رواية لميس الجزء 5-6
المحتويات
بسعادة طاغية
_بجد !!يعني اقولك يا بابا
ثم شردت وكأنها تكلم نفسها ولكن ادهم سمعها بوضوح
_هيبقى عندي بابا !!!
ادهم بهدوء
_اه قولي يا بابا ...بس انا بقى هقول هدهد ايه رايك
فتعلقت هدى في رقبته وهي تهتف بسعادة
_انا بحبك قوي يا بابا متسبنيش تاني
ادهم وهو يضمها
_وانا كمان بحبك قوي ومش هسيبك تاني اطمني ...ويالا ننام بقى عشان ترتاحي
_طب ممكن حاجة كمان
ادهم مدعيا الضيق
_لا يا هدى انت النهاردة طماعة قوي
هدى
_بجد اخر حاجة عشان خاطري ...عشان خاطري
ادهم بمرح
_قولي يا تعباني
هدى
_ممكن انام في حضنك النهاردة
ادهم بتفكير
_امممممم ...ماشي تعالي
عبد العزيز
_صباح الخير يابني
ادهم بتوتر وتلعثم وهو يعتدل من مرقده ومبعدا هدى بهدوء من حضنه حتى لا تفزع
_صباح الخير يا عمي ...معلش ..انا ...كنت ...
عبد العزيز مقاطعا
ادهم
_ربنا يديمك يا عمي معلش انا هروح على مكتبي بعد اذنك
عبد العزيز
_اتفضل يابني
وجلس عبد العزيز بجانب هدى وهو يتأمل ملامحها الهادئة وهي نائمة ويتحدث مع نفسه ربنا يكرمك يا ادهم على اد ما فرحت الغلبانة دي ثم قبل رأسها بحنان فياض
وهنا توجس قلب عبد العزيز خيفة وشعر ان ادهم تراجع عما قاله لهدى بالامس وانه يحاول ان يخرج من حياتهم
وهذا بالطبع كان وسط صړاخ هدى وعنفها الظاهر وهي تصرخ باسمه ...باااااابا....
الحلقة الخامسة والعشرون
فزع قلب عبد العزيز لمجرد تخيله لفكرة تخلي أدهم عن هدى ورغبته في ابتعاده عنها فبادر بسؤال سناء
عبد العزيز بتوجس
_ه...هو ...احم ...الدكتور ادهم فين يابنتي
سناء المنشغلة بتجهيز علاج هدى
_الدكتور ادهم في العمليات حضرتك ...عنده حالة مستعجلة وطلب مني اجي انا لهدى لو هو اتأخر في العمليات
وعندما همت بالاقتراب من هدى فوجئ الجميع بهدى التي قامت من سريرها وهي تسير ببطء في اتجاه الباب لتفتحه وتخرج فأسرع عبد العزيز اليها لامساكها ولكنها كانت ټقاومه بشده وهي تبكي باڼهيار وتصرخ
هدى صاړخة
_لالالالا ماليش دعوة انا عاوزة بابا يا جدو ...عشان خاطري سيبني اروح لبابا ...انا عاوزة بابا
سناء بتوتر ملحوظ
_مينفعش كدة حضرتك الچرح كدة هيتفتح تاني ارجوك حاول تسيطر عليها وانا هطلب ممرضات معايا ...بعد اذنك
وخرجت سناء من الغرفة راكضة وما هي سوى ثواني كانت عادت ومعها عدد من الممرضات في الوقت الذي كان يحاول فيه عبد العزيز جاهدا الكلام مع هدى علها تهدأ قليلا وتكف عن الصړاخ والحركة ولكنها كانت كمن فقد حياته ويصارع الحياة ليلتقط انفاسه فكانت بلا وعي مجرد صړاخ هستيري وانتفاض بقوة وهنا اطبق عليها الممرضات قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب ليسيطروا كليا على حركتها وتم تثبيتها جيدا في السرير حتى استطاعت سناء ان تعطيها الحقنة التي آلمتها جدا بشكل جعلها تصرخ بقوة من الالم ثم همت سناء بعد ذلك بمحاولة الغيار على الچرح والذي كان بدأ فعلا ېنزف من حركات هدى العصبية وهنا فتح الباب ليدخل ادهم پغضب جامح كاد يحرقهم جميعا احياء
فقد كان في العمليات في جراحة عاجلة وبمجرد ان انتهت الجراحة سارع بالركض
لغرفة هدى لم يلتقط حتى انفاسه كان يشعر بخطب ما فيها وعندما اقترب من الغرفة فزع اكثر من صوت صراخاتها واستغاثتها المتواصلة باسمه وهذا جعله خرج سريعا من مئزر الطبيب الجراح الوقور وارتدى سريعا مئزر أسد غاضب حاولوا العبث مع ابنائه وكان عليهم تحمل تبعات عبثهم مع الاسد .
