رواية السمراء الجزء الاول
المحتويات
عنوانه حبيبى .. أخذت تتطلع لعشرات الصور التى تجمعها بشاب طويل نحيل خمرى البشرة ذو ملامح مليحة .. عشرات الصور فى أماكن وأوضاع عديدة .. فى احدى البواخر فى النيل .. على أحدى الكبارى .. على شط البحر .. فى أحدى الحدائق .. عشرات الصور التى تبدو فيها مريم وكأنها فتاة أخرى .. فتاة تشع بهجة وسعادة وابتسامتها الجميلة لا تفارق ثغرها أبدا .. سقطت عبرة خلف عبرة .. وضعت الاب توب بجانبها على السرير ونامت بجواره وهى تنظر الى صورة تجمعها بذلك الرجل وهو يجلس على كرسي بجوارها وكلاهما يلبس دبلة بيده اليمنى .. وكانت هذه آخر صورة رأتها قبل أن تغمض عينيها وتغط فى النوم .
_رواية قطة فى عرين الأسد.
صباح الخير يا عمتو
قالت بوجوم
صباح الخير يا مراد يا ولدى
ابتسم وقال
ايه اخبار صحتك النهاردة
تمام يا ولدى الحمد لله
تمعن مراد فى النظر اليها ثم قال
فى حاجة مضايقاكى يا عمتو
صمتت طويلا ثم نظرت اليه قائله بقلق
فى خړاب هيحل علينا يا ولد أخوى .. جلبي مش مطمن وبحلم بأحلام جلجه منامى
جلس على الفراش بجوارها ونظر اليها قائلا
ليه بتقولى كده يا عمتو .. وحلمتى بإيه
قالت بهيرة بجدية بالغة
جلبي متوغوش جوى يا ولدى .. ومجدرش أحكيلك الأحلام البشعة اللى بشوفها .. لأن سيدك وحبيبك النبي جال لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك
عليه الصلاة والسلام .. ممكن تكون أطغاث أحلام يا عمتو .. متشغليش بالك بيها
لمست كفه قائله بجديه
خلى بالك من نفسك يا ولدى ومن أمك واخواتك
وضع مراد كفه الأخرى فوق كفها قائلا بإبتسامه
متقلقيش يا عمتو .. كلكوا فى عنيا
ربنا يبارك فيك وينورلك طريجك وما يشمت حدا فيك
أدخلت سكرتيرة خالد سهى الى مكتبه فقالت مبتسمه
ازيك يا بشمهندس
مدت له يدها فقام وسلم عليها مبتسما
ازيك انتى يا آنسه سهى
قالت برقه
تمام الحمد لله .. معلش هعطلك شوية بس فى حاجات مش واضحة ومحتاجه أعرفها من حضرتك قبل ما أبدأ شغل
لا أبدا مفيش مشكلة اتفضلى استريحى
جلست سهى فقال
تحبي تشربي ايه بأه
قالت بمرح
أنا مبشربش غير عصير .. لا ليا فى الشاى ولا فى القهوة
ضحك قائلا
فى حد ميشربش شاى ولا قهوة
قالت بدلع
أنا يا بشمهندس .. كل الناس بتستغرب لما بقول كده .. بس أنا مبحبهمش
نظر اليها بخبث قائلا
حظهم وحش
ابتسمت بسرور .. وقد أخذ الإثنان يتطلعان لبعضهما البعض وعيناهما تقول الكثير.
جلس طارق قبالة مريم على مكتبها وأخذ يشرح لها طلباته فى الحملة الإعلانيه .. كنت تستمع اليه بإهتمام وتدون ما يقول .. لم يرفع عينيه عن وجهها .. شعر بالحيرة من نظرة عينيها الحزينة .. دائما يرى الحزن فى عينينها .. أخذ يسأل نفسه .. ترى ما سبب حزنها .. انتهى من الحديث .. فنظرت اليه مريم وقالت بجديه
ابتسم قائلا
مفيش مشكلة خالص .. وطالما انتى اللى ماسكة
الحملة يبأه أنا مطمن جدا .. بصراحة شغلك ممتاز ودخل دماغى أوى .. وباين عليكي موهوبة فعلا
شعرت بالخجل لإطرائه ولاحت ابتسامه صغيره على شفتيها وخفضت بصرها قائلا
متشكره لذوق حضرتك
قال لها فجأه
تعرفى دى أول مرة أشوفك مبتسمه من يوم ما بدأت الشغل معاكى
اختفت ابتسامتها الصغيرة سريعا ليحل محلها تعبيرا جادا .. كانت مى ترمقهما شزرا .. وازدادت عصبيتها بعدما سمعت جملة طارق الأخيره .. قالت مريم بجدية
فى أى اضافات تحب حضرتك تضيفها
قالطارق
لأ كده تمام .. ومتشكر جدا انك وافقتى تمسكى الحملة بتاعتنا .. وان شاء الله مش هيكون آخر تعامل بينا
ثم قال
صحيح قوليلي اسمك مريم ايه
قالت بخفوت
مريم خيري
نهض من مقعده ومد يده اليها قائلا بإبتسامه
تمام .. أشوف بعد 10 أيام ان شاء الله
قامت من مكانها وقالت بهدوء
أنا آسفه مبسلمش .. ان شاء الله الشغل يخلص فى معاده
أعاد طارق يده بجواره وابتسم قائلا
برافو عليكي .. بتعملى الصح حتى لو كان صعب ومحرج
لم ترد وتجنبت النظر اليه .. قال قبل أن يغادر
مع السلامه وشكرا مقدما على الشغل
خرج طارق .. فجلست مريم مرة أخرى على مكتبها .. التقت عيناها بعين مى التى بدا عليها الحنق والضيق .. قالت مى بتهكم
ما شاء الله عليه لماح أوى .. واخد باله اذا كنتى بتبتسمى ولا مبتبتسميش
قالت مريم بضيق وهى تلتفت الى حاسوبها
مفيش داعى للكلام ده يا مى
كتمت مى غيظها ثم عادت الى عملها وهى تحاول التركيز .. لكن عبثا
توجه أشرف الى مكتب عماد .. فقال له
تعالى اتفضل يا أشرف
جلس أشرفف .. فسأله عماد قائلا
أخبار شغل مكتب الديكور ايه
قال أشرف بحماس
لا حضرتك متقلقش الشغل عجبهم جدا وطالبين كميات تانية
ابتسم عماد وقال
ممتاز
تنحنح أشرف وقال
بصراحة أنا كنت عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع شخصي
اتفضل يا أشرف
بدا عليه التردد وهو يقول
يعنى .. بصراحة .. أنا
متابعة القراءة