رواية لميس الاجزاء الاخيرة

موقع أيام نيوز

نجلاء فهي ابدا لم تعتبر مها مجرد حالة لديها انها تعتبرها اختها بعدما اخبرتها فاطمة عنها ثم تقربت منها ورأت بعينها ماتحمل تلك الفتاة من قلب ينافس الحليب في بياضه وروح تقاسم الطيبة والنقاء بها معا فأحبتها كأخت لم تحظى بها يوما هذا بالاضافة لهدوء مها وسكونها ما يستفز لدى نجلاء نزعة الحماية وهذا كان سبب خلافها الدائم مع احمد 
دقائق ووصل احمد لاهثا من فرط انفعاله هاتفا 
_حد يفهمني مرتي مالها 
نجلاء بجدية 
_محتاجينك تمضي على الاقرار ده 
احمد بعدم فهم 
_اقرار ايه مش فاهم 
نجلاء 
_مها الضغط عالي جدا عندها بشكل صعب الحمل يستمر معاه لانه فيه خطړ على حياتها ولو عملنا عملية دلوقتي وخرجنا الطفل هيكون فيه خطړ على حياته وهنا لازم حضرتك تختار الام ولا الجنين 
احمد بلهفة 
_مها ...ارجوكي يا نجلاء انا مش عاوز غير مها 
وسارع بتوقيع الورقة دون قراءتها واعطائها لها وكأنه يسلمها مفتاح حياته كلها بين يديها فاخذتها واتجهت لغرفة الجراحة صامتة ولكن قلبها كان لا يتوقف عن الدعاء الصامت لاختها الحنونة مها بالنجاة هي وطفلها ...
كانت في جلستها المعتادة امام نافذة مكتبها من يراها يظن انها تتابع لعب الاطفال امامها في الجهة المقابلة للشارع وهم يلعبون الكرة في احدى الحدائق العامة ولكنها كانت بعيدة جدا بتفكيرها في ذلك الذي انقلب حاله رأسا على عقب صحيح هو مازال يحبها ويمطرها بكلمات الغزل المعتادة لكنها تشعر انه يخفي عنها امراا جلل وكلما حاولت سؤاله يتهرب كالعادة شهور مرت وهي على وضعها ولا تعرف كيف التصرف معه قاطع شرودها طرقات على الباب ثم دلوف تغريد بتوتر وارتباك كالعادة فتأففت ياسمين ونهضت لتجلس على مقعد مكتبها في مواجهتها 
ياسمين 
_خير يا تغريد 
تغريد 
_ا..اصل ...ال..الاستاذ....يوسف ..كان 
ياسمين بنفاذ صبر 
_اتكلمي على طول ياتغريد انا مش فاضية 
تغريد حاضر ...الاستاذ ...يوسف عمل مكالمة من شوية وانا سجلتها على محمولي و..كان لازم حضرتك تسمعيها 
واتبعت كلماتها بتشغيل الهاتف لينطلق صوت يوسف من خلاله حبيبتي ...هههههه والله حبيبتي ...عارف والله اني مقصر معاكي بس كان عندي شغل كتير ...سامحيني عشان خاطري ...عارف ان قلبك مفيش اطيب منه وهيسامحني ....قوليلي عاملة ايه ...انا الحمد لله ...لا بلاش النهاردة معلش انا حاسس ان ياسمين بدأت تشك فيا ....لا انت عارفة كويس اني مش بخاف منها ...خلاص حقك عليا طب قوليلي انت طابخة ايه النهاردة ....لالالا انت بتغريني رسمي ...ههههه لا ياسمين مين بقى ده فيه محشي ورق عنب ...اه طبعا ابيع أي حد عشان خاطرك انت ....من عنيا نص ساعة وهتلاقيني قدامك سلام ياحبيبتي 
انتهى التسجيل وانتهى صبر ياسمين وقوة تحملها فرفعت نظرها لتلك المذعورة امامها هاتفة 
_هو خرج 
تغريد بتلعثم 
_ل لا ل لسة 
ياسمين 
_مجرد ما يخرج من مكتبه تبلغيني فاهمة 
تغريد 
_ح...حا...حاضر 
وانطلقت تخرج قبل ان ټقتلها ياسمين التي كانت تشعر كمن طعنها بخنجر حاد في منتصف قلبها شعرت بالخېانة والخداع سلاحان ېصفعاها بقوة لكنها صمدت مسحت دموعها بقوة وهي تهمس لنفسها الليلة يايوسف يا اتأكد من براءتك وعندها هكمل حياتي معاك على الثقة والامان يا اتأكد انك پتخوني وعندها هخلعك من حياتي كلها بعد ما ادوس على قلبي واقتله بايدي وسارعت لهاتفها تجري مكالمة أجلتها كثيرا ولكن حان الان اوانها ...