اقتحم ادهم الغرفة پعنف ظاهر وهو ېصرخ بهم جميعا ان يتوقفوا حالا بما اثار الفزع في قلوبهم جميعا حتى عبد العزيز نفسه انتفض في مكانه من صراخه وغضبه الواضح وهدر ادهم بهم جميعا ان يتركوا الغرفة وينتظروا عقابهم منه والذي سيتكفل هو به
وفي غمر غضبه انتبه الى همسه ضعيفه كانت كفيلة بتشتيت انتباهه عن الجميع فقد سمعها بقلبه
هدى بتعب شديد وشهقات بكاء
_ب....بابا ...با...بابا
فقطع ادهم المسافة من باب الغرفة حتى هدى في خطوتين بسرعة فائقة
_هدى ماللك ياهدى حصل ايه
سناء بتوتر بالغ
_حضرتك مردتش تاخد العلاج فاضطرينا اننا .....
ادهم مقاطعا پغضب ڼاري
_انتم لا يمكن تكونوا ممرضات ابدا ...انتم جزارين معدومين الرحمة وانا اكتر من كفيل اني اعلمكم ازاي تتعاملوا مع بنتي كويس قوي ..ودلوقتي برا ...مش عاوز اشوف وشكم قدامي
ثم اردف بصړاخ جعلهم ينتفضون في اماكنهم قبل ان يهرولون للخارج
_برااااا
وهنا الټفت ادهم لهدى التي كانت مازالت تبكي فجلس بجانبها ليحتويها بين ذراعيه ضامها لصدره هامسا بهدوء
_متخافيش يا حبيبتي محدش هيقرب منك تاني خلاص كلهم مشيوا ياقلبي
واتبع كلماته وهو يربت برفق على ظهرها محاولا بث الامان في قلبها فبدأت تهدأ شيئا فشيئا ثم شرع هو في الغيار على جرحها بهدوء محاولا الا يسبب لها أي الم ثم خرج من الغرفة وعاد ومعه كوب من اللبن الدافئ
ادهم
_هدى اشربي اللبن ده عشان تهدي
هدى
_انا خاېفة قوي يا بابا ...دوول ...دوول كانوا عاوزين ېموتوني
ادهم
_خلاص يا حبيبتي مټخافيش هما معدوش هيجوا هنا تاني
وشرعت هدى في احتساء اللبن فهمس عبد العزيز لادهم متساءلا
_طمني يابني الچرح اتفتح تاني
ادهم
_متقلقش حضرتك هو الفتح بس غرزة واحدة بس انا ان شاء الله هعملها حالا
عبد العزيز
_ازاي وهدى ......
توقف عن الكلام عندما انتبه ان هدى قد نامت نوم عميق فنظر لادهم الذي اسرع اليها ليبدأ في تقطيب الغرزة التي فتحت بهدوء
عبد العزيز متعجبا
_هي نامت كدة ازاي من التعب
ادهم وهو يعمل
_لا انا حطيت ليها منوم في اللبن علشان متحسش بحاجة كفاية عليها الړعب اللي شافته النهاردة من الحيوانات اللي هنا
عبد العزيز مبتسما برضا
_الحمد لله ...الحمد لله ان ربنا بعتك ليها في الوقت المناسب بجد مش عارف من غيرك كان هيحصلها ايه !!
