رواية امل الجزء الرابع
المحتويات
عشان تحميها من الحسد.
أنيسة والتي لم تكن منتبه هذه المرة ردت بعفوية وهي تتناول فنجان قهوتها
اه طبعا ما هي كانت بتجمعهم من مرتب شغلها ايام الجامعة ابتدت بالسلسة وبعدها الكف والعين الزرقا و..... اي ده تصدقي ان اول مرة اخد بالي ان القلب مش موجود انا لازم اسألها لما تيجي.
يا ختي وتسأليها ليه ما براحتها.
هو ايه اللي اسيبها براحتها انا هسألها عن حاجة غايبة منها يا ست.
ردت تزيد من ذهولها
وانا بقولك اهو هي أدرى باللي غايب منها وأكيد طبعا هتلاقيه دا سهل أوي على فكرة
قالتها لتعود لترتشف من فنجانها هي الأخرى وابتسامة عابثة تتلاعب على ثغرها بانتعاش يسري بداخلها تغمغم
عادت شهد بعد انتهاء الجلسة مع مسؤلي المشروع الذي تسعى للحصول عليه في خطوة قد تساهم كبداية جيدة في دفعها للأمام بمساعدة حسن الذي
لا يدخر جهدا في ذلك بل ويفعل المستحيل في هذا من أجلها تبسمت براحة تغمرها تملي عينيها منه وقد كان يقود السيارة بجوارها تشعر بأن الله قد من عليها اخيرا بنعمة السند التي كانت تفتقدها بل وكانت تقنع نفسها انها استغنت ولا تحتاج أن تستغني عن النعمة التي تفتقدها هو الحل الوحيد للشخص اليائس البائس.
الحقي يا شهد أمنية على اخرها.
قالها حسن لتنتبه على شقيقتها التي كانت واقفة في المكان المحدد الذي وصفته لها وجهها المكفهر خير دليل على قرب انفجارها.
عقبت بتوجس
تصدق يا حسن لو حد اداها ۏلعة مش هتتردد ولو ثانية تولع فينا.
سألها حسن بفضول قبل أن يقترب من الأخرى بسيارته
تبسمت تجيبه بسخرية
المسؤلية حب المسؤلية هو اللي جبرها يا حسن.
يا شيخة.
قالها بابتسامة ساخرة هو الأخر قبل أن يتوقف أمام شقيقتها التي حطت سريعا لتتنضم معهم في المقعد الخلفي تلقي التحية بفظاظة
السلام عليكم.
ردد حسن يجيب تحيتها رغم تحفظه على قلة زوقها.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عاملة ايه يا أمنية
بصقت الكلمة من فمها والټفت رأسها نحو النافذة لا تطيق النظر إليهم مما جعل شهد على تقوى على كبت ما بجوفها
براحة شوية يا ست أمنية اول يوم ليكي وتعبانة فيه نديكي عذرك بس مش لدرجادي يعني دا انتي مكملتيش نص يوم.
سمعت الأخيرة وقد كانت لها كالشرارة لتنطلق بمظلومية محتجة
نص يوم وليكي عين كمان تألسي وتدي حكم بعد ما خلتيني اتحمس في الشمس قال ايه عشان اسد عنك افهم ايه انا عشان اقابل مسؤل الهباب بتاعكم ولا لجنة المهندسين اللي طبت فجأة مكنتيش عاملة حسابهم عشان ما تصدقي بقى وتسبيني انا في الوحلة دي لوحدي طبعا ما انتي مع خطيبك اتسرمحي بقى على كيفك مدام في الحمارة اللي تسد.
مش هرد ع الأخيرة عشان انا لسة محتفظة بألأدب معاكي حتى لو انتي متعرفهوش بس لو هتيجي ع الشغل ف انا بقولهالك اهو يا ختي محدش غاصبك.
افحمها ردها القاطع لتلتف نحو النافذة مغلقة فمها عن التكملة فتبدل المرح بمحيط السيارة إلى جوا من الكابة بفضلها بعد ان صمتت شهد هي الأخرى وحسن من داخله يلعن هذه الفتاة التي تحتاج للأدب والتقويم من جديد ليته يملك السلطة لذلك أو ربما هو الزمان قد يكون كفيلا بها وبأمثالها.
حبيب مامي.
قالتها رباب وهي تتلقف ابنها الذي ركض نحوها فور ولوجه المنزل ورؤيتها لترفعه عن الأرض وتضمه بقوة تقبله باشتياق شديد مرددة
يا قلب مامي وحشتني وحشتني قد الدنيا وقد الكون كله.
وانتي كمان يا مامي.
قالها الصغير لتزيد باحتضانه مشددة بذراعيها.
