رواية امل الجزء الاول

موقع أيام نيوز

الفور نهض يسترضيها ويقبل رأسها
خلاص يا قلبي بقى بهزر والله انتي دايما كدة حماقية وطبعك حامي .
رددت مجيدة بدفاعية وهي تحاول بنزع كفيه عن رأسها وكتفيها
انا برضوا اللي حماقية ولا انت اللي بارد ومستفز.
ردد خلفها وهو يزيد بتقبيل كفها ووجنتها
فعلا انا اللي بارد ومستفر وانتي ماجي القمر حني علينا يا قمر. 
تبسمت اخيرا ليهلل بمرح مع شقيقه
يا سلام و اخيرا ظهر صف السنان الولي يا أبو علي .
اضاف عليه الاخر غامزا
لا وكمان يا حضرت الظابط لو تاخد بالك الوش المربرب الحلو نور.
على الفور لوحت بكفيها تخمس بوجههما مرددة
الله اكبر في عيونكم المدورة انتو الجوز في إيه
قهقه ثلاثتهم معا قبل ان يختم أمين بقبلة اخيرة أعلى حجابها يقول
ربنا يخليكي لينا يارب وتفضلي حلوة كدة دايما.
ناظرته مجيدة بامتنان وتأثر وتابع لها وهو يعود لمقعده
مش عايزك تزعلي بس انا بجد مش رافض الفكرة بس كمان مقدرش اللف صالونات زي صاحبنا دا.
قالها بالأشارة نحو اخيه الذي رد يدعي البؤس
ربنا يسامحك. 
كتم أمين ضحكته ثم استطرد
سبيها على الله يا أمي وان شاء الله ربنا يرزقني ببنت الحلال .
ردت مجيدة بنتهيدة وصوت متأثر
ونعم بالله.
ردد خلفها مع أخيه بالدعاء ثم استأذن كي يذهب ليستحم قبل ان يشاركهم الجلسة فنظرت لأثرة تمصمص بشفتيها لتردف بضيق
جميل وطيب والله ويستاهل احلى البنات بس هيلاقيها فين دي وهو طول الوقت في القسم ومبيشوفش غير الاشكال اللي مش كويسة وبنفس الوقت مش عايز ياخدها صالونات زي ما بيقول يبقى هيتجوز ازاي بقى
ضحك حسن قبل أن تباغته بسؤالها
متعرفش واحدة يا ولد إنت عندك في الشغل تكون زميلتك ولا صاحبتك ولا....
قاطعها حسن مرددا بدهشة
حيلك حيلك يا ست الكل صاحبة مين هو انا اعرف اصاحب اساسا ثم مين قالك ان شغلنا في زمايل بنات لو مهندسات بيروحوا هما كمان مواقعهم لكن احنا بنشتغل تحت الشمس وبينا خناشير مفيش يا روح قلبي الكلام اللي في دماغك ده. 
مفيش خالص.
قالتها مجيدة بدرما قانطة لتعتلي ابتسامة متسلية وجه الاخر قبل يستدرك ويتذكر من تركها بالأمس بعد أن غفت بجواره داخل السيارة وقد غابت اليوم عن عملها ولم يتسنى له الاتصال او السؤال عنها رغم فضوله الشديد لرؤيتها أم هو التعود الذي جعله يذهب للموقع مرتين يسأل ويبحث بعينيه عنها بعد قضائها الفترة الماضية في الجدال والشجار معه يوميا لا يعلم لماذا ولكنه يشعر أنه افتقدها. 
قالت مجيدة تخرجه من شروده
سرحت في إيه يا منيل انت كمان
عاد حسن للضحك يجيبها بشقاوة
طب تصدقي بالله يا أمي انا شوفت واحدة امبارح بنت كدة قمر زي ما بيقولو شعر اصفر وعيون ملونة ومواصفات تانية إيه تبهر على طول جه على بالي أمين واتمنينتها تبقى مراته.
قطبت مجيدة لتسأله باستغراب
يا سلام ولما هي عجبتك اوي كدة متنمتنهاش لنفسك ليه
افتر فاهه أمامها وتوقف قليلا بتفكير قبل أن يجيبها وكتفيه اهتزت بعدم معرفة
بصراحة معرفش رغم ان لو شوفتيها هتعجبك بجد والله بشكلها وطريقة كلامها كمان حتى اسمها كمان لينا باين ولا ايه 
تبسمت مجيدة وتوقفت عن الطعام تناظره بنظرة مبهمة قبل أن تقول
طب حيث كدة بقى احكيلي شوفتها فين بالظبط 
وتبقى بنت مين هي
ضحك حسن يردد بمرح
إيه يا أمي هو انتي حطيتها في مخك بجد ولا إيه
انا معرفهاش ولا اعرف بنت مين دي مجرد واحدة صاحبة المقاول اللي شغال معايا......