ثواني وجاءها الصوت الهادئ هاتفا 
_السلام عليكم ورحمة الله 
ياسمين 
_وعليكم السلام ..ازيك ياعم رجب ..اخبارك ايه 
رجب بمحبة 
_الحمد لله يابنتي في نعمة ..طمنيني عنك انت والدكتور ادهم والدكتور احمد ووالدك ووالدتك 
ياسمين 
_الحمد لله كلنا كويسين ...بس انا كنت محتاجة منك خدمة ياعم رجب 
رجب بطيبة 
_اؤمريني يابنتي ..انا في خدمتك 
ياسمين 
_الامر لله ياعم رجب ..ربنا يباركلي فيك ياارب ..بصراحة هو الموضوع محرج شوية 
رجب 
_انت بنتي ياياسمين ولا نسيتي اني مربيكي على ايديا انت واخواتك ولولا تعب صحتي انا مكنتش سبتكوا ابدا وكنت فضلت السواق الخصوصي بتاعكم 
ياسمين 
_كانت احلى ايام والله ياعم رجب 
رجب 
_قولي يابنتي اللي انت عاوزاه ومتتحرجيش من حاجة 
ياسمين 
_انا عاوزة حد يراقب يوسف يشوفه بيروح فين ..وقبل ما تفهمني غلط هقولك انني شاكة انه يعرف واحدة تانية ويمكن مرتبط بيها كمان
رجب بعد برهة 
_حاضر يابنتي ولا يهمك انا عشر دقايق وهكون عندك ولما ينزل هكون وراه لحد ما يرجع بيته متقلقيش ولو اني عارف انه لا يمكن يعمل كدة 
ياسمين 
_لازم اتأكد ياعم رجب ..معلش سامحنى مقدرتش اخلي حد من سواقين الشركة يقوم بالمهمة دي عشان هو عارفهم كلهم 
رجب 
_خلاص متشيليش هم انا
هاجي بالتاكسي بتاع ابني ومحدش هيعرف حاجة 
ياسمين 
_ربنا يباركلي في عمرك وصحتك ياارب متشكرة قوي ياعم رجب 
رجب 
_الشكر لله يابنتي يالا مسافة السكة وهكون عندك 
اغلقت الهاتف وزفرت بضيق وقلبها يقرع داخل صدرها كمن تنتظر نتيجة حياتها كلها اما النجاة واما المۏت غرقا في الاحزان ....
هل يوسف برئ ام حفر نهاية علاقتهما بيده 
ترى مامصير مها واحمد 
وما مصير سلمى مع ذلك المړض

الحلقة الثالثة والاربعون 
دخلت نجلاء غرفة العمليات وانهار احمد على المقعد بجانب الغرفة وهو يكاد ېموت قهرا وألما اخرجته من شروده احدى الممرضات هاتفة
_دكتور احمد دي المتعلقات اللي كانت مع مدام مها في الاسعاف 
ثم ناولته حقيبة يدها وهاتفها فهتف بتعجب 
_اسعاف !!
