رواية لميس الجزء 5-6
المحتويات
ودخلت هدى غرفة العمليات ومعها ادهم في حين انتظر عبد العزيز خارجا الذي كان يضرب الممر ذهابا وايابا والقلق والړعب من فقدانها ينهش قلبه في حين كانت فاطمة تحاول جاهدة تهدئته ولكن كل محاولاتها عادت بالفشل وبعد مرورم ساعة كاملة كانت كأنها الدهر خرج ادهم من الغرفة وهو مبتسم ليطمئنهم ان هدى بخير وانها ستنقل لغرفتها بعد قليل فما كان من عبد العزيز الا ان احتضنه وهو يشكره ويشكر فضل الله عليه بان حفظها له
_هدى ...هدى اصحي بقى كل ده نوم
هدى بنعاس
_ها ...انا عاوزة انام
ادهم
_لا هدى قومي يالا عاوز اتكلم معاكي
هدى
_طب هاتلي ميه انا عطشانة
ادهم
_حاضر بس قوليلي الاول عاملة ايه دلوقتي
هدى بضيق
_عاوزة انام وانت عاوز تلعب صح عشان كدة بتصحيني
_الله ما انت فهماني اهو يالا قومي بقى فوقي
هدى بعند وهي تغمض عينيها
_لا ماليش دعوة مش هلعب انا عيانة
ادهم وقد اطمأن عليها بعد استيقاظها من المخدر
_طب خلاص نامي يا حبيبتي وانا كل شوية هاجي اطمن عليكي
هدى بقلق وهي تحاول الجلوس
_هتروح فين هتسيبني
ادهم بعد ان ساعدها لتأخذ وضع الجلوس المائل قليلا
هدى
_هتجيب ليك لوحدك
ادهم
_لا طبعا هجيب لهدهودتي لو سمعت كلامي واكلت واخدت العلاج
هدى ببراءة
_حاضر والله هسمع الكلام بس مش تتاخر عليا عشان خاطري
ادهم بصدق
_مقدرش اتاخر عنك
ثم قبل راسها وغادر الغرفة وهو مرتبك من مشاعره تلك التي يتذوقها لاول مرة في حياته ولا يعرف ماهيتها بالضبط
مازال أدهم هائما في فلك هدى ...مازالت الافكار تلعب لعبتها معه بل بالاحرى تلك المشاعر التي جذبته بقوة وجعلته تائها هائما بها زفر بضيق وهو يفكر ماذا سيظن به عبد العزيز ان لاحظ شدة تعلقه بها ايمكن ان يبعدها عنه وعند تلك الفكرة نبض قلبه بقوة خوفا من بعادها ولكن اخرجه من شروده طرقات قوية على الباب فسمح للطارق بالدخول فوجد عبد العزيز امامه وكأن افكاره فجأة تجسدت أمامه فتوتر وارتبك من فكرة انه جاء ليعلمه انه سيأخذ حفيدته
بعيدا عنه وتأهب ادهم للدفاع عن حقه في رؤيتها ولكن مهلا لحظة أيملك هو أية حقوق في رؤيتها من الاساس !!!
ادهم بارتباك
_اتفضل ياعمي اقعد تحب تشرب ايه
عبد العزيز بتوتر هو الاخر
_كتر خيرك يابني ...انا مش عارف اشكرك ازاي على وقفتك معانا و....
ادهم مقاطعا
_متقولش كدة ياعمي انا مش عارف اقولك ايه .....بس انا حاسس اني مسؤل عن هدى وانها تقربلي قوي ...يعني ....
عبد العزيز مقاطعا
_فاهم يابني وحاسس بيك وبيها وعشان كدة انا جيت لك دلوقتي عشان افهمك حكاية بنتي كلها هي وهدى يمكن تقدر تساعدهم
الان فقط تنفس ادهم الصعداء ...الان فقط اطمأن قلبه ان عبد العزيز لن يبعدها عنه وكم سره ذلك الخاطر بشدة لكنه نفض افكاره وانتبه لما سيحكيه له عبد العزيز
ادهم بانتباه
_خير ياعمي اتفضل اتكلم
عبد العزيز
_بص يابني الحكاية كلها بدأت من 7سنين تقريبا كانت بنتي سلمى في سنة ثانية حقوق واتقدم لها قاسم شاب ممتاز دكتور ومن عيلة ومهذب واخلاقه على حسب ما سمعنا وقتها ممتازة وطبعا هي كانت بنوتة صغيرة انبهرت بيه ووافقت على طول وانا سألت عليه في القاهرة عرفت انهم ناس طيبين ومحترمين وابوه دكتور نفسي كبير ومشهور بس في المانيا وفعلا تم الموضوع واتجوزوا بس طبعا انا اشترط عليه انه يسكن في المنيا وهو وافق وتمت الجوازة .