نهار اسود صاحبة المقاول
صاحت بها مجيدة مقاطعة لتجعل حسن يردد بصعوبة ما بين ضحكاته
يا ستي مش اللي في دماغك المقاول اللي انا شغال معاه دلوقتي تبقى بنت والله واسمها شهد كمان .
شغال مع مقاول بنت واسمها شهد كمان! يا راجل!
قالتها مجيدة بعدم تصديق لتكمل بخبث
يعني معاك بنات في اهو امال بتنكر ليه يا ولد 
ضغط على عينيه يردد ضاحكا بيأس
مفيش فايدة مفيش فايدة معاكي انا عارف اني غلطت من الأول اساسا لما اتكلمت. 
كويس ومدام عرفت غلطتك يبقى كمل يا حبيبي للآخر.
قالتها مجيدة بتصميم ليهتف حسن بقلة حيلة.
اكمل أيه يا ستي هو انتي خلاص خلتيها حكاية
بنظرة الأم الحازمة وناظرة المدرسة المسيطرة قالت مجيدة
اه يا حبيبي خليتها حكاية وانت بقى هتحكيها هتقولي على المقاول البنت اللي شغالة معاك والبنت صاحبتها اللي اتمنتها لاخوك ماشي يا بشمهندس
فركت بكفيها على عينيها وهي تستعيد وعيها بعد غيبوبة من النوم قضتها على سرير صديقتها لتعتدل بجذعها بصعوبة ورأس ثقيل تفرد بذراعيها بتأوه وكأنها نامت لألف سنة الغرفة كانت مظلمة وهدوء شديد يعم المكان وكأن المنزل خالي إلا منها نزلت بقدميها من السرير إلى الأرض ثم كادت أن تقع وهي تستقيم واقفة قبل أن تتماسك جيدا وتذهب نحو باب الغرفة لتخرج. 
وجدت انيسة في صالة المنزل مندمجة بنظارتها في مشاهدة المسلسل الأجنبي وصوت التلفاز يكاد أن مكتوم وعلى أريكة وحدها كانت لينا تتلاعب في الهاتف والتي انتبهت عليها تتلقاها بمشاكشة
يا أهلا يا شهد توك ما صاحية يا ست هانم 
تبسمت لها الأخيرة بأعين منتفخة من أثر النوم وقالت أنيسة هي الأخرى
تعالي اقعدي جمبي وحسسينا انك عايشة كدة دا انا خۏفت عليكي وربنا يا بنتي .
ضحكت لها شهد وخطت لتجلس بجوار الأخرى قبل أن ترد
ليه يعني هو انا لدرجادي نمت كتير المرة ادي
صاحت لينا تلوح بكفيها في الهواء أمامها
نمتي كتير! دا احنا دلوقتي العصر يا نور عيني انتي داخلة على عشرين ساعة يا بت دا انتي لو راقدة على بيض كان فقس.
ضكت شهد من قلبها وقد استطاعت لينا بعفويتها المعتادة ان تعيد إليها المرح ف عقبت أنيسة بارتياح
ايوة كدة يا شوشو اضحكي والله ما حد واخد منها حاجة.
اسعد شهد منادتها بإسم الدلال المحبب لها فقالت متسائلة بدهشة
طب يا جماعة انتوا سيبيني ليه دا كله طيب ما كنتوا صحوني.
ضړبت لينا بكفيها تردف ذهول
نصحي مين يا ماما دا احنا تعبنا من الروحة والجاية عليكي انا احاول وامي تحاول وانتي مفيش فايدة فيكي خالص تردي علينا وتقولي اه وبعدها تروحي مع الأموات انا ھموت واعرف هو انتي عضمك ده موجعكيش بالأمانة.
ضحكت لها شهد باسترخاء مرددة
هو بصراحة فعلا بقى عضمي كله واجعني وبطني دي حاسها فاضية اوي وكأني مكلتش من ايام.
سمعت أنيسة وانتفضت عن مقعدها فجأة تقول بلهفة
يا حبيبة قلبي أكيد طبعا لازم تجوعي بعد الوقت دا كله دقايق واسخنلك الأكل وراجعة. 
قالتها وتحركت على الفور ف اعتدلت شهد تناديها بحرج 
استني يا طنت متتعبيش نفسك انا مكنتش اقصد والله.
اوقفتها لينا قائلة بسأم
خلاص يا شهد متخنقنيش والنبي هو احنا هنعطف عليكي يا بنتي دا إيه النيلة دي
عوجت بفمها الأخرى تسجيب لمناكفتها في الرد
نيلة في عينك قليلة الأدب. 
الله يسامحك يا ستي.
قالتها لينا بابتسامة وقد
غمرها الارتياح لعودة صديقتها لقوتها المعهودة ولكنها تساءلت بفضول
مش عايزة ابقى غلسة بس انا بصراحة بقى نفسي اعرف هتعملي إيه في موضوع الزفتة أمنية
تذكرت شهد همها الثقيل وتغضنت ملامحها لتتنهد بقنوط تناظرها بصمت وملامح مبهمة.
