رواية قطة فى عرين الأسد بقلم بنوتة اسمرة من الفصل 11 للفصل 20

موقع أيام نيوز

.. كانت تأخذ نفسها بصعوبة شديدة .. و .. انطلق مراد بسيارته بصحبة مريم فى طريقه الى القاهرة.
طرقت سارة باب غرفة نرمين فأذنت لها بالدخول .. وقفت سارة بجوار أختها فى الشباك قائله 
أعده لوحدك ليه
قالت نرمين مبتسمه وهى تلعب بخصلات شعرها 
عادى يعني
قالت سارة 
مراد اتصل .. اتحرك على الطريق هو وعروسته
قالت نرمين پحده 
أنا لسه مش مصدقه ان مراد اتجوز .. حاجه غريبه جدا .. مش فاهمه ايه سلق البيض ده .. وازاى هنعيش مع واحدة غريبة منعرفهاش
قالت سارة بهدوء 
طالما عجبت مراد يبأه هى أكيد بنت كويسه
قالت نرمين 
بقولك ايه متوجعيش دماغى أنا مبسوطة ومش عايزه حاجه تعكنن عليا
نظرت اليها سارة بإمعان قائله 
وايه اللى باسطك كده .. متفرحيني معاكى
قالت نرمين بنفاذ صبر 
سارة روحى شوفيلك حاجه اعمليها بعيد عنى
توجهت سارة الى الباب قائله 
انا غلطانه أصلا انى عبرتك وجيت أعد معاكى
خرجت سارة فإرتسمت ابتسامه على شفتى نرمين وهى تتذكر مقابلتها ل حامد اليوم .
ساد الصمت بينهما لأكثر من ساعة .. لم يتفوه أحدهما ببنت شفه .. اختلست مريم النظر الى مراد فخفق قلبها بشدة .. قالت فى نفسها يا الله ما أشد الشبه بينهما كأننى أرى ماجد أمام عيناى .. بدا وكأن مراد الذى كان شاردا انتبه فجأة لوجودها بجواره .. الټفت وألقى عليها نظره ثم عاد ونظر أمامه مرة أخرى .. تحدث فجأة قائلا بحزم 
ماما واخواتى ميعرفوش بتفاصيل الجوازه دى ولا بالمشاكل اللى حصلت فى النجع .. هنفهمهم ان جوازنا طبيعي .. يعني مش عايز حد فيهم يعرف الوضع بينا
قالت مريم وقد شعرت ببعض الراحة 
هو حضرتك عايش مع مامتك واخواتك 
نظر اليها شزرا وقال بإقتضاب 
أيوة
أخذت تفكر ترى هل أخواته هو فقط أم أخوات ماجد أيضا .. سألته قائله 
هما أد ايه 
رد بإقتضاب 
بنتين
ابتسمت فى نفسها .. سألته بإهتمام 
اخوات حضرتك من نفس الأم والأب 
نظر اليها بدهشة وقال پحده 
ايه السؤال الغريب ده
شعرت مريم بالحرج الشديد فتمتمت بخفوت 
أنا آسفه
نظر مراد أمامه وبدا وكأنه يجاهد ليتحكم فى أعصابه .. قال بقسۏة 
مش عايزك تختلطى بيهم ولا تتكلمى معاهم كتير طول فترة وجودك معانا .. دول بنات محترمة ومتربين كويس .. ومش عايز حد يأثر عليهم
شعرت مريم بمهانة شديدة .. وبوغز الدموع فى عينيها لكنها تمالكت نفسها سريعا .. فآخر شئ تريده هو البكاء أمام هذا الرجل القاسې .. ألقى مراد نظرة عليها ثم قال ببرود 
جوزك اتوفى من أد ايه 
نظرت اليه بدهشة قائله 
عرفت منين 
قال بسخرية 
أكيد عرفت فى كتب الكتاب لما جدك ادى قسيمة جوازك وشهادة الۏفاة للمأذون
صمت قليلا ثم أعاد سؤاله ببرود 
ماټ من أد ايه 
شعرت بالحنق لأنه يتدخل فى خصوصياتها .. فقالت بضيق 
من سنة
ضحك بسخرية قائلا 
سنة .. ولحقتى تنسيه وتدورى على غيره
شعرت مريم بالمهانة مرة أخرى فإسلوبه لم يكن محتملا بالنسبة لها .. صكت على أسنانها وكظمت غيظها .. فأكمل مراد متهكما 
وملقتيش غير الصعيد .. أديكي اتدبستى فى جوازه
لم تتفوه مريم بكلمه نظر اليها فوجدها ساكنه هادئه لا تظهر أى من انفعالاتها الداخليه فأغاظه ذلك فأكمل ساخرا بقسۏة 
دلوقتى عرفت ليه كنتى بتبصيلي أوى ومركزة معايا أدام المركز الصحي
خفق قلب مريم
والتفتت لتنظر اليه .. فتلاقت أعينهما شعرت

بأن عيناه كعين الصقر مصوبتان اتجاهها وقال بوقاحه 
اظاهر ان جمال مكنش مكفيكي
فاق ما قاله قدرتها على الإحتمال فصړخت فيه 
وقف العربية .. بقولك وقف العربية
نظر مراد أمامه ببرود دون أن يمتثل لطلبها .. فتحت مريم باب السيارة وصړخت قائله 
لو موقفتش العربية هنزل منها وهى ماشية
صړخ فيها مراد پغضب 
اقفلى الباب ده وبطلى جنان
قالت بإصرار 
بقولك وقف العربية دلوقتى حالا يا إما هنزل منها وهى ماشية
ضغط مراد على الفرامل بقوة فأصدرت السيارة صوتا مرعبا .. توقفت السيارة فأسرعت مريم بمغادرتها حاملة حقيبة يدها .. مشيت فى الإتجاه العكسي .. فى طريقها الى النجع مرة أخرى .. نظر اليها مراد من مرآة السيارة پغضب ثم انطلق بسيارته فى طريقة مرة أخرى .. مشت مريم مسرعة وهى تشعر پغضب بالغ .. كان ڠضبها يعميها على التفكير .. لا تعلم حتى الى أين ستذهب فى هذا الليل الذى قد أسدل أستاره .. وهى وحيده فى هذا الطريق الصحراوى الذى تسمع فيه من بعيد عواء الذئاب .. لكنها لم تعد تبالى بأى شئ لا تبالى أبدا .. سارت عدة أمتار ثم فجأة وجدت سيارة قادمة من الخلف وتقطع عليها الطريق لتتوقف أمامها .. التفتت لټرتطم نظراتها بنظرات مراد الغاضبة .. ران الصمت عليهما لفترة .. ثم قال مراد بلهجة آمرة دون أن ينظر اليها 
اركبي
ظلت واقفه أمامه وهى فى حيرة من أمرها .. فأعاد ما قال بصوت أكثر قسۏة 
قولتلك اركبي
تنهدت مريم بعمق .. ثم لفت حول السيارة وأعادت الجلوس فى معقدها .. أدار مراد سيارته وعاد فى اتجاه القاهرة مرة أخرى .. صمت كلاهما .. كانت مريم تتنفس بسرعة وقلبها يخفق بإضطراب .. قال مراد بصرامة
تم نسخ الرابط