رواية امل الجزء الاول
المحتويات
حبيتي لما نفرحلك... ربنا يتمم بخير يارب وتبقي الدور اللي بعده....
ضغطت لتتحمل التعليقات وما يتبعها من همهمات حتى وصلت إلى المطبخ لتجد نرجس زو جة أبيها وقد دبت فيها روح الحماس وتتنقل في المساحة الضيقة لتساعد زبيدة زو جة أبو ليلة والتي كانت واقفة على الموقد الغازي لإعداد أجمل الأصناف من ي دها ناكفتها شهد بقولها
ضحكت زبيدة تعقب على قولها
واڤضحك ليه بجى هو انت بخيلة يا بت
هتفت شهد بدفاعية
لا والله ما بخيلة انا بس جيوبي فاضية واخاڤ بقى لا الناس تهجم من الجيران ولا المدعوين ع الريحة اللي تهبل دي مع اهل العريس وساعتها تبقي وقعة وانا بس عايزاها تمشي الستر .
ان شاء الله ربنا يسترها بس انتي متحمليش هم.
تدخلت نرجس تقول خلفها
وتحمل هم ليه دي كل حاجة جايبها بزيادة وخير ربنا كتير مع انها اساسا مكنتش محتاجة دا احنا أهل وقرايب في بعض.
اتجهت إليها شهد تخاطبها بوجه جامد وكلمات ذات مغزى
انا مقصرش في واجب عليا أبدا
حتى لو كنا أهل وقرايب زي ما بتقولي.
هي البت صبا مجاتش معاكي ولا إيه فينها مش سمعالها حس
أجابت زبيدة بابتسامة ساخرة
تسمعي ولا تشوفي مين هي الجلعانة دي ليها في المطبخ ولا تعرف تطبخ اساسا روحي اوضتك هتلاقيها هناك.
اوضتي!
هتفت بها متصنعة الصدمة لتغمغم بغيظ وهي تغادر وتتركهم
اغيب ساعتين الاقي ست صبا احتلت اؤضتي دا إيه الكلام الفارغ ده
بتعملي إيه في أؤضتي يا بت انتي
انتفضت صبا بجلستها امام المراة مرددة
بسم الله الرحمن الرحيم بيطلعوا امتي دول
صفقت شهد الباب خلفها لتقول بابتسامة شريرة
بيحضروا معايا دايما يا روحي.
تمالكت صبا بغبطة تنهض لتعانق شهد بشوق تلقفته الأخيرة بكل ترحاب وهي تشدد عليها مرددة بمزاحها المعتاد
قهقهت صبا تعقب على قولها
طب لزومها إيه وحشتيني دي بعد ما طلعتيني ندلة وجليلة الأصل كمان
لكزتها الأخرى بخفة تدعي الڠضب رغم مخاطبتها بعتاب الأحباب
ايوة ندلة وقليلة أصل كمان لما تقعدي المدة دي كلها متسأليش عليا بكلمة ولا باتصال .
ردت صبا بابتسامة متوسعة تجيبها
رددت خلفها لتسألها
ويكون في عونك انتي كمان يا ستي المهم بقى مشاكل إيه تاني هو ابوكي رجع يزن عليكي في موضوع الجو از من تاني ويرفض الشغل دا انا خدت منه وعد .
نفت لها على الفور
لا لا طبعا ما انتي عارفة انه ما يرجعش في كلمة جالها أنا مشكلتي نفسها في الشغل نفسه مكنتش لاقية الشغل لحد اما ربنا حلها واشتغلت اخيرا والنهاردة كان أول يوم ليا في فندق كبير جوي في البلد .
قالت الأخيرة بانتعاش وهي تتلاعب في خصلات شعرها من الجانبين.
طالعتها شهد بانبهار لتسألها وهي تجلس على طرف تحتها وتخلع عنها قدميها الحذاء
يا مشاء الله ودا بواسطة ولا كدة بمجهودك.
مجهودي!
هتفت بها لتتابع وهي تعود إلى مراتها
هو احنا بلدنا دي فيها حاجة بالمجهود كله بالواسطة يا حبيبتي وانا الحمد كانت واسطتي ربنا انه سبب الأسباب وخلي جارتنا تعرف حكايتي وتكلم اخوها اللي شغال هناك.
تمتمت خلفها شهد بتصديق
على رأيك فعلا احنا ملناش غير ربنا...
قالتها وانتفضت مردفة
استني هنا عندك هو ابوكي يا بنت انتي مش منبه عليكي مفيش مكياج خالص
صبا والتي أمسكت قلم الحمرة تلوح به أمامها تهتف بغيظ
هو فين المكياج دا بس قوليلي دا قلم لون الشفايف وكريم الأساس...
قارعتها شهد وكأنها أمسكت بالدليل
وعنيكي الحلوة المرسومة دي هتجنني ابوكي ېخرب بيتك.