بعد شهر من جوازهم حملت سلمى وفرحت انا وهي جدا بس اتفاجئنا ان الاحوال كلها اتغيرت مرة واحدة للاسوء والدنيا قامت من حوالينا ومقعدتش ..البيه الدكتور اصلا كان مريض نفسي بيتعالج عند ابوه في المانيا ولما ابوه صمم يحجزه في مصحة هناك امه هربته على مصر وطبعا وقت الجواز وتعارفنا كانت الست والدته هي ورا كل المعلومات الغلط اللي وصلت لينا عشان تتمم الجوازة ويستقر هناقلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب املا ان بنتي تقدر تغيره بعيد عن ابوه وفعلا قدرت سلمى تغيره شوية الفترة دي لكن مع حملها وبداية الدراسة وانشغالها عنه شوية بدات ترجعله حالته تاني
بصراحة انا مش عارف اسم الحالة العلمي لكن اقدر اقولك انه كان بيستمتع بتعذيب سلمى بكل الطرق اللي تخطر على بالك واللي متخطرش سواء بالضړب او الټعذيب بالحقن في مناطق مختلفة من جسمها وهي بتحاول معاه عشان يتعالج وهو مفيش فايدة لحد ما حصل واجهضت الطفل
ادهم مقاطعا
_تقصد انه ساډي
عبد العزيز
_ايوة اعتقد حاجة زي كدة المهم انها تعبت قوي وكانت ھتموت فيها وقتها انا قلتلها لازم تتطلقي قالتلي مينفعش اسيب جوزي في شدته عشان كدة قاوحت معايا كتير وسمعت كلام حماها اللي طبعا عرف كل حاجة من مراته لما الامور خرجت من ايدها عرفته هو عشان يتصرف وحصل اجا واقنع سلمى انها تقنعه انه يرجع مع ابوه المانيا عشان يتعالج هناك ولان الدكتور قاسم كان بيحب سلمى جدا قدرت تقنعه ووافق عشان هي هتكون معاه هناك وقررت تكمل دراستها هناك
وفعلا ده اللي حصل وكان والده بيعالجه من غير ما يحجزه في المصحة لحد ما حصل وحملت سلمى تاني ونفس التجربة اتعادت تاني احساس بالسعادة والنشوة يسيطر عليه كل ما عذبها وبهدلها بالحقن لحد ما فيوم كانت على وشك المۏت في الشقة تحت ايده لكن رحمة ربنا انه والده اجا في الوقت ده وشاف المنظر فبعده عنها وطلب لها الاسعاف وفي المستشفى كانت بين الحيا والمۏت بس ربك ستر وقدروا ينقذوها هي وهدىمن المۏت وكالعادة قدر والده يقنعها للمرة التانية انها لازم تقف معاه وتساعده علشان يعدي مرحلة الخطروطبعا زي أي زوجة مخلصة لزوجها وافقت.. لكن المرة دي اشترطت على حماها انهم لازم يعيشوا معاه حتى علشان يتابعه ووافق
لكن بردوا متغيرش غير انه ضم هدى لقايمة عڈابه اللي كان بيسقيه لسلمى بقى بيسقيه وزياده لهدى لحد ما تعبت هي كمان وبمجرد ما فاقت سلمى في المستشفى كالعادة اخدت بنتها وهربت بيها على السفارة المصرية ولان ابوه كان مشهور وله مكانته هناك ومش عاوز فضايح قدرت سلمى انها تجبره انه يخلي ابنه يطلقها ويسيبها ترجع مصر ويمضي على تنازل عن حضانته لهدى للابد وليك انك تتخيل يابني ام تشوف بنتها الطفلة الرضيعة تتعرض لكل ده من الټعذيب والضړب عشان كدة رجعت هي كمان مريضة جسميا ونفسيا لحد ما بدات تستعيد حياتها واحدة واحدة بس بردوا ده ساب عندها رواسب من الماضي اهمها كرهها الشديد لاي دكتور او حقن او سفر
حاولت كتير اني اغير افكارها دي بس مقدرتش وزرعت افكارها دي في هدى كمان للاسف
ادهم بتعجب وذهول
_لا حول ولا قوة الا بالله ...ازاي حد يجيله قلب يعمل اللي حضرتك بتقول عليه ده وخصوصا في طفلة
عبد العزيز بحسرة
_فيه كتير يابني ...مش كل الناس عندهم قلب ابيض زيك كدة
