رواية فاطمة كاملة
المحتويات
تعب باباكي والمستشفى ماتزعليش بقا ده احنا قرايب
لم تقدر على كتم ضحكتها
قهقهة بصوتها الرقيق رفع سراج إحدى حاجبيه بدهشة من تلك الفتاة التي يتبدل حالها بين تارة وأخرى
تبادل معها الضحكات إلى أن صمتت فريدة وأنهمرت دموعها تعجب سراج في أمرها وهتف بتسأل
بټعيطي ليه يا بنتي دلوقتي ما كنتي بضحكي
رفعت أناملها تمحي دموعها وقالت بصوت خاڤت يبدو عليه الحزن
أول مرة بابا يبات برة البيت البيت وحش اوي من غيرة من يوم ما تعب واحنا كلنا جنبه في المستشفى وكنا ح سين بوجوده وسطنا رغم تعبه لكن وجوده مطمنا
ربت على كتفها برفق وقال
هيقوم بالسلامة وهيرجع بيته وهيفضل وجوده يطمنكم العمر كله ربنا يبارك في عمره ما تقلقيش الدكتور طمني قال حالته مستقرة ويقدر يخرج ومش بعيد كمان تلاقي الصبح داخل عليكم البيت ومعاه حياة
يارب احنا مالناش غيره وهو كل حياتنا
أبتسم بخفه وقال
واضح انكم كلكم متعلقين بوالدك أوي حياة كمان نفسيتها مش
مظبوطة اعتقد بسبب بعدها عنكم واضح اوي انكم عيلة مترابطة
ابدلت دفته الحديث وهتفت بحماس
انا هعمل شاي بحليب تشرب معايا اصل الجو ده محتاج الشاي بحليب
أوما بخفة وقال
بحليب
بعدما توجهت فريدة إلى المطبخ لإعداد الشاي بحليب هتف سراج وهو يهز رأسه قائلا
عيلة لذيذة والله
عودة إلى المشفى
جلست داخل الكافية الخاص بالمشفى تنتظر أعداد قهوتها
بينما لمحها ادم وهو يطلب من الشاب اعداد قهوتهكانت جالسة يبدو عليها الشرود التقط كوب القهوة خاصته وأخذ الآخر الخاص بحياة بعدما علم بمطلبها ثم سار اتجهاها ووقف أمامها يتنحنح قائلا
هتفت باقتضاب
أكيد أتفضل
جلس بالمقعد المقابل لها وبدء في أرتشاف القليل من قهوته ثم نظر لها بتسأل
يضايقك لو اتكلمنا شويا
هزت راسها نافية وقالت
هنتكلم في أية
يعني أنا عرفتك بنفسي وانتي ما عرفتنيش عن نفسك حتى اسمك ما عرفوش لحد دلوقتي
اسمي حياة فاروق الألفي وبشتغل مهندسة برمجة في شركة سليم السعدني
ثم همت واقفة وهاجمته بحدة قائلة
المعلومات دي كافية ولا ايه يا دكتور
وسارت غاضبة تصعد الدرج لحق بها يحاول الاعتذار فهو لم يقصد مضايقتها كان يود أن يفتح معها مجال للحديث بينهما
وأثناء اللحاق بها أتت إليه الممرضة تركض مناديا إياه
دار وجهه إليها لتردف الأخيرة قائلة
طلبينك في الطوارئ في حاډثة عربية والمصابين كتير
ركض الي حيث الطوارئ ليتابع عمله باهتمام بعدما قرر أن يعتذر منها وقتا لاحقا
أما عنها دلفت لغرفة والدتها بأنفاس لاهثة
وأغلقت الباب خلفها وظلت متسمرة خلفه تخشى أن يلحق بها الطبيب أو غيره فهي لم تعد لديها ثقة مطلقة بأحد كما أن سليم لن يتركها تنعم بلحظات أمان وسط عائلتها سيعمل طوال الوقت على تشتيتها وقد نجح في ذلك فهي رغم كونها بحصنها الأمن ولكن تشعر بالقلق والضياع كأنها تائهة مغيبة تريد أن تصرخ بأعلى طبقات صوتها ترفض ذلك الواقع المرير التي تعيشه
ظل سليم ساهرا بغرفة مكتبة يرسم خطته بأحكام وفجأة انتشله من تخطيطه الشيطاني صوت طرقات اعلى باب مكتبه
ثم دلف أسر وهو يقول
فاضي يا سليم نتكلم شويا
ولو مش فاضي أفضالك يا حبيبي تعالى اقعد
جلس أسر بالمقعد المقابل لشقيقه ثم زفر أنفاسه بهدوء وهتف بتسأل
ماما قالت ايه عن ميلانا ويا ترى متقبلة جو ازي ولا ايه
ما تقلقش ماما بس متفاجئ بس قولي ناوي تعمل أية مع نور
كلمتها ولا توصلت معاها
ناوي نقعد مع بعض ونتفق على
الطلاق وتاخد كل حقوقها هي لسه ما تعرفش بوصولي بكرة هروح اعزيها ونخلص كل حاجه بهدوء
ثم أردف قائلا وهو يهم من مقعده
أنا خارج مع ميلو عشان افرجها على البلد
هتف بدهشة
دلوقتي بس الوقت متاخر
أبتسم له وودعه قائلا
احسن وقت نخرج فيه بعد منتصف الليل ههه ما تقلقش علينا سلام
أغلق باب المكتب خلفه زفر سليم بضيق والتقط الهاتف يجرا اتصالا سريعا
وعندما أجابه الطرف الآخر قال سليم بصرامة
موسى جهز عربيتك والحراسة دلوقتي أسر بيه خارج هو ومراته عاوز عينك ماتشلش من عليه تفضل زي ضلي واوعى يح س بيك مفهوم
ثم اغلق الهاتف وعاد بظهره للخلف يغوص داخل مقعده الوثير وينظر أمامه بعيون حادة ونظرات صارمة خالية من الرحمة
ارتدت ميلانا ثوب أنيق يتناسب مع رشاقتها باللون الاخضر وتركت شعرها البني ينسدل بتمويج على ظهرها
عندما رآها أسر فرغ فاه ينظر لها بإعجاب ثم أقترب منها يبدي إعجابه بمظهرها الأخذ
التقط كفها بين راحته ثم رفعه وطبع وعيناه تجوب على ملامحها
أنا مش قد الجمال ده
توردت وجنتيها خجلا وهمست بصوت رقيق
ليش هيك عم تطلع فيني
اسبل عيناه ثم
وجهها بين كفيه ودنا منها عميقة يبث بها شوقة وحبه لها
بعد لحظات ابتعد عنها وهمس بحب
بتطلع فيكي عشان بحبك ومش قادر أشيل عيني من عليكي بجد أنتي ډخلتي حياتي نورتيها يا ميلو
أبتسم بخفه ثم أردف قائلا
يلا نخرج زي ما وعدتك بدل مااضعف وارجع في قراري
رفعت أناملها وقالت وهي تتعمق النظر داخل مقلتيه
يا الله عيونك متل البحر بغرق فيهن
ضحك أسر
متابعة القراءة