رواية اسراء القصل 9

موقع أيام نيوز

على الباب ليدلف رجلا عجوز نحيف الجسد ليضع فنجاني القهوة على المكتب ورحل..وضع يسري الفنجان أمامه وإرتشف منه ثم حث جاسر على الحديث
إتفضل سامعك
شريف المهدي
إرتفع حاجبي يسري ب تعجب وتساءلماله شريف!
عاوزك تنقله المنيا عندي...
إزداد إرتفاع حاجبيه ثم تساءل ودهشته تتفاقم
أفندم!...
إرتشف جاسر من فنجان قهوته ثم أكمل ب برود
زي ما سمعت..إنقله المنيا
أيوة سمعتك بس آآ...
بس إيه!...
دهس لفافة التبغ ب المنفضة ثم قال
الموضوع مش سهل كدا..فجأة أنقله من الباب لطق
إبتسم جاسر ب قساوة ثم قاللأ مش من باب لطق...
نظر إليه مستفهما ف عاد جاسر يكمل
هو عاوز يثبت عليا حاجة..وأنا هنولهاله
أنت مستوعب أنت بتقول إيه!...
قالها يسري وهو يعتدل ب جلسته..بينما جاسر لم تتحرك من عضلات وجهه مقدار إنش..ليعود ويهتف الأول قائلا ب قوة
إحنا مش هنهد كل اللي بنعمله عشان خاطر مشاكل شخصية..جاسر بطل تهور...
حك جاسر ذقنه وبقى ينظر مطولا إلى يسري ثم قال بعد عدة لحظات
دا أول طلب يا سيادة اللوا..عاوز الزفت دا يبعد عن روجيدا عشان أقدر أركز ف شغلنا..هتقدر ولا إيه!
زفر يسري ب نفاذ صبر ثم قال ب يأسهشوف أنا هقدر أعمل إيه..بس خد بالك أي حركة غلط مش ف صالحنا...
نهض جاسر يعدل من سترته ثم قال وهو يصافح يسري
متقلقش أنا عارف أنا بعمل إيه كويس...
ثم تركه ورحل ف بقى يسري يحدق ب إثره وهو يهز رأسه ب يأس
بعدما توجه جاسر خارج المخفر..صعد إلى سيارته ثم توجه بها إلى ذلك المكان الذي توقف به قبلا..يوم ترك المجهول رسالته التي جعلت الډماء تغلي ب أوردته
صف السيارة ب نفس المكان وأخذ يتفحص حوله المحال والمبان..وضع يده ب خصره وقد قست معالمه ب شدة..ف أغمض عيناه هو يعاني من ضغط قد تراكم عليه..بدءا من تلك المنظمة التي لا يعلم إلا الله ما تريده منه إلى ركضه خلف زوجته المصون وذلك الأحمق الذي يترصدها..وقد بدا هذا الموضوع يؤرقه بل سبب له هاجس أن روجيدا تنساه فعليا وهو يراها تستجيب إليه بل وتخرج معه يتسكعان هنا وهناك..حاول الصبر والإحتمال..إقناع نفسه ب أن كل ما تفعله ما هو إلا لعبة سخيفة منها ستنتهي..إلا أنه لم يحدث ف كلما تلصص عليهما وجدها تتبتسم ب عذوبة ويعلم الله وحده أيضا كيف حارب نفسه كي لا ېقتل ذلك المدعو شريف أمام العامة..بل أجبر نفسه على الصمت والمراقبة من بعيد..بعيدا عن عينيها حتى يتسنى له التفكير جيدا
ليأتيه ذلك التفكير الذي حثه على إزاحة شريف عن طريقه ب أن يطلب نقله إلى قريته ليحظى ب بعض المتعة وكذلك إبعاده قليلا عن المحيط القريب ب ذات العيون الفيروزية..تلك الأحجار الكريمة اللامعة والتي إشتاقها حد الجنون
قاطع أفكاره والتي بدأت تتخذ منحنى خطېر صوت رجولي من خلفه يتساءل ب صلابة
في حاجة يا أستاذ!...
فتح جاسر جفنيه المطبقين ثم إلتفت إلى مصدر الصوت ليجده رجل في الأربعين من عمره..أومأ ب رأسه ب صمت ليعود الرجل ويتساءل
خير يا حضرت!
تساءل جاسر ب صلابة وملامحه جامدة ك الصخرأنت صاحب المحل دا!...
أشار إلى المحل خلفه ليومئ الرجل ب رأسه مؤكدا..ليقترب منه جاسر وتشدق ب نفس النبرة الصلبة
عاوز أتكلم معاك شوية
في حاجة مهمة!!
أيوة
أشار الرجل ب يده إلى الداخل وقالإتفضل...
تحرك جاسر أمامه ودلف إلى محل لتجارة الأدوات الصحية وخلفه صاحب المحل..والذي جلب مقعدين ليجلس عليه جاسر وجلس الأخر ليتساءل
خير يا بيه!
ب دون مقدمات تساءل جاسرعندك كاميرات مراقبة قدام المحل!
أومأ الرجل ب رأسه وقالأيوة جوة وبره المحل
طب أنا عاوز أشوف تسجيل الكاميرا اللي بره
تم نسخ الرابط