الممرضة 
_ايوة حضرتك الاسعاف جابها من نادي ..حتى الدكتورة نجلاء والدكتور مدحت راحوا مع الاسعاف بنفسهم على هناك 
احمد 
_راحت مع الاسعاف ازاي هي مش كانت هناك مع مها 
الممرضة 
_لا حضرتك الدكتورة نجلاء كانت هنا ونزلت مع الاسعاف 
ثم تركته وانصرفت غارقا في التفكير حتى رفع راسه لوالده المتابع للموقف كله فهتف 
_يعني مها كانت مع مين وصلها للحالة دي 
احمد 
_مش عارف يابابا هي كانت مبسوطة قوي ان نجلاء قالتلها انها هتجيب ولد وبعدين ...
هنا تذكر الرسالة فاخرجه سريعا من حقيبتها وفتح الرسائل وفوجئ برسالة هايدي فهب واقفا صارخا 
_اقسم بالله لو مراتي جرالها حاجة لأقتلها فورا ومش هيهمني حد 
فانتفض ابوه واقفا محاولا تهدئته 
_اهدى يا احمد وخلينا في مها دلوقتي وانا اللي هتصرف 
جذبه واجلسه من جديد ضد ارادته فقد كان يعلم انه ان تركه سيرتكب چريمة بالفعل فقد كان كل عضلات جسده تنتفض ڠضبا وهو على يقين ان احمد قد وصل لاخر مراحل صبره ...
ساعتين مروا كانوا اسؤ ساعات احمد في حياته حتى فتح الباب اخيرا وخرجت نجلاء هاتفة 
_الحمد لله 
ابراهيم 
_طمنيني يابنتي اخبارها ايه 
نجلاء 
_الحمد لله قدرنا نلحقها 
احمد كمن تنفس الان فقط 
_الحمد لله ..الف حمد وشكر ليك ياارب 
نجلاء 
_واحب اطمنكم ان البيبي بخير الحمد لله ..بس هيستنى معانا شوية في الحضانة لانه نازل بدري عن ميعاده دي كانت في السابع 
احمد 
_اللهم لك الحمد والشكر ...انا هنزل اصلي ركعتين شكر لله على مامها تفوق 
وخرج احمد ومعه ابراهيم وانتقلت مها لغرفتها ولكن ترى هل تعود مها كما كانت 
كانت تدور داخل غرفة مكتبها كمن تدور في حلقات مفرغة كل عضلات جسدها متشنجة مشحونة بشحنات كهربية غاضبة قادرة على اشعال الشركة والمدينة بأكملها لكنها كانت تسيطر على نفسها بارادة من حديد لاتريد ان تظلمه كالمرة السابقة ...بل هي مازال عندها الامل انه ابدا لن ېخونها ...مازال حلمها بحبه وسيطرتها اللانهائية على قلبه يراودها ...فقط مازال لديها بصيص من امل ...
لحظات وعلي رنين هاتف مكتبها فاسرعت لتجيب 
_السلام عليكم 
تغريد 
_..ياسمين هانم ..الاستاذ يوسف خرج حالا من مكتبه وقالي انه مش راجع تاني النهاردة 
ياسمين 
_ماشي 
واغلقت الهاتف وسارعت لهاتفها الشخصي 
_السلام عليكم ..عم رجب يوسف نازل دلوقتي 
رجب 
_متقلقيش يابنتي شوفته وهطلع وراه حالا يالا سلام 
واغلق الهاتف وبدأ العد التنازلي لحياتها القادمة ....
