رواية امل الجزء الرابع
المحتويات
يا بت.
بعد خروجهم من محل الملابس الذي توقفت به المرأتان جميلة وصديقتها لانتقاء بعض قطع الملابس هدية العريس للعروسة بعد ابتياع الشبكة سار بهما لداخل المحل الملاصق له ليرطبان حلوقهم بارتشاف عصير الفواكه الطازجة جلست معه على طاولة تخصهما في ركن منزوي الى حد ما
بعدما ابتعدت عنهما المرأتان بقصد اخلاء الجو لهما كي يتعرفا على بعضها
انا مبسوطة جوي مش عشان الشبكة الزينة اللي اشترتهالي وبس لا دا عشان كله انا مش مصدجة نفسي والله
اردفت بالكلمات تعبر عما يجول بداخلها تبادره الحديث عله يفك جموده الذي طال حتى ملت وكان رده لها
هتفت بعفوية وقد أعجبها تجاوبه
ايوة امال ايه وهي دي حاجة هينة دا انا من ساعة ما صحيت وعرفت بالخبر وانا مش عارفة اتلم على جسمي مش عارفة اللي صايبني بالظبط أعصابي سايبة وقلبي بيتنفض من جوا و......
قطعت شاعرة بخطأ ما في قوله لتبهت منتبهة لهذه النظرات المتفحصة والتي سار يرمقها بها تسير على تفاصيلها بتأني ليردف كي يحفزها على المتابعة
جولي تاني يا هدير ماله بجى جلبك
شعرت بالقشعريرة مع قوله الاخير حينما انحدرت ابصاره على موضع قلبها لتردف بارتباك متهربة
قالتها وانكفئت على كأس العصير لترتشف منه تهرب من حصار عينيه والتي أصبحت تشعر بها تخترفها الان تطوف عليها بتمعن من حجاب رأسها حتى حذائها في الأسفل وأتى قوله المفاجئ لها
الجزمة اللي انتي لابساها دي بجالها كام سنة معاكي
هاا
خرجت منها بإجفال في البداية حتى استوعبت تجيبه
يعني سنتين ابويا جابلهالي ع العيد اللي جبل اللي فات .
جصدك ع العيد اللي جبل جبل اللي فات
ردد بها خلفها ليتابع لها موضحا
انا بصححلك عشان انتي جولتي سنتين.
شوفي يا هدير عايزك من هنا ورايح تهتمي جوي باللي بتلبسيه ياريت لما تشتري هدوم تبعدي عن المعارض والكلام الفاضي ده نجي محلات حاجتها نضيفة زي المحل اللي دخلناه من شوية هما خمس تاشر يوم الباجية ع الفرح مش عايز هدوم الجهاز تبجى كوم ع الفاضي تجيبي الحاجة الغالية ومش لازم تكتري
للمرة الثانية تومئ برأسها بطاعة ولكن هذه المرة كانت تتوجه ببصرها نحو والدتها وشقيقته وكأنها تبتغي منهما الدعم او المغادرة بتململها في جلستها امامه انتبه ليتمص قلقها بأن باغتها بالقبض على احدى كفيها التي سارت تفركهم ببعض اسفل الطاولة ليجفلها بالضغط عليها يلطف لها
نجح بصرفها عن التطلع نحو الاخريات ليتابع متغزلا
انا بتكلم على يدك الحلوة ولا جوز عنيكي الوسعين المرسومين بالكحلة ولا سمارك اللي غلب البيض بجمالهم انتي حلوة جوي يا هدير.
أتى قوله بأثر السحر لتهدأ فجأة متناسية حديثه الاول عن الحذاء والمظهر لتتذكر فقط كلمات الغزل التي يلقيها على اسماعها تضحض شعور عدم الراحة الذي يتسرب لها خلسة من حين لاخر وتقنع نفسها بأنه عمر امير احلامها التي كانت مستحيلة وتحققت فجأة تفتح اذنيها للإنتباه له يغمرها دفء كفه القابضة بقوة على كفها الصغيرة وكأنه سلمت له الدفة ليسير بها كيف يشاء.
خلف المنزل وحيث كانت تتابع صغيرها وهو يركض خلف صغار الحملان المولودة حديثا تضحك من قلبها على لعبه معهما كانت مندمجة في متابعتهم يسعدها انطلاقه في براح الأرض الشاسعة والمحيط المقارب للبرية والتي تأتي بأثرها بالابتهاج عليها هي أيضا حتى انتبهت اخيرا على الظل الطويل خلفه لتفاجأ به امامها مباشرة ملامح مشتدة ووجه متجهم ابصاره مرتكزة بصورة أثارت داخلها القلق لتساله
في حاجة يا غازي بيه
ظل على صمته لحظات يزيد بداخلها الريبة
حتى خرج صوته اخيرا بغموض
ليه مجولتليش ع الججيجة
حجيجة ايه
سألته بعدم فهم ليهدر بها بانفعال
حجيجة الواطي وجليلة الاصل اللي كانت مرتي ليه خبيتي عني مجولتيش ليه عن اللي عمله الزفت ده هو واخته معاكي
اجفلها بسؤاله لتعلم الان سبب التجهم وهذه الشراسة التي تعلو ملامحه والتي أدخلت في قلبها الړعب لتنكر بكذب مكشوف.
زفت مين انا معرفش انت بتتكلم على ايه
زمجر بصوت ۏحشي مكتوم ضاعف في قلبها الفزع من هيئته ليهدر بها
بلاش تلفي
متابعة القراءة