رواية امل الجزء الرابع

موقع أيام نيوز

بإحباط متعاظم يردف الكلمات الثقيلة على لسانه بصعوبة جمة
لا طبعا مين قال كدة دي سنة الحياة. 
ومالك بتقولها كدة وكأنها ھتموت مش هتتجوز
تطلع إليها بإجفال يسألها
ليه بتقولي كدة يا رحمة
بأنفعال بدا جليا في كلماتها
إنت عارف انا اقصد ايه يا شادي بلاش يا بن ابويا وامي نلف على بعض هتفضل لحد إمتى ساكت
ابتلع ليردد مستنكرا باضطراب
ساكت عن إيه بالظبط ما تخلي بالك من كلامك يا رحمة. 
واصلت شقيقته ضغطها لتكشفه أمام نفسه
واخلي بالي ليه غلطت فيك مثلا يا خويا جيب م الاخر دا انت ھتموت ع البت......
انتفض كالملسوع يقاطعها عن المواصلة
اموت على مين يا رحمة إنتي اټجننتي ولا إيه دي عيلة.
لا مش عيلة.
هتفت بها لتتابع بإصرار
إنت اللي شيل المسؤلية خلاك تنسى نفسك وسنك الحقيقي مش اللي كبرتوا الهموم انت لسة في عز شبابك يا شادي وهي معدية سن الرشد يبقى ايه المانع 
اعترض يقاطعها للمرة الثانية ولكن بحدة وكأنه كان في انتظار الفرصة ليطلق سراح وحش الكتمان المحبوس بداخله
المانع فيا أنا يا رحمة مش هقولك على القيود اللي حاططها أبوها بس هفكرك بحالي.... مش عايز اشيلها فوق طاقتها عشان انا حملي كبير وهي زي الوردة عايزة اللي يرعاها والدلع اتخلق للي زيها عشان هي تستاهله لكن انا بقى هقدملها إيه
ردت برغبة قوية امتزجت بحماسها
إن كان على أمي أنا معاك ومش هسيبك هي بس شهور الحمل تعدي وهتلاقيني ان شاء الله بشيل عنك أكتر من الاول.....
قطعت فجأة تتطلع إلى هذا الحزن الذي کسى عينيه فقالت بجزع
ليه يا شادي الحزن دا كله لدرجادي إنت معندكش الثقة في نفسك.
مش موضوع ثقة يا رحمة
أمال موضوع إيه
رد بتنهيدة مثقلة خرجت من العمق
مش عارف اشرحهالك ازاي بس أنا...... خاېف يا رحمة.
انت خاېف!
نهض عن مقعده واتجهت أبصاره لخارج نافذة الغرفة التي كان يخطو نحوها يفرج لها عما يجيش بصدره
خاېف اواجهها باللي جوايا ومتقبلش ساعتها مش هتحمل اقعد ثانية قصادها في الشغل أو حتى ابقى جيرانها هنا في العمارة مش هتحمل ابعد عنها بعد ما دوقت قربها بنظرة منها بحس بسعادة في حياتي ما عرفتها يوم ما بتضحك الدنيا كلها بتضحك قدامي أنا مش قادر ابعد ولا قادر اقرب الشوق جوايا بېقتلني ليها وبنفس الوقت خاېف لصورتي تتهز في عنيها ع
الأقل دلوقتي شايف احترامها ليا مين عالم بقى لو واجهتها هشوف إيه
حب .
قالتها رحمة بأعين ترقرت بها الدموع وقد أوجعها الألم الذي ارتسم جليا على صفحة وجهه لتردف بما لمسته بحاسة المرأة منها التف إليها يطالعها باستفسار لا يصدق ما التقطته أذنيه ولكنها عادت تؤكد بيقين نبت بداخلها
أيوة حب يا شادي انا شايفة كدة وانت كمان شايف بس مش مصدق.
لم يرد ولكن ظل على نظرته الساهمة لها عله يستوعب ما تفوهت به يداعبه الأمل في التصديق وتصدمه صخرة الواقع أن ما يتحدث الان هو شقيقته نفض رأسه ليقول برجاء يشوبه الضيق
يااارحمة الله يرضى عنك بلاش الكلام ده انا مش حمل اتعلق بحبال دايبة. 
تبسمت تشاكسه بثقة
لا ما انت اتعلقت واللي كان كان بس هي مش حبال دايبة انا متأكدة منها دي وانت كمان هتتأكد بنفسك وبكرة تقول اختي قالت.
رسم على ملامح وجهه العبوس يتصنع السأم من قولها رغم حفلات الصخب التي كانت تدور بداخله يتمنى أن يحدث.
