رواية امل الجزء الرابع
المحتويات
أقنعت نفسها بأنه نسي الأخرى مع أنها هي نفسها لم تنسى وقد كانت شهد هي منافسها الرئيسي على قلب الرجل الوحيد الذي ملك قلبها.
بمجرد أن فتحت له الخادمة باب المنزل دلف بخطواته السريعة يسالها على عجالة بدون انتظار
جاسر باشا فين روحي اندهيلوا بسرعة .
كان قد وصل إلى البهو الداخلي ليفاجأ بزهرة تهبط الدرج حاملة ابنها الصغير وبادرته القول
حاول الرد ببعض التريث حتى لا يثير ارتيابها
صباح الخير الأول يا زهرة هانم في الحقيقة احنا مش رايحين الشغل انا بس كنت عايزه في حاجة تانية هو فين
قال الأخيرة بلهفة لم يقدر على كبتها وجاء ردها بتوجس
ايه الحكاية يا امام هو لدرجادي الموضوع مهم.
اومأ باستسلام يجيبها فليس لديه وقت للمرواغة
بعد قليل
ولج إليه جاسر بداخل غرفة المكتب التي فضل انتظاره بها يسأله بقلق
ايه الحكاية
رد مباشرة ودون انتظار
الراجل اللي زارعه وسط رجالة كارم بلغني النهاردة انهم لقوا حامد وهو دلوقتي محپوس في بدروم الفيلا يعني يا نلحقه يا منحلقهوش.
ايه يا ست الكل الهمة والنشاط دا على أول الصبح احنا جاينا ضيوف اياك
اه يا غالية تصدجيها دي بس ايه عاد ضيوف زينة وحاجة تشرف كدة.
تقلص وجهها بامتعاض لم تخفيه أمام والدتها والتي أضافت بعدم اكتراث
وياللا انتي كمان يا حبيبتي افطري بسرعة عشان تشوفي وراكي ايه
صاحت صبا باعتراض وعدم تقبل لهذه التحضيرات المبالغ فيها
ورايا انا كمان! ما انتي مخلية البيت بيلمع اها
اكويها من عشية عشان المجابلة الهامة هو احنا جاي لنا رئيس الجمهورية يعني وانا مش عارفة ولا ايه بالظبط
أوقفت زبيدة ما تقوم بفعله لتلتف إليها قائلة ببساطة أذهلتها
لا يا حبيبتي مش رئيس الجمهورية بس دا عريس متجدم لبتي يعني لازم اشرفها انا وابوها بالضيافة الزينة وهي بجى تشرف نفسها بنفسها.
يعني تهتمي بنفسك يا صبا انا مش طالبة منك حاجة تانية تلبسي تتزوجي تشوفي الحاجات دي اللي بتعملها البنتة في الأوقات اللي زي دي فهمتي يا زينة البنات.
ردت تجاريها بابتسامة صفراء
فهمت طبعا حاضر يا ست زبيدة اروح بس اشوف رحمة عايزاني في ايه وهاجي اعمل كل اللي انتي عايزاه.
قالتها وتحركت على الفور عقبت والدتها من خلفها بتوتر
ودا وجته يا صبا تروحي بيوت الناس وفي يوم زي ده
ردت متابعة السير نحو باب الخروج دون أن تلتفت لها
احنا في اول اليوم يا ست الكل لسة عريس الهنا جدامه وجت طويل على ما ياجي.
انتظرت زبيدة حتى تخرج لتتمتم بعدم رضا
ولزوموا ايه الروح والمجي ولا تعب الجلب اساسا...... وانتي طريجك معروف يا بت بطني.
التوتر والقلق الذي كان يعصف به ليلة طويلة قضاها في الفكر والسهد حتى اشرقت شمس الصباح ليبدأ مرحلة العڈاب في الأنتظار والترقب كل دقيقة لباب المنزل متوقعا ظهورها صداع يفتك برأسه وهو على حاله من افكار متلاحقة وتساؤلات وهواجس لا يستطيع التوقف عنها لقد حسم الأمر ولابد من العثور مرسى لتحط سفنه بالقرب منه لم يعد يملك رفاهية التمهل أو التأجيل لابد أن يعرف رأيها اليوم والان حتى يحدد أمره بعد ذلك إما معركة الدفاع عن حقه بها وإما البحث عن مأوى آخر له بعيدا عن محيطها سواء في العمل او حتى المسكن.