جالسة في شرفتها المطلة على اراضيها الزراعية تتذكر حياتها السابقة ونجلاء مازالت طفلة تلهو هنا وهناك مع سلمى وحولهما كانت هي وزوجها وعبد العزيزوزوجته ..ذكريات لن تعود ابدا لكنها كانت المعين لها على مواصلة حياتها قاطع شرودها هاتفها فسارعت بالرد عندما وجدتها نجلاء 
_صباح الخير يانوجا ..ازي الواد اسر وحشني قوي 
نجلاء 
_صباح الفل ياست الكل ...لوكان الواد اسر وحشك كنت جيتي عشان تشوفيه 
فاطمة 
_المشوار طويل يابنتي وانت عارفة صحتي على ادي 
نجلاء 
_لا يا ماما ما انت هتيجي عشان بنتك التانية ولدت 
فاطمة 
_مها !!..مها ولدت امتى 
نجلاء 
_من شوية هي الحمد لله كويسة بس انا قلقانة لانها ولدت قبل ميعادها 
فاطمة 
_عادي يابنتي مافي ستات كتير بيولدوا في السابع هو انا اللي هعرفك يا دكتورة 
نجلاء 
_ياماما مها كانت بتكلمني وبتعيط وبستنجد بيا وفجأة اغمى عليها وضغطها كان عالي جدا فاضطرينا نولدها قبل ميعادها 
فاطمة 
_ياحبيبتي يابنتي ..تبقى اكيد افتكرت اللي جوزها عمله 
نجلاء 
_احتمال مش بعيد ...عشان كدة لازم تيجي يا ماما انت اقرب واحدة ليها 
فاطمة 
_حاضر يا بنتي مسافة السكة وهكون عندكم مع السلامة 
تشعر بكل عضلات جسدها متعبة بشدة كل جسدها يؤلمها لكنها تثابر على المضي فوجدت رقية امامها تتهمها في شرفها فبكت كما لم تبكي من قبل فوجدت ادهم يربت على كتفها بحنان مباركا لها بحملها ومن خلفه كانت ياسمين تركض نحوها فرحة بكونها ستصير عمة اخيرا وصوت عمها الحنون يهتف بالحمد والشكر لله على فضله ...لحظات ووجدت احمد في ابهى حلة رمادية اللون متألق كنجوم السينما يبتسم لكن ليس لها لاخرى نعم لهايدي ممسكا بيدها بين يديه تاركا لها حاولت النداء له الاعتراض لكنها كانت كالهواء امامه تحركت لتبتعد وهي تبكي فوجدت فاطمة تضمها لصدرها محاولة طمأنتها انها معها دائما وابدا وهذا ما كانت فعلا تحتاجة حضڼ يضمها يشعرها بالامان بعد ان فقدته ...
لحظات وبدأت تستعيد وعيها كانت تلهث كمن كان في ماراثون للجري لم تكن تشعر بعدد الساعات الماضية لم تهتم بعبارات الحمد على سلامتها كما لم تهتم بعبارت التهنئة وعلى أي شيء يهنؤنها على حياة ضاعت وتدمرت ام على زوج خائڼ ام على طفل بلا اب لقد تذكرت كل شيء حتى
فترة فقدانها لذاكراتها استرجعتها حتى حوار هايدي الذي ذبحها في الصميم لكنها تنبهت على شفتين يقبلان جبينها فرجعت برأسها للخلف ناظرة له بعيون فاقدة للروح هامسة 
_ابعد عني ومتلمسنيش 
فابتعد احمد ذاهلا في حين هتف ابراهيم 
_حمد الله على سلامتك يابنتي ..عاملة ايه دلوقتي 
فتحولت بنظرها لعمها هاتفة بدموع لم تستطع السيطرة عليها اكثر 
_ازيك ياعمي ..ياسندي وقوتي بعد بابا الله يرحمه ..يالي كنت بعتبرك في مكانته ياعمي 
ابراهيم بقلق 
_وهفضل كدة لحد اخر يوم في عمري يا مها ...مالك يابنتي 
مها 
_طيب تسمحلي ياعمي اقولك ..هي دي الامانة اللي بابا سلمهالك 
ابراهيم 
_مها !!
