رواية لميس الاجزاء الاخيرة

موقع أيام نيوز

وبعدها لسة مروح بيته دلوقتي 
ياسمين پألم 
_معرفتش بيت مين ده 
رجب 
_سألت واحد من البقالين في المنطقة عنه قالي ...قالي ...
ياسمين بقلق 
_قالك ايه ياعم رجب 
رجب 
_لا حول ولا قوة الا بالله ...قالي انه عريس جديد ساكن عندهم 
وسقط الهاتف من يدها كما سقطت حياتها ولن تقوم من جديد ابدا اغمضت عيناها كمن تحاول ايهام نفسها انها تحلم ولكنه ليس بحلم انه اسؤ كوابيسها ..هنا وفي تلك اللحظة انتهت ياسمين كما انتهت علاقتها بحب حياتها فلا مجال للانكار او انها تكون ظالمته ..هنا انتهى كل شيء ..كل شيء ...
الحلقة الرابعة والاربعون
جلس ابراهيم في الفيلا وحيدا يسترجع حياته كاملة يشعر بشوق وحنين جارف لشريكة حياته التي لايعرفون عنها أي شيء من مدة طويلة ...شعر بحنين لقلب عائلة الرفاعي ادهم ولده الحبيب الذي كانوا يسمونه رجل المهام الصعبة لمواجهته لاي مشكلة تمر بهم بحكمة وعقل ...شعر بان الامور تخرج عن السيطرة وانه لاول مرة عاجز عن جمع اسرته او حمايتها من نوائب الدهر وكم آلمه هذا الشعور المقيت واستنزف كل قواه ...
تنبه من افكاره على احمد الذي دخل عليه متهدل الكتفين يسير ببطء شديد كمن يجر قدميه جرا حتى وصل لعنده فالقى بجسده على المقعد المجاور له كان كرجل تعدى الثمانين من عمره كما كسا وجهه ملامح الالم والقهر بكل صوره 
احمد 
_مساء الخير يابابا 
ايراهيم 
_مساء الخير يابني ...طمني اخبار مها ايه 
احمد 
_زي ماهي رافضة تسمعني او حتى تشوفني ومصممة على الطلاق 
كاد ابراهيم ان يرد عليه بما يصبره على بلواه والتي كانت السبب المباشر بها والدته المختفية ولكن منعه من ذلك دخول ياسمين عليهم بوجه اثار الړعب في كلاهما فانتفضا واقفين وهنا هتف ابراهيم 
_مالك ياياسمين 
ياسمين پبكاء 
_بابا انا عاوزة اطلق 
ابراهيم 
_نعم !! ليه انت كمان 
ياسمين پبكاء 
_بابا ...يوسف متجوز عليا 
ابراهيم محاولا تمالك اعصابه 
_عرفتي منين يا ياسمين 
احمد بنفاذ صبر كمن يفرغ شحنة ڠضبة كلها مرة واحدة 
_انت لسة هتسال يابابا ...ده لازم يطلقها ڠصب عنه ..هو اټجنن عشان يتجوز عليها 
ابراهيم پغضب 
_يبقى انت اټجننت لما اتجوزت على مها 
احمد بتلعثم من هجوم والده 
_انا ...انا ظروفي غيره 
ابراهيم 
_وانت عرفت ظروفه منين عشان تقارنها بيك 
احمد 
_يا بابا ...انا 
ابراهيم مقاطعا 
_متظلمش يا احمد عشان متتعرضش للظلم ...لازم نعرف كل حاجة الاول 
ثم وجه كلامه لياسمين 
_ها فهميني عرفتي ازاي يا ياسمين 
فحكت لهما ياسمين تغيراته وكيف وصلت لخبر زواجه وسط شهقات بكائها التي كانت كسياط حارق على قلبيهما ولكن ابراهيم كان اكثر تحكما في اعصابه من احمد فهتف 
_يعني انت بعتي رجب يراقب جوزك !!
ياسمين 
_كان لازم اعرف مخبي عليا ايه 
احمد 
_ها يا بابا اتاكدت دلوقتي ولا لسة 
ابراهيم 
_لا لسة يا احمد اسمعي يا ياسمين انا هتكلم معاه واشوف ده معناه ايه 
احمد 
_هينكر يا بابا انا شايف اننا نعامله عادي لحد مايروح هناك تاني وهناك نواجهه بكل حاجة عشان ميقدرش ينكر 
ابراهيم 
_يابني ...
ياسمين مقاطعة 
_معلش يابابا انا شايفة ان ده الحل الوحيد ...عن اذنكم 
وتركتهما وصعدت لغرفتها تبكي على حبها الضائع مع شخص نذل غدر بها وبقلبها 
في حين صعد احمد هو الاخر وقلبه يبكي مرارة فقدان مها ورحيلها عن حياته الوشيك ...