نظرت صبا لما تشير نحوه الأخرى في المراة لتعود إليها وتقول ببؤس
حتى الكحلة كمان بقت مكياج في إيه يا جدعان دا احنا النهاردة فرح.
هزهزت شهد رأسها تجيبها بقلة حيلة
طب وانا اعملك ايه يا ماما ما انتي اللي بتجيبي المشاكل لابوكي وهو الرجل عنده حق صراحة في تحكماته المهم بقى انجزي كلها نص ساعة ويطب عرايس الهنا. هروح انا اغير بأي حاجة..
استني عندك.
هتفت بها صبا توقفها ثم جذبتها من كفها لتجلسها محلها لتتابع
عايزة تروحي تلبسي فستانك من قبل ما امكيجك.
رفعت لها شفة مستنكرة لتقول باستخفاف
يعني إيه لهو انتي فاكراني يا قمر إن انا مستحملة احط لنفسي عشان تجيني مرارة استحملك انتي تلعبي في وشي اوعي يا بت.
قالت الأخيرة وهي تحاول أن تنهض ولكن صبا منعتها تشدد بقبضتيها على كتفيها قائمة بحزم
انا مش هعلب في وشك دي بس حاجة ع الخفيف عشان تبقى حلوة ومنورة ولا انتي ناسية انك حلوة صح
سمعت شهد لتلتف وتنظر لانعكاس وجهها بخجل فكلمات الغزل ومشاعر الأنثى التي تكبتها بداخلها جعلتها تخشى النظر إلى نفسها حتى لا تتذكر حالها وتتذكر ما منعته على نفسها منذ سنوات بغرض الحفاظ على إرث والدها والټضحية لأجل أشخاص لا يستحقون الټضحية فخرج صوتها بضعف
حلوة ولا عادية حتى مش فارقة.
تبسمت صبا وهي تنزع رباط الرأس من الخلف لتطلق شعرها الحريري الأسود خلف ظهرها وحول وجهها لتردد
لا والله حلوة وحلوة جوي كمان وانا مش هسيبك النهاردة غير لما اظهر الحلاوة الرباني لملامحك. يعني مش هكوم ولا احطلك في الألوان.
قالت شهد باعتراض واهي وقد أثرت بها كلمات الأخرى
يا بنتي وفايدته إيه بس
تناولت صبا علبة كريم الأساس لتجيبها
من غير فايدة ولا عايدة حتى انا بس عايزاكي تحسي بنفسك وبجمالك فيها حاجة دي
توقفت تغمغم داخلها
والنعمة لا اخليكي أحلى من العروسة نفسها.
ولج لداخل المنزل بعد أن أنهى عمله متأخرا هذا اليوم بعد اجتماعه مع احد اللجان المسؤلة عن موقعه الجديد ليجفل على صيحة من غرفة المعيشة
اخيرا جيت يا حسن ما كنت كملت اليوم برا أحسن
قطب باستغراب لهذا الاستقبال الغير معتاد من والدته قبل أن يخطو نحوها بالغرفة التي كانت جالسة بها وتشاهد على شاشة التلفاز أحد المسلسلات ليسألها بدهشة
ليه يا ماما الزعيق وابات برا انا متأخرتش اساسا دا احنا يدوب العشا.
هتفت مجيدة تردد بغيظ
لا اتأخرت يا حبيبي عشان الميعاد اللي اتفقنا عليه ولا انت نسيت ان عندك مشوار خطوبة عند المقاول بتاعك
مالت رأسه إليها يرفرف بأهدابه ويحاول الإستعياب قبل يسقط بجسده بجوارها ليسألها
وانتي مين قالك اني رايح خطوبة اخت المقاول ثم تعالي هنا صحيح انتي ازاي بتقولي اتفقنا هو انا اتفقت على حاجة معاكي يا ماما
هتفت مجيدة بكذب مفضوح
ايوة انت اللي قولت لما حكيت معاك الصبح وانت بنفسك اللي قولتلي إن الست هي اللي نبهت عليك عشان تيجي على فرح أختها مش انا قولتلك ساعتها عيب عليك يا حسن ولازم تقدر وتعمل الواجب.
بهت وظل فمه مفتوحا وهو يستعيد برأسه حديث الصباح معها عبر الهاتف والذي استمر لمدة طويلة من الوقت.
ولكنه انتبه فجأة على خروج شقيقه من المطبخ يحمل فنجانا كبيرا يخرج منه الدخان لمشروبه فقال بتسلية ومشاكسة في حسن
ساكت ليه ومبلم دي ماما بقالها ساعة بټضرب كف على كف من تأخيرك واحراجها قدام الناس.
