رواية عانس كاملة للكاتبة أمطار الشتاء
المحتويات
كان صعب أني أعيش وحيد وكان شعور
قاسى أني عارف لو مت مفيش حد هيتأثر لوفاتي
لو مرضت مفيش حد هيقعد جنبك ويطمأن عليا لو حسيت بتعب مفيش حد هيهون عليا
كان هشام يتحدث وهو مصوب عينيه إلى أسفل ثم رفعها بعد الأنتهاء من حديثه ليجد أن وجهها ممتلئ
بالدموع فنخلع قلبه و قال مالك فيه أيه
أخذت ياسمين أحدى المناديل الورقية و مسحت دموعها وردت وهي تحاول تغيير مسار الحديث مفيش
ضحك هشام تلك المرة بصوت عال وقال كنت اسمع أن البنات حساسة بس عمري ماشوفت الكلام ده
في الحقيقة
ثم أردف بجد هه يالا دورك
كتمت غيظها ثم قالت وهي تتكأ على الطاولة أسمى ياسمين حسن عندى 32 سنة مهندسة و
عايشة في القاهرة بابا أتوفي وأنا صغيرة
وأنا وحيدة ماما
و أنت أتعرفت على ماما بس متعرفش أنها حياتى و دنيتي أنا من غيرها أموت هي الصديقة و الأخت و
صحبة واحدة مقربة هي فرح عندى قرايب و العلاقة ما بينهم الحمد لله كويسة بس
حك هشام ذقنه يعني مقولتيش أنك متجوزة مع أنك لابسة خاتم أهو
ردت وهى ټضرب رأسها بخفة و تقوم من مجلسها بسرعة أنا أتأخرت على ماما
قام هشام بتوصليها إلى منزلها ولم يتركها بسلام لكن اضاف الكثير من المزاح و الضحكات السعيدة الذى
أن بذور الحب التى تكونت في قلبها أرتوت وكبرت ووصلت إلي مداها و ظهر نوع آخر من المشاعر التى
كانت تسمع عنها كثيرا و هي المودة
دخلت ياسمين منزلها لتصدم بوجه و الدتها الباهت فجرت عليها في قلق وقال ماما مالك هو حصلك
حاجه
ابتسمت هبة بضعف ووهن وأجابت في أيه يا قلبي أنا كويسة بس تعبانة شوية لأنى طول النهار في
ردت ياسمين والقلق ينتابها لا يا ماما شكلك متغير في أيه يا ماما
شعرت هبة في تلك اللحظة أنها لن تستطع المقاومة أكثر من ذلك فالجرعة التى اخذتها من الكيماوى
قد ډمرت الكثير من خلاياها ولم يتبقى منها الكثير حاولت الوقوف فلم تستطع لم تجد طريق آخر غير
طريقها الى الارض فسقطت مغشيا عليها
وفقدت وعيها ولم يتبقى غير الصوت الأخير لصړاخ أبنتها.....
ياسمين ياسمين
سمعت ياسمين ذلك الصوت بعد ما أفاقت من غيبوبتها ونظرت باستغراب نظرات تائهه في جميع أنحاء
الغرفه وتعجبت أكثر من الرائحه الغريبة التي فاحت من الغرفة وسمعت صوتا أحسته مألوف ومعتاد
بالنسبة لها فتحت عينيها رويدا رويدا لتصطدم
بملامح هشام فحاولت القيام لكن لم تستطع فقالت بوهن هو أنا فين .وأيه اللى حصل
أغمضت ياسمين عينيها وشعرت بأنها لا تقوي علي الحركة فقال هشام وهو يجلس على مقعد مجاور
لها ياسمين أنتى كويسة دلوقتى
سمعت تلك الجملة وبدت تسترجع ذكرياتها و ردت وهى ترتعد و تبكى بحزن شديد وقلق ماما حصلها
أيه يا هشام
و أصرت ياسمين علي الخروج ومغادرة المستشفي فمنعها هشام وحاول تهدئتها ماتخافيش ماما
كويسة دلوقتى و موجودة في الأوضة اللي جنبنا
ردت وهي تحاول التقاط أنفاسها طيب وديني عندها أتطمئن عليها
رد هشام بنبرة حزن وأسي مينفعش يا حبيبتي دلوقتى هي محتاجة راحة
صړخت ياسمين وهى تبتعد عنه وتقول كذاب كذاب ماما وقعت علي الأرض وكانت أنهارت ياسمين
وأخذت تبكي بحړقة ولم تكمل الحديث ثم قالت بعد ذلك ماما ... شكلها تعبان
ومش بتتكلم ولا بتتحرك أنت كذاب خليني أشوفها
أمسكها هشام وقال وهو يملس على شعرها ماتخافيش هى كويسة انا قلت
هي كويسة يبقي هي كويسة خلي عندك ثقة في كلامي
أمسكت ياسمين بهشام باقصى قوة لديها كاناه تقول له لا تتركنى وحيدة حتى فقدت وعيها ودموعها لا تزال
في عينيها
وقف هشام لا يعلم ماذا يفعل وكيف سيتصرف بعد ذلك فقد تفاجأ في البداية بمكالمة من ياسمين وهى
تصرخ بالاستعاثة فلم يتاخر و لبى الطلب في الحال .
فوجدها على تلك الحالة الهيستيرية وكانت لا تفعل شيء غير البكاء البكاء الشديد قبل أن تسقط
مغشيا عليها هى الاخرى فطلب لها غرفة و أخذت فيها
بعض المهدئات أفقدتها الوعي ثم ما لبث أن ذهب لمعرفة حالة والدتها فعلم أن المړض تجاوزها يجب
اتخاذ أجراءات جادة وسريعة بخصوصه
لمحاولة أنقاذها
أغمض هشام عينيه هو الأخر
متابعة القراءة