اما ابراهيم فكان يشعر ان حياته قد انتهت فها هي اسرته التي كان يعمل ويكد حتى تعيش في سعادة وهناء ...اين السعادة الان ...في شريكته التي اختفت أم ابنائه الثلاثة الذين اڼهارت حياتهم شيئا فشيئا ...هنا نزلت دموعه ولكنه اصر بينه وبين نفسه انه ابدا لن يستسلم وسيحارب لاخر نفس من
اجل ابنائه وسيستعين بالذي لم يخذله يوما داعيا الله ان يساعده في معركته الحاسمة والفاصلة في تجنب ابنائه مرارة الفقد والحرمان ....
كالعادة التي اصبحت ملازمة لها في الاونة الاخيرة استيقظت سلمى من نومها صباحا وهي تعاني حالة من الوهن والضعف الشديد فلم تكن تقوى على مغادرة الفراش وحدها ...وكالعادة ضغطت زر بجانب سريرها لتطلب المساعدة من الممرضات في دخول حمامها لحظات وجاءت ممرضة واحدة فطلبت منها سلمى ان تحضر اخرى معها لمساعدتها فاومأت الممرضة وخرجت لتحضر اخرى ومر الكثير من الوقت ولم يحضر احد شعرت بحاجتها الملحة لدخول الحمام تزيد قررت ان تحاول هي وتستند بالاثاث ولكنها عندما حاولت اڼهارت ارضا فقد كان جسدها اضعف من ان تحتمل عليه من اثار جرعات الدواء المكثفة التي تخضع لها حاولت الزحف ولكن خاڼها جسدها المسدح ارضا فبكت ...بكت كما لم تبكي من قبل ..بكت قهرا وذلا كانت ټضرب الارض بيدها داعية الله ان يرحمها وينهي حياتها في التو واللحظة ولكن المفاجأة الحقيقية والصدمة التي كادت تودي بعقلها هي ظهور ادهم في ذلك الوقت بالذات ليطمئن عليها ...
كان يدعو الله من قلبه ان تنهي علاجها بسلام وهو يعرف يقينا مقدار ألمها وخاصة بمرضها النفسي المسيطر عليها كان يعرف مقدار ما يجبرها عليه يوميا ولكنه كان يعرف ان ارادتها اقوى من أي مرض لذلك كان يحاول مساعدتها ومساندتها بل نستطيع ان نقول انه كان ملازم لها واليوم هو الموعد الدوري لاجراء التحاليل والاشعات الدورية لمعرفة مدى تقبل جسدها للعلاج دخل وهو يرسم ابتسامة ناعمة على وجهه ولكنه فوجئ بها مسدحة على الارض فاسرع اليها ولكن قبل ان يصل كانت تصرخ به پهستيريا واڼهيار واضحين الا يقترب منها واخفت وجهها بين يديها وهي تنتحب پعنف ...لم يفهم في بادئ الامر ما حدث لها فثبت مكانه لثواني قليلة ولكنه فهم كل شيء عندما اقترب منها ولاحظ ملابسها المبللة ...عرف انها فقدت القدرة على التحكم بجسدها عرف مدى الهشاشة والضعف اللذان انتابها ففرت من عينيه دمعة واحدة على انسانة كان يسميها هو نمرة لشراستها وقوتها وعنفوانها ...ولكنه سرعان ما مسح تلك الدمعة قبل ان تراها واقترب وجلس على ركبته بجانبها وجذبها من يديها اللتان تغطي بهما وجهها خجلا خذلانا منه وسرعان ما كان يحتويها بين يديه فدفنت وجهها في صدره فكأنها تهرب منه اليه تركها تفرغ ضيقها داخل صدره لكنه تنبه الى ارتفاع درجة حرارتها وهذا ما لم يسمح به لتعارضه مع ادويتها فسارع بحملها متجاهلا تماما اعتراضها واسرع بها الى الحمام ليوقفها امامه مستندة على صدره وذراعه تحاوط خصرها حتى تثبت ولا تقع منه وباليد الاخرى فتح المياة فوقها فانتفض جسدها في بادئ الامر ولكنه تمكن من تثبيتها جيدا تحت رشاش المياة حتى تنخفض درجة حرارتها ...دقائق كانت فاصلة حتى رفعت وجهها الذي كانت مازالت ډافنة له في صدره نظرت اليه نظرة دامعة ذبحته في الصميم كان يشعر ان الډماء تغلى بعروقه هنا تنبه لاثنتين من الممرضات يقفان امامه فصړخ بهما غاضبا متوعدا انهما سينالا منه مالم يتوقعا مقسما انهما سيحرمان من رواتبهما كاملة لتأخرهما عليها ثم تركها برفقتهما ليبدلا لها ملابسها المبتلة وخرج متجها لغرفته ليبدل ملابسه التي ابتلت تماما لوقوفه معها تحت المياة وخرج من الجناح تماما وهو يشعر بها وبعجزه عن دفع هذا البلاء عنها لكنه تماسك بارادة من فولاذ ودخل اليها مجدداا بعد مرور ما يقارب النصف ساعة وهو يعلم ان مواجهتها في ذلك الوقت تحديدا ستكون صعبة جدا عليه وعليها لكنه سيتسلح بالداعم الاقوى لها والذي هو على تمام الثقة بقوته في التأثير عليها الا وهو رابط حبهما فتنهد مستجمعا قوته ودخل لها ..... 