صړخ به حسن يردد
إحراج مين يا عم انت كمان هما يعرفوها اساساصاحت به مجيدة بمكر تربكه
ميعرفونيش انا بس يعرفوك انت يا حبيبي بتقول فرح شعبي وفي الشارع انا بقى نفسي اتفرج على حاجة مختلفة زي دي انا اتخقنت ونفسي افك عن نفسي اتخنقت يا ناس.
وجهت الأخيرة نحو أمين الذي صاح بدوره نحو أخيه
بتقولك انها اتخقنت إيه يا بني آدم انت معندكش إحساس ولا ډم تحققلها رغبتها
طالعه حسن بغيظ وزاد عليه الأخر بتلاعب حاجبيه وقالت مجيدة بنفاذ صبر
انت هتفضل متنح لاخوك كدة اليوم كله ما تخلصني بقى انا عايزة اللحق اغير هدومي
. وكمان هتغيري
قالها حسن بعدم تصديق وهتف به أمين مستمتعا باستفزازه
امال
يعني هتروح بعباية البيت في إيه يابني أدم انت...
توقف برهة يكتم ضحكته على هيئة الاخر والذي يخرج دخانا من أذنيه وأنفه ليهدر بوالدته
قومي يا ماما البسي اللي انتي عايزة تلبسيه والولد ده ڠصب عنه ياخدك انتي لازم تفكي عن نفسك.
تبسمت مجيدة وهي تنهض لتفعل قائلة
وانت كمان يا حبيبي تقوم معانا.
اجفل أمين ليسألها بعدم استيعاب
نعم يا ماما وانا اروح معاكم ليه
ردت على عجالة حازمة قبل ان تخرج وتغادر
عشان توصلنا بعربيتك يا حبيبي اخوك عربيته مهكعة ومفيهاش تكييف لكن عربيتك انت تفرق من كله اخلص يا ولد انت وهو عشان تجهزوا.
التف رأس أمين نحو شقيقه يناظره پصدمة اضحكت الأخر فقال يرد له المشاكسة
ما تقوم يا حلو عشان توصلها بعربيتك اللي فيها تكييف قوووم
دوى صوت الهاتف فجأة ليجفل شهد منتفضة عن مقعدها تقول
يا نهار ابيض رؤى بتتصل تاني يبقى أكيد داخلين ع المنطقة.
ردت صبا وهي تعدل بحجابها بتركيز أمام المراة
طب وإيه يعني ما انتي لابسة وجاهزة اها.
تنفست بتوتر تبتلع ريقها الجاف وهي تعيد للمرة الألف على هيئتها لتردد باضطراب
لابسة وجاهزة اه بس حاسة نفسي غريبة .
الټفت إليها صبا تشاكسها بمرح
غريبة برضوا ولا خاېفة من العين إيه يا ست شهد هو انتي مش شايفة نفسك دا انتي جمر
جمر!
رددتها شهد لتتابع بابتسامة ضعيفة
بصراحة انا شايفة نفسي غريبة بالفستان الغريب دا اللي لبستهوني ولا المكياج وتسريحة الشعر انا المقاول شهد يا بت انتي.
ضحكت صبا تناكفها والأخرى تزداد غيظا حتى استمعن لطرق على باب الغرفة لتلج منه زبيدة والتي ما أن رأت شهد أطلقت زغرودة كبيرة جعلت نرجس تلج من خلفها لتقف مبهوتة أمام كالتمثال بدون صوت او حركة والأخرى تردد
بسم الله ماشاء الله الله أكبر في كل من شافك ولا صلاش ع النبي.
تمتمت بالصلاة على الحبيب الفتاتين قبل تقول شهد بحرج
ليه دا كله يعني مش لدرجادي يا عمة زبيدة
هللت الأخيرة مرددة بحماس وفرح
لا يا حبيبتي لدرجادي وأكتر من الدرجادي كمان
إيه الحلاوة دي
تبسمت شهد بحرج تقول
الله يجازيها بقى بنتك هي اللي أصرت عليا انا كنت هلبس أي حاجة وخلاص مش فارقة يعني.
حاجة وخلاص ومش فارقة كمان ايه يا بت مالك لازم تعيشي سنك.
قالتها زبيدة وتدخلت نرجس سائلة
بس الفستان دا اول مرة اشوفها عليكي إمتى جبتيه يا شهد.
ردت صبا بالنيابة عنها
انا جيبته دا فستاني من الأساس وانا جيبته مخصوص النهاردة عشان شهد.
تمتمت زبيدة بابتسامة سعيدة
ربنا ما يحرمكم من بعض ابدا يالا بجى جروا عجلكم خلونا نحصل الزفة دا الحريم جيرانكم سبجونا بجالهم فترة .
قال أمين وهو يحاول أن يخترق الشارع الضيق في اتجاه ڼصبة الفرح التي كانت
متابعة القراءة