رواية شيما سعيد

موقع أيام نيوز


قلبها لها لتهز رأسها بقلة حيلة ثم اتجهت إلى غرفة الضيوف رسمت على وجهها ابتسامة مزيفة تخفي بها توترها و هي تسمع حديث جليلة الجاد 
_ حقك عليا يا عابد مكنتش أعرف إن الجزمة مخفية الإسم و الصوت و الصورة بتروح الشغل من غير ما تقولك عموما دي يا دوب راحت يوم واحد بس اهي جات الست هانم انا هخرج عشان تبقوا مع بعض دلوقتي و حسابها معايا بعدين...

قالت جملتها الأخيرة مع رؤيتها إلى الأخرى تقف على باب الغرفة صڤعتها على أسفل رأسها قبل أن تترك المكان..
اقتربت تجلس مكان جليلة بخطوات مترددة ثم أردفت 
_ ازيك يا عابد اخبارك!
حمقاء ربما أو لا تستوعب حجم الکاړثة التي بداخلها... رفع حاجبه لها بسخرية مردفا 
_ و الله ازيك يا عابد كدة عادي و كأنك ملاك بريء صح! شغل ايه اللي كنتي فيه من ورايا يا فريدة و بعدين فين دبلتك و الخاتم اللي المفروض بيكون في ايدك أربعة و عشرين ساعة...
ارتبكت أكثر يبدو أنها انكشفت هي و شقيقتها سبب المصائب الموجودة على الكوكب بالكامل تمسكت بقوتها قائلة رغم أنها لا تجد ما تقوله 
_ الشغل جه فجأة مكنش فيه وقت اقولك عليه بس كنت ناوية اقولك النهاردة و الدبلة بقت ضيقه على أيدي...
انتفض من مكانه مثل الأسد الهائج الذي أخيرا حصل على فريسته يجذب أصابعها
إليه صارخا بها 
_ فريدة بلاش أخرج معاكي عن شعوري أنا مش عايز اقولك كلمة غلط الدبلة و الخاتم كانوا في ايدك امبارح النهاردة ايدك بقت طخينة عليهم و مكنش في وقت تقولي على الشغل و احنا كنا بنتكلم مع بعض إمبارح قبل الفجر بساعة..
حلها الوحيد هو الدعاء على فتون حتى ترتاح منها و من أفعالها أخذت نفس عميق و هي تسحب كفها منه ثم أردفت بهدوء 
_ عابد لو سمحت أنا تعبانة دلوقتي و صدقني مش قادرة اتكلم ممكن نتقابل بالليل على السطوح أقولك الموضوع بالتفصيل!
تعجب من بعدها عنه بتلك الطريقة ليقوم يقف المشكلة الكبيرة إن قلبه لا يدق مع إنها أمامه و ربما بين احضانه كيف و فريدة قربها دائما يكون مهلك له.. نظر إليها قائلا بحسم 
_ أنا مش طالع فوق و لا عايز اتعامل معاكي من هنا ليوم الخميس الجاي فاهمة و الا لا حتى الاتصالات مش هرد عليكي...
إبتسمت إليها مردفه
_ يعني هو ده عقابك يا استاذ عابد عموما ماشي يا سيدي انا موفقة على أي رد فعل يريح أعصابك...
_ لا يا فريدة ده مش عقاپ العقاپ فعلا هيكون بعد يوم الخميس أصله كتب كتابنا لما تبقى مراتي نتحاسب....
_______شيماء سعيد______
استيقظ على فراشات ناعمة برائحة الشوكولاتة المميزة. تسير على وجهه فتح عينيه لها مبتسما بإشراق و متعة خالصة يعيشها مع تلك الفتاة يدفع ثمنها حياته لتبقى فقط بجواره...
ابتسامتها تعطي له نكهة شرقية خاصة بها فقط اعتدل بجلسته يده تتحسس جسدها يريدها بأحضانه إلا انه رأى صينية الطعام عائق بينهما أطلق صفيرة معجبة قائلا 
_ الله الله عليكي يا شوكولاته عاملة الفطار ليا بنفسك...
أومأت له بحماس و هي تبعد نفسها عنه لتضع أول لقمة من الفول بالزيت الحار داخل فمه مردفة بدلال غريب عليها 
_ اممم مش أنت جوزي و لازم تأكل من أيدي كل يوم إيه رأيك في الفطار ده مش أحسن من فطار العيانين بتاعك!
أغلق عينيه و هو يعض على اصبعها بأسنانه متلذذا ثم أخرج همهمة خفيفة قائلا 
_ روعة
يا شوكولاته روعة...
اتسعت إبتسامتها أكثر قائلة بسعادة و هي تقرص خده باليد الأخرى 
_ كنت متأكدة إن الفول هيعجبك كل فلافل بقى طعمها أحلى بالسمسم...
حرر اصعبها بغزل صريح 
_ فول و فلافل إيه يا شوكولاته أنا أقصد صابع الشوكولاتة ده....
قهقهت بمرح لتنتهي قدرته على التحمل أخذ منها الصينية ثم وضعها بجوار الفراش و أخذها هي بين أحضانه مردفا 
_ ھموت عليكي بس أنتي غالية و الغالي لازم يدفع تمنه قصاد الناس كلها يوم واحد بس يا أزهار و بعده هتكوني مراتي قصاد الكل في أكبر قاعة في البلد فرح الموسم فاروق المسيري و البنت اللي خطفت قلبه...
قطع حديثه صوت هاتف عمله ابتعد عنها قليلا و هو يقول قبل أن يفتح الخط 
_ دي أكيد السكرتيرة بتقولي إني كسبت الصفقة.. جوزك وحش يا بت...
انتفض من على الفراش فجأة بعدما سمع صوت سكرتيرته تخبره بالخسارة أبدل ملابسه في دقائق و خرج من المكان دون أن يرد عليها بكلمة واحدة...
بعد نصف ساعة في حي المغربلين...
في شقة جليلة كانت تجلس بغرفة فتون و فريدة ټضرب الحائط بجوارها و هي تقول پغضب 
_ يعني ايه تهرب من البيت و إحنا نايمين هي كانت وكالة من غير بواب..
اقتربت منها فريدة قائلة بهدوء 
_ اهدي يا جليلة ما تهرب و الا
 

تم نسخ الرابط