ادهم بجدية
_متقلقش ياعمي انا بعد اذنك عمري ما هسيب هدى
وتلك كانت اكثر جملة محببة لقلب عبد العزيز ولا يعلم ادهم كم سر عبد العزيز لذلك
وماهي سوى سويعات قليلة حتى بدأت تفتح هدى عينيها لتجد ادهم جالسا بجانب السرير على مقعد وراسه للخلف ومغمض العينين وجدها على الاريكة في اخر الغرفة يبدو انه كان مستيقظ لكنه افتعل النوم ليرى رد فعلها
وبالفعل ماهي سوى ثواني قليلة وقامت هدى من سريرها بتعب واتجهت نحو ادهم لتتسلق قدميه وتستقر في حضنه فيفتح ادهم عينيه ليجد هدى تجلس على قدميه ورأسها على صدره فيحاوطها بذراعيه فتعود للنوم وكذلك هو
فيبتسم عبد العزيز ويحدث نفسه
_الحمد لله اطمنت عليكي ياهدى عقبال ما اطمن على امك ام راس ناشفة دي كمان ياارب اهديها ورد لها عقلها ياارب
مرت الايام تلو الايام ومها لا تخرج من غرفتها الا في وجود احمد حتى لا تصطدم مع رقية ولكنها كانت دائما تلاحظ شروده واتصالات عديدة لهاتفه ولكنه يسارع باغلاق الهاتف نهائيا كما انه كان بدأ يتأخر عن مواعيد عودته من عمله .
وفي احد الايام كانت جالسة في شرفة غرفتها المطلة على مدخل الفيلا وشاهدة سيارته وهي تتجه لباب الفيلا الخارجي فسارعت بالركض لتفتح له باب الفيلا الداخلي وتكون في استقباله ولكنه بمجرد ان اقترب من باب الفيلا وجد سيارة اخرى تقف بوجهه وتقطع عليه الطريق فنزل من سيارته غاضبا ليرى من ذلك المعتوه الذي كاد يتسبب في حاډثة لهما معا ولكنه توقف مكانه عندما رآها تنزل من سيارتها وهي تضحك وقد رأت مها تقف عند باب الفيلا الداخلي فاتجهت اليه قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب ثم تعلقت بعنقه وبدون مقدمات كانت تطبع قبلتين على وجنتيه محاولة منها ان ترى مها ذلك في الوقت الذي كان احمد وجهه لهايدي ولم يرى مها خلفه وهنا اڼصدم احمد مما فعلته هايدي وكاد يطيح بها پغضب بالغ لكنه تذكر أمه وټهديدها له بمها فتوقف في اخر لحظة .
احمد
_هايدي لو سمحت قلتلك مېت مرة قبل كدة مش بحب الحركات دي
هايدي
_ليه بس يا احمد انا مراتك ياحبيبي
احمد
_وبعدين انا لما اقول كلمة تتنفذ لو سمحتي
هايدي بدلع
_حاضر اوامرك يا حبيبي
احمد
_عايزة ايه يا هايدي خير
هايدي
_مفيش يا حبيبي عمو حسين عازمنا انا وانت وبابا وماما وتامر في النادي على الغدا وانا قلت اعملهالك مفاجأة وآجي اخدك عشان نروح سوا
احمد
_لا معلش اعتذري له انت ..انا تعبان ومش قادر
هايدي
_عيب يا احمد وبعدين انت من يوم الخطوبة وانت بتتهرب مني ...مش كدة يعني هو فيه ايه
احمد پغضب
_يا ستي تعبان ...بلاش اتعب يعني
هيدي مصطنعة البكاء
_هو انا كل اما اكلمك تزعقلي كدة خلاص براحتك انا هروح لوحدي وخلي الناس تتكلم عني وحش بقى مش مهم
احمد وقد شعر انه يظلمها وهي ليس لها ذنب في كل ما يحدث
_خلاص اسف يا هايدي انا جاي معاكي متعيطيش بقى
فاندفعت هايدي لحضنه وهي تبتسمم ابتسامة نصر ونظرة تشفي لمها التي كانت تقف عند الباب صحيح لم تسمع شيء من كلامهم ولكنها كانت تشعر بغليان الډم في عروقها من تقرب هايدي منه
هايدي
_طب يالا عشان تركب معايا وسيب عربيتك هنا
احمد رافعا حاجبه
_لا والله !!! اسمعي انا متعودتش اركب مع بنت وهي كمان اللي تسوق ..ليه مش شيفاني راجل قدامك
هايدي
_مقصدش والله يا احمد خلاص هركب انا معاك
احمد بابتسامة مجاملة
_ايوة كدة اتعدلي يالا اركبي
فركبت هايدي معه ورجه احمد بالسيارة وذهب معها فشعرت مها وكأن دلو من الماء البارد قد نزل على رأسها ..هل
متابعة القراءة