رواية لميس الاجزاء الاخيرة

موقع أيام نيوز

وادعت ان نسبة سكرها اليوم مرتفعة بما زاد من رعشة يديها ولذلك لن تستطيع مساعدة ادهم في الاكل وهنا كان كمن جاءه الڤرج فاسرع هاتفا
_شيلي الاكل يا ماما انا ايديا الاتنين مقدرش امسك بيهم المعلقة ده غير اني ماليش نفس اصلا 
فاطمة 
_ازاي يعني تاخد كل العلاج ده من غير اكل ده انت تقع من طولك 
فاسرعت هدى تمسك بالمعلقة هاتفة 
_انا هأكلك يا بابا 
ولكنها لم تفلح فنزلت من السرير وهي ممتعضة فهمس لها عبد العزيز قليلا لتركض للخارج فورا 
اما في الخارج كانت سلمى تسبح في عالمها الخاص ليس ذكرياتها ولكن كل افكارها تدور حول شخص واحد فقط ادهم لم استسلمت له ..لم انتفض قلبها ذعرا عندما كاد يفقد الوعي ..تنهدت بضيق وهي تهمس لنفسها هتوديني لفين يا ادهم اخرتها 
ولكنها انتبهت على ربتات هدى على يدها هاتفة بها 
_ماما ...بسرعة ..قومي 
سلمى بعدم فهم 
_اقوم فين بس فهميني في ايه 
هدى بحزن 
_بابا مش عارف ياكل ايديه الاتنين مجروحين وتيتة فاطمة ايدها بتترعش ..قومي يالا يا ماما 
فانصاعت سلمى لرغبة هدى وهي مازالت لا تفهم ما المطلوب منها ...
وعندما دلفا سويا وجدا ادهم تحت الحاح من فاطمة يحاول امساك المعلقة والاكل بها بعذاب واضح ولكنه كل مرة يفشل ويسقط الحساء على ملابسه حتى ترك المعلقة هاتفا 
_الحمد لله شبعت 
فاطمة بضيق 
_انت مكلتش حاجة عشان تشبع 
فشعرت سلمى بالذنب لانها السبب المباشر في وضعه ذاك سواء يده المچروحة من عبد الله او يده الاخرى التي توقفت عن العمل بسبب تلك الحقنة اللعېنة التي اراد بها ان يخرجها من عقدتها المسيطرة على عقلها ولكنها احتارت كيف تساعده فرفعت نظرها لوالدها الذي هتف من فوره 
_سلمى ..ساعديه يابنتي عشان خاطري 
هدى 
_اه يا ماما عشان خاطري انا كمان 
ادهم باحرج 
_مالوش لزوم يا جماعة ..انا متشكر قوي يا مدام سلمى ..انا شبعت خلاص 
فاطمة 
_يابني حرام عليك نفسك انت مكلتش حاجة 
فترددت سلمى قليلا ولكنها حسمت امرها اخيرا وجلست بجانب فاطمة على الفراش وتناولت الصينية من فاطمة وبدأت بملء المعلقة واتجهت بها اليه وعندما حاول الاعتراض هتفت بمكر 
_هدى ..بابا معدش بيحبك يا هدى عشان كدة مش راضي ياكل الاكل اللي انت جهزتيه مع تيته فاطمة 
فصعدت هدى بجانبه وهي تهمس بحزن 
_بابا انت معنتش بتحبني 
فهتف ادهم 
_لا يا هدى والله بحبك يا حبيبتي 
هدى 
_خلاص وافق تاكل الاكل بتاعي ..يالا عشان خاطري 
