رواية الشغف العاشق الجزء الاول
ترجل منها شاب يافع متوسط الطول و عريض المنكبين ذو بشړة خمرية مثل والده يمتلك ملامح والدته حيث يتميز بالوسامة ولون العيون كالعسل الذهبي يحيطها أهداب سوداء كثيفة يهبط على جبينه بعض من خصلاته الفحمية المسترسلة.
استقبله عرفة الذى كان يقف أمام المتجر بحفاوة
نورت المحل يا ابن الغالي
ابتسم إليه و أجاب
تسلم لي يا عم عرفة
ولج إلى الداخل متجها إلى مكتب والده كان يجلس شاردا كعادته يبحر فى مخيلته مع التى سلبت قلبه و رحلت عن عالمه منذ واحد و عشرون عاما و ما يعطيه بصيص من الأمل للإستمرار فى العيش ما تركته له من ابن بار و صالح اسم على مسمي حقا لا ينسي تلك الأيام عندما تركه إلى زوجة عرفة ريثما ينتهي من مراسم الدفڼ و تلقي العزاء كانت تخبره دائما إنه طفل هادئ و ذو طلة تجذب كل من يراه
قامت بتربيته و كأنها تكفر عن ما فعلته به!
السلام عليكم يا حاج يعقوب
عملت إيه يا غالى يا ابن الغالية
ارتمى بين ذراعيه و أخبره
نجحت بتقدير إمتياز و سمعت أخبار حلوة من إدارة الكلية عن تعيين المعيدين و إحتمال كبير ابقي معيد
ربت والده على ظهره بفرح مهللا
ألف ألف مبروك ربنا يوفقك يا بني و يعلي مراتبك كمان و كمان
انسحب من بين ذراعي والده قائلا
يارب يا والدي و برضو هيفضل مكاني فى المحل زى ما أنا
وضع يعقوب يده على كتف ابنه فقال
المحل محلك يا ابني و كل ما أملك بتاعك أنت و أخواتك و واثق إن على إيديك هتبقى سلسلة المحلات هيبقي ليها فروع فى كل محافظة
اطمن يا بابا و مش بعيد يكون عندنا مصنع و بنصنع و نبيع فى نفس الوقت
إيدي على كتفك و الفلوس جاهزة و أنت بقيت خريج إقتصاد و علوم سياسية قد الدنيا و على رأى المثل إدى العيش لخبازه
عقب الأخر على حديث والده قائلا
بإذن الله يا بابا
كدة فاضل حاجة واحدة بس
نظر إليه باستفهام و سأله
حاجة إيه
أجاب مبتسما
العروسة
الفصل الخامس
كان هناك أيضا من ينتظر الفرحة بترقب تمسك بهاتفها و تنتظر مكالمة هاتفية تقضم أظافرها بتوتر فقالت لها ابنة خالها القريبة منها فى العمر و صديقتها
إيه يا بنتي عمالة تاكلي فى ضوافرك قربتي تاكلي صوابعك نفسها
خاېفة أوى يا أمنية نفسي أجيب تقدير عالي عشان أدخل الكلية اللى نفسي فيها
أخبرتها الأخرى بمزاح
ما تخافيش يا مريم بإذن الله هاتجيبي أعلى تقدير ماهو مش بعد ما كنت بتفضلي سهرانة لحد الفجر بتذاكري و مش بعرف أنام بسببك و فى الأخر كل ده يروح على الفاضي
ابتسمت مريم فازدادت جمالا تلك التي تمتلك ملامح والدتها بالإضافة إلى قدها الممشوق فالجمال نعمة و لدى البعض يصبح نقمة إذا أتي على رأس صاحبته بالمصائب والابتلاءات.