صدر صوت جرس الباب لينتفض من مقعده قرب المدخل وبلهفة فتح ف ارتدت أقدامه للخلف بإحباط وقد خاب أمله بالزائر والتي ردد اسمها پصدمة
سامية.
اه سامية صباح الخير يا شادي عامل ايه
قالتها وهي تدفع بنفسها لداخل المنزل وتغلق الباب بعد أن أعطاها ظهره عائدا أدراجه فرد إليها التحية بصوت مېت
صباح الخير اتفضلي يا سامية.
عقبت من خلفه بتذمر وهذه اللهجة المائعة التي تتعمد التحدث بها هذه الأيام لتزيد من حنقه
ومالك كدة بتقولها من غير نفس هي دي مقابلة برضوو.
إلتف نحوها يجلس بتعب على كرسيه وليرد بتأسف متجنبا الجدال معها
معلش متاخديش عليا اصلي صاحي مصدع.
ردت بجرعة زائدة من النعومة
صاحي مصدع سلامتك الف سلامة تحب اعملك حاجة سخنة تخفف ولا انزل الصيدلية اجيب لك برشامة
رفض العرض هاتفا بحزم
لا دي ولا دي يا سامية فنجان القهوة في ايدي والبرشامة جوا في الأجازخانة هروح اتناولها بنفسي واشربها ريحي نفسك انتي.
مطت شفتيها تلوك داخل فكيها العلكة التي لا تغادر فمها تقول
خلاص يا عم بس من غير زعيق هو انا قولت حاجة غلط يعني.
زفر يشيح بوجهه عنها يقلب عينيه بتعب ليس لديه أدنى طاقة لها وحين لم تجد هي ردا منه مصمصت بشفتيها تتابع
يا سيدي ولا تزعل نفسك انا اصلا جاية لرحمة مرات اخويا اقعد معاها شوية.
قالتها وتحركت نحو غرفة شقيقته ضعف تركيزه جعله لا يستدرك سوى بعد أن دخلت إليها لينتفض مرددا
يا نهار اسود ودا وقته.
وليكتمل أحباطه دوى صوت جرس المنزل وكانت هذه المرة صبا .
صباح الخير.
القت التحية بوجهها الصبوح وصوتها الرقيق ليتلجم عن الرد طاردا من صدره كتلة كثيفة من الهواء المشبع بيأسه لاعنا حظه البائس دوما فقد كان ينقصه سامية في هذا الوقت الحساس لتقطع عليه الفرصة التي كان يترجاها منذ الأمس لا بل قبل ذلك بكثييير.
اربكها فعله الغريب وهذا الصمت حتى عن رد التحية فقالت باضطراب
انا كنت جاية لرحمة على فكرة لو لسة نايمة خلاص اجي في وجت تاني....
استني يا صبا.
هتف بها قبل أن تستدير عنه ذاهبة فقال مبررا
رحمة صاحية بس المشكلة هي ان سامية عندها دلوقت.
اممم.
زامت بها بتفهم لترد بابتسامة ساخرة
يبجى كدة انا هجيها في وجت تاني برضوا لأن بصراحة سامية دي ما بيطجنيش.
حينما الټفت هذه المرة وفور أن تحركت خطوتين تفاجأت به يهتف بحزم يوقفها
صبا ممكن دقيقة
انتظرته حتى خطأ الخطوتين ليقابلها قائلا بحسم ما يدور بداخله
بصراحة انا اللي عايزك في كلمتين مش رحمة وبما ان البيت مش فاضي مضطر اعرض عليكي تقابليني برا.
ارتدت للخلف تنظاره باندهاش فتابع مستطردا
عارف ان طلبي غريب بس والله ما عندي فرصة لازم اخد رأيك في حاجة ضروري ودلوقتي حالا....
ظلت على صمتها بحيرة لا تعرف إجابة جيدة للرد عليه ليضيف هو
انا نازل دلوقتي انتظرك في الكافيه اللي في اخر الشارع بتمنى لو عندك ذرة ثقة فيا تيجي وتسمعي مني ولو رفضتي طبعا انتي حرة مع إني اتمنى متكسفنيش.
ليلة كاملة قضاها تحت التحقيق من رجال لا يعرفون الرحمة ولا حرمة العيش والملح فقد كان زميلهم والبعض منهم كانوا أصدقائه ولكن لما الاستغراب فهو أيضا لو كان محلهم لفعل أكثر من ذلك.