علق كارم والذي جاء من خلفه
براحة شوية ع الولد لدرجادي واحشك
قبلت الصغير عدة قبلات على وجنته لتردد بحب
اوي اوي يا كارم.
هو بس.
سريعا مرددة بارتباك
اا طب انت هتفضل واقف هنا في مدخل الفيلا مش تدخل معايا وتقعد حتى دقيقتين.
قالتها وتحركت بالطفل تسبقه لحق بها ولسانه يردد بتهكم
يا ما شاء الله وبقيتي صاحبة بيت كمان عند اختك وجوزها لا وكمان بتعزميني عشان أضايف في ملكهم.
بنتهيدة مثقلة الټفت له برأسها تطالعه بقنوط قبل أن تجلس على اقرب المقاعد وترد
يا كارم الوضع اتغير خلاص مفيش داعي للتريقة يعني ثم ان اختي وجوزها في الشغل دلوقتي مين بقى اللي هايضايفك
اتخذ مقعدا هو الأخر بجوارها ليضع قدما فوق الأخرى ليرد وهو يتأمل كل ركن من حوله
زوق المكان ولا أروع بصراحة اتفاجأت يا ترى دا زوق اختك ولا جوزها
صمت برهة ليتابع بمغزى يقصده
انا برجح كاميليا احساسي بيقولي كدة أصل الزوق العالي ده ما يبعدش عنها.
ردت بفراسة وقد فهمت إلى ما يرمي إليه
بلاش السكة دي يا كارم انا قولتلك ان الوضع اتغير خلينا نعيش في سلام الله يخليك.
اشاح بوجهه عنها فلم تعجبه كلماتها وقعت عينيه على الطفلة الصغيرة ذات الجمال الملائكي وقد كانت واقفة بأحد الأركان پخوف منه كرجل غريب لأول مرة يدخل إليهم.
انتبهت رباب نحو ما يتطلع إليه فهتفت بمرح نحو الطفلة
فريدة تعالي يا قلب خالتو.
فريدة!
ردد كارم الأسم وعينيه تتابع الصغيرة التي خطت نحوهما حتى تلقفتها رباب لتعرفها على أسرتها
دا يبقى عمار ابن خالتو ودا جوز خالتو سلم عليها يا كارم.
سمع منها وامتدت يده تصافح الصغيرة يشهد بداخله ان هذا الجمال الرائع لا يبتعد عن والدتها فهي تشبهها كثيرا.
بعد ان انتهى الترحيب وانصرفت فريدة مع ابن خالتها حتى تعرفه على ألعابها لتخلو الجلسة على الزوجين قال كارم بوجه متجهم
متفتكريش اني ساكت انا قالب الدنيا على الزفت حامد وشريكته جيرمين.
اومأت له بابتسامة مضطربة فقال متابعا
تصدقي انها هربت وسابت اولادها وجوزها العجوز كمان
ابتلعت تردد بتوتر
أكيد خاېفة منك أو من الشرطة بعد الكاميرات ما بينتها كاملة بس الغريبة ان الأمر ما انتشرش ولا شوفت أي جريدة او صفحة ع السوشيال ميديا كاتبة عنه.
اجابها بتسلط تعلمه جيدا عنه
عشان انا كتمت ع الخبر يا قلبي مارست سلطتي مع سلطة ناس من العيلة وقدرت اسيطر ع الوضع.
طب كويس.
قالتها بإعجاب حقيقي فبرغم كل شيء هي لا تنكر ان سيطرته وتصميمه كثيرا ما تبهرها.
سكت فجأة ليجفلها بسؤاله
لكن انتي مش مستغربة فعل جيرمين ايه اللي يخليها تعمل معاكي كدة يا رباب
سؤاله كان مباغتا لها حتى جعلها تتلعثم قليلا في البحث عن رد.
اا مش عارفة هعرف منين يعني
تعلم ان اجابتها غير مقنعة ففي الحالة العادية وهي المجني عليها كان يجب أن تصب ڠضبها على هذه المرأة التي تجرأت على فعل ذلك لكن وهي تعلم السبب وراء ذلك كيف لها أن تفعل
ترى ما تفكر به الآن يصل إلى كارم حاد الذكاء من الأساس أم انها تتوهم وتضخم الأمر مع نفسها
رباب يا رباب.
استيقظت الأخيرة على اثر الصوت رغم ضعفه لتناظرها بتساؤل تبسمت كاميليا لها قائلة
لساك نومك خفيف برضوا
تجاهلت كاميليا الجزء الأخير لتسألها بقلق
ليه يا حبيبتي قلة النوم هو انتي مش مستريحة في الأوضة
تكتنفها بشدة تريد الأفصاح أو التحدث في هذا الأمر الثقيل على صدرها فعواقب ما ارتكبته على وشك الوقوع وزوجها لا يرحم.
