رواية السمراء الجزء الثالث الاخير
المحتويات
الأزمة .. وهذا خطابي الأخير يا مريم وأأمل أن أكون حققت به غرضى .. طلب الأخير .. أن تحرقى كل الخطابات بما فيهم هذا الخطاب .. وتمحين صورنا معا .. وتتخلصى من الدبلة الذهبية اتى وضعتها فى اصبعك بنفس الطريقة التى تخلصتى بها من الزهرة .. وأخيرا وليس آخرا .. أستودعك الله الذى لا تضيع ودائعه .. ماجد
ترقرقت العبرات فى عينيها بعدما انتهت من قراءة الخطاب .. طوته ووضعته فى ظرفه .. قال مراد وقد بدا شاردا
كان انسان جميل أوى
قالت مريم بخفوت
ربنا يرحمه
نظرت الى مراد تحاول معرفة ما يدور فى عقله .. جذبها مراد معانقا اياها وقبل رأسها قائلا
أحاطته بذراعيها وقالت مبتسمه
ويخليك ليا
وقفا معا فى نفس المكان الذى ألقت فيه مريم الزهرة .. ألقت الدبلة فى الماء ونظرت اليها وهى تغوص فيه .. ثم نظرت الى دبلة مراد التى تزين يدها تلمستها بأصابعها مبتسمه .. فنظر اليها مراد وعيناه تشعان حبا وحنانا .. فسألها فجأة
عمرك ما هتندمى انك اتجوزتينى
نظرت اليه بسرعة قائله
لا طبعا .. عمرى
سألها بإهتمام
عمرك ما هتحسي بالنقص معايا
صمتت قليلا ثم قالت
ليه أحس بالنقص
شرد مراد قائلا
أمسكته مريم من يده قائله بحنان
انت اللى حاسس بالنقص مش أنا يا مراد
ظهرت سحابة حزن فى عينيه .. وظهر فيهما القلق والتوتر .. قالت مريم بحزم
مراد فى مكان لازم نروحه سوا
سألها بإهتمام
مكان ايه
جذبته من يده وتوجها الى السيارة وقالت
سوق وأنا أقولك
جعلته مريم يتوقف أمام احدى البنايات فى أحد الأحياء الهادئة .. نظر حوله قائلا
جبتينا هنا ليه
يلا ننزل
نزلت مريم من السيارة .. ونزل مراد ووقف أمامها وقال بإستغراب
انتى عرفتى المكان ده منين
قالت مريم بهدوء
عملت ليهم شغل ديزاين قبل كده
قال مراد بإهتمام
وجايبانا هنا ليه
نظرت اليه بحنان قائله
هتعرف دلوقتى
شبكت أصابعها فى أصابعه ودخلا معا الى الجمعية .. توقفت أمام أحد العنابر .. نظرت الى مراد ترقب تعبيرات وجهه المندهشة ونظارت عينيه القلقه المتوترة .. فتحت باب العنبر وسبقته الى الداخل .. دخل مراد وأدار نظره فى الأسرة المرصوصة على الصفين .. كان على كل سرير طفل .. ولكن ليس كأى طفل .. هذا أحد الأطفال لديه كف واحد فقط والآخر مبتور .. وهذا طفل لديه ذراع مبتور .. وهذا طفل لديه جزء من قدمه مبتور .. وقف مراد ينقل بصره بين الأسره وعيناه تغشاهما العبرات وقد عقد ما بين حاجبيه بشده .. توقفت مريم أمام أحد الأسره وذهبت لتجلس بجوار الطفل الجالس فوقها أشارت الى مراد ليتقدم نحوها ففعل .. نظر مراد الى الطفل الذى تجلس بجواره خفق قلبه قهرا وألما عندما نظر الى الطفل لجده بدون ذراعان .. كان الطفل يمسك كوب الماء بقدميه ويرفعه الى فمه .. قالت مريم للطفل وهى تحاول اخفاء تأثرها
قال الطفل بخجل
الحمد لله
سألته مريم
اسمك ايه
قال الطفل مبتسما
اسمي محمد
صاحت مريم
الله اسمك جميل أوى يا محمد
ابتسم الطفل وأطرق رأسه بخجل .. مسحت على رأسه قائله
عندك كم سنة يا محمد
رفع 4 أصابع من قدمه .. فقالت مريم
وكمان بتعرف تعد .. ده انت شطور أوى يا محمد
شعر الطفل بالسعادة وهو يسمع الى كلمات مريم المشجعه .. جلس مراد بجوار الطفل ونظر اليه قائلا
تعرف ان أنا نفسي أسمى ابنك على اسمك
قال الطفل مبتسما
انت عندك ابن
قال
متابعة القراءة