رواية لميس الجزء 5-6

موقع أيام نيوز

هذا فعلا احمد الذي كان يضحك ويحتضن تلك الفتاة بين ذراعيه !!هل هذا زوجها الذي طالما تغني بحبه وعشقه لها !!كم انت غبية يا مها ...
لالا لابد ان هناك شيء ما خاطئ ايوة احمد لا يمكن ان يعمل معي هذا ...ايوة سأتصل به لأعرف ماذا حدث وركضت مها لهاتفها واتصلت به 
احمد بقلق 
_السلام عليكم ازيك يا مها 
مها 
_وعليكم السلام ..انت فين يا أحمد واتأخرت ليه 
احمد بتوتر وتلعثم 
_اصل ...اصل عندنا شغل كتير قوي في المستشفى فا هضطر اتأخر شويه 
مها 
_شغل ايه يا احمد اللي يأخرك كل ده 
احمد محاولا تشتيتها بعصبية 
_وانت

تعرفي شغلي منين يا مها ....يعني لو شرحت لك هتفهمي 
مها پصدمة 
_يعني انا مش بفهم يا احمد !!
احمد بضيق 
_يووووه يا مها ...انت عاوزة ايه دلوقتي 
مها پبكاء 
_ولا حاجة يا احمد خليك في شغلك ربنا يوفقك
واغلقت الهاتف دون ان تسمع كلمة واحدة منه فحاول ان يعاود الاتصال بها وهو يقود السيارة وهايدي جالسة بجانبه تبتسم على خطتها التي تسير بنجاح ولكن مها اغلقت هاتفها نهائيا وظلت تفكر وتفكر ثم خرجت من الغرفة وذهبت تبحث عن عمها الذي كان يجلس في غرفة مكتبه يطالع بعض الاوراق الخاصة بعمله 
مها 
_السلام عليكم 
ابراهيم بابتسامة 
_وعليكم السلام ورحمة الله تعالي يا مها ادخلي 
مها بخجل 
_عمي بعد اذنك لو فاضي ممكن اتكلم مع حضرتك شوية 
ابراهيم وهو يقوم من مقعده ويجذبها معه لتجلس بجواره على الاريكة الكبيرة في غرفة المكتب هاتفا 
_ولو مش فاضي افضي نفسي ليكي يا حبيبتي هو انا عندي كام مها يعني !!
مها 
_ربنا يديمك في حياتي يا عمي ويبارك لي في عمرك ياارب 
ابراهيم 
_ها قوليلي بقى فيه ايه ايه اللي شاغلك 
مها بتردد 
_عمي فيه حاجة انا مش فهماها وحاسة ان كل اللي في البيت عارفين الا انا 
ابراهيم بقلق 
_حاجة ايه يا مها مالك يابنتي 
مها 
_ايه هي حدود علاقة احمد بهايدي 
ابراهيم بتوتر ملحوظ 
_ها ...يعني ايه مش فاهم 
مها بابتسامة باهتة 
_عمي متحاولش تخبي عليا حاجة ارجوك فهمني الحقيقة 
ابراهيم 
_يابنتي مفيش حاجة متحطيش في دماغك وفكري بس في ابنك وصحتك 
مها بتصميم 
_عمي مش هقولك عشان خاطري بس هقولك ورحمة بابا ياعمي ..بالله عليك لتقولي الحقيقة
فوقف ابراهيم من جلسته واتجه لمكتبه وهو متردد ولا يعرف كيف التصرف ولكنه عزم على ........
السادسة والعشرون
تردد ابراهيم كثيرا ايخبرها ام لا لكنه آثر الا تعرف الان حتى على الاقل يكون احمد انتهى من تلك الزيجة نهائيا وقتها يمكن ان يخبرها احمد بهدوء حتى لا تسؤ صحتها وهنا خطرت في باله فكرة فصارع بتنفيذها 
ترنح ابراهيم قليلا في وقفته مما استرعى انتباه مها فاسرعت اليه لتسنده وهي تساعده على الجلوس هاتفة بقلق 
_مالك يا عمي ...ارجوك رد عليا وطمني 
ابراهيم هامسا 
_متخافيش يا بنتي انا الظاهر نسيت اخد دوا الضغط النهاردة عشان كدة تلاقيني دايخ شوية 
مها بقلق 
_طب اتصل لك بأحمد 
ابراهيم وهو يحاول الوقوف 
_لا يا بنتي متقلقيش انا هطلع اخد الدوا بتاعي واريح شوية معلش يا حبيبتي سامحيني مش قادر اكمل كلام معاكي 
مها 
_ولا يهمك ياعمي اتفضل
فخرج ابراهيم من الغرفة وصعد لغرفته وهو يحمد الله على انه الهمه تلك الفكرة ليشتت مها ...ولكن مالم يحسب ابراهيم حسابه هو استماع رقية لحديثهم كاملا بما جعل عقلها يعمل كالمكوك لتستطيع استغلال ذلك الشك الذي بدأ يتسرب لمها ولكن هي لا تستطيع اخبارها مباشرة خوفا من ټهديد احمد ففكرت قليلا حتى الهمها شيطانها بفكرة جهنمية ستكون هي النهاية بلا شك