مها مقاطعة 
_اه بابا ادالك امانة تحافظ عليها وانت هنتها ودوست عليها ياعمي ياكبير 
احمد پغضب 
_مها انت ازاي تكلمي بابا كدة انت اټجننتي 
مها پغضب 
_انت ملكش كلام معايا انت فاهم 
ابراهيم 
_يابنتي اهدي وانا هعملك اللي انت عاوزاه ...بس اهدي عشان صحتك 
مها بهدؤ كاذب عكس ما يشتعل في قلبها من جمر 
_ماشي ياعمي وانا مصدقاك لو سمحت طلقني من احمد 
احمد 
_انت بتقولي ايه 
مها متجاهلة احمد 
_ها ياعمي هتعملي اللي انا عاوزاه 
احمد 
_يامها اسمعيني متظلمنيش 
مها بسخرية مريرة 
_انت اللي بتتكلم عن الظلم يا اخي حرام عليك ..طعنتني في شرفي ..وفي كرامتي ...وفي انوثتي وجاي تتكلم عن الظلم 
احمد بۏجع 
_انا يا مها !!..انا ...انا بحبك 
مها بعصبية 
_وانا بكرهك وبكره نفسي اني صدقتك في يوم من الايام وبكره الدنيا اللي جمعتني بيك واقولك على حاجة كمان وبكره ابني لانه حتة منك ...اخرج برا ..برا ...مش عاوزة اشوف حد..سيبوني في حالي بقى ..سبوني 
وانخرطت في البكاء فدخلت نجلاء الغرفة وحاولت قدر استطاعتها التحكم في اعصابها والا تهجم على احمد لتنشب اظافرها في وجهه لكثرة مصائبه في حق تلك المسكينة فهتفت 
_ياجماعة من فضلكوا اطلعوا برا دلوقتي ...مها اهدي حرام عليكي نفسك انت لسة والده ...طب عشان خاطر ابنك 
مها 
_خرجيهم برا مش عاوزة اشوف حد منهم 
نجلاء 
_خلاص اهدي كلهم خرجوا 
مها 
_انا معدليش حد غيرك يانجلاء اقفي جنبي ارجوكي 
فاطمة التي دخلت الغرفة 
_مالكيش حد ازاي انت هبلة يابت وانا رحت فين 
مها 
_ماما فاطمة !!
فاطمة وهي ټحتضنها 
_اهدي وبطلي بكا واللي انت عاوزاه انا هعمله بس دموعك دي متنزلش تاني 
فتعلقت بها مها وهي تبكي شاكرة لله ان عوضها بتلك السيدة الحنون عن اقارب ليسوا بلا فائدة بل جردوها من كل كرامة وكبرياء لديها ولم يتوانوا عن صفعها بمصائبهم المرة تلو الاخرى 
هنا هتفت نجلاء 
_ياسلام يعني اطلع انا منها 
فاطمة وهي تساعد مها على الاعتدال قليلا 
_ايوة يا ختي روحي شوفي شغلك وسبيني مع بنتي حبيبتي 
لكنها جلست على احد المقاعد كما جلست مها التي بدأت تحكي لهما اخر مقابلة لها مع هايدي فاستمعا بهدوء ظاهري وفي داخلهما مشاعر مختلفة فاطمة كانت تقرر ان مها لابد وان تبتعد عن الجميع حتى تستعيد ثقتها بنفسها واما نجلاء فكانت تحاول الا تخرج لتلك الهايدي لتجعل من شعرها كرة تلعب بها قطتها وعندما انتهت مها ساعدتها نجلاء بمهدئ لتنام وترتاح وخرجت من الغرفة وهي مطمئنة ان مها الان في ايدي امينة ....