طال صمتها في التفكير العميق مما جعل القلق يعصف بكاميليا لتعيد سؤالها بتوجس
أنتي في حاجة مخبياها عني يا رباب
مررت بكف يدها على جانبي رأسها لتزيح الشعيرات المتبعثرة حتى تعيدها للخلف وعقلها ما زال يدور بتفكير مضني حسمته فجأة بقرارها
أنا عايزة اقولك على سر.
بخطوات واسعة كان يخترق بقدميه لداخل القصر بعد استجابته للاتصال الذي وصله من والدته وهي تخبره بضرورة الحضور حالا وفورا وقد سبقه مجموعة من الإتصالات والرسائل التي غفل عنهم في غمرة نومه الذي والصدفة تأخر اليوم .
إيه في إيه
صدر منه السؤال فور أن وقعت عينيه نحو الجالستين في بهو المنزل وكأنهن في انتظاره اشاحت بهيرة بأنظارها عنه وتكلفت نور برد خرج كتأنيب
اتأخرت ليه يا عدي دا احنا من الصبح قالبين الدنيا عليك
اقترب بوجه ازداد غرابة يجيب سؤالها بسؤال
وليه تقلبوا الدنيا بقى إيه المهم اوي عشان يستدعي اتصلاتكم الكتيرة أوي دي
طرقت بهيرة بالعصا التي تتحامل عليها هذه الأيام كثيرا بعد اشتداد وطأة المړض عليها لتصدر صوتا مزعجا على الأرضية وهدرت بوجه ممتقع لم يألفه عدي من قبل ذلك نحوه لتهدر به
وليك عين كمان تسأل وتتحاكى سايب مراتك وولادك وهربان في أحضان عشيقاتك من غير ما تعرف باللي بيجرالهم ولا اللي حاصل معاهم
زفر دفعة كبيرة من الهواء يقلب عينيه بسأم فقد وضح بعقله الان أن ما يحدث معه قد يكون بسبب ميسون التي بدأت تفتعل المشاكل هذه الأيام فقال باستخفاف
طيب ما تجيبوا من الاخر وقولوا الهانم عملت إيه بدال الفوازير دي.
زاد الڠضب بوجه والدته حتى اشتعلت عينيها بحريق نحوه فقالت نور بلهجة اسفة
الموضوع مش محتاج فوزاير يا عدي ميسون خدت الولاد وسافرت على تركيا بيهم وبتبلغك تبعتلها ورقة الطلاق يا إما تحصلها على هناك وتفترقوا باتفاق قانوني.
إيه انتي بتقولي ايه
تفوه بها بعدم تصديق بل هو لا يستوعب حتى انه اعاد السؤال بصيغة أخرى
ازاي يعني تاخد الولاد ازاي وتسافر بيهم هما اولادها لوحدها
أيوة أولادها لوحدها
هتفت بها بهيرة لتردف بتشفي
وانت ايه دورك في حياتهم غير ضيف بتيجي تقضي وقت حلو معاهم كل فترة بتعدي بالأسابيع.
هو الموضوع بجد ولا ايه يا نور ازاي جوزك يسمح بكدة سيبتوها خرجت ازاي من القصر بيهم دا مصطفى عزام بجلالة قدره.
بانفعال لم تقوى على كتمانه هتفت به هي الأخرى
وكنت عايزه يعمل ايه يعني جدها بعت واحد من طرفه عشان ياخدها هي والولاد ولما اتصل بيه مصطفى معرفش يلاحق في الرد ع الراجل ميسون كانت مخببة عن أهلها كل اللي بيحصل ما بينكم وهجرك ليها بالشهور لكن بقى لما فاض بيها بلغتهم بكل شيء وهما بقى ما تحملوش على بنتهم ودول ناس مش قليلين وانت أدرى.
وما بلغتونيش ليه أنا كنت اتصرفت مع الناس دي أنا أولي بيهم.
صاح بها بصوت عالي وقد خرج عن طوره الهاديء ردت نور بعصبية هي الأخرى
ما احنا بنتصل بيك من الفجر وانت مبترودش كنت عايزنا نعمل ايه
استمر بانفعاله يوزع النظرات بينها وبين والدته التي ظلت تطالعه بتجهم
ازاي يعني معرفتوش تتصرفوا يا نور الهانم تخرج من البلد بولادي قيمتنا ايه على كدة في البلدة دي
احنا قيمتنا أكبر من الأفعال الخسيسة دي يا استاذ عدي
هتف بها مصطفى والذي كان عائدا من الخارج ليتلقفه
متابعة القراءة