رواية امل الجزء الاول للكاتبة أمل نصر
يتشاكسان المزاح الخفيف والثقيل المداعبات المعروفة من عزيز وردود ابنتها المدهشة كالعادة.
تتابعهم مضيقة عينيها بترقب وراسها المشتعل يدور بلا هوادة عن سر علاقتهما بهذه المدعوة بسمة كيف لابنها ان يقضي سهرته معهما في المنزل وهل قضيا الوقت بينهما وحدهما ام بوجود عائلتها تبا
رأسها على وشك الانفجار منذ الأمس من وقت ما أخبرها ابن شقيقتها بالأمر لتكشف كڈب الاثنان وخداعهما لها ولكن لا بأس لن تهدأ حتى تعرف كل شيء وحدها وعلى طبيعة العلاقة سوف تحدد طريقة المواجهة وهي بالفعل تتحرك في عدة اتجاهات لتجيب بنفسها عن أسئلة حيرتها طوال الفترة السابقة .
هتفت بها لتجذب انتباه الاثنان لها وجاء رد الاخيرة بعدم فهم
احدد ليه يا ماما هو انا هعمل ايه بالظبط
تبسمت بمراوغة تمازحها
يعني هكون عايزاكي في ايه يا ناصحة تنضفيلي البيت مثلا يا بت بقولك عيد ميلادك النهاردة فهمك بطيء كدة ليه
يعني انتي عاملة عيد ميلادي النهاردة صح
هتفت بها عاليا كتخمين رد عليها شقيقها بضړبة خفيفة من كفه على رأسها من الخلف
أم الغباء انتي لسة برضوا بتسالي
يووووه.
تمتمت به لتهجم عليه بعدة ضربات متوالية بقبضتها على انحاء جسده جعلته يقهقه ويغيظها
ياربي على أم غلاستك.
ما خلاص بقى انتوا الاتنين واحترموا الأكل.
صاحت منار بالاخيرة لتجبرهم على التوقف قبل ان تتابع لها
ياللا بقى حددي مين من صحابك هتعزميه النهاردة معاكي أنا عملاها ع الضيق لأعز الناس علينا مش عايزاها زيطة.
والله أحسن حاجة قولتيها يا ماما......
نهضت فجأة تباغتها باحتضانها وتقبيل وجنتها تعبيرا عن امتنانها قبل أن تعود مرة أخرى لشقيقها وطاقة من الحماس واللهفة تملأها لتعلق منار على فعلتها ضاحكة
نطت زي القرد تبوسني عشان مصلحتها.
ايوة يا ختي افرحي افرحي حد يلاقي الدلع وما يفرحش.
قالها عزيز قبل ان يميل برأسه جوار أذنها هامسا بمكر
ايوة بقى ع الحظ وحفلات عيد الميلاد اللي نازلة ترف
تبسمت بتوتر لتلكزه بمرفقها على خصره فصدحت ضحكته بصوت أعلى حتى جعل والدتهما تتسائل بفضول
بتتوشوشو تقولوا ايه انا قاعدة معاكم على فكرة .
لا والله يا ماما مش حاجة مهمة اوي يعني.
هتفت بها ليلى كإجابة سريعة بتلعثم وقد اخجلها قول شقيقها الذي كان مستمتعا بمناكفتها حتى عادت منار بخطابها لابنتها
بسمة.
هتفت بالأسم بعفوية كأول إسم طرأ بعقلها تستحق المشاركة معها اليوم ثم أردفت ببعض الأسماء الاتي تجاهلتها منار لتركز على هدفها
ما شاء الله هو انتي رجعتي لصداقتك مع بسمة من تاني امال هي بطلت ما تيجي بيتنا ليه البت دي
قالتها بقصد وعينيها نحو ابنها المندهش من فعلها والذي ادعى انشغاله بطعامه حتى قول شقيقته المندفعة
دي اتغيرت اوي يا ماما وجنانها خف عن زمان لو شوفتيها هتعجبك اوي
ابتسامة ماكرة لاحت على ثغرها وابصارها لم تفارق عزيز مرددة
وماله يا حبيبة ماما جيبيها خليني اتعرف بيها.
في وقت لاحق من اليوم وقد ارتدت فستانها وتجهزت لحفل ميلادها الذي لم يبدأ بعد ولم يحضر أحد كانت في غرفتها تحادثه عبر مكالمة مرئية
انا كان نفسي اوي تيجي تحضر معايا يا ممدوح ماما مزاجها رايق اوي النهاردة وعمالة من الصبح تدلعني قال ايه عشان كملت عشرين سنة وبقيت عروسة.