انتفضا الإثنان فجأة على طرق باب الغرفة وصوت سامية يهتف
قافلين الباب عليكم ليه يا ولاد خالي انا حضرت العشا هاكل لوحدي يعني ولا إيه
التف نحو شقيقته يلوح كفيه أمامها معترضا بسخط طالعته بضحكة مكتومة قبل أن ترد بصوت عالي
حاضر يا سامية حضري السفرة عندك وانا شادي هيسندني ونخرجلك.
طب ما تتأخروش بقى لا الأكل يبرد دا حلاوته وهو سخن وموللع. 
قالتها بنبرتها المائعة تشدد على الأحرف حتى جعلته يزبهل بانشداه نحو شقيقته والتي لم تكن قادرة على التوقف في الضحك.
من شرفة المنزل التي كانت جالسة بها تستذكر من كتابها الدروس المقررة عليها هذا العام وبنفس الوقت تتابع الحركة الدائرة في الشارع من مارة وسيارات تخترق المنطقة وتخرج منها على أحر من الجمر تنتظر بلهفة وترقب حتى إذا ما وقعت عينيها على طيف السيارة التي تقلهم من أول دخولها الحارة انتفضت عن مقعدها تركض للداخل مرددة
وصلوا وصلوا العرايس وصلوا.
أمنية والتي كانت مارة بالصدفة في الصالة بعد خروجها من المطبخ وتناول وجبة إفطارها عقبت تطالع لهفتها بضيق
وافرضي وصلوا بتجري كدة ليه زي الهبلة هتتكنفلي على بوزك.
ضحكت رؤى وهي تتناول اسدالها لتسقطه عليها وترتديه ثم لفت طرحته سريعا قائلة
عشان اللحق اسلم على عريس اختي قبل ما يمشي.
قالتها وتحركت من أمامها مغادرة من باب المنزل على الفور مصمصت أمنية بشفتيها لتردد بحنق خلفها
إللي ما شوفت حتى ربع الفرحة دي يوم خطوبتي انا اللي ابقى شقيقتها من امها وابوها لكن اقول إيه أصناف وسخه.
وفي الخارج واصلت رؤى ركضها حتى وصللت إلى مدخل البناية لتتلقف والدتها والتي كانت حاملة بعض الأكياس الكبيرة تقول بلهاث شيليهم مني يا ختي وخففي عني شوية.
ردت رؤى بابتهاج متعاظم وهي تتفقد بنظرها سريعا محتويات الأكياس
ما شاء الله كل دي هدوم وهدايا .
التوى ثغر نرجس وهي تتخطاها معلقة بسخط
ايوة يا ختي زي انت شايفة كدة ابعدي بقى خليني اروح اريح قطيعة اتهد حيلي في اللف والدوران .
واصلت غمغمتها وهي تصعد الدرج 
يا عيني عليكي يا أمنية يا بنتي إللي ما شوفتي حتى نصهم.
خبئت الإبتسامة على وجه رؤى وفتر الحماس الذي كان متقدا منذ قليل فهذه النبرة من والدتها وشقيقتها لا تعجبها بل وتعتبره جحود سافر في حق من هي تستحق أكثر من ذلك بعد طول صبرها وشقائها معهن.
الټفت بيأسها نحو العروسين الذين مازلا في السيارة حتى الان يتناقشان في أمر ما يخصهم لوحت بكفها تحية لهما لتقابلها شهد بقبلة في الهواء وحسن ايضا كان يدعوها بكفه لتأتي ولكنها تحججت بحمل الأشياء وضرورة الصعود بهم حتى تترك المجال لهما.
وفي داخل السيارة كان الجدال على أشده بعد أن فاجئها بقراره
كان لازم تبلغني من الأول يا حسن ازاي يعني عايز الخطوبة في قاعة انا عملت حسابي على حاجة ع الضيق في شقتنا.
وانا كمان كنت عامل حسابي على كدة بس مكدبش عليكي بقى لما حسبناها أنا ووالدتي لقينا ان الموضوع هيبقى مرهق احنا قرايبنا كتير ومينفعش نعزم حد ونسيب حد
زفرت تشيح بوجهها للناحية الأخرى ولكنه لاحقها بقوله
الأمر مش مستاهل العصبية ولا الضيقة دي كلها يا شهد. 
طالعته ببعض الضيق ولسانها يعجز عن قول السبب الحقيقي لرفضها فمن أين ستأتي بالمال الذي يغطي هذه الليلة بهذا الفعل المفاجئ خرج صوتها تجادله بعتب عل هذه الطريقة تثنيه عن هذا الأمر
إنت شايفه أمر مش مستاهل لكن انا شايفاه العكس هي الحاجات دي سلق بيض دا لازملها تجهيز وحجز القاعة حتى الفستان هنا في الشقة غير ما هيبقى هناك في القاعة إمتى هلحق اعمل دا كله
بابتسامة عذبة رد ببساطة أذهلتها
ولا تحملي أي هم القاعة اتحجزت من امبارح اخويا أمين اتصرف مع واحد معرفة والراجل قام بالواجب وجامله أما بقى عن الفستان والبيوتي سنتر فدول أمرهم سهل يا شهد نقي اللي انتي عايزاه اون لاين وانا سداد يا ستي .