فابتسم ادهم بحرج ثم رفع نظره لسلمى التي سارعت بتوجيه المعلقه له ليتلقاها شاعرا ان الفراغ هو ما يحيط بهما فلقد اختفى كل شيء من حوله والان فقط عرف ادهم لمن النبضة الزائدة لقلبه والتي لا ينبضها الا في وجودها وحدها نمرته الشرسه والتي لن يتراجع الا ان جعلها حقا نمرته الخاصة ويملك صك ملكيتها بقلبه 
استمر الحال عدة دقائق حتى انتبه كلاهما فلم يكن حال سلمى باحسن منه على صوت رنين هاتف فاطمة والتي سرعان ما اجابت هاتفة بابتسامة 
_السلام عليكم ازيك يا مدحت وازي نجلاء عاملين ايه يا حبيبي 
مدحت
بقلق 
_وعليكم السلام ..ماما ...نجلاء بتولد دلوقتي تعالي بسرعة 
فانتفضت فاطمة واقفة پخوف 
_يا حبيبتي يا بنتي ..انتوا في مستشفى ايه يابني 
مدحت 
_في مستشفى ... ارجوكي يا ماما حاولي متتاخريش 
فاطمة 
_لا يابني مسافة السكة وهكون عندكم 
عبد العزيز عندما علم 
_استني ياحاجة فاطمة هبعت معاكي السواق يوصلك لحد هناك 
فاطمة 
_مالوش لزوم يا حاج انا هروح مواصلات 
عبد العزيز 
_اسمعي الكلام هو تحت بيستناكي يالا بسرعة 
ادهم 
_ابقي طمنيني يا ماما اما توصلي عشان خاطري 
فاطمة 
_معلش يا ادهم على عيني يابني والله اني اسيبك في الحالة دي 
ادهم 
_لا يا ماما متقلقيش عليا انا كويس ..روحي اطمني على نجلاء هي دلوقتي محتاجة ليكي اكتر مني 
عبد العزيز 
_متقلقيش على ادهم احنا معاه بس طمنينا انت على نجلاء اول ما توصلي 
سلمى 
_سلمي عليها كتير يا ماما وانا يومين ان شاء الله وهجيلها 
فاطمة بعد ان جمعت اغراضها وهي متوجهة للباب 
_تنوري يا بنتي ربنا يسمعنا خير مع السلامة 
وخرجت فاطمة وتركت الثلاثة ينظرون لبعض الاول ادهم لا يعلم كيف سيصرف اموره وصحته على هذا الوضع والثاني عبد العزيز الذي كان عقله يحاول ايجاد حل لتلك المعضلة واما الثالثة سلمى فكانت تشعر بالاسف والحزن لحاله فيبدو ان وحدته لا تتركه ابدا حتى هتف عبد العزيز .....
الحلقة الرابعة والثلاثون
كانت تراجع اوراق احدى الصفقات بدقة شديدة حتى فتح باب مكتبها فجأة بقوة فانتفضت واقفة بفزع وڠضب ولكنها تنفست الصعداء عندما وجدته يوسف امامها يغلي من الڠضب فهتفت بهدوء 
_مالك يا يوسف 
يوسف پغضب 
_ياسمين انا صبرت كتير لكن خلاص طاقتي خلصت وعلى وشك ارتكب چريمة في البني ادمة اللي عندي دي خلصيني منها بدل ما اخلص انا عليها 
ياسمين ضاحكة 
_هههههه تاني يايوسف ...طب اهدى بس وفهمني عملت ايه 
يوسف پغضب 
_اولا بطلي ضحك ...ثانيا دخلت كل المواعيد مع العملاء مع بعض يعني انا حاليا فاضي مفيش أي مواعيد وبعد ساعة المفروض فيه ميعاد مع اربع مندوبين لاربع شركات مختلفة احلها ازاي دي فهميني 
ياسمين محاولة كبت ضحكاتها 
_طيب خلاص اهدى هبعت ريهام تظبط كل مواعيدك وتتصل هي بالعملاء وتفهمها و...