احلي عروسة يا حبيبتي وهي دي محتاجة شهادة انا طبعا كنت اتمنى بس هاجيلك بصفة
ايه أخو صاحبتك مثلا
سمعت منه لتطلق ضحكاتها العفوية حتى مالت برأسها أمامه ليشاركها الضحك بعدة عبرات ممازحة مرة أخرى حتى قال بجدية
الحاجة الوحيدة اللي اقدر اعملها هي اني اوصل بسمة لحد عندك ساعتها بقى ممكن تخرجي تسلمي عليا او تعملي هاي من بلكونتك انا راجل غلبان وراضي بقليلي
عادت للضحك مرددة خلفه بمرح
ماشي يا عم الغلبان
توقفت على طرق باب الغرفة لتنهي سريعا معه قبل ان تفتح الباب لشقيقتها التي قبلتها تهنئها بعيد مولدها قبل أن تدلف معها لداخل الغرفة قائلة
ماما بعتاني اجي اشوفك خلصتي تجهيز نفسك ولا لسة الضيوف على وصول ايه ده
هتفت بالاخيرة بعد ان وقعت عينيها بالصدفة على القلادة التي نستها ليلى على فراشها خطڤتها منها سريعا لتخفيها عن انظارها بارتباك.
أثارت فعلتها ابتسامة على وجه شقيقتها لتسألها بمكر
واضح انها هدية غالية عندك يا ترى واخداها من مين يا لولو
تلجلجت باضطراب ملحوظ لم يخفى على شقيقتها
اا يعني كدة حد عزيز عليا مش لازم اقولك على فكرة.
لا طبعا مش ملزومة تقولي
قالتها ريهام باستدراك زحف لعقلها عن طبيعية شقيقتها الشفافة دائما امامها هذا الاضطراب وهذه اللهفة لن تصدر منها سوى في حالة واحدة وهي أنها تحب بالتأكيد طبعا لن يكون سامح ابن خالتها.
لتكوني زعلتي يا ريهام بس انا قصدي والله يعني.....
قاطعتها الأخيرة بتقدير
يا حبيتي مفيش داعي تبرري انا بقولك كدة عشان
اديك مساحتك في الخصوصية حتى لو هتخبي عني مش عيب اهم حاجة بس تاخدي بالك من نفسك....
توقفت لتزفر تنهيدة من عمق ما تحمله بداخله من يأس
اقولك على حاجة يا ليلى انا كان نفسي احب واتحب ايام الجامعة شباب كتير حاولوا يتقربوا مني بس انا اللي كنت بطفشهم بنفسي عيني دايما كانت ع المستوى اللي يناسبني أو الأعلى مني حتى وانا قلبي بيدق كنت بتجاهل اي اعجاب من أي حد اقل مني كنت ماشية بنصايخ ماما ع المسطرة حتى لما اتجوزت كان اختيارها هي عريس وسيم تتمناها أي بنت في الدنيا وانا طبعا كنت طايرة من الفرحة بالحاجات اللي عملهالي من فرح هايل وعربية اخر موديل وشهر عسل في جزر المالديف بس بعد كدة بقى ايه اللي حصل
ايه اللي حصل
سألتها ليلى بانتباه شديد وهي تجلس جوارها على طرف التخت وقد أثارت فضولها بهذه الاعترافات النادرة منها
ايه اللي حصل هي ان بعد زهوة البدايات بتكتشفي الحقيقة حقيقة الشخص اللي معاكي والحياة المملة حتى لو مش بيتأخر عنك في أي طلب لكن يكفي انك مش لاقية الدفا ولا الاهتمام اللي كنت بتتمنيه ولا حتى الحب اللي تحسيه بجد منه دا انا احيانا بحسد مرات البواب عندنا من النظرة اللي بشوفها في عين جوزها ليها الحاجات دي بتبان اوي ما هي الفلوس مش بتشتري السعادة يا ليلى مهم اوي يكون الجواز عن حب.
تأملتها صامتة بتركيز هذه اول مرة تكتشف هذا الجانب الحزين من شقيقتها وهي التي دائما ما كانت تحسدها على حظها في امتلاك الجسد الجميل والوجه الفاتن والزوج المثالي كما كانت تصف دائما منار زوج ابنتها تعد نفسها الا تكون ابدا مثلها او تستلم لهذا المصير البائس.
.... يتبع
..... يتبع