ادعي لي أنت بس من قلبك
رفعت الأخرى يدها في وضع الدعاء قائلة
يارب يا مريم يا بنت عمتو ليلى تجيبي إمتياز و تدخلي الكلية و أنا يارب خلاص رضيت بالدبلوم بس مش عايزة غير حاجة واحدة بس
إنه يكون جاسر الراوى يبقي من نصيبي قولي آمين يا بت يا مريم
كانت تضحك على صيغة دعاء ابنة خالها هزت رأسها بسأم و قالت
آمين يا بنت خالي
صدح رنين هاتفها الخلوي فانتفضت أجابت على الاتصال بقلب يخفق بقوة و يد ترتجف من التوتر و القلق
ألو
أيوة أنا مريم هشام الوكيل
اتسع ثغرها من الجانبين بابتسامة كادت تصل إلى أذنيها نهضت أمنية من مكانها و التصقت بها ثم وضعت أذنها على الهاتف بينما مريم كانت تكمل حديثها قائلة
حاضر شكرا لحضرتك الله يبارك فيك سلام
لمست علامة إنهاء المكالمة و اظهرت الحزن على ملامحها رأتها الأخرى فى تلك الحالة فسألتها بقلق
هو قالك إيه
و إذا بها تصرخ بفرح عارم
أنا نجحت يا أونا و بتقدير جيد جدا كمان
احتضنتها الأخرى بقوة
ألف مبروك يا حبيبتي و عقبال العريس بقى و عقبالي يارب أنا أكون حرم جاسر الراوى
لكزتها مريم بمزاح فى كتفها
يا بنتي أتقلي ده زمانه كل ما بيشوفك يعرف إنك هاتموتي عليه
أمسكت بكلتا يديها لتخبرها عن مشاعرها تجاه هذا الجاسر
بحبه يا مريم بمۏت فيه بحبه يا ناس
انفتح الباب بغتة و دخلت هويدا تحدق ابنتها پغضب تسألها
هو مين ده اللى بتحبيه يا مقصوفة الرقبة
اختبأت خلف ابنة عمتها و أجابت بإنكار
لاء يا ماما أنا كنت بقول أشكرك يارب أصل مريم نجحت و جابت جيد جدا و هاتدخل الجامعة
نظرت هويدا نحو مريم و كأن أمر نجاحها غير هام و بدلا من أن تهنئها أو تبادر بالمباركة إليها قالت
دبلوم و لا معهد و لا حتى الجامعة كله محصل بعده و مصاريف على الفاضي فى الأخر هتتجوزي
شعرت أمنية بالحرج من حديث والدتها التى لم تكف عن إزعاج ابنة عمتها كلما تنجح أو تفعل شيئا يشيد له تأت هى و تلقي عليها كلمات تجعل من الجبل صامد فتات صخور محطمة لذا عقبت
الكلام ده يا أمي كان زمان و مريم شاطرة و إن شاء الله هاتبقي دكتورة فى الجامعة
اكتفت والدتها برفع جانب فمها بتهكم ثم أمرت كليهما
يلا يا هانم منك ليها ورانا غسيل و طبيخ وأبوك بعد ساعة هيجي يتغدى
أتى المساء بظلامه الذى يغلب على قلوب البعض و نجوم سماءه تنير الدروب للبعض و هناك من يقضي لياليه فى ملذاته التى لا تأت سوى بالخطايا.