فانتفض واقفا هاتفا بضيق 
_على چثتي لو فضلت في مكتبي لو عاوزاها خوديها انت وريحيني منها وانا هكلم شئون العاملين يجهزولي سكرتير راجل اعرف اتفاهم معاه ..وبطلي ضحك قلت 
فعبست بملامح طفولية هاتفة مدعية الحزن 
_مش عاوزني اضحك يايوسف ...حاضر مش هضحك تاني خالص 
يوسف متنهدا 
_مش قصدي يا ياسمين بس انا دلوقتي متغاظ ومش طايق نفسي 
فخرجت ياسمين من وراء مكتبها وجذبته من يده ليجلس معها على الاريكة في اخر المكتب هاتفة 
_خلاص بقى يا حبيبي عشان خاطري مش بطيق اشوفك زعلان كدة وحياتي عندك فكها بقى 
فنظر لها يوسف قليلا وهو يستغفر الله عدة مرات ثم هتف 
_والمفروض مع الصوت الناعم ده والنبرة دي اعمل ايه ها 
فنظرت له بعدم فهم فاردف غامزا 
_العقاب ياحبيبتي 
فانتفضت واقفة هاتفة بتذمر 
_يوسف 
فجذبها من يدها لتجلس مرة اخرى هاتفا 
_قلب يوسف وعيونه 
ياسمين بمكر 
_سكرتيرتك هتفضل معاك ماشي ياقلب ياسمين 
يوسف متنهدا بضيق 
_هدخل السچن على ايدها ياياسمين ومش هلحق ادخل دنيا ..وبعدين انا مش فاهم ليه مصممة انها تفضل معايا انت عاوزة تخلصي مني ياحبيبتي 
ياسمين بحزن مصطنع 
_اول طلب اطلبه منك ترفضه كدة خلاص براحتك يايوسف اعمل اللي يعجبك ما هو لو كنت بتحبني بجد كنت ....
يوسف مقاطعا 
_خلاص حاضر خليها وذنبي وذنب نرمين اختي لما تتشرد بعدي لما اقټلها عن قريب باذن الله في رقبتك ياحبيبتي 
فضحكت ياسمين هاتفة 
_ربنا يباركلي فيك ياقلب ياسمين وعمرها 
يوسف هائما 
_ربنا مايحرمني من ضحكتك دي عمري كله 
فتوترت ياسمين واندفعت لمكتبها طالبة ريهام مديرة اعمالها وعندما دخلت لهم اعلمتها ياسمين بالمطلوب منها فتنهد يوسف وقام مغادرا لمكتبه وهو لا يعلم ماسر تصميم ياسمين على تلك المخلوقة ان تظل سكرتيرته ولكنه ارجعها ضروري انها تغير عليه وتخشى عليه من بنات حواء فبلته بأغباهم ليقطع الامل في الصنف كله 
جلس الثلاثة في صمت مطبق حتى هتف عبد العزيز بجدية 
_يالا يا ادهم قوم معانا 
ادهم بحيرة 
_على فين 
عبد العزيز 
_على فيلتي ما انا مش هسيبك لوحدك في الحالة دي 
هدى وهي تقفز بسعادة 
_اه يابابا تعالى معانا 
ادهم بتعب 
_استني بس يا هدى ..معلش ياعمي اعذرني مش هقدر انا متشكر طبعا لحضرتك لكن انا كويس متقلقش عليا 
عبد العزيز 
_انت شكلك راسك ناشفة وهتتعبني معاك 
سلمى بمكر اكيد مش بنت عبد العزيز 
_سيبه يا بابا براحته واضح انه مش عاوز يبقى مع هدى 
ادهم 
_انت بتستغلي نقطة ضعفي 
سلمى بابتسامة اطارت قلب ادهم من مكانه 
_بصراحة اه 
ادهم محاولا نفض راسه من التفكير بها والتركيز قليلا 
_يا جماعة انا مقدر شعوركم والله بس مش هينفع 
عبد العزيز 
_ما هو اسمع بقى يا هتيجي معانا يا هنفضل كلنا هنا معاك هتعمل ايه 
ادهم 
_يا عمي ....
