا..وتنجلى أفكارها..لتدبر لتلك الرحمة مصېبة تليق بها..
أضاءت نور الحجرة..لتنتفض وهي تجد مراد جالسا فى هذا الركن البعيد..ينظر إليها بملامح جامدة..لتبتلع ريقها وهي تقترب منه قائلة
خضتنى يامراد ..إيه اللى مقعدك فى الضلمة كدة
لم يجيبها مراد وإنما سألها بدوره قائلا
كنتى فين يابشرى
قالت بشرى بإرتباك
هكون فين يعنى..كنت..كنت عند صفاء ..أنا والشلة..حفلة بنات كدة ع السريع..خلصتها وجيت.
قال مراد ببرود
ومقلتليش ليه
إقتربت بشرى منه قائلة
إتصلت بيك وتليفونك كان مغلق.
نهض مراد قائلا بحدة
يبقى متخرجيش..المفروض إنى لازم أعرف مراتى خارجة فين قبل ما تخرج من البيت وياأوافق ياموافقش..مفهوم
إتسعت عينا بشرى قائلة بإستنكار
إيه الكلام اللى انت بتقوله ده يا مراد..ومن إمتى الكلام ده..هامن أول جوازنا وأنا بخرج ومبقولكش وانت مبتعترضش ومبتهتمش أصلا.
اقترب منها مراد قائلا فى برود
من النهاردة ياستى ههتم وهعترض من النهاردة ممنوع تخرجى من غير إذنى..كان منظرى وحش اوى أدام يحيي وأنا مش عارف مراتى فين
رفعت بشرى حاجبها الأيسر وهي تقول بسخرية
يحيي..قلتلى..بقى الموضوع فيه أخوك الكبير ومنظرك أدامه وأنا اللى قلت جوزى فجأة بقى مهتم بية وعايز يعرف بروح فين وبعمل إيه.
أحس مراد لثوانى بالإرتباك..فبالفعل سؤاله عن مكان وجودها ما جاء سوى من تنبيه أخيه عليه..وشعوره انه مقصر فى حياته الزوجية أما فى الحقيقة فهو لا يهتم ببشرى أبدا ولا يود أن يعرف شيئا عنها.. فهي بالنسبة إليه مجرد زوجة أجبر عليها ولم تستطع أن تكسب قلبه بسبب عنجهيتها وتصرفاتها البغيضة..ليفقد أي إهتمام بها كإمرأة رغم جمالها الرائع والذى يحسده عليه الجميع..فلم يشعر معها بتسارع دقات قلبه مثل هذا الذى حدث معه منذ قليل ولم يشعر معها بالراحة كما يشعر مع... شروق.
لا يدرى لما اقټحمت صورة شروق مخيلته الآن..لينفض تلك الصورة وهو ينتبه إلى كلمات بشرى التالية وهي تقول
متحاولش تتعب نفسك..وتدور على كلام تبرر بيه موقفك..وبصراحة انا تعبانة ومش حمل مجادلة معاك وعايزة آخد شاور وأنام..بعد إذنك.
تجاوزته ليعيدها إلى مكانها أمامه..كاد أن تقع فإستندت إليه تخشى السقوط ليدعمها بيديه ..فتحت عينيها بقوة وهي ټشتم رائحة نسائية تعرفها جيدا وتكرهها فى آن واحد..فهي تذكرها بصاحبتها التى تكرهها بدورها..وبشدة..تبا إنها تقليدية للغاية تلك الرحمة..حتى عطرها مازالت تحتفظ به ..ولم تغيره..ولكن ما الذى أتى به على ملابس زوجها..لتنتفض مبتعدة عنه وهي تقول بحدة
إيه الريحة دىفهمنى جتلك منين
عقد مراد حاجبيه قائلا بحيرة
ريحة إيه
قالت بشرى بحدة وهي تشير بإصبعها  قائلة
ريحة البرفيوم الحريمى دى.
أحس مراد بالإرتباك لثوانى وهو يدرك أنها رائحة رحمة العالقة به..ليتمالك نفسه قائلا
راوية أغمى عليها ورحمة من قلقها كان هيغمى عليها هي كمان......
قاطعته قائلة بحدة
وإنت طبعا الشهم الهمام اللى لحقتها قبل ما تقع وسندتها ..صح
قال مراد بحدة
بالظبط ..زي ما عملت معاكى دلوقتى..فيها إيه دى كمان
إزدادت نبراتها حدة وهي تقول
بس أنا مراتك.
قال مراد پغضب
وهي كمان مرات أخويا .
قالت بشرى بسخرية
كانت مرات أخوك..كانت ..
تجمدت ملامح مراد وهو يقول
رحمة هتفضل دايما مرات أخويا..فبلاش مشاعرك الغريبة واللى مش مفهومة بالنسبة لى من ناحيتها وناحية راوية اللى بټموت ومع ذلك مشفتش منك شفقة ولا عطف او حنية عليها..ياريت تصفى قلبك قبل
 

تم نسخ الرابط