رواية شيما سعيد
المحتويات
التي كانت تتابع تصرفاتها من البداية و أشارت إليها بكبرياء قائلة
_ أنتي يا بنت اطلعي برة مش مسموح ليكي بدخول أي مكان إلا بأمر مني أنا...
أجابتها أزهار بدهشة كبيرة
_ أنتي مين يا ولية أنتي... اللي أعرفه إن أمه مېتة و أكيد مش متجوز واحدة في سن جدو دورك إيه في البيت هنا...
رفعت السيدة زينب رأسها بشموخ قائلة
مرت لحظات و أزهار صامتة لا تبدي أي رد فعل لتزيد الثانية من فخرها بنفسها المفهوم الخطأ المرتبط بالفقر هو الجهل رفعت أزهار رأسها مردفة بقوة
_ مديرة البيت يعنى على فكرة أنا معايا ثانوية عامة و كمان الأولى على مدرستي يا خالتي و بعدين أنتي فخورة بنفسك كأنك شغالة في السفارة كدة ليه أما عجايب مش أنتي زينب بنت فتحية بتاعت الفراخ!
_ أنتي واحدة قليلة الأدب بتعملي إيه هنا أصلا.. ليا كلام مع فاروق بيه لما ينزل من فوق...
_ زينب...
صوته القوى أربك الجميع و أخفضوا رؤوسهن إلا هي لا تعلم لما هيبته غمرت قلبها بالسعادة
لأول مرة وقف بجوارها جسده على بعد خطوة واحدة من جسدها و عينيه تقرأ أفكارها بشكل جيد أشار إلى السيدة زينب بالاقتراب قائلا
هل قلبها دق الآن أم أنها تعيش بدنيا الوهم سارت معه مغيبة يحركها كما يشاء حتى وصل بها إلى غرفة السفرة جاذبا لها المقعد المجاور له ثم جلس على مقعده قائلا بابتسامته المخصصة لها
لم تخجل فهذا ليس
من طبعها أو شخصيتها بل وضعت ساق على الآخر قائلة ببرود
_ بقولك إيه يا عم النحنوح أنا مش زي ما دماغك عايزة توصل خالص عشان كدة بقولك اتعدل بدل ما تريح في المستشفى كام يوم أنا إيدي بتاكل فيا عشان ترن عليك...
يصمت لها و يتقبل أفعالها بكل رحابة صدر فهذه هي متعته بالصيد الصبر و السماح للفريسة بكل الحرية كانت يشعر بزهو الإنتصار غمز لها بعينه قائلا
شهقت من وقاحته قائلة
_ تقصد ايه بكلامك ده!
قهقه بمرح مردفا بمشاكسة
_ بصي مش لازم تفهمي بس أنا واثق إن السمنة البلدي هتكون شديدة و مش محتاجة رعاية دكاترة...
_ أنت طلعت بتاع بنات يا فاروق و أنا أقول مشكلته إيه مع الشيكولاته بالمكسرات اتاريك بتاكل فيها طول النهار.
معها لحياته نكهة لذيذة مستمتعا بها لاقصي درجة ضحكة عالية تخرج من أعماق قلبه لا يستطيع أحد غيرها رؤيتها تأكد أن دواءه من الملل معها و على بعد خطوة واحدة ليصل اليه غمز لها بلمعة عين خبيثة قائلا
_ و الليل.... نهار و ليل زعلانة إني بتاع بنات! طيب ده حتى النوع ده شاحح الفترة دي من السوق ما تيجي نتجوز يمكن على إيدك أتوب.
______ شيماء سعيد______
بصباح يوم جديد استعدت فريدة بكامل نشاطها ستبدأ اليوم أولى خطوات تحقيق حلمها بالإعلام من ليلة أمس و هي تحاول إستيعاب تلك المكالمة التي أتت إليها من
أشهر القنوات التلفزيونية للتقدم لوظيفة إعلامية...
ارتدت فستان من اللون الأسود يزينه حجاب من اللون الأحمر و بعض مساحيق التجميل البسيطة نظرت إلى نفسها برضا تعلم أن بهذا الزمان الحجاب عائق كبير بطريقها إلا أنها ستخوض التجربة دون التخلي عن دينها....
خرجت من المنزل هاربة من جليلة التي لو وقعت عينيها عليها ستفعل منها قطع صغيرة..
بعد ساعة وصلت أخيرا إلى مقر القناة بقلب يدق مثل الطبول متوترة خائڤة تخشى انهدام حلمها صعدت إلى الطابق المراد مقتربة من السكرتير قائلة بهدوء
_ لو سمحت فين الانترفيو بتاع البرنامج هنا!
حدق بها الرجل لعدة ثواني يحاول فهم عن أي برنامج تتحدث! آه تلك الفتاة هي التي يريد رب عمله مقابلتها ابتسم لها برسمية قائلا
_ حضرتك آنسة فريدة الحسيني صح!
أهو ضربها بكل قوته الآن دون شعور منه أما انها من قټلت نفسها! آنسة كلمة حرمت نفسها منها بلحظة لا تعلم لها أي معنى كتمت دمعاتها المھددة بالسقوط ثم أومات إليه مردفة
_ أيوة أنا يا
متابعة القراءة