ادهم بفضول وتوجس
_طب معلش سؤال لما هي متعلقة قوي كدة بهدى ليه بتسيبها وتسافر كتير على حسب ما فهمت
عبد العزيز متنهدا بضيق
_دا بقى موضوع تاني خالص ...موضوع الجمعية
طرق يوسف على باب مكتب ياسمين ولم ينتظر ردها واسرع للدخول ليجدها كما كل مرة منذ عقد قرانهما وهي شاردة دوما وعندما يسألها تتهرب منه سريعا زفر بضيق ثم رسم ابتسامة على وجهه وتحدث بمرح ينافي الحزن الكامن في قلبه على حالها
يوسف مبتسما
_يا صباح الورد والرياحين على زهرة الياسمين
ياسمين منتبهه له وبابتسامة باهتة
_صباح الخير يا يوسف
يوسف بمرح
_ايه يوسف دي مفيش حاجة كدة تفتح النفس
ياسمين وهي تطلع للاوراق امامها بجدية
_شكلك فايق وانا ورايا شغل كتير ومش فاضية
يوسف بضيق
_في ايه يا ياسمين مالك
ياسمين
_مالي يا يوسف ما انا كويسة اهو
يوسف پغضب
_اسمعي يا ياسمين احنا من يوم كتب الكتاب وانت متغيرة وانا مش فاهم ليه لكن من حقي اعرف في ايه
ياسمين وهي تقف وتجذب حقيبتها وتهم بالمغادرة
_بيتهيألك يا يوسف ولا متغيرة ولا حاجة
يوسف بغيظ
_طب انت راحة فين دلوقتي
ياسمين
_مها هتخرج النهاردة من المستشفى وقلت اروح ليهم هناك
يوسف
_طب استني انا جاي معاكي
خرج يوسف معها وفي داخله يتوعد لها هعرف يعني هعرف يا ياسمين ويا انا يا انت يابنت الرفاعي
جلست على الفراش تنظر اليه وهو يجمع ملابسها داخل الحقيبة وهو يغني شاردا بحبها وفي قلبي ساكن حبها ياريت ياشوق توصلها ويحس بيا قلبها .....
كانت هي الاخرى شاردة بملامحه الحادة الجادة والتي تكاد تذوب عشقا بها افريدة انا حقا ليعشقني ذلك الوسيم كم انا محظوظة به
لكنها انتبهت من تأملها به وهو يهتف
احمد
_ياااه اخيرا هنخرج من المستشفى يا مهاتي
مها بتعجب
_مهاتي !!
احمد مؤكدا
_اه مهاتي يعني درتي ملكي تدليع مها عنك اعتراض
مها
_لا ابدا بس اول مرة تدلعني كدة
احمد بمكر
_هناكل وننكر زي القطط..... بقى دي اول مرة ادلعك فيها يا مهاتي
مها ببراءة
_اه والله انت عمرك ما قلتلي غير مها على طول
احمد هامسا وهو يحكم ذراعيه حولها
وزارعا عينيه في صفاء عينيها عالمه الخاص بها
_بقى ده كله ومفيش دلع
مها بتوتر بالغ
_احمد ....مين....مينفعش كدة حد يجي علينا
احمد بهيام
_ولا يهمني حد انت مراتي بتاعتي ...وانا ....انا بحبك يا مها ..لا انا عديت الحب بمراحل
واقترب منها وعندما هم بتقبيلها عله يبرد قليلا من حرارة حبها التي سكنت قلبه وجعلته قارب على الذوباان هتفت بخجل واضح
مها بخجل
_احمد عمي اجا ...واقف وراك
احمد ضاحكا
_قديمة ياست مها العبي غيرها
فصمتت مها ودفنت وجهها في صدره عندما صدح صوت والده من خلفه
ابراهيم محاولا كتم ضحكته
_احم احم ...مش يا لا يا ولاد ولا لسة يا احمد
فابتعد احمد سريعا عنها هاتفا
_اهلا ازيك يا بابا ..عامل ايه حضرتك
ابراهيم ضاحكا
_كويس يا دكتور مش يالا على بيتنا بقى
ثم هتف غامزا بمرح
_حتى كل واحد يرتاح في اوضته
مها وقد اصبحت كالطماطم الطازجة من تلميح عمها
_احم ...خلاص يا عمي احنا جاهزين
وهنا انفتح الباب لتهتف ياسمين
_خيانة ....عاوزين تمشوا من غيري
مها وهي ټحتضنها
_ياسمين حبيبتي وحشتيني
ياسمين وهي تضمها بقوة
_والله وانت اكتر يا مها ...بأمانة البيت مالوش حس من غيرك ابدا
مها
_ربنا ما يحرمني منك يا ياسو
متابعة القراءة