رواية نورهان العشري الجزء الثاني كاملة
المحتويات
من تكرار نصائحها و بين كل كلمة والآخري تشدد من عناقها لها فأخذت تحمد ربها كثيرا علي شقيقة بنكهة الأم التي حرمت منها و لكنها كانت عوضا لها عن كل شئ .
انتهت من جمع حقائبها و التي كانت عبارة عن واحدة متوسطة بها ملابسها و متعلقاتها الشخصية و أخرى كانت صغيرة بها حاسوبها الشخصي و متعلقات خاصة بعملها و توجهت لتخرج من باب الملحق و ما أن أصبحت أمامه حتي إلتفتت تنظر إلي جنة بعينان دافئتان ثم فردت ذراعيها تعانقها بكل ما تملك من حب و حنان نابع من قلب يتمني أن يجد من يعانقه و يربت عليه بلطف و يخبره بأن كل شئ سيكون علي ما يرام . و لكن كعادتها أكتفت بالعطاء دون أن تجروء علي الأخذ و كان هذا أحد أكبر أسباب معاناتها في هذه الحياة .
جنة .. أنتي . بتعملي.. إيه
جنة بحنو انبعث من عيناها قبل شفتيها
أنتي أغلي إنسانه عندي في الدنيا يا فرح . أمي و أختي و صاحبتي و كل حاجه في حياتي . أنا محظوظة بيكي جدا . أي حد أنتي موجودة في حياته يبقي محظوظ بيكي . أرجعيلي بألف سلامة عشان ماليش غيرك .
أسبقيني عالعربية
خرجت تلك الكلمات المقتضبة من بين شفتيه فلم يعد يتحمل الإنتظار أكثر و أقترب موجها حديثه إليها بينما عيناه إستقرت علي جنة التي طالعته برهبة حين قال
أوضتك فوق جهزت هتقعدي فيها لحد ما فرح ترجع . و الكلام إلي قولته جوا تحطيه حلقة في ودنك .
بعد مرور نصف ساعة دلفت جنة الي داخل القصر و خلفها إحدي الخادمات التي كانت تحمل أشياءها و ما أن خطت أول خطوتان إلي الداخل حتي تفاجئت به يقف أمامها وجها لوجه فتجمد للإثنان للحظة و تبدلت النظرات المشټعلة التي لطالما كانت تحيط بهما ما أن يجتمعا إلي أخري ممتنة خجلة من جانبها و غامضة متحفظة من جانبه جعلتها تشعر بوجود خطب ما و لكنها تجاهلت حدثها حين رأته علي وشك تجاوزها فقالت بنرة رقيقة
تجمد للحظه حين سمع ندائها المتلهف له و نبرتها الرقيقة التي جعلت نبضاته تتعثر بداخله و لكنه أتقن رسم قناع الجمود علي ملامحه حين إلتفت إليها فتابعت بخجل و توتر
كنت عايزة أشكرك علي إنقاذك ليا النهاردة.
كان لحديثها وقع خاص علي قلبه الذي لأول مرة لا يعرف كيف يسيطر عليه فأكتفي بإيماءة بسيطة من رأسه أصابتها بخيبة أمل عندما لم يتكلف عناء الرد عليها فأومات هي الأخرى و همت بالإلتفات تنوي الدلوف إلى داخل القصر فأوقفها حديثه حين قال بخشونة
خلي بالك . المرة الجاية ممكن مكونش موجود عشان ألحقك .
صډمتها كلماته التي كانت تحمل معاني أخرى لم تفهمها فجعدت ما بين عيناها بحركة طفولية لامست شئ ما داخله و قالت بإستفهام
يعني إيه
زفر الهواء المكبوت في صدره دفعة واحدة بينما إصطبغت حدقتاه باللون الأحمر قبل أن يقول بنبرة قاسېة
يعني يبقي عندك شئ من المسئولية تجاه الطفل إلي شيلاه جواكي دا
متابعة القراءة