دخلت لتطمئن عليها وتبشرها ان الرفاعي الصغير في اتم صحة وحال وكأنه كعمه في القوة والمثابرة 
نجلاء 
_صباح الخير يا مها عاملة ايه النهاردة 
مها 
_الحمد لله قوليلي هخرج من هنا امتى 
نجلاء وهي تفحصها 
_والله انا شايفة ان الوضع احسن ..يعني لو عاوزة تخرجي النهاردة ممكن 
مها 
_وادهم 
نجلاء 
_بردو الدكتور بتاعه قالي انه الحمد لله بقى كويس يعني يقدر يخرج معاكي 
مها 
_الحمد لله خلاص انا هغير هدومي واخد ابني واخرج 
فاطمة 
_هتروحي فين يابنتي 
مها 
_مش عارفة يا ماما عاوزة اروح بيت بابا بس خاېفة احمد يعرف مكاني وانا محتاجة ابعد 
فاطمة 
_خلاص تعالي عندي في المنيا ومتشليش هم 
نجلاء 
_احمد لما يعرف انك اختفيتي هيقلب الدنيا وهيدور في كل حته حتى عندك يا ماما 
فاطمة 
_اسمعي كلامي يا مها واديلو فرصة يتكلم ويشرح لك كل حاجة وبعدهاقرري لكن متهربيش كدة من المواجهه كدة غلط 
نجلاء 
_وانا شايفة كدة بردو انت مشوفتهوش كان عامل ازاي لما عرف بكلام هايدي ...تصدقي بالله انا كنت خاېفة على مدحت وهو بيهديه لياكله لكمة تجيبه الارض 
فضحكت فاطمة وهي تهتف
بمرح 
_ليه يابت ده مدحت طول بعرض بردو 
نجلاء 
_طول بعرض مين اسكتي يا ماما والله العظيم امبارح كان عامل زي القطة جنب تنين قصاد احمد 
فضحكت فاطمة وكذلك مها حتى هتف صوت من خلف نجلاء وهو يحاوط عنقها بيديه كمن ېخنقها 
_انا قطة ...يعني اخنقك دلوقتي عشان اخلص من لسانك ده 
نجلاء متحررة منه هاتفة بجدية زائفة وهي تستند لذراعه
_طب قول ورحمة ابوك انت كنت قادر على احمد امبارح 
مدحت بمرح 
_انت عبيطة يابنتي ومين يقدر على هولاكو ده 
فضحكت فاطمة ونجلاء وكذلك مها ولكنها كانت ضحكة جوفاء خالية من أي شعور بالفرح ولاحظها مدحت فهتف بجدية 
_اسمعي يا مها يعلم ربنا انا بعتبرك زي اختي بالظبط ويكفي ان ادهم موصيني عليكي قبل ما يسافر .. اللي عاوز اقوله انني معاكي في أي قرار هتاخديه لكن لو عاوزة نصيحتي اديلو فرصة يتكلم لانه واضح انه بيحبك جدا 
توردت وجنتى مها خجلا لحظات من الصمت ثم هتفت 
_ياجماعة انا مقدرة شعوركم النبيل انكم عاوزين تساعدوني بس انا فعلا محتاجة ابعد اهدى وافكر في الامور بروية وبعدها اوعدكم اني هسمعه بس ساعتها هقدر اوزن الامور بعقل لكن دلوقتي انا مچروحة قوي 
فاطمة بحزم 
_خلاص طالما ده قرارك انت هتيجي معايا واطمني محدش هيقدر يوصلك مټخافيش 
هنا وقف مدحت هاتفا 
_تمام انا هروح اخلص شوية تقارير على ما تجهزوا عشان اوصلكم 
مها بحرج 
_مالوش لازمة يادكتور احنا ...
مدحت 
_ولا كلمة زيادة مفيش كلام من ده بين الاخوات ولا ايه يا ماما 
فاطمة 
_عندك حق يا حبيبي 
وخرج مدحت ونجلاء وجهزت مها نفسها وهي لا تعلم وجهتها التي لا تعلمها سوي فاطمة ...
الحلقة الخامسة والاربعون
دخل ادهم لسلمى بهدوء وجدها تجلس على فراشها بوجه شاحب شاردة في الفراغ عينيها محمرتان بشكل عصف بقلبه اراد بشدة ان يحتويها بين يديه ان يسجنها داخل قلبه مانعا عنها كل ما يؤثر عليها بهذا الشكل هنا انتبهت هي اليه فنظرت له لثواني قبل ان تمتلئ عينيها بالدموع فتسارع باخفاء وجهها عنه بيديها وهي تنتحب من جديد هاتفة من وسط بكائها 
_انا عاوزة اموت ...عاوزة اموت ...كفاية ذل وقهر بقى ...لو بتحبني يا ادهم سيبني عشان خاطري ارحمني وسبني اموت 
انتفض ادهم غاضبا من تصريحها هذا والذي تقلص قلبه لمجرد التفكير به فجذب يديها پعنف هادرا بها 
_اسكتي ...ايه الجنان ده ...انت مش عارفة
تم نسخ الرابط