رواية امل الجزء الاول
المحتويات
مننا لكن المرة دي بقى أنا مصمم ان محدش يسبقنا ولا ياخد مركزنا بل بالعكس أنا عايز اننا ناخد المركز الأول هتقولولي ازاي والمنطقة فيها بلاد متقدمة عننا هقولكم احنا نقدر ولذلك انا اتفاهمت مع المدير عشان يحط الخطط بس كمان قررت اشركم لذلك انا بطلب من كل واحد فيكم لو عنده اقتراح يقولوا ولا في مشكلة برضوا ينوه عنها عشان نحلها .
وصاحب الفكرة اللي تستاهل له عندنا جايزة علت الهمهات بالترحيب والحماس وارتفعت الأيادي لينتقي منهم ما يشاء حتى اذا انتهى من سماع فريق امر بتسجيل الفكرة او الرأي ثم صرفهم فريق خلف فريق تباعا حتى لم يظل سوى بعض الأفراد وقسم شادي الذي كان يتفتت من الغيظ لجعله ينتظر آخر القائمة رغم أنه الأحق والأجدر لسماع مقترحاته غير منتبه على التي كانت تغلي بجواره
وانت يا شادي معندكش افكار انت كمان
اجابه على الفور رغم انتقاص الحماس بداخله
حضرتك انا اكتر واحد يخصه السؤال ده بحكم وظيفتي زي ما انت عارف لو هنتكلم عن الأفكار ف انا عندي خطط مدونة بالتكاليف وكل شيء حتى ممكن اقول....
اوقفه بإشارة من يده
ثواني يا شادي انا هسمع واعرف منك اللي انت عايزه بس الاول بقى عايز اسأل اللي واقفة جمبك دي انتي مين
عكس تمردها بالأمس.
سبقها شادي بحمائية
حضرتك دي تبقي في القسم بتاعي....
قاطعه بإشارة كفه للمرة الثانية مرددا بتسلط
بسألك انتي مين
ضغطت بداخلها تحاول السيطرة على جنون يتراقص بعقلها لتهدر به مرددة نفس عبارة الأمس
ولكنها تمالكت تسمع لصوت الحكمة لتجيبه بابتسامة بلاستيكية وثقة تنبع من عزة نفسها
انا صبا يا فندم مساعد الاستاذ شادي في القسم بتاعه.
بغرفة مكتبه في المصلحة الحكومية وعلى الماكت التي يعمل بها كان مندمجا عليه بتركيز شديد لتصميم هندسي لإحدى المشاريع المحددة أجفل فجأة على صيحة انثوية به
إنت لسة موجود هنا ومروحتش لوالدتك
في إيه يا بشمهندس بسألك عن الست الوالدة لسة برضوا مروحتلهاش ولا فتحت التليفون عشان تشوفها
قطب يناظرها بعدم فهم ليتمتم متسائلا
قالها ليجفل للمرة الثانية على صيحتها به
بسألك عن والدتك التعبانة دي حتى مش قادرة تقوم من مكانها تجيب برشامة الضغط
والدتي انا تعبانة كدة يا نهار اسود
هتف بها بجزع ليتناول سترته ويركض سريعا ويغادر لحقت به شهد حتى توقف امام سيارته ليغمغم سائلا فور ان رأها امامه وهو يفتح باب سيارته
انتي عرفتي منين مين اللي قالك ان امي تعبانة
ردت شهد وهي تتحرك نحو سيارتها
والدتك هي اللي اتصلت عليا عشان انت مبترودش عليها وهي وحيدة ومش لاقية حد يساعدها انت لسة هتنح متخلص يا عم خليني امشي بعربيتي وراك عايز اطمن ع الست.
قالت الأخيرة بصيحة جعلته يلج بداخل السيارة على الفور ولكنه وما هم ان يدير المحرك حتى تخبط في أفكاره يشعر ان هناك خطأ ما فوالدته لم تتصل عليه منذ الصباح!
إيه هو ده انا مش فاهم حاجة.
غمغم بها قبل ان ينتفض للمرة التي لايذكر عددها وذلك على الصوت المزعج لبوق السيارة التي خلفه سيارتها وهي تلوح له من النافذة لأن يتحرك .
تنهد حسن باستسلام ليتحرك ويقود سيارته نحو الذهاب إلى منزل العائلة ومعرفة ما الذي اصاب واالدته مع انه يشك بصدق القصة فبرشامة الضغط تناولتها في الصباح امام عينيه! إذن ماذا يحدث
..
