رواية امل الجزء الرابع
المحتويات
بعد ما تخلف عيلين.
بضحكة شقية من صبا ردت تناكفها
بجى على عيلين وفرهدتي امال امي انا اللي مخلفة ستة قبلي تعمل ايه ولا عمتي فوزية اللي ابو جوزها ماټ النهاردة دا دي لوحدها مخلفة تسعة ما شاء الله يسدوا عين الشمس .
يا اختي اللهم بارك بس ناس زمان كان عندها صحة مش زي صاحبتك اللي من عيلين بس فرهدت وسلمت نمر بقى من الشهر الأول انام على ضهري وانا لسة قدامي شهور.
ولما انتي عارفة كدة مش كنتي تاخدي بالك حرصي بجى ع العيل المتعب ده وخلي بالك لا تعمليها تاني.
هتفت رحمة بصوت أضحكها
يا ختيييي اعمل فين تاني كمان توبة من دي النوبة اسمع لكلام المنيل جوزي كل اللي عليه عايزين نخاوي العيال ووقت الجد بشيل انا الهم وحدي.
ربتت صبا على كفها برقة تدعمها
اومأت رحمة باقتناع ولكن قد خبأت ابتسامتها لتقول
مكدبش عليكي انا بهزر اه بس ربنا بس هو اللي عالم بحالي اصلي رقدتي دي زودت على اخويا يعني مش كفاية مسؤلية امي عشان ازود عليه انا بهمي
متقوليش كدة بعد الشړ عليكي من الهم.
قالتها صبا ثم عادت بإدراك مردفة
رحمة وابتسامة عابثة لاحت على صفحة وجهها مع تفكير افقدها تركيزها في الرد
هي ملهاش لازمة.... قاصدي يعني...... خلتيني اتلخلبطت يا صبا سامية بتيجي تطل عليا وعلى ولاد اخوها اصلها بقت تقريبا ساكنة مع جوزي في شقتنا توضب الشقة تحت وتحضر حاجته قبل ما تطلع هنا وتطل عليا وو كتر خيرها يعني بتحاول تشوف اللي محتاجاه.
وايه بجى اللي انتي محتاجاه والهانم بتعملهولك
زاد اتساع ابتسامتها في الرد بمكر
يعني مثلا في مشاوير الدكتور ورعاية الولاد ولو عاملة اكلة حلوة تيجي تجيبها وتدوقني.
خرج صوت صبا بحدة على غير ارادتها
مشاوير الدكتور دي حاجة واجب عليها على فكرة مش اخت جوزك وحتى حكاية الولاد برضوا رغم ان انا شايفة شادي دلوكت هو اللي شايل البت مش هي.
لا ما هي مش فاضية دلوقتي اصلها دخلت المطبخ تروق المواعين بعد العزومة اصلها جابت صنية اكل عملاها كلها بنفسها.
عزومة وصنية أكل كمان ليه هي كانت عاملة ايه بالظبط
تسائلت بفضول وملامح وجهها تقلصت بغيظ وردت رحمة بابتسامة مستترة
لا هي كانت عاملة كتير صراحة رقاق باللحمة المفرومة وفرخة مشوية دا غير المحاشي.
ساكتة ليه يا صبا
سألتها رحمة حين طال صمتها وتحمحت هي تجلي حلقها في محاولة للرد
بزوق لتخفي هذا الشعور بداخلها
لا يعني....... اصلك لما جيبتي سيرة الأكل فتحتي نفسي إنا كمان اجوم احصل ابويا زمانه وصل عشان اتغدى معاه انا وامي.
يا ريتك قدمتي كنتي اكلتي معانا.
قالتها رحمة بتسلية وقد اعجبها الوضع وكان رد صبا أن أومأت لها بابتسامة صفراء زادت من مرح الأخرى وقالت على مضص
معلش ما ليش نصيب ادوق انا الأكل الحلو ده بألف هنا وشفا.
ضحكت رحمة مرددة قبل أن تلتفت على طرق باب الغرفة
الله يهنيكي.
همت صبا أن تغادر ولكن اقدامها توقفت فور ولوجه الغرفة حاملا الإبنة الصغرى لشقيقته يردد بمزاج رائق
تعالي يا رحمة شوفي بنتك بتقول انها هتعيش معايا دايما وخلاص استغنت عنكم .
استجابت رحمة تشهق متصنعة العبوس مرددة
اخص عليكي بت بقى بتبيعي. امك وابوكي في اول ملف
ضحكت الصغيرة ټدفن رأسها في حضڼ خالها حتى اقتربت منها صبا تداعبها بعفوية
اخص عليكي انتي يا ست رحمة دي شوشو دي احلى فيها جلة الأصل ولا ايه يا شموسة تيجي معايا شوية نلعب مع بعض ع التليفون.
