رواية امل الجزء الاول

موقع أيام نيوز


ولدك الكبير ما ماټ دا غير انك تعتبر وصي دلوك على ولده الصغير وضيف على كدة انك الوريث لجدي بعد ما ېموت عن جريب ان شاءالله 
طالعه فايز پصدمة ليظل مزبهلا له لحظات قبل ان يستجمع القول له
انت جايب منين الكلام دا يا واد
ابتسامة قاسېة على طرف ثغره سبقت رده
ما انا بجولك سألت يا ابوي يعني هكون جايبه من مخي مثلا!
وعودة الى المدافن حيث غادرت جلستها بجوار قبر المرحوم بعد أن سكنت صديقتها عن البكاء وتركت امرها في تلاوة القرآن على روح الفقيد
كانت تعدوا بخطوات متسارعة حتى تقاربت المسافة لتهتف باسم من كانت تسبقها وهي غير منتبهة لها

جميلة جميلة 
سمعت الاخيرة لتلتف اليها بابتسامة متسعة لتعود إليها في سلام حار معها
حبيتي يا غالية عاملة ايه يا ست البنات
بحرارة لا تقل عنها في الترحيب ردت تبادلها
حمد لله يا حبيبة جلبي من جوا انا اول ما شوفت طيفك جريت اسلم عليكي بسرعة وحشتيني يا بت
ردت بابتسامة لا تفارقها
وانتي اكتر يا صحبة الهنا والعمر كله عاملة ايه بجى سامحيني لو مجصرة في السؤال عنك انتي عارفة البيت والعيال بجى 
رددت تقابل عذرها بابتسامة عذبة مثلها
عارفة يا حبيبتي عارفة المهم بجى سيبك من السؤال عني دلوك وخلينا في الأهم عامل ايه!
هتفت الأخيرة بهمس فهمته الأخرى لتقارعها ضاحكة
يعني انتي مش عارفة حاله ايه بالذمة!
تبسمت بخجل وقد تخضبت وجنتيها بحمرة ساخنة تردف بحرج 
وه وانا هعرف منين يعني دي كلها اخبار عامة زيي زي أي حد يعني أنا بسألك ع الخاص هو زين دلوك
ضيقت جميلة عينيها بخبث ظاهر تجيبها
زين واخر تمام كمان وجربت رجعته يعني الفرح جرب ان شاء الله فاهماني يا ست العرايس 
الجملة وحدها الهبت مشاعرها لتجعل بريق من سعادة منتظرة يغزو خيالها بأحلام طال تحققها لتتبسم بغبطة تغمرها
تردد لها
ان شاء الله يا جميلة ان شاء الله 
حين انتهت من لقاءها القصير السعيد وهي ما زالت على حالة الابتهاج كانت في طريقها نحو الذهاب الى شقيقها الذي ينتظرها في السيارة ليقلها الى المنزل تفاجأت بمن يقف لها متصدرا وكأنه كان في انتظارها بل ومتابع لها من موقعه 
كتمت بداخلها زفرة حانقة لتتابع سيرها وتتخطاه متجاهلة حتى القاء التحية نحوه لتستقل بجوار شقيقها في الأمام صامتة بغيظ جعلها تصفق باب السيارة بقوة مما ارتد على غازي لبعقب ساخرا
داخلة زي البومة كدة من غير سلام ولا كلام مش كفاية الاسود اللي لابساه
لوت ثغرها بامتعاض ونظرة غريبة لم يفهمها سوى بعد استماعه للصوت الخشن
ابو غازي 
التف نحو النافذة مجفلا ليبادله ابتسامة باردة يجيب التحية قبل ان يعود لشقيقته بنظرة فهمتها جيدا
اهلا يا واد عمي عامل ايه يا عم عارف
تقدم الاخير حتى مال بجذعه يدنو منه نحو النافذة ويحدثه 
انا رايج يا سيدي وعال العال الحمد لله الصحة تمام والعجل لسة بيعافر مع الدنيا جبل ما يطير مني 
تلقى غازي مغزى حديثه بابتسامة متسعة وقد فهم ما يرنو اليه بنظراته الموجهة نحو شقيقته الجالسة كالجماد عينيها في الأمام قاصدة عدم النظر اليه فقال ردا له
وماله يا سيدي اهم حاجة بس تفضل ماسك فيه ليطير منك حكم العجل دا لو راح ياللا السلامة 
ربنا كريم 
قالها عارف قبل أن يكمل سائلا ببعض الجدية
مجولتليش بجى جاي النهادرة تتوانس معانا انا والشباب ولا هتجصر زي امبارح والأيام اللي فاتت 
خرج رد غازي مرددا خلفه بجدية
لا هجصر زي الأيام اللي فاتت النهاردة سهرة المرحوم حجازي مجدرش ما اروحش حتى عشان خاطر عزب واد عمنا دول نسايبه بردك 
اممم 
زام بها عارف يطرق بكف بأصابع يده على سطح السيارة وكأنه مترددا في الذهاب وترك هذه الجنية المتمردة بڠضبها وتجاهلها له فقد فاض به منها ومن معاملتها الجافة تلك في الاخير استسلم ليستقيم بظهره مودعا غازي بقوله
تمام يا واد عمي انا منتظرك بكرة متتأخرش بجى ولا اجولك اتأخر براحتك انا برضوا مستنيك 
قالها وذهب تاركا روح في مرمى شقيقها وسخريته
خدتي بالك من الكلام الاخراني واد عمك جاب آخره خلاص دا متكسفش حتى يبينها جدامي الملعۏن 
لوت ثغرها بامتعاض قبل أن ترفع طرف شفتها باستنكار قاطع اذهب العبث من وجه شقيقها ليعقب قبل أن يدير محرك السيارة
براحتك يا بت ابوي
 

تم نسخ الرابط