مالك يا صبا
نطق بها شادي سائلا لها بعد انتباهه لحالة الشرود التي تلبستها من وقت أن غادرو الإجتماع لا بل أثناء الإجتماع بتغير واضح بدا عليها وعلى ملامح وجهها المنعقدة بتفكير عميق جعلها تحرك رأسها له باستفهام لأنها لم تكن منتبهة لها
بتقول حاجة
زادت دهشته ليميل برأسه نحوها قائلا
معقولة يا صبا لدرجادي انتي سرحانة
تحمحمت لتعتدل بجلستها بحركة بسيطة تجعلها تستفيق لتركز مع الرجل جيدا في الرد
يعني مش لدرجة السرحان بس هي دماغي انشغلت كدة بحاجة كنت نسياها وافتكرتها دلوقت.
قارعها بعدم تركيز
ويعني هي الحاجة دي بالأهمية اللي تجعلك سرحانة كدة.
رددت بقصد داخلها لن يصل اليه
أكيد طبعا بالاهمية اللي تقصدها وإلا مكنتش هتبقى في عقلي بالشكل ده ع العموم ربنا يستر.
ربنا يستر.
تمتم بها مرددا بقلق تسرب إليه من كلماتها الغير مفهومة حتى سألها بتوجس
هو انتي ممكن تقوليلي عن الحاجة دي يا صبا
طالعته بحيرة لبعض الوقت صامتة بتذبذب في القطع بقرار حاسم عن إخباره او عدم إخباره وفي النهاية ردت
أكيد لو حسيت ان الموضوع يستاهل اني اتكلم فيه مش هتأهر إني اجولك بس دلوقتي بجى...
قطعت لتنهض فجأة مستأذنة
انا هروح اشوف البت مودة في استراحة الموظفين عن إذنك.
قالتها وخرجت على الفور من أمامه تتابعها عينيه حتى اختفت حتى انتبه اخيرا بتذكر
صبا لسانها فلت اخيرا معاك ونطقت بالصعيدي يا شادي..... معقول يكون اخيرا خدت عليا !
وفي الخارج وهي تقطع البهو الضخم في الذهاب نحو الجزء الاخر لمبني تفاجأت بمن يهتف بإسمها حتى تتوقف
يا صبا يا صبا استني.
استدارت بكليتها نحو المرأة الخمسينة والتي علمت بإسمها صباحا لتجيبها به
نعم يا مدام مديحة عايزة حاجة
تبسمت لها الأخيرة تقول بمرح
نعم الله عليكي يا حبيبتي مش انا اللي عايزاكي دا الإدارة اللي طلبتني عشان اندهلك.
إدارة مين
سألتها صبا بعدم تركيز وقالت المرأة
مالك الفندق نفسه يا حبيبتي عدي باشا مستنيكي في غرفة مكتبه.
تسمرت صبا تناظره بهدوء وقد علمت منها بلحظة المواجهة التي أتت اسرع مما تتخيل ويبدوا عن عملها وفرحتها سوف يصبحون قريبا من التاريخ.
في شرفتها وبين اصايص الزهور كانت تدور بدورقها لتسقيها وتراعيها بعمل روتيني اعتادت عليه من وقت ان تزو جت في هذا المنزل من زو جها والذي كان زميلها في العمل المدرسي كإستاذ مثلها تذكرته وتذكرت قصة ارتباطهم ببعض كوحيدين هي من عائلة مغتربة من الأرياف وهو الفقير من عائلة مشهورة بالغناء والسطوة كغريبين التقيا وجمعهم كفاح مشترك وعشرة طيبة اثمرت عن زو ج من الأبناء بارك الله بهم وجعلهم صالحين ويقروا العين برؤيتهم.
تنهدت لتمتم بتمني
اخ بس لو يريحوا قلبي وربنا ما هعوز اي حاجة تانية في الدنيا غير حجة لبيت ربنا واحفاد وان يهدى سرهم.... يالا بقى ربنا كريم .
قالت الأخيرة وهي تستقيم بظهرها ورأسها تدور بالأفكار كالعادة اجفلت على صوت بوق السيارة الذي تعلمه جيدا ف اشرئبت برأسها لتنظر في الخارج باستغراب لمجيء ابنها في هذا الوقت المبكر عن ميعاد عودته الفعلي
دا إيه اللي جابه بدري كدة ده
قالتها وهي تراقبه حتى خرج بخطواته السريعة ثم توقف فجأة ينتظر من تبعه في الترجل من السيارة التي كانت خلفه.....
شهقت بمفاجأة وقد تبينت من هوية الشخص لتستدرك بتذكر
يا لهو بالي شهد..... دا انا نسيت .
قالتها وتحركت سريعا تترك الشرفة لتتوقف فجأة بتشتت بوسط الصالة قبل أن تهتدي للتصرف الصحيح في هذا الوقت وركضت بخطواتها البطيئة لتخلع الإسدال وتندس في الفراش بالعباءة المنزلية ذات النصف كم واستلقت تغلق عينيها في انتظارهم.