سلمى مقاطعة 
_بابا خليك معاه على ما يغير هدومه وانا وهدى هنجهز شنطة بادويته صح ياهدى 
هدى قافزة بفرحة 
_صح يا ماما 
وقامتا الاثنتان سريعا امام ادهم المذهول من جمع ادويته في حقيبة صغيرة في حين اتجه عبد العزيز ليجمع عدد لا بأس به من ملابسه ثم اتصل برجاله ليبعثون له بسائق اخر وسيارة من سياراته غير تلك التي خرجت بها فاطمة ثم اتجه لادهم ليعاونه على النهوض في حين خرجت هدى وسلمى من الغرفة ليتمما على اجهزة المطبخ 
وفي غضون 20 دقيقة كان كل شيء جاهز وصعد السائق ليحمل الحقائب والادوية وجهاز التنفس وباقي المعدات الطبية التي كانت تملأ الغرفة ونزلوا جميعا للسيارة في حين كان ادهم مستند على عبد العزيز الذي سارع بادخاله السيارة عندما شعر بانه قارب على السقوط ارضا واتجه عبد العزيز للامام بجانب السائق بينما صعدت هدى بجانب ادهم وسلمى على الطرف الاخر 
ثواني وكان ادهم اغمض عينيه وهو يسند راسه للخلف من التعب ولكنه شعر بثقل على قدميه ففتح عينيه ليجد هدى هي الاخرى قد نامت على قدميه فقبل راسها ثم عاد لوضعه مرة اخرى حتى وصلت السيارة الى الفيلا وهناك سارع رجال عبد العزيز بحمل الاجهزة والحقائب ومساعدة ادهم على الخروج من السيارة بعد ان افقده هذا المشوار كل قواه فكان يسير مترنحا بشده حتى صعد لغرفته والتي سبق وامرهم عبد العزيز بتجهيزها والتي بمجرد ان ډخلها ادهم حتى غرق في نوم عميق 
اما سلمى فكانت تنظر اليه بجزع من منظره هل هذا هو الجدار البشري الذي كان يقف امامها من عدة ايام وقد لاحظ عبد العزيز نظرتها وفهمها جيدا قبل ان تداريها خلف قناعها البارد الذي تحمي به مشاعرها فدعا الله بقلبه ان يفتح قلبها له كما شعر هو بقلبه الذي فتح لها وانتبه لسلمى التي هتفت 
_بابا معاك رقم الدكتور حازم 
عبد العزيز بحيرة 
_ايوة بس ليه 
سلمى بجيه 
_عاوزة اطلبه منها اعرفه ان الدكتور ادهم عندنا عشان يجيله هنا ومنها اعرف منه مواعيد علاجه 
عبد العزيز بفرحة كمن
نال شربة ماء بعد صوم سنين 
__عندك حق يابنتي ربنا يهديكي ويكرمك ياارب 
ولم تفهم سلمى نظرته ولكنها انشغلت مع حازم في الكلام ثم صممت قائمة بمواعيد الدواء وانواع الاكل فاصبحت بين يوم وليلة هي المسؤلة عن كل ما يخص ادهم 
ركضت حتى الصالون الكبير ووقفت خلف الاريكة الكبيرة تحاول التقاط انفاسها وهو يركض خلفها حتى جلس متعبا على اقرب اريكة له هاتفا بضيق 
_طب انت عاوزة تعملي رياضة بتجرينا كلنا وراكي ليه 
مها بضيق 
_محدش قالك تجري ورايا ..وسبني اكل الحاجة اللي نفسي فيها 
احمد 
_انت مش عارفة ان الشطة ضرر على الجنين 
مها بعند 
_معلقة واحدة مش هتعمل حاجة 
احمد 
_طب انا معنتش قادر اجري اعمل ايه 
فضحكت مها هاتفة 
_شكلك عجزت يا احمد ....خليك قاعد بقى وانا هجري لوحدي 
احمد پصدمة 
_عجزت !!طب ورحمة ابوكي لاوريكي مين اللي عجز ده 
واندفع تجاهها لتصرخ وتركض الى حجرتهما وهو خلفها حتى قفزت على السرير هاتفة 
_خلاص حقك عليا اعتبرني عيلة وغلطت 
احمد بضيق 
_ما انت طفلة فعلا انا
تم نسخ الرابط