رواية نورهان العشري كاملة

موقع أيام نيوز


أكيد بتهزر صح !
أجابها بجفاء
إنتي شايفه إيه 
فرح و قد علت نبرتها دونا عنها
أنا هعمل نفسي لا شايفه و لا سامعه . 
سالم بفظاظه
تبقي بټدفني راسك في الرمل زي النعام ! 
هبت من مكانها و قالت بانفعال
أنت مستوعب كلامك 
سالم بهدوء مستفز
طبعا ! الدور عليكي أنتي تستوعبيه عشان مش هيحصل غيره 
فرح بتهكم

و ياتري عايزها تروح تعيش معاك علي أي أساس 
سالم مصححا
قولت هتعيش معانا مش معايا . و هنا أقصد عيلتنا والدتي و أخواتي 
فرح ساخرة
بصفتها إيه 
كانت السخريه تغلف ملامحها و نبرتها و قد أغضبه هذا و لكنه كان يفهم ذلك الصراع بداخلها لذا قال مشددا علي كلماته
بصفتها أرملة حازم الله يرحمه و أم إبنه أو بنته إلي جاي 
لم تنكر إرتياحها لتلك الصفات التي نسبها لشقيقتها و نبرته التي أكدت علي حديثه و لكنها لن تتنازل أبدا عن حقها في الدفاع عنها فقالت بهدوء
طب تمام حلو أوي دا. تقدر تعتبرها أرمله أخوك و أم إبنه أو بنته وهي في بيتها عشان جنه مش هتخرج من البيت دا و لو علي چثتي 
نهض سالم بتكاسل من
مقعده و قام بإغلاق أذرار بذلته و هو يقول بخفوت صارم و عيناه تؤكد علي حديثه
لا هتيجي معايا و برضاكي كمان . 
شعرت بالسخافه من نبرته الواثقه و كلماته الهادئه فقالت بتعجب
ممكن اعرف إيه مصدر ثقتك دي . يعني حقيقي الموضوع مثير للإهتمام . بقولك مش هتخرج غير علي چثتي بتقولي لا هتخرج و برضاكي . إزاي بقي معلش !
واصل حديثه خانقا ضحكه بسيطه كانت تهدد بالخروج علي مظهرها الذي يبدو أقرب للجنون و أيضا ڠضبها الذي تحاول كتمه بصعوبه فقد كانت هناك لذه خفيه في كل إنتصار يحققه عليها لا يعلم مصدر تلك اللذة و لا متي بدأ يعتبر نجاحه في إربكاها يعد إنتصار كل ما يعرفه أن هناك شئ ما بأعماقه يجبره علي تحديها و الإستمتاع بكل إنفعالاتها. خرج صوته هادئا خشنا يناقض كل أفكاره
إيه رأيك تسأليها رأيها في كلامي و بعدين نشوف !
خرجت منها ضحكه ساخرة خاليه من المرح و جاء صوتها مدهوشا من حديثه
دا بجد ! أنت عايزني أخد رأي جنة في الهبل دا طبعا من رابع المستحيلات أنها توافق علي حاجه زي كدا !
بس أنا موافقه يا فرح !
جفلت فرح من ذلك الصوت القادم من الخلف و شعرت بطلق ڼاري يستقر في منتصف ظهرها حين أستمعت لصوت شقيقها القادمه من وراءها فتسمرت في مكانها تنازع في محاولة لأسترداد أنفاسها الهاربه قبل أن تلتفت ببطئ لتلتقي عيناها مع شقيقتها التي كان الحزن و الألم مرتسمان علي ملامحها وهي تري وقع قنبلتها علي وجه فرح الذي كان يحاكي شحوب الامۏات في تلك اللحظه و صوتها المبحوح الذي ردد اسمها بعدم تصديق
جنة 
أقتربت منها جنة و علي وجهها جميع عبارات الأسي و عيناها ترسل ألف إعتذار و إعتذار لتلك التي كانت علي وشك الإغماء فأمتدت يد جنة تمسك بكفوف شقيقتها المرتعشه و هي تقول بنبرة قويه يشوبها بعض البكاء
كفايه عليكي أوي كدا يا فرح !
خرجت الكلمات من فمها مرتعشه تماما كحال قلبها
كفايه إيه يا جنه 
جنه بإنفعال وهي تشدد علي كل حرف تتفوه به
كفايه بهدله فيكي لحد كدا . طول عمرك شايله حملنا علي كتافك . من أول تعب ماما ومۏتها و أنتي شايلانا كلنا حتي بابا إلي كان مفروض يعوضنا غياب ماما كان بيتسند عليكي . كنتي انتي إلي شيلاه مش العكس . بسببنا أتخليتي عن حلمك أنك تبقي دكتورة و سبتي كليه الطب عشان تقدري تتحملي مسئوليتنا و البيت دا يفضل مفتوح. و حتي بعد بابا ما ماټ محسستينيش يوم واحد إني يتيمه . فضلتي جمبي و في ضهري و عمرك ما حرمتيني من حاجه . كفايه أنك أتخليتي عن حب حياتك عشان تفضلي جمبي و متسبنيش. عشان كدا بقولك كفايه . لازم أتحمل نتيجه أخطائي . جه الوقت إلي تعيشي في حياتك و كفايه تتحملي كل حاجه لوحدك إرتاحي مرة واحده بقي 
كانت كلمات جنة تتردد علي مسامعها و ذكريات حياتها كله يعاد أمام عيناها كالشريط فأفصحت مقلتيها عن دمعه خائڼه إثر جملتها الأخيرة فعن أي راحه تتحدث ! هل فعلا قدرت لها الراحه تجاهلت كل هذا الألم الهائل الذي عصف بها و قالت بلهجه حاولت أن تكون ثابته
بس أنا مشتكتلكيش 
جنة بلهفه
و لا هتشتكي يا فرح ! عارفه ليه عشان أنتي أحسن حد في الدنيا . هتفضلي تتحملي لحد ما تقعي و لا أنك تحسسيني بأي حاجه بس أنا مش هتحمل تقعي يا فرح . أنتي بالذات خسارتك غير أي خسارة في الدنيا. خسارة مش هقدر عليها أبدا ..
لم تستطع الحديث إذ تفاجأت بجنه التي إلتفتت إلي سالم الذي كان جامدا كتمثال صلب يستمع إلي ذلك الحديث الشائك عن معاناتها و كم
 

تم نسخ الرابط