والذي لم يمر عليه أكثر من دقيقتين حتى استمعت لصوت الباب الذي فتح فجأة وابنها يهتف
ماما يا ماما.
ست مجيدة
قالتها شهد قبل ټقتحم الغرفة خلف حسن الذي توقف قلبه فور أن رأى والدته على فراشها مغمغضة العينين لېصرخ بجزع
ماما انتي حصلك إيه
ما كادت تسمعها مجيدة حتى تفاجأت بالفراش الذي اهتز بقوة وبوغتت بحملها من جزعها ليهتف بها حسن بصړاخ كاد أن يثقب أذنيها
إيه اللي حصلك يا ماما يا ماما فوقي.....
غمغمت مجيدة بسبة داخلها فهذا الغبي زلزل جس دها
حتى أصاب عمودها الفقري ببعض الألم تمالكت سريعا لتعود لخطتها فقالت بصوت جعلته خيفضا كالهمس
انا كويسة يا حبيبي ما تقلقش.
ابتعد حسن قليلا بوجهه عنها ليتطلع إليها وهتفت شهد بصوت قلق
إنتي متأكدة يا طنت انك كويسة انا مقدرتش اتلم اعصابي من ساعة ما اتصلتي بيا خدتي برشامة الضغط ولا لسة قولي على مكانها وانا اجيبهالك فورا.
بقلب يرقص بالفرح حتى كادت مشاعرها أن
تنفضح أمامهما كبتتها مجيدة بصعوبة داخلها وخرج صوتها بضغف تدعيه
ما نحرمش أبدا منك يا حبيتي أنا اتحمالت على نفسي وقدرت اخد واحدة قبل ما تيجوا الحمد لله.
الحمد لله.
تمتمت بها شهد وتكلم حسن بغباء مخاطبا والدته
برشامة الضغط مش انتي خدتيها الصبح يا ماما انا فاكر اني شوفتك بتاخديها.
اخفت مجيدة احتقانها وقالت بمسكنة أمام شهد
ويعني انا لو كنت خدتها كان جرالي دا كله.
ختمت بتأوه وهي تقرب وجهها من أذنيه لتهمس بصوت خفيض كازة على أسنانها.
أبعد بإي ديك دي شوية عني يا ابن الهبلة كتمت نفسي.
صعق حسن ليبعدها على الفور حتى ينظر لوجهها بأعين برقت بذهول لم تكترث له مجيدة والټفت إلى شهد قائلة
تعالي يا حبيبتي اقعدي هتفضلي واقفة كدة .
ردت الاخيرة
مش حكاية إن افضل واقفة ولا قاعدة المهم اننا نطمن عليكي وانا من رأيي نتصل بدكتور يجي يشوفك ولا انت رأيك إيه يا بشمهندس
قالت الاخيرة مخاطبة حسن الذي التف إليه متفوها بعدم تركيز.
ها .
هتفت به شهد بنزق
بسألك عن دكتور للست الوالدة ما تركز شوية يا بشمهندس.
فتح فاهه ينوي الرد ولكن والدته سبقت
يا بنتي بقولك خدت البرشامة خلاص يعني هما بس شوية الراحة وبعدها اقوم على حيلي.
اومأت براسها شهد بتفهم يمتزج ببعض الراحة فتابعت لها مجيدة
تعالي بقى جمبي هنا ومتتعبنيش.
قالتها وهي تشير بكفها على المكان المجاور لها في الفراش واعترضت شهد بقولها
معلش يا حجة الله يخليكي اصل انا ورايا....
يعني مش قادرة تقعدي ولو خمس دقايق .
قالتها مجيدة مقاطعة تغمض عينيها بمزيدا من المسكنة لتزيد من ذهول الاخر بجوارها وانطوت الخدعة على شهد التي تأثرت لتذعن
طيب يا حجة متزعليش لا تتعبي من تاني .
قالتها وهي تسحب احد المقاعد انتعشت مجيدة لتهتف بها مكررة
لأ تعالي هنا يا بنتي متتعبيش قلبي.
توقفت شهد بحرج فهمته مجيدة لتخاطب ابنها
روح انت يا حسن اعملي حاجة سخنة
بقبضة ي دها وبعيدا عن أعين شهد قامت بلكزه من تحت الغطاء لينتفض مصعوقا وهي تتابع بنبرة هادئة ومحذرة في نفس الوقت
ويا متنساش شهد.
اعترضت الأخيرة وهي تطاوع مجيدة في الجلوس بجوارها بعد ان نهض حسن من الجهة الأخرى بلسان منعقد ولا يتفوه بحرف
يا ست
متابعة القراءة