رواية السمراء الجزء الثالث الاخير

موقع أيام نيوز


همت بأن ترحل لكنه أوقفها قائلا بخبث 
مش هتصبيه .. مش اللى يقدم شاى لحد يصبهوله ويحطله السكر
ابتسمت مريم بحرج وصبت الشاى ثم سألته 
أد ايه السكر
ابتسم لها قائلا 
اتنين
وضعت السكر وقلبته ثم قدمت له الفنجان .. همت بالإنصراف لكنها عادت تلتفت اليه وتقول بحرج 
سهى هتجيلى بعد بكرة ان شاء الله
قال بهدوء 
تمام
التفتت لتغادر لكنه أوقفها بسؤال مفاجئ 
الجواب اللى كان على السرير ده من ماجد مش كده 
التفتت لتنظر اليه بدهشة .. فأكمل قائلا 
لما جتلك البيت عشان أخدك وأنا بحط الشنطة على السرير شوفت جواب .. ده من ماجد مش كده

شعرت بالإضطرب وقالت بصوت خاڤت 
أيوة
أشاح بوجه وبدا عليه الجمود قائلا 
شكرا على الشاى
وقفت تنظر اليه فى حيرة .. قال مراد بحزم دون أن ينظر اليها 
لو فى حاجة حابه تتكلمى فيها أجليها دلوقتى لانى مشغول
بلعت مريم ريقها بصعوبة وقالت بصوت خاڤت متوتر 
أنا مفتحتوش
رفع مراد رأسه پحده وأخذ يتفرس فيها .. فأكملت قائله 
مفتحتش الجواب
ظل ينظر اليها للحظات وقد ضاقت عيناه .. ثم قال 
ليه .. ليه مفتحتيهوش 
لم تستطع الإجابة ولم تستطع المكوث أكثر .. فغادرت الغرفة بسرعة وأغلقت الباب خلفها وهى تشعر بالغيظ من نفسها .. ما الذى دفعها لتخبره بأنها لم تقرأ خطاب ماجد .. لماذا فعلت ذلك .. أخذت تلوم نفسها بشدة .. وشعرت بالحنق .. خرجت لتجلس فى الحديقة وقد عقدت ما بين حاجبيها فى ڠضب وهى تتمتم 
غبية يا مريم .. غبية
جلس مراد فى مكتبه شاردا .. اخذ يتساءل ما الذى منعها من قراءة خطابات ماجد .. حبيبها .. الذى كانت تتألم لعدم استطاعتها قراءة خطاباته .. لقد طلقها .. وحررها من قيده .. فلماذا لم تعود لقراءة تلك الخطابات مرة أخرى .. ما الذى منعها .. وما الذى دفعها لأن تخبره الآن أنها لم تقرأه .. طالما الخطاب كان على السرير اذن فلقد أخرجته لتقرأه .. ما الذى منعها إذن .. أممكن أن ...... ! .. لا غير ممكن .. كاد أن يجن من فرط التفكير .. لكنه عقد ما بين حاجبيه فى ضيق وقد انتبه الى أمر هام .. وأخذ يحدث نفسه .. كيف تفعل ذلك يا مراد كيف سمح لك ضميرك لأن تفعل ذلك .. اعترف بأنك تحاول التقرب منها .. تحاول جذبها اليك .. لكن كيف تريد السيطرة على مشاعرها وهى لا تعلم حقيقتك .. مريم لا تعرف شيئا عن اعاقتك .. كيف تقربها منك دون أن تخبرها الحقيقة .. كيف تحاول أن تعلق قلبها بك لتصدمها بعد ذلك بإعاقتك .. أتحاول أن تضعها أمام الأمر الواقع .. أهذه رجوله يا مراد .. تجعلها تحبك ثم تخبرها بأمر اعاقتك .. حتى تضمن ألا تتركك .. كيف تفعل ذلك بها .. ب مريم ! .. أخذ يلوم نفسه بشدة .. وهو يشعر بأنه أخطأ خطأ جثيما عندما حاول التقرب اليها دون علمها بأمر اعاقته
استيقظ مراد فزعا على صوت صړخة مكتومة .. قفز من مكانه لينظر الى مريم الجالسه فى فراشها وج سدها ينتفض بقوة وتخفى وجهها بكفيها وتبكى .. اقترب منها مراد وجلس قبالتها وقال بهلع 
مريم فى ايه .. انتى كويسه
لم تجيبه مريم .. كانت تبكى وهى تخفى وجهها بكفيها .. فخمن أنها رأت كابوسا .. كانت تنتفض بشدة ..أحطاها بذراعيه وقربها الى حض نه دون مقاومة منها .. ضم ها اليه بشدة ليوقف ارتجافتها وليبث فيها الطمأنينه .. قال بصوت حانى 
مټخافيش .. استعيذى بالله
تمتمت بصوت مرتجف وهى مازالت تخفى وجهها بكفيها 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ظلت ترددها كثيرا .. كانت تعلم بأنها يجب أن تبتعد عنه .. لكنها كانت تشعر بأمان كبير لا تريد مفارقته وحرمان نفسها منه .. هدأت شيئا فشيئا .. مسح مراد على شعرها وقال بحنان 
خلاص .. متخفيش .. تلاقيكي نسيتي تقولى الأذكار قبل ما تنامى
رفعت مريم رأسها ببطء لتبتعد عنه وقالت
 

تم نسخ الرابط