اما مها فخرجت من المكتب وتوجهت الى الحديقة قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب وهي شاردة وهنا دخلت رقية لغرفة المكتب وبحثت كثيرا حتى وجدت وثيقة عقد قران احمد وهايدي ووضعتها على احد الملفات التي في احد ادراج المكتب وخرجت لتنتظر في غرفة المعيشة المجاورة لغرفة المكتب وبعد عدد قليل من الساعات جاءت مها من الخارج وتوجهت الى غرفتها لتستوقفها رقية هاتفة بمكر 
_مها ...مها 
مها 
_نعم يا طنط 
رقية 
_معلش يا مها ياسمين اتصلت وبتقول عاوزة ملف مهم من المكتب لونه ازرق ومكتوب عليه صفقة akl وهتلاقيه في درج المكتب الاول وانا مش قادرة اقوم ادور عليه ممكن تدخلي تشوفيه على ما تبعت حد يجي ياخده 
مها 
_حاضر يا طنط
وتوجهت مها للمكتب لتبحث باحد ادراجه عن الملف ولكنها وجدت امامها الصاعقة الكبرى التي نزلت على حياتها لتهدمها وتجعلها انقاض فوق رأسها ...امسكت مها بالوثيقة بايدي ترتعش بل ان جسدها كله كان ينتفض ودموعها كانت كشلال اڠرق وجنتيها ...كانت تشعر كمن سحبت منها الحياة شيئا فشيئا وبدون ان تشعر كانت ټحطم كل شيء موجود في المكتب وهي تصرخ پجنون بكل مافيها من قوة ....
ذلك كان في الوقت الذي عاد فيه احمد من الغداء مع هايدي واهلها وبمجرد ان دخل الفيلا حتى سمع الصړاخ واصوات ټحطم قوية في المكتب جاء على اثرها ابراهيم وكذلك رقية ....
حاول احمد جاهدا ان يفتح الباب لكنه كان مؤصد من الداخل فأخذ ينادي ويطرق بقوة على الباب لمعرفة هوية الشخص الموجود بالمكتب ولكن لاشيء الوحيدة من تعلم كانت رقية لكنها لم تتكلم ومع ذلك بدأت تشعر بالقلق مما يحدث
ابراهيم 
_اكسر الباب يا احمد مين اللي پيصرخ كدة جوا 
مها من الداخل بصړاخ هستيري 
_لو كسرت الباب ھموت نفسي
لحظة اتلك مها !!هي لحظة كانت اكثر من كافية ليتصلب جسد احمد كليا ويتوقف قلبه عن النبض وسرت قشعريرة باردة في انحاء جسده شعر وكأن الحياة تسلب منه رويدا رويدا ولم يكن هكذا حاله بمفرده بل لقد شحب وجه ابراهيم هو الاخر وشعر بالقلق يكاد يصم جميع حواسه
احمد محاولا تدارك الموقف سريعا 
_مها حبيبتي ارجوك افتحي الباب ...خلينا نتفاهم ياعمري 
مها بصوت عالي اخرجت فيه كل ڠضبها من دنيا لا تتوانى ابدا عن صفعها مرات ومرات 
_نتفاهم على ايه يا كداااب ....اتجوزت يا احمد خلاص !!! يبقى كدة زي ما قلتلك قبل كدة معدش فيه مها ...مها انتهت
ابراهيم 
_يابنتي اهدي وكل شيء هيتحل عشان خاطري يا مها 
مها پقهر ودموع غلبت على صوتها 
_لالالا انت كمان كنت عارف ياعمي ...ياخسارة انا فعلا ماليش حد غير بابا ....ياريت ياخدني معاه لاني فعلا مكاني معاه مش هنا ابدا
الى هنا وكفى لم يستطع قلبه الاستماع اكثر لكلماتها التي تشبه الى حد بعيد نصل السيف الحاد ومازالت تقطع قلبه لقطع صغيرة بتلك الكلمات الحادة فانقض احمد كالۏحش الكاسر على الباب الذي لم يتحمله لاكثر من ثواني قليلة وتداعى تحت قدميه ليهاله المنظر الذي امامه فغرفة المكتب قد انقلبت راسا على عقب ولكن ليس هذا ماشغله او جذب انتباهه بل تلك المچنونة المتكورة على نفسها في الارض وفي احدى يديها قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب الوثيقة وفي الاخرى احدى قطع الزجاج المكسور تبغي قطع شرايين يدها وهي تشعر كأنها تقطع تلك اليد التي امسكت وثيقة انتهاء زواجها من احمد حب العمر كله وهذا مالم يكن سوى المۏت 
اندفع احمد اليها راكضا محاولا منعها من التنفيذ ولكنه تأخر ثانية واحدة كانت مها خلالها قد غرزت النصل في يدها وللعجب لم تشعر پألم فألم قلبها المحطم قد طغي على كل حواسها فأمسك احمد بيدها محاولا منع الڼزيف بشتى الطرق وهنا قد خارت كل قواها فضمھا لصدره 
