رواية بقلم امل نصر الجزء الاول
المحتويات
هويدا تنادي باسمها بعد ان طرقت على باب الغرفة
ممكن ادخل
يا سلام طبعا أكيد اتفضلي يا عمتي هو انتي غريبة عشان تستأذني
تلقت هويدا ترحيبها لتدلف بخطواتها الرزينة تبادرها بالسؤال
امك مش باينة يعني من الصبح لحجت تمشي ولا ايه
اجابتها بدون تركيز وقد انشغلت برفع باقي ملابس صغيرها المتناثرة على التخت
امي راحت تشوف حالها بجى كفاية عليها اربعين يوم مربوطة جمبي.
على عكس ما تتوقع من رد وجدتها تقول
كويس برضوا خلي الدنيا تمشي ما هي عمرها ما هتفضل واجفة كدة على طول.
توقفت عما تفعل لتلتف إليها سائلة بعدم فهم.
جصدك ايه يا عمة انا مش فاهمة
اجعدي يا نادية انا عايزاكي في كلمتين.
سمعت منها لتجلس جوارها بعد أن وضعت الصغير بجوار العابه على الأرض قائلة بتوجس
نعم يا عمة خير
كل خير ان شاء الله يا بتي.
تمتمت بها هويدا ثم صمتت وقد بدا التردد يعلو قسماتها وكأن الكلام ثقيل على شفتيها قبل أن تحسم سريعا بقولها
شوفي يا بتي انا عايزاكي تسمعي كلامي زين وتركزي فيه اللي هجوله دلوكت دا عشان مصلحتك ومصلحة ولدك جبلك فهمتي الأخيرة مصلحة ولدك جبلك ركزي عليها جوي دي.
زادت على وجهها علامات الاستفهام المختلطة پخوف يلوح في الأفق من شيء لا تعلمه فخرج صوتها بقلق متعاظم ما تجولي يا عمة وجعتي جلبي ماله ولدي
كانت سکينة تتمتم بالذكار على سبحة زوجها التي هجرها منذ رقدته الأخيرة بالمشفى يصارع مصيره متعمدة عدم الالتفات نحو هذا الذي يقطع الصالة بجوارها دون هوادة بقلق من ينتظر نتيجة فحص امتحان تحديد مصيره
ضج من تجاهلها له حتى اقترب يجلس بجوارها يسألها مباشرة
تفتكري هتجبل يا جدة ولا امي هتعرف تقنعها
توقفت عن تسبيحها لتلتف اليه تجيبه بحدة
وايه لزوم التخمين والسؤال ما تتصبر اللحضة دي ولا مش جادر تصبر
عبس ينتفض من جوارها متمتما بحرج
وه ايه لزوم الكلام الواعر ده ما احنا اتفجنا من الاول
ان الأمر دا ضروري عشان مصلحتها هي ومصلحة ولدها ولا انتي نسيتي
انسى كيف وهو انا لو ناسية كنت وافجتكم على الجنان ده جال ايه اللي راماك ع المر غير اللي الأمر منه.
مر ايه يا شيخة فال الله ولا فالك.
هتف بها بسخط يبتعد عنها ثم ارتفعت عينيه لأعلى مغمغما بصوت خفيض
دي جشطة باللبن
في الأعلى
وبعد ان استمعت لشرحها الوافي انتفضت بعد صدمة الجمتها للحظات قبل أن تستجمع شتات نفسها وتصيح بها بعدم استيعاب
يا مري عايزاني اتجوز سند ايه اللي بتجوليه دا يا عمه
هويدا هي الأخرى تقابلها بقوة مكررة
خلي بالك يا نادية وافتكري انا شددت عليكي بإيه قي بداية كلامنا اللي بجوله دا عشان مصلحة ولدك جبل مصلحتك ومصلحتنا وانا برضك حاطة جدامك الاختيارين ان مكانش سند ولدي يبجى عيسى ولد نعيمة
.... يتبع
الفصل السابع
كانت تطالعها بذهول وعقلها لا يستوعب احق ما سمعته أم هو سوء فهم تسرب ألى عقلها المشوش من الأساس فهذه الأشياء خارج حدود المنطق الذي نشأت عليه وما تعرفه عن طيبة وحكمة من تحدثها لترى الان تبدل ملامحها لأخرى حازمة في قولها
اسمعي يا نادية انا عارفة ان الموضوع كبير وعجلك مش مستوعب دا غير كمان حبك للمرحوم اللي كلنا نشهد عليه بس يا بتي في ضرروات تجبرني اتكلم معاكي دلوك عشان انبهك للي جاي .
ايه هو اللي جاي
تمتمت بها لتلوح بكفيها أمامها تردف بصوت مټألم
انتي جاية تكلميني على موضوع جواز وحبيبي يدوب مكمل اربعين يوم امبارح بس من وجت رحيله! كيف نطج بيها لسانك
زفرت هويدا هواءا ساخنا لتشيح بوجهها عنها قليلا مهمتها صعبة وتحتاج الصبر فعادت لها بعد وقت قصير قائلة
لساني نطج مجبور يا نادية عمك فايز واجف ع الباب في أي وجت ممكن يضرب رجليه ويدخل بمرته الحرباية وعياله بعد ما خلاص بجى ليه ورث دلوك من المرحوم بحكم انه ابوه دا غير انه بجى وصي على ولدك ولا دي محدش جالك لسة عليها
ظلت تطالعها بعدم فهم بملامح تجمدت على ذهولها لتزيد عليها هويدا بقولها
لازم حد يوجف لفايز وانا لما بكلمك مش غرضي طبعا انك تغضبي ربنا ولا تتجوزي جبل ما تخلص عدتك انا بديكي فكرة من دلوك عشان تختاري وتميزي كلامي زين مش عايزين نستنى حاطين يدنا على خدودنا
لازم نحضروا نفسينا.
صړخت بها باستجداء بعد أن وجدت صوتها
بس دول خواته سند وعيسى يبجوا خواتي من ساعة ما دخلت برجلي البيت ده وانتوا فهمتوني كدة في حد يتجوز مرة اخوه
لاحت ابتسامة ساخرة على وجه هوايدا خالية من أي مرح في الرد عليها
وهو انتي اول واحدة تعمليها يا حبيتي ولا تحبي اجولك على عدد الشباب اللي اتجوز حريم خواتهم لجل ما يربوا عيال اخوهم بعد ما ماتوا ولا اجيبلك اسامي
متابعة القراءة