في خارج الغرفة كان احمد وابراهيم ينتظراها باعصاب محترقة لمحاولة فهم ماحدث فحكت لهما نجلاء باختصار ماحدث من هايدي اضافة الى رجوع ذاكرتها كاملة هنا فقد احمد كل وقاره بل لاول مرة تراه نجلاء بتلك الحالة وهو يقسم انه سيقتلها ووالده متعلقا به محاولا السيطرة عليه حتى تدخل مروان ومدحت جاذبينه لاحدى الغرف وهناك اقنعه والده بصعوبة بالغة انه لابد والا يترك مها لاي سبب كان وهو سيتصرف بما يغلق موضوع هايدي هذا للابد فرضخ اخيرا لوالده ...
برغم انه تمكن اخيرا من تهدئة ابنه لكنه كان يغلي من الڠضب كانت صورة شريف امامه دائما يلومه انه لم يحافظ على امانته له وتركها لعبة في يد رقية وهايدي يتقاذفنها بينهما دون وجه حق وهو فعلا ماحدث حبه لرقية كان يمنعه من التعامل معها بشدة ...ولكن من يعذره على ذلك حتى رقية نفسها تركته تائها وسط جبال من المشاكل وتخلت عنه فلا يعلم لها طريق ولكنه لابد ان يصمد ويحاول التعامل بعقلانية مع الامور حتى لاتزيد تعقيد اكثر واكثر...هنا وجد نفسه امام فيلا جمال الرشيدي فدخل اليه مشحون بألمه وغضبه جلس معه فترة لاتتعدى العشر دقائق وخرج بعدها من هناك قاسما انه ان تدخلت هايدي في حياتهم ثانيتا لن يردعها غيره ولن يعمل أي حساب لوالدها صديقه الوحيد 
في حين مجرد خروجه من عندهم صړخ جمال بعصبية مناديا لابنته التي جاءته ركضا فما كان منه الا ان صفعها بقوة صڤعة اوقعتها ارضا فتدخلت والدتها على الفور هاتفة وهي تحاول منعه من الاجهاز عليها مكملا 
_في ايه يا جمال اهدى بس وفهمني 
جمال پغضب 
_الهانم المحترمة بنتك راحت لمها زوجة احمد الرفاعي وقالتها كلام
محصلش اصلا عشان توقع بينهم والنتيجة البنت كانت هتروح فيها وابنها بين الحيا والمۏت وانا بقيت مش مربي بنتي 
سوسن 
_انت عملت كدة 
هايدي بعد ان وقفت 
_ايوة عملت كدة كان لازم ارد له اللي عمله معايا 
جمال 
_اللي حصل كله كان بسببك انت والهانم والدته هو مكنش له أي دخل فيه ...بس كدة خلاص ياهايدي اسمعي هتوافقي على العريس اللي جالك وهتقطعي علاقتك باي حاجة تخص احمد انت فاهمة ...والا وعزة وجلال الله انت عارفة انا ممكن اعمل فيكي ايه كويس قوي 
سوسن 
_خلاص ياجمال اهدى عشان خاطري ..هي خلاص اكيد اتعلمت الدرس كويس ومش هتغلط الغلط ده تاني 
وهنا خرجت هايدي من مكتب والدها وهي تعرف انها ابدا لن تجرؤ على الاعتراض 
وتغلق صفحة جمال الرشيدي نهائيا من حياة عائلة الرفاعي 
مرت الساعات وياسمين تكاد تحترق من الانتظار حتى تصاعد رنين هاتفها فسارعت اليه لتجيب بلهفة 
_ايوة ياعم رجب طمني راح فين 
رجب بحزن 
_والله ماعارف اقولك ايه يابنتي 
ياسمين بدموع لم تستطع التحكم بها 
_قولي الحقيقة ياعم رجب عشان خاطري 
رجب 
_راح منطقة شعبية شوية واشترى من محلات المنطقة اكل كتير خضار وفاكهة وجبن يعني تقريبا كدة تموين بيت وفضل في البيت ده وقت طويل

تم نسخ الرابط