سمعت الطفلة لتومئ رأسها بحماس وارتمت بعفوية على صبا التي تلقفتها من ذراعي شادي الذي انتفض وكأن ماس كهربائي صعقه فور أن تلامست كفيه بكفيها دون قصد ومن هذه المسافة بهذا القرب ارتد على الفور عن الإثنان متحمحما حتى يجلي حلقه عائدة للمزاح
يعني خلاص يا ست شمس نسيتي خالك.
تطلعت إليه الصغيرة مبتسمة بدلال قبل أن تريح رأسها على كتف صبا التي ضحكت لعفوية الطفلة فعقبت والدتها
شوفت اهي باعتك عشان متشوفش نفسك عليا تاني.
تطلع شادي نحو الصغيرة ذات الثلاث سنوات متجاهل النظر نحو من تحملها ليمرر كفه الكبيرة على شعرها القصير بحنان قائلا
معلش يا ستي انا راضي حبيبة خالها بتلف تلف وترجعله.
قطبت صبا مندهشة العبارة ثم التفتت للطفلة الصغيرة وشددت بضمتها قائلة بحب حقيقي لها
شموسة بتدلع عشان عارفة غلاوتها عندنا كلنا واللي يلاقي الدلع ميدلعش ليه
على رأيك والله.
قالتها رحمة قبل أن تفاجأ بشقيقة زوجها ټقتحم الغرفة بعد طرقها للباب على عجالة لتلج حاملة بيدها صنية عليها عددا من أطباق الحلوى قائلة
انا جيت ادوقوا بسبوستي ما هو الأكل ميحلاش من غير الحلو ولا إيه يا شادي يا ابن خالي
قالتها وهي تقترب منه بالطبق الممتلئ ف ارتد بجزعه يعترض بزوق
متشكرين يا سامية على زوقك بس للأسف أنا مليش في الحلو اوي عن اذنك اشوف الشغل اللي ورايا.
قالها وخرج سريعا لتلتف هي نحو رحمة تقول بعتب
عاجبك كدة طب حتى يجاملني بحتة صغيرة.
ردت رحمة بابتسامة ضعيفة
ما انتي عارفة أكله خفيف اساسا يعني مش هيتحمل تاني على الأكل التقيل.
اضافت صبا على قولها باستغلال للموقف
دا غير انه جالك ان ملهوش في الحلو هيبلع بعافية يعني!
وفي إحدى الكافيهات
كان جالسا على طاولة وحده في انتظارها وقد اتخذ موقعه مقابلا للمدخل حتى لا تجد صعوبة في البحث عنه بوقاره المعتاد واضعا قدما فوق الأخرى بأريحية غير ابها بأي شيء يغمره الحماس لمقابلة هذه المچنونة ومشاكستها بعد أن استطاع بحيلة ماكرة منه أن يتخذ موعدا معها.
صدح الهاتف بمكالمة واردة اعتقد انها منها قبل أن يخيب ظنه ويجد الأسم الاخر تناوله بيأس يستجيب بالرد هامسا بغيظ
ايوة يا ماما عايزة ايه
ايوة يا نور عيني عايزة اعرف هي معاك ولا لسة
لا إله إلا الله موصلتش يا مجيدة اهمدي بقى.
لييييه بقى يكونش رجعت في كلامها
يا ستي لو رجعت كانت هتبلغني اقفلي بقى يا ماما انا مش عايز صوتي يعلى.
ماشي يا أمين هقفل بس بشرط تبلغني بكل اللي يحصل بعد ما تخلص المقابلة.
ويعني انت حد يقدر يخبي عنك يا ماما دا انت استدرجتيني ولا أجدعها وكيل نيابة وسحبتي مني كل اللي انتي عايزاه.
لا يا حبيبي لسة فيه حاجة ناقصة.
ايه تاني يا ماما
عايزة اسألك ناوي تديها حاجتها النهاردة ولا هتأجل
ااجل ليه طبعا هديها حاجتها .
يا بن الخايبة كدة على طول مش تصبر شوية على ما تاخد وتدي معاها.
اخد ولا ادي ايه بس يا ماما هو انتي تعرفي عني الاخلاق دي برضوا اقفلي الله يخليكي ولا اقولك هقفل انا.
انهى المكالمة ثم اغلق الهاتف مدمدما
وادي التليفون كله كمان يا ست مجيدة عشان اجننك أكتر ست مفترية بجد.
قال الأخيرة ورأسه ارتفعت نحو التي ولجت لتستحوز على اهتمام معظم الموجودين من أشخاص حوله من رواد وحتى عمال على الرغم من هيئتها العملية بملابس محتشمة كموظفة عائدة من عملها تسير غير مبالية وشعرها يتطاير معها متناغما مع خطوتها تتقدم باتجاهه بصورة تحبس الأنفاس في الصدر ليتمتم على غير إرادته قبل أن تصل إليه
يا وعدي.
