روايه ساره الجديده الفصول من الاول الخامس
المحتويات
عن الواقع وسحبها لعالم الأحلام
هاتفة
صباح الخير الحمدلله
كان ينظر لإبتسامتها الناعمة مع الضوء الخاڤت عبقت
بوجوده أو نظراته وكالعادة كان مدخل للشيطان
فابتسم بسخرية كيف يفكر كالأبلة لابد أنها تفعل
كل ذلك لتوقعه فى شباكها..
بعد أن أنهى صلاته سمع صوت هاتفه فتوجه ليجيب
ليجده خاله
عامل أيه يا خال!
مالها أمى! طب مسافة السكة
خرجت من غرفتها وهى ترتدى إسدالها تسأله بفزع
فى أيه مالك!
امى تعبانة إجهزى هننزل البلد
قاسېة تلك الذكريات التى نحاول أن نمحيها وهى
تحارب كى تبقى معنا
أشرقت الشمس وجدت نفسها تقف أمام باب ذلك
تفعل كل ما تشعر به غصة كادت تزهق روحها
بعد أن تقدم خطوتين أستدار يرمقها وهى تقف
كالتمثال الصخرى فسألها بإستنكار
واقفة عندك كدا ليه! يلا تعالى
أومأت مقاومة غصتها ثم تحركت خلفه هزت رأسها
بقوة لتطرد تلك الذكرى وكى تمنع نفسها من الإغراق في التفكير فتح مروان باب البيت
ودخل بهدوء وعينيه دارت بالمكان فوجد خاله يجلس
على أريكة خشبية فى مقابل الباب فاقترب منه مسرعا
يسأله بقلق
مالها أمى ياخالى
بخير يا بنى الحمدلله سكرها وطى فجأة جبنا الدكتور
رمق خاله التى تقف خلفه منكسة رأسها والحزن يملأ
عينيها فابتسم بهدوء قائلا
حمدلله على السلامة يا بنتى
الله يسلمك يا خالى
تحرك مروان من امامهم هاتفا
هاطلع أشوف أمى يا خال عن إذنك
دقائق من الصمت الحزين قبل أن يقول لها
تعالى يا بنتى أقعدى واقفة ليه
هزت رأسها بإبتسامة هادئة لا تغادر وجهها طول فترة
حديثهما بعد لحظات ربما دقائق كان يهبط مروان من
الأعلى هاتفا
لقيتها نايمة مرضتش اصحيها
طب كويس خد مراتك وعرفها طريق اوضتك وريحوا
من الطريق ولما تصحى ابقى روح لها
قلبها كان ينبض كالطبول الإفريقية من لفظه كلمة مراتك أول مرة تستشعر حلاوة الكلمة بينما هو
لا يتحرك ابتلع ريقه هاتفا
احنا هنسافر تانى اصلا
هتسافر تانى وتسيب أمك أكيد محتاجالك
اطلعوا يا بنى ريحوا فى اوضتك وبعدين يحلها
حلال
تنهد مروان وهو ينظر إلى خاله بلوم وعتاب ثم وجه
حديثه إليها
تعالى معايا
صخب من المشاعر العاتية تجتاحها اصطبغ وجهها باللون الأحمر فتوهج خديهها بالنمش خاصتها اشاح مروان برأسه بعيدا يعرض عن اضطراب روحه التى يعبث
بها النمش الذى يملأ وجنتها وأنفها
ولجت للغرفة وهو خلفها كانت توزع نظرها فى كل زواية
حتى تحمحم هو فاستدارت تنظر للأعلى وكأنها لا تستوعب الهيئة الضخمة الواقفة امامها
كأنها تتحاور فى دهاليز عقلها فاجابها هو بصوت عالى
هنضطر نقعد فى اوضة واحدة هى مسألة يومين
اطمن على أمى وبعدين نمشى
وليه!
قطب حاحبيه مستنكرا ماذا تقصد
هو أيه اللى وليه!
ليه يومين ونمشى ما تخلينا فى البلد
مش وقته الكلام دا أنا هنزل تحت اروح أصلى مع خالى
بعد مرور ساعتين خرجت من غرفتها لتذهب لغرفة والدته
فوجدتها تنظر للسقف فأبتسمت بهدوء وتقدمت نحوها
هاتفة
عاملة ايه دلوقتى!
الحمدلله على كل حال أهى أيام لحد ما اروح للغالى
قاطعتها وهى تربت على يدها
ربنا يبارك فى عمرك ويخليك لينا
دقائق وكان يدخل مروان وخاله وزوجته و ما أن ولجوا
نهضت واقفة
كدا يا ست الكل تقلقينى عليك
حمدلله على السلامة يا حبيبى
رفعت بصرها لزوجة اخيها هاتفة
جيتى ليه يا سعيدة أنا عارفة إنك تعبانة وعذرك معاك
هاجى لأغلى منك!
معنديش أنا اغلى منكم
إبتسمت والدة مروان بوهن هاتفة
لأ كلنا عارفين أن مفيش اغلى منها
اطرقت زوجته رأسها بخجل التى بدت فى عقدها الخامس
كانت روان تراقب ذلك الرجل وهو ينظر لزوجته بكل عشق
رفعت نظرها لمروان هو لم ينظر لها كما ينظر ذلك الرجل
لزوجته رفع بصره ينظر إليها فتلاقت نظراتهما لكن
سرعان ما أطرقت رأسها بقلب ملكوم كان خاله يراقبهما
فتنهد قائلا
سبحانه يا اختى بيحط الأسباب وبيؤلف بين القلوب فى غمضة عين
بالعجز ولا يعلم ماذا يفعل
هز خاله رأسه بأسى فاإبن أخته نظراته كالمتلهف الذى
ينتظر حبيبته
فى المساء
مالك!
كانت هذه كلمات مروان وهو يسألها عن حالها فهى تبدو
على عكس طبيعتها فى الأيام السابقة أما هى كانت تريد
أن تصرخ به لماذا يمقتها يعاملها كالمنبوذة ولم يكمل
زواجه بها هل ينتقم لمۏت أخيه لكن ما ذنبها هى
أغمضت عيناها وهى تجيبه بصوت متحشرج
ماليش بس قلة نوم
طب نامى تحبى أطفى النور أنا هاكون هنا على الكنبة
حاولت كبح دموعها وهزت رأسها فى صمت وتوجهت
على الفراش وأنكمشت على نفسها ثم دثرت نفسها
بالأغطية كان يرمقها بقلق تبدو
متابعة القراءة