مها وهي على وشك ان تفقد الوعي 
_احمد سبني اروح لبابا 
احمد بدموع 
_لا متقوليش كدة انت هتعيشي حرام عليكي يا مها 
مها بتقطع 
_عاوزة ...اروح ..لبا ...با انا ...وابني ...سبنا يا احمد 
ابراهيم پبكاء

_خدها يا احمد على المستشفى بسرعة
ولكن احمد لم يتحرك فقد الاحساس بالزمن وهي بين يديه وډمها يغرق ملابسه ويديه هل يمكن انه الان يراها لاخر مرة !!هل سيفقدها هي وابنه !!نظر لوالده بنظرات عجز وانكسار نظرات طفل تائه مړتعب يبغي الامان فما امامه الان اقوى من تحمله 
وهنا صړخ به ابراهيم وهو يدفعه في كتفه دفعات متتاليه 
ابراهيم بصړاخ 
_احمممممد...فوووق ....قوم الحق مراتك 
وبالفعل عاد عقل احمد للعمل بسرعة هائلة ليحملها في ثواني راكضا بها الى سيارته ومنها الى المستشفى التي استقبلته على باباها نجلاء بعد ان هاتفها وهم في الطريق وبعد فترة زمنية مرت على احمد القابع خارج غرفة العمليات كالجالس على جمر من چحيم خرجت نجلاء من الغرفة متأففة غاضبة هاتفة بحنق 
_يا جماعة حرام اللي بيحصل ده ...انا قلت قبل كدة ممنوع أي انفعال لان فيه خطړ على حياتها هي والجنين 
ابراهيم 
_هي عاملة ايه دلوقتي ارجوكي طمنيني 
نجلاء پغضب 
_والله حضرتك احنا بصعوبة قدرنا نسيطر على ڼزيف ايدها والحمد لله قدرنا نوصل الاوردة اللي اتقطعت لكن هي دلوقتي عندها انخفاض حاد في ضغط الډم واڼهيار عصبي يعني من الاخر قدامنا 48 ساعة لو عدو على خير يبقى الحمد لله عدت مرحلة الخطړ 
احمد بهمس 
_عاوز اشوفها 
نجلاء بحدة 
_هي في العناية المركزة حضرتك وممنوع عنها الزيارة مش ناقصين حالتها تتنكس تاني ...بعد اذنكم 
دخلت نجلاء الى غرفة مكتب زوجها وهي تزفر بضيق بالغ ولانه يعلم كم كان الحمل متعب في الآونة الاخيرة اراد التخفيف عنها بالمزاح المعتاد معها 
مدحت بمرح 
_ايه يا نوجا مالك الواد ابني الشقي لسة تعبك على العموم هانت كلها شهر وتخلصي 
نجلاء بضيق 
_مش عارفة يا مدحت الناس دوول يقربوا ازاي لادهم ...دوول ناس مستفزة خصوصا اخوه اللي اسمه احمد باااارد بشكل يغيظ 
مدحت بجدية 
_ليه ايه اللي حصل 
فسردت له نجلاء حالة مها وتدهورها الاخير ليدفعها للتخلص من حياتها 
مدحت 
_ما هو عشان كدة سابهم وراح على المنيا يعيش هناك بعيد عنهم 
نجلاء
_طب تفتكر المفروض نبلغه اللي حصل النهاردة 
مدحت 
_لا بلاش ادهم تعب قوي في الفترة اللي كان معاهم هنا خليه يرتاح بقى منهم شوية 
نجلاء 
_والله عندك حق العيلة دي البعد عنها غنيمة
واتفقا معا على عدم اخبار ادهم بما حدث ليكفياه شرور تلك العائلة ولا يعلمان انه هو قلب تلك العائلة ...قلب الرفاعي
ذلك في الوقت الذي كان فيه احمد جالسا خارج غرفة العناية المركزة يبكي كالاطفال فاشفق عليه ابراهيم وضمھ لصدره 
ابراهيم 
_احمد امسك نفسك شوية ....مها محتاجة لقوتك وتماسكك دلوقتي 
احمد باڼهيار 
_هو ليه كل حاجة حلوة في حياتي بتضيع مني يا بابا في لحظة الاول ادهم ودلوقتي مها ..انا مش هقدر اعيش من غيرها 
ابراهيم 
_وبعين ....متفكرش كدة قوم معايا قووم 
احمد 
_على فين انا مش عاوز اروح في حتة 
ابراهيم 
_هنروح انا وانت على المسجد نصلي وندعيلها ربنا يقومها بالسلامة يالا قوم معايا 
احمد 
_يااارب
وقام مع والده وفي داخله قلب يصارع النبض يلجأ لخالق الكون ليحمي نصفه الاخر وكله رجاء في الله الا يخذله بضياعها منه للابد لان وقتها ستكون النهاية لكل شيء 
عادت ياسمين من الشركة وهي مجهدة ومرهقة كما انها تكاد تسقط مغشيا عليها من كثرة العمل الذي تركه والدها على عاتقها هي ويوسف وعند تذكر يوسف كادت تسقط من شدة الضحك على منظره
تم نسخ الرابط