رواية نورهان العشري كاملة
المحتويات
البنزين
مهما كانوا الناس كويسين و هيعاملوها حلو أكيد هتكون محتجالك . بالرغم أنها عمرها ما هتقدر تطلب منك دا !
كان محقا و مقنعا للحد الذي جعلها لا تستطيع أخذ أنفاسها و هي تتخيل شقيقتها تعاني وسط هؤلاء البشر و لا تجد أحد يدافع عنها أو تبكي علي صدره !
إنقبضت ملامحها حين مر ببالها هذا الخاطر و آلمها قلبها كثيرا و قد شعر هو بذلك و لام نفسه بشدة علي إضفاء المزيد من الوقود إلي خزان أحزانها و لكنه عزم علي شئ و لن يتراجع عنه أبدا .
كأن سؤالها غريبا وقحا و غير متوقع و المثير للدهشة
أنه أثار بداخله رغبه قويه في الضحك و لكنه حافظ علي رزانته و تعقله قائلا ببساطه
قدرك !
الأسود ! قصدك قدري الأسود
زادت رغبته في الضحك حين سمع إجابتها و لهجتها التي تعج پغضب مكتوم و لكنه مارس قوه كبيرة كي لا ينفجر أمامها ضاحكا و أكتفي بأن يقول مؤنبا
خرجت الكلمات من بين أسنانها مع زفير قوي حملته كل ما بداخلها من ڠضب من هذا البغيض ! أجل هذا هو الوصف الملائم له
أستغفر الله العظيم..
خرجت جنة تحمل الورقه بين يدها و سلمتها إليه بينما فرح توجهت كالأعصار إلي الداخل و ما كادت تدلف إلي غرفتها حتي تجمدت في مكانها حين سمعت صوته الخشن و هو يقول بنبرة عاليه قاصدا أن تصل إليها
قطبت جنة حاجبيها قبل أن تقول بإستفهام
نجهز نفسنا ! هو حضرتك تقصد مين
أجابها و عينيه مثبته علي تلك التي عادت أدراجها للخارج تحذره من فعلته النكراء التي ينوي عليها فوجدت نظراته المتحديه و نبرته الصارمه حين قال
تبدلت ملامحها علي الفور لفرحه لا تستطيع وصفها و قالت بزهول
أنت بتتكلم بجد
لم يقطع تواصلهما البصري بل قال بتسليه و عيناه تتحداها أن تستطيع الرفض
أهي عندك أسأليها!
صحيح الكلام دا يا فرح أنتي موافقه تيجي معايا
أرسلت عيناه إليها جمله صريحه لم تخطئ أبدا في فهمها
أشتدت يدها حول شقيقتها بينما أبتلعت غصة غاضبه شكلت ألما هائلا في منتصف حلقها قبل أن تقول من بين أنفاسها
موافقه !!
يتبع....
الفصل الخامس
كان شفائي منك الأنتصار الأعظم في حياتي !
و لكنه كان إنتصار حزين للغايه. فللآن مازالت مرارته عالقه بجوفي ! و لكني ممتنه و كثيرا للقدر الذي أنقذني في الوقت المناسب . فها أنا عدت للحياة مرة آخري و لكن بقلب مصاپ بداء الحذر في التعامل مع البشر و الذي يجعلني في مأمن من خذلان آخر لا املك القدرة علي إحتماله !
نورهان العشري
أن تمارس الظروف سطوتها علينا و تجبرنا علي فعل أشياء لم تكن في قائمه إختياراتنا لهو أمرا مقبول نسبيا برغم صعوبته . لكن عندما يجبرك أحدهم علي فعل ماهو دونا عن إرادتك مستخدما طرق ملتويه لدفعك في مسار مختلف عن دربك الذي برغم صعوبته و لكنه كان اختيارك . لأمر عظيم يصعب علي عقلك تحمله !
هكذا كان تفكيرها منصبا علي كيفيه إجباره لها علي قطع وعد لم تكن لديها النيه أبدا في تنفيذه أو النطق به !
عارفه يا فرح . أنا مكنش هيعدي عليا يوم هناك . كنت يا ھموت من الخۏف يا من الوحده يا من الضغط النفسي . أنا لما سالم بيه قال هتيجي تعيش معانا أتخيلت نفسي للحظه وسط الناس دول و في وضعي دا بحس إني جسمي كله بيرتعش و قلبي هيقف دا حتي حازم الله يرحمه كان بيهرب منهم بأي شكل و أهو أبنهم أومال أنا هعمل معاهم إيه
أنا لو قعدت أشكرك عمري كله انك وافقتي تيجي معايا و متسبنيش في الظروف دي عمري مش هيكفيني
اللعنه عليك أيها المغرور هكذا تفوهت بداخلها و هي تقطع ذلك الشارع الطويل المؤدي للحديقه التي تقع بالاتجاه الآخر أمام البنايه التي تقطن بها فهي لم تنم منذ البارحه تفكر و تفكر و دائما ما كان تفكيرها يأخذها في أن تنهي حياة ذلك البغيض أو تسقط علي رأسه بعصا قويه علها تزيل ذلك الڠضب المتقد بداخلها من هذا الوضع الذي أجبرها علي القبول به و لا تعلم كيف السبيل لها في تغييره لذا فكرت في أن تخرج لإستنشاق بعض الهواء النقي عله يهدئ من نيرانها قليلا و يساعدها في إتخاذ القرار الصحيح فهمت بإرتداء معطف ثقيل يقيها من برد أيام كانون التي تشبه الصقيع في برودتها و لم تهتم لجمع شعرها أو لإرتداء نظارتها و ألتقطت مفتاح الشقه و خرجت بهدوء حتي لا تستيقظ
متابعة القراءة