رواية اية كاملة
المحتويات
لإخفاء بكائها
_كل شيء انتهى حتى الكلام يا عبد الرحمن..
أطبق على شفتيه السفلية بقوة فسماعه اسمه يزف على ترنيم شفتيها كالبلسم الذي يطيب جرحه الغائر فنهض عن المقعد ثم وقف مقابلها ساكنا يتعمد اللعب على أعصابها قبل أن يقول
_مش عايزة تعرفي عمي إختارلي مين
ترقرقت عينيها بالدموع فقالت وهي تهم بالهروب من أمامه
_لا مش عايزة أعرف..
أمسك يدها فأجبرها على التوقف ثم اقترب منها ليصبح قريبا بدرجة خطېرة على قلبها فقالت پصدمة
_أنت اټجننت ابعد!
ابتسم وهو يخبرها
_اتجننت بفضلك أنتي ولسه مكمل في الجنان متقلقيش..
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_عبد الرحمن أنت بتعمل أيه
استند بجبهته على جبهتها ثم قال
_اتعودي على قربي عشان خلاص كتب كتابنا الاسبوع الجاي وفرحنا لما باباكي ومامتك ينزلوا مصر..
جحظت عينيها بعدم استيعاب فابتسم بخبث ثم قال
_عمي قالي انه مش هيلاقيلي أحسن منك وأنا بصراحة اقتنعت..
منحته نظرة شرسة قبل أن تطوله لكزتها المؤلمة وهي تصرخ پغضب
_يعني أنت كنت بتضحك عليا!
ابتعد عنها وهو يحاول حماية وجهه ثم قال بضحكة جذابة
_أمال انتي اللي مسمحولك بس تلعبي بأعصابي ولا أيه!
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_والله ما هسيبك يا عبد الرحمن..
دنا منها وهو يغمز بجراءة
_وهو ده المطلوب يا روحي انك متسبنيش خالص..
ابتسمت برقة على كلماته فشعرت بأنها إذا ظلت لجواره هكذا ستسمح له بما لا يحمد لذا ودعته وانصرفت على الفور..
ابتلعت روجينا ريقها بصعوبة بالغة فجاهدت لخروج كلماتها المتقطعة
_بابا آآ...
قطع حديثها حينما وضع كف يديه من أمامها ومازالت نظراته تتقابل مع نظرات آيان الذي يتطلع إليه بثبات تام فرفع فهد صوته ينادي
_صالح..
أتى يهرول وهو يجيبه
أشار له على
المقعد القريب منهما فدفع المقعد حتى وضعه مقابل لآيان فأخفض يديه بها ليضعها على مقعدها ومن ثم دفعه العم صالح للداخل لتختفي روجينا عن اعينهما وقلبها يخفق قلقا على ما سيحدث به من أبيها..
بالخارج..
ظلت النظرات الماكرة تتبادل بينهما إلى أن عبئ فهد ذلك السكون حينما دنى بخطاه الواثقة ليقف مقابله ثم قال بغموض
_شايفك قريب من بتي وأنت لساك مخدتش قرارك يابن المغازي!
طوفه بنظرة ثابتة قبل أن يجيبه
_أخدته يا فهد وشنطي في العربية..
ابتسم بمكر ثم أشار لأحد رجاله قائلا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ثم طرق بعصاه الأرض وغادر من أمامه دون أن يقول أي كلمة أخرى فأشار له صالح قائلا
_تعال معايا..
اتبعه أيان حتى وصل للمندارة القريبة من السرايا فصعد معه الطابق العلوي ووجده يفتح أحد الغرفة ثم جذب المنشفة لينفض التراب عن أحد المقاعد وأشار له قائلا
_5دقايق وهتلاقي الاوضة كيف البدر.
هز رأسه بهدوء ثم جذب المقعد وجلس يراقبه وهو ينظف الغرفة بهمة ونشاط فبدى له بأن هذا الرجل المسن عاش عمرا بأكمله يخدم فهد وعائلته لذا سأله بمكر
_بقالك اد ايه شغال هنا!
أجابه الرجل وهو يضع ملاءة جديدة على الفراش
_بقالي 40سنة من قبل ما البيه الكبير ېموت..
ابتسم ساخرا وهو يسأله بإستنكار
_وهو في حد يضحى بكل ده من عمره عشان يخدم حد..
رد عليه صالح بابتسامة مشرقة
_أصلك متعرفش فهد بيه وعيلته كويس وأني هعوز أيه غير الاحترام والعيشة الكريمة اللي بلاقيهم اهنه وكبيرنا بيحترم الصغير قبل الكبير وكلتنا نفديه بارواحنا مش بعمرنا بس..
انتابه دهشة كبيرة فلطالما كان حائرا في سر العلاقة القوية بين فهد ورجاله والآن ازدادت حيرته أضعافا انتهى صالح من تنظيف الغرفة ثم قال
_الاوضة بقت زي الفل اهي ولو احتاجت أيتها حاجة ناديني بس..