يسجل رسالة صوتية إلى الفتاة التى يراسلها منذ أكثر من شهرين يخبرها بالآتى
مش هتقولي لي أنت مين برضو ده أنا قايلك كل حاجة عني حتى ببعت لك رسايل بصوتي مش واثقة فيا و لا إيه
ارسلت إليه صاحبة الحساب بإسم حبيبي حياتي رسالة نصية عبر تطبيق الدردشة
طبعا واثقة فيك بس بصراحة مش هقدر أكلمك و لا تشوفني خليها تيجي بظروفها يا عالم يمكن تلاقيني قدامك فى الحقيقة
عقب بداخل عقله و نظراته
تعالي أنت بس
اندفع الباب على مصرعه فوجد والدته تضع يديها على جانبي خصرها توبخه
هى دى هاتفضل حياتك على طول! تشتغل يومين مع أبوك وعشرة تقعد فى البيت اللى قدك معاه عيال بقوا فى المدرسة و أنت كل ما نجيب لك سيرة الجواز أو أكلمك على عروسة تقعد تطلع حجج و مبررات ملهاش لازمة كل ده عشان تعيش حياتك على كيفك
ألقى هاتفه و أطلق زفرة بضجر فأردفت والدته
أنفخ يا أخويا أنفخ أهو أخوك اللى أصغر منك بتسع سنين نجح فى الكلية و هايتعين كمان فى الجامعة و أنت خليك كدة قاعد زى الولايا فى البيت
صاح پغضب ملوحا بيده
هو أحنا مش هنخلص من حكاية أخوك عمل و هبب أروح أخلص لك عليه عشان ترتاحي!
توقفت لوهلة حتى تستوعب الكلمة التي تفوه بها ولدها فهي تعلم مدى كراهيته لشقيقه و ذلك منذ أن جلبه والده إلى المنزل و هذا يعود إلى التفريق في المعاملة بينهما فكان يعقوب كثيرا يطلق غضبه و يعاقبه كلما أخطأ و في نفس الوقت يحنو على صغيره و يفضله في المعاملة بل و والدته
كانت كذلك تهتم كثيرا بيوسف الذى يطيعها دائما بكل حب في المقابل كان ابن رحمها يفعل العكس و يجلب لها المشاكل و توبيخ زوجها إليها بانها لم تستطع تربيته مما فاض الكيل بها و لم تعد تكترث إليه.
أنا مش بكرهك فى أخوك بس بقولك كون زيه فى الصح أنت بقي اللى بتاخد نصايحي ليك على هواك
نهض من على الفراش و اقترب منها ليخبرها بنظرة أتت من قعر الچحيم
بس أنا بكرهه و هافضل أكرهه لحد أخر يوم في عمري تقدري تقولى عدوي اللدود و أنا اللى بيبقى عد٩وي بمحيه من على وش الدنيا إحمدي ربنا إن أنا سايبه لحد دلوقت عايش و يلا عن إذنك أنا عايز أنام
قالها و دفعها بقليل من العن١ف إلى الخارج و صفق الباب في وجهها تركها في حالة صدمة تقسم بخالقها أن من كان يحدثها للتو كان شيطانا و ليس ابنها!
ظلت من بعد الانتهاء من وجبة الغداء و هى تمكث بالغرفة و
ذلك بعد أن أخبرت خالها برغبتها لإكمال تعليمها و الذهاب إلى الجامعة أكتفي بكلمة المباركة إليها على مضض و بعدم اكتراث إلى الأمر مما جعلها تشعر بالحزن بدلا من الفرح.
شعرت بالملل و الضجر من التمدد على الفراش و التقليب يمينا و يسارا دون أن تغفو شعرت بالظمأ فنهضت لتذهب إلى المطبخ حيث يوجد البراد دخلت و فتحت الخزانة الخاصة بالأكواب وجدت يد أخرى تسبقها لتمسك بالكوب و يد أخرى تحاوط خصرها المنحوت على الفور استدارت ثم شھقت قائلة
محمود!
حدق إليها بنظرة ساخرة يشوبها نظرات أخرى تعلم إلى ماذا ستنتهى مجيبا
فى إيه مالك أتخضيتي كدة ليه! ده أنا كنت بقولك مبروك
ابتعدت إلى الوراء قليلا و نظرت إليه پغضب تنهره
مش هتبطل حركاتك الزپالة دي يا أخي!
أجاب و يجول ببصره عليها بنظرة ذئب
تنكري الحركات دى مكنتش بتعجبك زمان ما هى لو مش على هواك كان زمانك قولتي لأبويا
نظرت إليه بازدراء و لن تنس هذا اليوم التي