رواية بقلم امل نصر الجزء الاول

موقع أيام نيوز

ودفت الأوضة.
ضحك له الصغير وخرج
ردها هي بإصرار
طبعا لازم اخاڤ عليه ليسطه لسعة هوا تتعب صدره هو انا حمل كحة حتى تطلع من صدره الصغنن ده.
تبسم بيأس لينهض من جوارها نحو خزانة ملابسه كي يبدل ما يرتديه معقبا
حتى الكحة مش حملاها يا مرة جوي جلبك شوية العيال كلها هتتعب وتروج ولا انتي بس اللي أم يعني وجلبك رهيف. 
طالعته بعتب قائلة
لا يا خوي مش انا بس اللي جلبي رهيف بس كمان مش كل الناس راح لها عيال ولا انت ناسي جوز الولد التوأم حسن وحسين اللي راحوا مني من جبل ما اخدهم حتى في حضڼي
ترك القميص الذي كان ينتوي أن يرتديه وعاد ليطبع اعتذار على وجنتها مشفقا عليها من هذه الذكرى التي أوجعتها ورد هامسا
صعبان عليكي جوز الولد اللي راحو منك بكرة تجيبي غيرهم وتخاوي معتز بالبنات والولاد استريحتي بجى يا ستي .
تبسمت بانتشاء وتنهيدة بتمني خرجت منها قبل ان تقول
بصراحة نفسي يا حجازي اصل انا بحب العيال جوي ولد أو بنتة وحاسة كدة اننا عوجنا على معتز دا عنده تلت سنين عايزة اللحج اجيب العدد اللي عايزاه.
قهقه بضحكة جلجلت في قلب الغرفة ليرد على كلماتها بمرح وابتسامة ذات مغزى
خلاص يا ستي نشوف الموضوع ده ونركز فيه زين الايام الجاية مهو برضك تلت سنين على الواد كتير واحنا عايزين نلحج على رأيك...
اكمل بضحكاته التي ازدادت صخبا حتى تعجبت داخلها لهذا التحول من الحزن والتفكير طوال الأيام الفائتة الى ابتهاج مبالغ فيه وكأنه نفض عن رأسه كل همومه ولكنها سعيدة لسعادته ووقع الضحكات بأسماعها ما أجمله بالإضافة لمرح حبيبها الصغير معتز والذي اندمج مع والده يشاركه الضحك والرد بكلماته الغير مفهومة.
بجولة قام بها على حصانه ليتفقد مساحات الأرض الشاسعة والتي كانت جبلية في الماضي لتصبح الان جنة خضراء بحجم المزروعات المتنوعة لها ومجتمع عمراني متكامل بعد أن استوطنت عائلته بإصلاحها وتعميرها ثم من بعدهم جاء باقي افراد البلدة تباعا ولكن كانوا هم الأصل لذلك خرجت التسمية نجع الدهشان
ولكنه تفاجأ في هذا الوقت الهادئ من المساء بشبح فرد ما جالسا على إحدى جذوع الأشجار وحده ورغم انتباهه له إلا انه تعمد ألا ينظر اليه حتى اقترب غازي ينزل من على حصانه مبادرا بالتحية والحديث
عارف عامل ايه يا واد عمي
رفع رأسه إليه بتكاسل ليجيبه باقتضاب وفتور اعتاد عليه منه منذ عدة سنوات اي من وقت فسخ خطبته بشقيقته
الحمد لله.... زين .
الحمد لله زين. 
تمتم بها يرددها من خلفه باستهجان ليزفر هواءه المعبأ بغضبه واقترب يربط حصانة بأحد الفروع قبل أن يتقدم اليه يناكفه
خبر ايه بترد كدة من تحت الضرس كلت ورث ابوك انا اياك
رمقه بنظرة باردة خالية من أي استجابة واهتزت رأسه قائلا
كلته بجى ولا مكلتوش معدتش فارجة ياللا.
ازداد السخط بقلب غازي يضرب كفا بالاخر هاتفا به بعصبية
لا حول ولا قوة الا بالله يا واد عمي افرد خلجتك دي وكلميني زين خد وادي معايا مينفعش نجيط الكلام ده وانا جايلك بجلب ملهوف وجلجان لما شوفتك لوحدك في الدنيا الهو دي.
للمرة الثانية يطالعه صامتا بتفكير زاد من قلق الاخر حتى قطع حاسما
مش جادر انساها!
اهتزت رأس غازي بتساؤل اجاب عليه بنفاذ صبر
شوفت اختك النهاردة يا غازي طالعة من مكتب البريد واتحدت معاها دمي كان بيغلي وانا شايف عيون الخلج بتتطلع عليها هتجولي انت مالك هجولك دمي محاملش.
تجمد غازي وبدا الوجوم ظاهرا على صفحة وجهه وقد أجفله القول لا يعرف بما يرد والاخر لا
يعطيه فرصة للتفكير بمواصلة حديثه
متبصليش كدة عشان انت عارف ومتأكد إن مشيلتهاش من دماغي حتى لما اتجوزت معرفتش اعمر مع مرتي وانا شايفها واحدة غريبة عني خدت مكانها.
توقف على رد فعل ابن عمه الذي اغمض عينيه يكبح بصعوبة ان يفتك به أو أن ېهشم فك وجهه بقبضة تكسر صف أسنانه حتى يكف لسانه عن النطق بأي كلمة أخرى. سحب شهيق طويل وأخرجه قبل أن يرفع رأسه بنظرة ڼارية يخاطبه بهدوء خطړ
تعرف يا واد عمي لولا بس صلة الډم اللي جامعة بينا وشوية المعزة اللي لسة شايلهم ليك قسما بالله ما كنت هرد عليك الا باللي تستاهله انا غلطان اساسا اني وجفت وكلمتك.
تحرك على الفور نحو حصانة يفك وثاقة حتى يذهب قبل أن ينفعل عليه ويضربه لكن وقبل أن يرفع قدمه أوقفه بقوله
شوفها ليه بترفض العرسان لحد دلوك يا غازي يا تجولها تتجوزني بجى وبلاها من وجف الحال ليها وليا ده.
زفر دخان من انفه وصدره يكبح بصعوبة أن يلتف نحوه وصعد يتحرك مغادرا بفرسه
متجنبا النظر إليه حتى لا يضعف ويرق لحاله وهو عاجز عن تلبية طلبه.
وفي منزل الدهشان 
حيث خرجت من غرفتها لترحب بإحدى النساء قريبة جدتها من بلدة أخرى 
تعالي يا
روح سلمي يا بتي على جدتك رشيدة دي بتسأل عليكي من ساعة ما جات.
اقترب بابتسامة عذبة زادت من
تم نسخ الرابط