وكاد بالمغادرة ولكنه التف اليه ثم قال بابتسامة صغيرة
_تعرف يا ولدي انت من دور عيالي عشان اكده هقولك نصيحة أوعاك تكون داخل اهنه ولسه في جلبك سواد وكره للكبير لانك اكده هتبقى بتخسر نفسك اني عشت عمري كله اهنه وعمري ما شوفت حد بيقلل احترام منيه ولا حد يستجري يناديه باسمه اكدهحتى ولاد عمه سليم وعمر وأنت في عمر ولده وبالرغم
من اكده سايبك تناديه كيف ما تريد يمكن اللي بيشفعلك عنده حاجة واحدة بس..
رفع آيان حاجبيه وهو يتساءل باستغراب
_حاجة أيه
رد عليه بنفس البسمة البشوشة
_انك متعرفوش يا ولدي أنت عشت عمرك كلته بتتخيل فيه الشړ والۏحش عشان اكده وجودك اهنه لسبب ميعرفوش غير الكبير نفسه والعلم لله هو رايد منك أيه جايز يكون بيديك فرصة انك تعرفه زين..
وغادر بعدما زاد من حيرتهفجلس أيان على الفراش وهو ينفث عما بداخلهفتذكر الحديث الذي تم بينه وبين فهد بالمشفى قبل قدومه لهنا..
_بعد اللي مهران قاله مبقتش عارف أفكر ولا قادر أستوعب أن كل اللي عملته ده مكنش للي يستحق أنا حتى عاجز اني اعتذرلك يا فهد..أنت متخيل إزاي كرهي ليك لسه جوايا لحد اللحظة دي حتى بعد ما عرفت الحقيقة!
ابتسم فهد ثم قال
_اللي يتربى على حاجة 27سنة صعب يتقبلها بسهولة يابن المغازي... وأني مش مستني انك تحبني او تحب عيلتي أني عايزك تنهي اللي بينا بطلاقك لبتي وكل حي يروح لحاله..
اتقبض قلبه لسماع ما قال لذا صاح بعصبية بالغة
_لا يا فهد انا مش هطلق مراتي انا بحبها وعارف انك مستحيل تصدق الكلام ده بس دي الحقيقة انا ماليش هدف ولا غاية اعيش عشانها غير هي حتى وانا عارف ان قلبها مبقاش ليا زي زمان بس هحاول اني اخليها ترجع تحبني من تاني..
طرق بعصاه الأرض پغضب اتبع نبرته الصارمة
_أوعاك تكون فاكر اني مقدرش احمي بنتي واخلصها منيك..
أخفض رأسه للأرض بحزن
_عارف انك تقدر بس أنا مش هقبل انك تفرقني عنها ويمكن ده يكون سبب العداوة الجديدة اللي هتجمعنا مرة تانية.
ضحك بصوت مسموع ثم قال ساخرا
_بتهددني يابن المغازي!
هز رأسه نافيا
_لا.. أنا بحاول اوضحلك الامور حتى لو مكنتش لابق في اختيار كلامي..
منحه فهد نظرة مطولة زينها الغموض والثبات انهاها حينما انتصب بوقفته وهو يخبره بكبرياء
_يبقى تسمعني زين لو عايز تبقى مع بنتي تنفذ كل اللي هقولهولك انت غلطت لما كنت بتحاول توطي رأسي قدام الخلق ودلوقت وقت الحساب وزي ما بتقول انك بتحب بنتي يبقى مترضاش ليها انها تبقى متهانة ومکسورةالراجل الصوح هو اللي يخلي كرمته وكرامة مرته فوق...ولو عايز ده يحصل يبقى تجيب حاجاتك وتيجي لحد باب بيتي..البيت اللي هنت ناسه هتعيش فيه وسطيهم..
بالمشفى..
حاول أكثر من مرة أن يرتدي الذراع الأخر من القميص ولكنه لم يستطيع فضغط بأسنانه على شفتيه ليكبت تلك الشهقة التي يصاحبها ألما حاد وتطلع تجاهها فوجدها تجمع ملابسه ومتعلقاته الخاصة بالحقيبة الصغيرة التي تحملها لاح على وجهه ابتسامة خبيثة فخلع ذراعه الاخر من القميص ثم ردد بتعب مصطنع
_تسنيم..
رفعت عينيها تجاهها فأشار لها على القميص اقتربت منه على استحياء ثم جذبت القميص الملقي خلفه وعاونته على ارتدائه لتغادر من أمامه سريعا تجاه الحقيبة فرفع حاجبيه بسخط وهو يشير على الأزرر المفتوحة
_يعني همشي كده ولا أيه! لو معندكيش مشكلة أنا كمان معنديش مانع..
منحته نظرة شرسة قبل أن تقترب منه فأغلقت القميص وهي تخبره بضيق
_وأنت ما بتصدق صراحة..
