رواية روعة جدا الجزء الرابع
المحتويات
كحبات القهوة وذاك الوسيم الهاديء ينظر إليها بطريقة أربكتها جعلتها غائبة في عمق عيناه وهي تحاول اخفاض بصرها ولكن دون جدوى فقد شعرت بنظراته وهو يتفحص ملامحها كأنه يحفرها بداخله
فاق كلاهما على صوت سائق الشاحنة ورجال امن الشركة الذين تقدموا إليهم بعدما تعرفوا على هوية أسيل
سائق الشاحنة......پخوف انتي كويسة يا بنتي
نهضت اسيل وهي ترتب ملابسها ليعيد الرجل سؤاله مجددا...... انتي كويسة حصلك حاجة
رد عليه حسن بعدما نهض هو الاخر........ مش المفروض تخلي بالك من الطريق يا حاج
نظر الرجل إليه بأسي....... والله يا بيه انا كنت سايق على مهلي بس الاستاذة طلعت مرة واحدة وانا زي ما انت شايف رجل كبير بجري على أكل عيشي
ثم انتقل ببصرها إلى حسن قائلة........ شكر لحضرتك بجد مش عارفه اشكرك أزاي
اوما حسن برأسه قائلا....... لا مفيش شكر ده واجبي
شهق الرجل پخوف وهو يتجه صوب حسن قائلا....... ايه ده يابيه شكلك اتعورت في دراعك
هتف حسن بعدم اهتمام........ عادي چرح بسيط
بسيط ازاى ده محتاج خياطة
قالتها اسيل وهي تمسك معصمه واكملت پخوف..... لازم تروح مستشفى
امعن بها النظر مطولا وقال....... قلت لحضرتك مفيش داعي
تركت يده وتناولت حقيبتها واخرجت بعض المال قائلة...... خلاص خد الفلوس دي تعويض عن الچرح
قالها وغادر وسط دهشتها وهي تقول..... ماله ده انا كنت هدفعله تعويض
قال الرجل بسعادة....... والله يسلم لسانه ويحفظه فيه الخير
لسه منتظر من وقتها
اوما أدهم رأسه موافقا على حديثها وقال...... اعمل ايه حكم القوي على الضعيف يالا اركبي احنا لازم نتكلم كلام كتير
اومات برأسها وركبت بالكرسي الامامي
لينتقل أدهم بدوره هو الاخر ويقود سيارته
في احدي المطاعم طال الصمت بينهم ليهتف ادهم قائلا......... هتفضلي ساكته كده كتير مرام احكيلي ايه حصل و ايه الكلام الي سمعته لم كنا في ڤيلة امجد نصار
تنهد ادهم قائلا....... ان عمار مش ابن امجد نصار وكمان انتي وعمار ايه حكايتكم ممكن تحكيلي يمكن نلاقي حل
تنهدت هي وزفرت بضيق لتهتف........ عارف لم تكون الدنيا بتعاندك كل الظروف ضدك من يوم ما جيت على الدنيا معرفتش معني الفرح كنت دايما بخاف من بكرا ياتري شايل ايه كنت بخاف اقوم من النوم الاقي نفسي لواحدي واخسر اختي لحد ما قابلته
هو مين.... قالها ادهم بتساؤل
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها واكملت...... الانسان الي علمني الامان ومخافش علمني الحب والجنون والسعادة علمني اضحك خلي ايام كلها فرحة بعد ما كانت خوف وقلق قابلت عمار وحبينا بعض پجنون تقدر تقول عدينا مرحله الحب وبقي عشق بقينا نتنفس بعض بس مفيش حاجه بتفضل في شيطان لعب في حياتنا لحد ما بعدنا عن بعض
ابتعد عمار عنه وجذب المنشفة الموضوعة على مسند المسبح وبدأ ينشف جسده بها ليجلس كريم على الطاولة المجاورة للمسبح قائلا......... مالك متخانق مع مين النهاردة
عادت إلى ذاكرته تلك اللحظة وهو يرها تصعد إلى سيارة أدهم
اغمض عيناه وقال...... مفيش حاجه المهم جيت امتي
ابتسم كريم بسخرية وقال..... مع اني متاكد ان بتخبي عليا بس براحتك انا جيت في طيارة 7 الصبح
انصت له عمار وقال...... طيب كنت فين طول اليوم
تلاشت تعابير وجهه وحل محلها الحزن وهتف..... رحت المقاپر
جلس عمار بجواره وهتف...... ربنا يرحمها أدعيلها يا صحبي
ثم تابع حديثه...... يعني طول النهار كنت في المقاپر
هنا تذكر كريم تلك الفتاة ليهتف من بين أسنانه..... اه لو تعرف صحبك حصله ايه اتعلم عليا
انصت له عمار بتركيز ليعود كريم في سرد ما حدث معه منذ خروجه من المقاپر إلى أن جاء إليه
قهقه عمار بشده حتى ادمعت عيناه وقال من بين ضحكاته....... يعني البت علمت عليك لا جدعة والله
واكمل ضحكاته لينظر إليه كريم پغضب قائلا..... والله انت هتشمت ولا ايه وبعدين انا لو شفتها مره تانيه هخلي نهارها اسود
ضحك عمار مجددا وهتف........ هو انت ليك عين تتكلم كمان يا ابني انت جبهتك اقصفت خالص انا لو مكانك لو قابلتها في طريق تلف من الشارع التانى والا المره الجايه هنجيبك من المستشفى
نظر كريم إليه پغضب وهو يقول...... عمار خلاص انا على أخري
حاول عمار كبت ضحكاته وهو ينظر إلى صديقه وقال بجدية...... عملت أيه في موضوع الدكتورة بتاع رهف
هتف كريم..... كل حاجه تمام بس قولي انت ناوي على ايه
تنهد عمار وهو يبتسم فحتما سيكون
متابعة القراءة