مساء الخير يا حضرة الظابط.
وقف يستقبلها مرحبا وقد امتدت كفه لمصافحتها
مساء الخير يا لينا عاملة ايه
حمد لله .
دمدمت بها وهي تجلس على المقعد المقابل له وعاد هو لمحله وشعور بالارتباك المفاجئ طفى عليه ليردف بعدم تركيز
ااا يارب تكوني بخير تحبي بقى اطلبلك حاجة تشربيها
ردت بحدة تجفله
هو الطبيعي ان اخد حاجتي وامشي بس انا راجعة من شغلي مفرهدة اطلبلي أي حاجة بقى ابل بيها ريقي عصير ولا مية حتى عشان ما كلفكش.
بانشداه لقولها المباغت ظل فاهه مفتوحا لعدة لحظات قبل أن يستجمع نفسه ليرد بأريحية وقد رفعت عنه شعور الحرج
لا يا ستي ما يهمكيش الجيب عمران والحمد لله اطلبي اللي انتي عايزاه يا لينا.
أومأت برأسها قبل أن تلتف إلى النادل تشير إليه ليصل إليها وتأمره بالمشروب الخاص بهذا المقهى المشهور
ها بقى فين حاجتي
عقب ساخرا وقد ادهشه عمليتها
كدة على طول طب خدي نفسك الأول حتى.
طالعته صامتة لبرهة ثم تبسم ثغرها تقول بنبرة حيرته بعض الشيء
وادي نفسي وخدته خلاص ياللا بقى طلع السلسلة .
بادلها الإبتسام ليوميء برأسه لها مستجيبا
ماشي يا لينا هطلعها.
ادخل يده في جيب بنطاله ليخرجها بعد ذلك بالسلسال الذهبي ليرفعه أمام عينيها قائلا
هي دي حاجتك يا لينا.
شهقت تختطفه من يده هاتفة بزعر
هي دي اه سلسلتي بس غايب منها اهم شيء.
بوجه مقلوب يدعي المفاجأة قائلا بدفاعية
ازاي يعني إنتي قولتي ع السلسلة عيار واحد وعشرين واهي قدامك اهي بالكف الفضي والعين الزرقا عشان الحسد زي ما انا شايف ايه اللي ناقص بقى
ناقص القلب دا اهم حاجة فيها.
يا نهار أبيض هي فيها قلب كمان
أيوة طبعا دا احلى حاجة فيها.
اممم
زم بفمه متصنعا العبوس ليقول بتفهم
ايوة بس انا دورت في العربية ف لقيتهم متنطورين جمعتهم وافتكرت ان كدة تمام .
بتأثر ملحوظ اعتلى قساماتها رددت مرة أخرى بحزن
طب والقلب يا أمين
أدورلك عليه من تاني يا لينا.
قالها بشهامة يدعيها قبل أن يشير للنادل ويده على الشيء المفقود في جيب بنطاله
قائلا
يا بني هاتلي انا كمان عصير زي الانسة.
في الملهى الذي يجتمعان به كلما سنحت الفرصة للقاءهم ولج كارم بوجه متجهم ليأخذ مكانه على الطاولة المخصصة لهما القى التحية على عجالة يعلو الوجوم ملامحه وهيئته المتخفزة لا تبشر أبدا بالخير انهى عدي حديثه السريع مع إحدى مدراء فندقه يلقي عليه بعض التعليمات قبل أن يصرفه ويعطى انتباهه للآخر
إيه يا كارم شكلك ولا اكنك خارج من خناقة.
شبك الاخر كفيه ليطقطق اصابعه پعنف قائلا
إنت بتقول فيها دي بتوجعني اساسا عشان كدة عايز افش غليلي واستريح بقى.
فهم عدي مقصده فسأله بصوت جعله منخفضا
هو انت لسة ملقتش الواد اياه ولا الست اللي كانت معاه
رد كازا على أسنانه
ابن الكلب اختفى ولا اكنه فص ملح وداب لا عند قرايبه ولا أي واحدة من اللي كان ماشي معاهم ولا الحقېرة التانية كمان طفشت وسابت أولادها لجوزها واخته يراعوهم بس مسيريهم هيقعوا في أيدي انا مش ههدى غير لما اخلص عليهم.
اومأ عدي رأسه بتفهم قبل ان يبوح عما يفكر به
حقك طبعا تعمل فيهم اللي انت عايزه بس انا اللي مستغربله اللي اسمها جيرمين دي تعمل
متابعة القراءة