من شرفة غرفتها العلوية كانت تشاهد طفلها الصغير وهو يلعب مع مربيته في الحديقة وبنفس الوقت تتابع التفاعل على منشوراتها والتعليقات المدونة إن كانت بالإعجاب والإطراء تزداد انتشاءا وإن كانت بالنقد والتحليل كما يحدث الان وهي تقرأ سطور طويلة كتبها أحد الأشخاص ينتقد ملابسها وهذا الجانب الذي تتعمد أظهاره من الترف المبالغ فيه كشخصية سطحية تحاول التخفي خلف المظاهر حتى تشبع جانب النقص منها زفرت تنفث دخان من انفها فهذا التعليق قد حاز على عدد كبير من التفاعل فاق الألف بالإضافة إلى الردود التي كانت متفاوتة ما بين الرفض والتأيد همت أن ټصفعه برد قاس أو حتى حذف التعليق نفسه ولكنها استدركت بأنها ستكون حركة مكشوفة أمامه وأمام متابعيها وتثبت صحة قوله رفعت كفيها تود قرقرضة اظافرها ولكنها تعلم أنه سوف سيفسد جمالهم ولكن حجم غيظها وغليلها سوف ېقتلها إن لم ترد ولذلك لم تجد بدا من الضغط زر المراسلة وكتبت
السطحي هو من يعلق على منشوراتي من أجل التفاعل وإثارة الجدل
همت أن تترك الهاتف ولكن تنبهت انها بهذا الفعل قد اعطته قيمة عادت سريعا لتمسح الرسالة ولكن كان قد سبق السيف العزل ورأى الرسالة هذا الشخص الذي يسمي نفسه النسر الچارح وقد أرسل إليها هو الاخر بالرد سريعا
أهلا بالنجمة لم أكن أعلم بأهميتي قبل أن تراسليني
كشرت بوجهها حتى همت أن ترد ولكن صوت بوق السيارة التي دلفت مع فتح البوابة الخارجية للمنزل جعلها تنتفض لتغلق الهاتف على الفور وابتلعت ريقها الذي جف لمجرد رؤيته بداخل السيارة والحرس الذي يحاوطه.
رغم مرور هذا العديد من السنوات منذ زو اجها به وهذا الإنكار التي تدعيه أمامه إلا أنها ټموت من الړعب بداخلها قبل أن ترد أو تتكلم مع أي رجل غيره حتى لو بأي حديث عادي فهي الأعلم بطبعه وقد اختبرت بنفسها حجم شره في هذا الشأن في بداية زوا جهم.
قبل عدة سنوات
وبعد حفل زفافها الذي كان اسطوري بمعنى الكلمة بجمع الفنانين الذي غنوا فيه والمناصب العالية من عائلته واصدقاء والده وأفراد من عائلتها هي ايضا مع شقيقها مروان رغم غياب ابيها وكاميليا واخيها الأصغر كانت تشعر وكأنها ملكة وفرحتها بما نالته وما فعله له لها بعد ذلك من تدليل وقضاء شهر عسل في عدد من الدول الأوربية والجزر وقد اضحت تعيش حياة الرفاهية بكل ألونها حتى ظنت انها ملكت العالم بين ي ديها قبل ان يحدث ما حدث وترى هذا الجانب المظلم منه وقد كان ذلك حينما استيقظت في أحد الأيام مبكرا وقبل أن تنتهي ايام العسل حاولت ان توقظه
كارم يا كارم اصحى بقى انا زهقت من القعدة في الجناح اوووف.
التف ينقلب بجانبه عنها للناحية الأخرى يزوم برفض ف حاولت معه مرة أخرى ولكن حينما يأست فضلت الإعتماد على نفسها ونهضت لتبدل ملابسها وارتدت تيشيرت بدون أكمام على شورت فوق ركبتيها وخرجت من الغرفة لتهبط إلى المطعم وتطلب اصناف وجبة الإفطار التي كانت تريدها كان من الممكن أن تتصل هاتفيا وتطلب ما تريده ولكن غرور الدلال الذي اغدقها به جعلها تنزل متعمدة بقصد لتسير بين الرجال الأجانب وحدها فترى نفسها في أعينهم وقد كانت فكرة لا بأس بها بل وأسعدتها كلمات الإطراء التي تلقتها من أحد الرجال ثم نظرات بعض الأشخاص ومعاملة النادل لها برقة مبالغ فيها ثم لقاءها بأحد النزلاء في المصعد والذي عرفها على نفسه على أنه ينزل بجناح بالقرب من جناحها مع كارم .
ورافقها الرجل يسير معها ويتحدث بالمزاح ليضحكها وقد وجدها تستجيب وتقهقه بدون مجهود منه وتطور الأمر مع الرجل حتى أوقفها
تم نسخ الرابط