غادرت ابتسامته عنه فجأة فأمسك بيدها التي تغلق أخر زر من القميص ثم تعمد وضعها على جرحه القريب من قلبه فقشعر جسدها وهي تتخيل آلامه في لحظة لمس يدها لجرحه فرفعت عينيها تجاه وهي تهمس پخوف
_آسر..
ابتسم كالمغيب بعينيها ليخبرها
_عنيا مش بتشوف غيرك وكأن مفيش على وجه الأرض ست جميلة غيرك..
ثم رفع يدها إليه ليطبع قبلة رقيقة على أصابعها ومشاعره تهمس على لسانه الناطق
_وحشتيني..
أغلقت عينيه بقوة تحتمل تأثير قربه وكلماته الساحرة فجذبها لتجلس على قدميه ثم احتضنها عله يمنحها آمان قربه منها فمسد بحنان على ظهرها وهو يقول
_البعد ده معتش هيطول وهترجعي نامي في حضڼي زي زمان..
رفعت وجهها تجاهه ثم قالت بدمعة حزينة
_البيت من غيرك ممل حتى الجناح مبقتش بقعد فيه.. حساه زي القپر من غيرك..
طبع قبلة على جبينها ثم قال ببسمة ماكرة
_هنحيه من تاني مع بعض..
وأبعدها عنه ثم حاول التمسك بحافة الفراش لينهض على قدميه فتشبثت بيديه لتعاونه على المضي قدما حتى خرج من الغرفة فأسرع تجاهه بدر وأحمد ليعاونوه فرفض آسر أن يستند عليهما فود أن يتغلب على ضعفه ذلك بعدما اختار الوقوف على قدميه لذا خرج وهو ينتصب بمشيته حتى وإن كان بداخله يئن هبط للأسفل حتى صعد لسيارتهم وجلست هي من جواره فتحركت السيارة للسرايا..
خرج آيان للشرفة يتأمل السرايا والحدائق بنظرة إعجاب فاهتدت نظراته على فهد الذي يجلس على الأريكة الموضوعة بمنتصف الحديقة ولجواره كان يجلس عمر ويحيى فهبط ليجد اجابة صريحة لما يجوب برأسه فما أن دنا منهما حتى انزعج يحيى منه ومع ذلك لزم الصمت احتراما لقرار عمه فوفف أيان مقابله ثم قال
_أديني جيت زي ما اتفقنا يا فهد ممكن تفهمني بقى عايزني ليه هنا!
جذب كوب الشاي الساخن ليرتشفه
وهو يجيبه بثبات قاټل
_ولا حاجة بنتي كانت ضيفة في بيتك كام يوم وإحنا مينفعش منردش
واجب الضيافة ده حتى تبقى عيبة في حقنا..
ثم استدار بوجهه تجاه يحيى فأشار له قائلا
_خد ابن المغازي يا يحيى وروحوا نضفوا الاسطبل زمان ولدي على وصول ولو ملقهوش مترتب هيتضايق..
ضيقيحيىعينيه بدهشة مما قالفأشار لهعمربأن ينفذ ما قاله دون أي كلمةفاحتبس غضبه بداخله وهو يشير له بيديه
_طريق الاسطبل من هنا..
أزاح أيان عينيه عن فهد بصعوبةفكان يشعر لأول مرة بأنه عاجز...عاجز عن فهم هذا الشخص وما بدور بتفكيره..فان كان يتعمد اهانته لما كان أرسل معه ابن شقيقته معهفكيف سيعرض أحد أعمدة الدهاشنة للإهانة إذا كان يتعمد اهانته شخصيا!
اتبعآيان يحيى حتى وصل للاسطبل فوقف المساحة الكبيرة والخيول العربية الاصيلة باعجاب شديد وما أثار إعجابه هذا الفرس المميز الذي يستكين بمكان منفرد عن الجميع وكأنه يميز نفسه ويعلن سيادته على الجميع اقترب آيان منه وقبل أن تلامسه يديه حذره يحيى قائلا
_خد بالك لايدك تنكسر الخيل ده مش زي اللي هنا ده خاص بآسر وصعب حد يقربله..
قال وهو يدنو به دون مبالاة
_اسمه أيه
أجابه يحيى ساخرا
_وهتعمل بإسمه أيه متقربلوش وخلاص لو مش عايز إنه يأذيك.. والله أعلم المرادي هترموا التهمة على مين فينا..
ابتسم آيان ثم دنا من الفرس فمسد بيديه على عنقه ويحيى يتابعه بدهشة من سكون الفرس أسفل يديه هل يعقل بأن هذا هو همام الثائر الذي لا يطيق أحدا على ملامسته سوى فارسه فلم يشغل باله كثيرا بما يفعله حتى وإن أثار ذلك فضوله ثم تركه وحمل الأعشاب ليضعها أمام الفرس فخلع أيان قميصه الأبيض ثم وضعه على المنصة الخشبية وشرع في تنظيف قدم همام والغريب على يحيى بأنه كان يفعل مثل ما كان يفعله آسر معه لذا شعر وكأنه هو الذي لجواره..
قضى أيان ساعة كاملة بصحبة
متابعة القراءة