هتفت معترضة بانفعال
تاني مصاريف يا حسن هو احنا لحقنا من الشبكة ولا الهدايا عشان تفتح في الحاجات الفارغة دي
ضحك يزيد بغيظها ليرد بتسلية أدهشتها
الله يا شهد انتي بقيتي زوجة مصرية أصلية واحنا لسة ع البر أمال لما ندخل في الجد هتعملي إيه
قاومت بصعوبة ضحكة ملحة حتى لا تضعف أمامه فبدت مرتسمة على ملامحها كابتسامة مستترة رأى هو ذلك فامتد طرف سبابته يداعب أنفها لتحدجه بنظرة محذرة بهمس
خلي بالك يا عم الناس واخدة بالها مش كفاية قعدتنا في العربية كدة مكشوفين قدامهم. 
رد مشاكسا
واعملك إيه طيب ما انتي اللي عاملة تحذيراتك عشان مدخلش في عدم وجود راجل في البيت.
أيوة طبعا اللي محرماه على اختي وخطيبها لا يمكن اعمل عاكسه.
قالتها بإصرار زاده إعجابا بها قبل أن تغير لتعود للنقاش مرة أخرى
نرجع لمرجعونا ياريت يا حسن ترجع عن قرارك وتخلي الكلام ده لليلة الكبيرة اهي ليلتك وانت حر فيها أما ليلة الخطوبة دي على أهل العروسة يعني.....
ليلة مين اللي ع العروسة
قالها بمقاطعة مستفسرا وكان ردها بعفوية
ما انا قولتلك يا حسن دي عادتنا من زمان .
ارتفعت رأسه يهزهزها بتفهم قائلا
ااه يعني هي الحكاية كدة لا ستي احنا معندناش الكلام ده يعني سيبك من الرغي بقى واقتنعي ياريتني سيبت مجيدة معايا وموصلتهاش قبل ما نيجي عشان كانت سبتتك في ثواني.
فتحت فاهاها وهمت ان تواصل بعندها ولكنه اوقفها
قفلي بقى يا شهد لاتصلك بيها وهي تشوف شغلها معاكي
كان حسن في طريقه لمغادرة المنطقة بأكملها حينما تفاجأ بهذا المعتوه حينما تصدر بجسده أمام السيارة التي كانت تسير ببطء نظرا للكثافة السكانية بها.
ابو نسب.
هتف بها ليجبر الاخر على التوقف مدمدا بضيق
ودا ماله ده
تحرك ابراهيم ليلتف إليه ناحية النافذة واقترب يخاطبه بود غريب عنه
ماشي على طول طب سلم يا سيدي دا احنا حتى هنبقى عدايل .
عدايل!
أيوة عدايل امال
ايه ازيك يا بشمهندس نورت الحارة .
هتف بها ابراهيم وامتدت كفه إليه يريد مصافحته ف اضطر أن يخرج له ذراعه من النافذة التي انفتح زجاجها مرددا ببعض المجاملة رغم انزعاجه من هذا الأسلوب الغريب
اهلا يا ابراهيم عامل ايه
هتف بصوت عالي باعتراض
لا يا سيدي انا مينفعش معايا السؤال كدة من باب العربية انت تنزل معايا ع القهوة ناخد فنجانين ولا كوبايتين شاي ساعتها بقى هقولك عامل ايه وكل اللي انت عايزه 
طالعه حسن صامتا بازبهلال فهذا اللطف المبالغ فيه لم يألفه منه على الإطلاق واصل ابراهيم استعراضه
ايه يا عم البشمهندس سكت ليه ولا يكونش هتتكبر على اهل المنطقة دا احنا حتى كلنا ولاد تسعة وعروستك ست الحارة مننا.
زفرة سريعة اطلقها حسن قبل ان يرد على كلماته
تكبر ايه يا عم انت كمان انا بس مستعجل من الصبح برا وعايز اريح شوية. 
بإصرار أكبر اردف بمزيد من الطف
والله عارف انك من الصبح مع العروسة بتنقي الشبكة وانا بقى بالمناسبة دي عايز افتح صفحة جديدة مع بعض دا احنا خلاص هنبقى عيلة عايز أصاحبك يا سيدي. 
أمام هذا الإلحاح اضطر حسن ان يوافق ليصطف سيارته في احدى الأماكن القريبة وجلس معه على طاولة صغيرة في خارج المقهى الشعبي.
وكان الطلب كوبين من الشاي بناء على رغبة حسن الذي كان يرتشف به ساخنا على مضص حتى ينتهي من هذا اللقاء الثقيل والاخر لا يتوقف عن أدهاشه
تم نسخ الرابط