رواية نورهان العشري كاملة
المحتويات
علي والدتها فاخفضت رأسها پألم و قد زال فرحها الواهي و عادت أمام عيناها حقيقه مرة و هي أن حازم لم يعد موجودا من الأساس و لكنها وجدت يد والدتها التي إمتدت ترفع رأسها المنكث و هي تناظرها بحنان تجلي في نبرتها حين قالت
حازم كان صفحه في حياتك و أتقفلت بمۏته يا سما . سواء كان بيحبها أو مابيحبهاش مش هتفرق كتير . عيزاكي تنسي الموضوع دا خالص و كإنه محصلش
هو إيه إلي أعتبره محصلش ! أنا كنت بحبه أكتر من روحي و وقفت حياتي كلها عليه و هو ييجي يدوس عليا بالشكل دا ! و يفضل واحده زي دي عليا و يخليها تقف تعايرني و تهيني . و جايه تقوليلي أعتبريه محصلش ! دا داس علي قلبي بجزمته يا ماما . سنين و أنا متسميه علي إسمه. الناس كلها عارفه إني خطيبته . و في الآخر البيه يطلع متجوز و جايله إبن في الطريق . طب و أنا تقدري تقوليلي أنا شكلي هيبقي إيه لما الناس تعرف بالي حصل . هعيش إزاي و هرفع عيني في عين الناس إزاي بعد كدا . حتي مرات خالي إلي طول عمري بقولها يا ماما فضلتها عليا و داست علي قلبي و مشاعري و لا أكني حشرة مسواش . دي هانتني قدامها لمجرد أنها حامل في أبنه . أنا واثقه أنها مش طيقاها بس عشان حامل في إبن الغالي ..
يا قلبي يا بنتي شايله كل دا جواكي و ساكته ! حقك عليا يا سما أنا السبب في إلي أنتي فيه دا لو مكنتش دخلت الموضوع دا في دماغك مكنش زمانك متعذبه كدا.
وقت الندم عدا يا ماما . أنا دلوقتي ليا تار مع الناس دي و بما أن حازم ماټ فهاخد تاري من أعز حاجه عنده . و زي ما كسروني هكسر قلبهم كلهم .
صدمت همت من ذلك الجبروت الذي إرتسم علي ملامح ابنتها و ذلك الحديث الذي يقطر كرها و ضغينه فقالت برفق
سما يا بنتي إيه إلي أنتي بتقوليه دا أنتي عمرك ما كنتي كدا . طول عمرك هاديه و طيبه و بتحبي للخير للناس كلها . أوعي تغيري طبيعتك الطيبه عشان صډمه مريتي بيها في حياتك . دانتي لسه صغيرة و زي القمر و ألف مين يتمناكي ليه تعملي في نفسك كدا !
مش أنا إلي عملت في نفسي كدا يا ماما . هما إلي شوهوني و أذوني من غير ما أعمل فيهم حاجه . و أنا مش هسيب حقي أبدا ..
حق إيه الي مش هتسبيه يا سما
صدمت كلا من سما و همت لدي سماعهم لذلك الصوت الآت من خلفهم ..
كانت فرح تحتسي فنجان قهوتها الذي أعدته حتي تسيطر علي ذلك الصداع الذي كان يقيم إحتفال في رأسها مما جعلها تقوم بفك مشابك شعرها لتتركه منسدلا فلم تكن تتحمل أي شئ و توجهت تقف أمام النافذة تنتظر قدوم شقيقتها التي أخبرتها الخادمه بأنها بغرفة السيدة أمينه و حين سمعت ذلك رغما عنها شعرت بنغزة مؤلمھ في قلبها من أن
حصل إيه يا جنة
كانت ترتجف بشده في ان شقيقتها و هي تقول بتلعثم من بين شهقاتها
مشيني . من . هنا . يا فرح .. أرجوكي مش . عايزة . أقعد .هنا .دقيقه . واحده . حاسه . إن . روحي . بتروح .
شددت فرح من نها بينما يدها أخذت تمسد خصلاتها بحنان تجلي في نبرتها حين قالت
أهدي يا حبيبتي. أهدي .. مټخافيش من حاجه طول مانا جمبك ..
أجابتها جنة پقهر تجلي في خيط من الدموع إنساب من طرف عيناها و هي تقول
أول مرة أجرب الذل و المهانه يا فرح ! أول مرة أعرف حجم المصېبه إلي وقعت نفسي فيها بغبائي . أول مرة أتمني الأرض تنشق و تبلعني.
ما عاش و لا كان إلي يهينك و لا يزلك يا جنة ليه بتقولي كدا
هبت فرح من مكانها و قد تعاظم شعور الڠضب بقلبها و تجلي ذلك في نبرتها القويه حين قالت
الست دي أتجننت هي فاكرة إنك ملكيش حد ياخدلك حقك . طب أنا هوريها ..
قامت بفتح باب الملحق بقوة و توجهت إلي القصر بخطوات ملتهبه أشبه بالركض فقد بدا و كأنها تحفر الأرض تحت قدميها من فرط ڠضبها و حين دلفت إلي داخل القصر توقفت في
متابعة القراءة