جسده قوي ويتحمل الضربات رغم قسۏتها هذا ما كان يردده بداخله من أجل الا يستسلم قبل أن ينزل إليه صاحب الأمر نفسه.
بخطوات متأنية وقد بات ليلته على الفراش بكل برود واجهة لامعة لشخص مخيف لا يعلم بطبيعته سوى من اقترب منه وعرفه جيدا
يتقدم رجاله كفهد يترأس مجموعة من الوحوش.
اقترب حتى وصل إليه ليجلس على الكرسي المقابل للكرسي المقيد به جلس وضاعا قدما فوق الأخرى يطالعه بصمت ليزيد من بث الړعب بقلبه تمعن في هيئته من شعر رأسه حتى حذاء قدمه في الأسفل قبل أن يخرج صوته اخيرا
لسة جامد زي ما انت ليلة كاملة من الضړب فيك ويدوب بس علموا بشلفطة على الوش وكام تعويرة ع الجسم
اصدر صوت طقطقة غير راضية بفمه قبل أن يرفع رأسه مخاطبا لهم جميعا
طب ما هو عنده حق طيب يلف ويحور معاكم من غير ما يديكم معلومة مفيدة رجالة ورق انا لازم اغيركم على فكرة .
نكس الرجال رؤسهم بخزي ودافع حامد عن موقفه بړعب
ما انا قولت على كل حاجة يا سعادة الباشا الست دي هي اللي ضحكت عليا والختمة الشريفة انا ما اعرف اي حاجة عنها دي رسمت عليا خطة عشان اصدقها تحب احكيلك.
اطلق كارم ضحكة عالية خالية من أي مرح ليقول ساخرا
قصدك ع التمثلية الهبلة دي اللي عمال تعيد وتزيد فيها من امبارح انك كنت فاكرها صاحبة الهانم وهي ادتك حاجة اصفرة خلتك زي السکړان ومش واعي للي بتعمله.... يا بني طب احبك الرواية عشان اصدقها
حاول حامد ان يبتلع في ريقه الذي جف ليجدد الكذب عله يجد المخرج
والنعمة يا باشا زي ما بقولك كدة طب تحب احلفلك ع المصحف.
حافظ كارم على ضحكاته الغريبة ليردد بهدوء مريب
لا لا يا حامد من غير
ما تحلف انا هعرف دلوقتي بنفسي فكوه يا رجالة
قال الاخيرة ونهض يفاجئه بخلع سترته وهؤلاء الرجال التفوا حوله من أجل حل القيد الشديد على نصفه الأعلى اثناء خلع الاخر لقميصه بعد ان فتح ازراره ليجده أمامه عاري الجزع لا يرتدي سوى البنطال وبعد أن تحرر من قيوده هتف عليه بحزم
اقف ياللا ووريني شجاعتك.
انصاع حامد للأمر ولكنه تسمر محله بعدم فهم فصاح الاخر بصوت جهوري
بقولك اتحرك واقرب مني خلينا نعمل مواجهة متكافئة بين راجل لراجل.
ظل حامد على موقفه مذهولا لا يصدق ما يردف به هذا المعتوه وفرق القوة بينهم سوف تكون لصالحه على الأكيد.
هذا قبل أن يباغته الاخر بضړبة قوية بالقدم التي طوحها في الهواء لتقع على ركبتيه اسقطته ارضا وقبل أن يستوعب وجد سيلا من الضربات الموجعة يتلقفها جسده بعشوائية وسرعة لا تمكنه من الصد او الوقوف فاستمر كارم مستغلا خبرته السابقة في السيطرة على خصومه مهما كان احجامهم وقد حصد العديد من البطولات اثناء دراسته.
ولكن ما سبق كان تمهيدا قبل أن يهجم مرة واحدة ليجثم بجسده عليه فجلس بثني ركبتيه واحدة على نصف ظهره والثانية على الرقبة من الخلف ليصبح وجه حامد متساويا بالتراب الذي دخل لحلقه مع الصرخات التي كانت تصدر بصوت عالي بعدم احتمال لألم الذراع الذي لفه كارم نحوه للأعلى ليصبح نقطة ضعف جيدة بيده للضغط عليها مع بدأ تحقيقه
عرفت جيرمين منين من غير لف ولا دوران
خرج صوت حامد برجاء
والله ما كنت اعرفها دي واحدة رقاصة اسمها سوزي هي اللي دلتني عليها انا اخري كنت بروح الكباريه عندها.
رد كارم
متابعة القراءة