رواية اية كاملة
المحتويات
فولجت فور سماع إذن الدخول وضعته من أمامه قائلة بعملية
_أنا رجعت الملف ده وكل حاجة فيه تمام.
تركآسر الحاسوب ثم إعتدل بجلسته ليلقي نظرة متفحصة عليه فهز رأسه بإعجاب
_لا بجد برافو.
ثم رفع عينيه لها وهو يستكمل مدحه بما قدمته
_عارفة مفيش محاسب بيأخد الوقت القصير ده بمراجعة الحسابات هنا حتى أحمد نفسه!
_إن شاء الله أكون عند حسن الظن.
تعمقت عينيه بها وكأنه يحاول محاربتها حينما ترغب بالتطلع لعينيها الخضراء فهمس بصوت خاڤت
_هتكوني.
ارتبكت بوقفتها فقالت بتوتر
_أنا خلصت شغلي والساعة بقت ٨بستأذن حضرتك أمشي.
أومأ برأسه بتفهم
_تمام بس خدي بالك الاسانسير اللي على اللمين عطلان لو حبيتي تركبي إركبي اللي قدام مكتب بدر ويحيى.
من نظراته الفاتنةفحملت حقيبتها ثم خرجت مسرعة وحينما ابتعدت عن مكتبه وقفت تستجمع شتاتها فهدأ تنفسها قليلا ابتسمت رغما عنها وهي تهمس بخفوت
_أنا أكيد اټجننت واحد وبيشكر في شغلي ليه يحصلي كده!
وهزت رأسها بيأس من تغيرها ثم استكملت طريقها حتى وقفت أمام المصعد فرددت بحيرة
_ده الاسانسير اللي طلعت فيه الصبح يبقى هو اللي شغال.
وتوجهت للداخل ثم أغلقت الباب الحديدي ومن ثم أغلقت الباب الخشبي القديم لتضغط على زر الطابق الأرضي فتحرك بها المصعد حركة بطيئة ثم توقف محله فباتت معلقة بين الطابق الثالث والرابع الذي يحوي مكتب آسر والشباب!
_يعني أيه!
أجابتها حور بسخرية
_يعني مش هقدر أجي معاك بقولك عندي امتحان الاسبوع الجاي بدل ما أقعد أذاكر أسافر رحلة!
جلست روجينا على الفراش پصدمة ثم أخذت تردد بحزن
_يعني بعد ما آسر يوافق أنتي اللي تكوني العقبة
اقتربت منها ثم قالت بحنو
لمعت دموعها بعينيها فاقترحت عليهاحور
_طب أقولك ما تأخديرؤى أوتالين معاك وأهو يغيروا جو.
تحول حزنها لسعادة فنهضت عن الفراش لتقبلها وهي تخبرها بفرحة
_أنتي صح تاهت عني فين دي رؤى أكيد مش هتقولي حاجة بالعكس هتفرح جدا ..
وقع يحيى الملفات من أمامه ثم تفحص باقي الأوراق ليتأكد من أن توقيعه على الورق بأكمله استوقفته إحدى الورقات فوجد بها رسالة مكتوبة بخط اليد قرأها يحيى باستغراب من وجودها بالملفات جحظت عينيه في دهشة وهو يقرأ المضمون.
يحيى أنا قولتلك امبارح على الفون إني بحب راجل متجوز وأنت استغربت حتى عمر أخويا لما عرف اتعصب وقالي إنه هيجوزني لأول واحد يتقدملي وأنا عندي أموت على أني أنجبر أعيش مع حد مبحبوش عشان كده إختارت المۏت علشان ماما وأخويا يرتاحوا مني وملقتش غير شقتنا القديمة المكان اللي أقدر أنهي فيه حياتي اللي مبقاش ليها طعم غير المرار والعڈاب طالبة منك إنك تخليهم يسامحوني لاني للأسف مش هقدر أحب حد تاني ولا هقدر أكون لغيره... يمنى
ترك الورقة على مكتبه بعصبية ثم هرول مسرعا تجاه الدرج وهو يردد پغضب
_مجنونة!
بغرفة أحمد.
كان يستند بجسده على شرفة غرفته يتأمل الطريق بشرود قد ترأه يتطلع للمارة وحركة السيارات أما ما يرآه هو لقطات متفرقة لحياته البائسة التي سعى بها لحب
فتاة لم تكن له الاهتمام يوما ومع ذلك يجب الا يرتكب أي حماقات قد تسيء للعائلة فبالنهاية هي ابنة عمه وهو يعلم جيدا ماذا يحدث حينما يترك خطيبته التي طالت خطبتهما لأكثر من خمس سنوات زفر الهواء العالق برئتيه على مهل ثم أنعشها بالهواء النقي عله يتمكن من تبديل مزاجه الحاد فانتبه لدقات باب غرفته ومن ثم وجد بدر يقف أمامه ليتساءل پخوف
_أنت كويس يا أحمد حور بتقول أنك تعبان ومش قادر تقف من الصداع لو لسه تعبان تعالى ننزل لأي دكتور.
ابسط الأشياء التي تفعلها تجعله يشعر باهتمامها به إبتسم رغما عنه حينما ذكر بدر ما قالته إليه وإن كان بالمجمل أمرا عادي فأجلي صوته الخشن قائلا
_بقيت كويس متقلقش.
وجلس على الأريكة ليشير بيديه إليه
_بس كويس إنك جيت لإني كنت عاوزك.
جلس بدر بالمكان المشار إليه وهو يسأل باستغراب
_عايزني أنا! ليه خير
تطلع له مطولا قبل أن يتحدث بجدية
_انا ملاحظ إنك من ساعة ما تالين ورؤىرجعوا وأنت متغير ١٨٠درجة.
وبوضوح شديد تساءل
_أنت لسه بتحبها يا بدر
احتدت نظراته وإحتلتها الجفاء والقسۏة التي صاحبت نبرته
_أنا مفيش بقلبي تجاهها غير الكره يا أحمد أنا مكنتش أتمنى إني أنجبر أشوفها مرة تانية لأن ده بيخليني أقرف من وجودي معاها بمكان واحد بس محلولة.
ضيق عينيه بدهشة
_إزاي
أجابه بإيجاز
_روجيناطالعة رحلة لاسكندرية هي وحور وآسر مكنش موافق فقولتله هطلع معاهم عشان أخد بالي منهم وكده.
تهجمت معالمه وهو يستمع من إبن عمه عن سفر خطيبته الذي يفترض معرفته أصغر التفاصيل المتعلقة بها! ومع ذلك حرص على الا يلاحظ بدر ذلك عله لا يفسر الأمور بمنظور أخر فقال بثبات وتحكم شديد
_كويس وأهو تغير جو وتنسى بقا اللي فات لازم تبص لنفسك ولحياتك يا بدر...
أومأ برأسه بهدوء فتعجب كلا منهما حينما استمعوا لصوت شجار عڼيف يأتي من أمام باب شقتهم فردد بدر بدهشة
_أيه الصوت ده
رد عليه احمد
_معرفش تعالى نشوف في أيه
وبالفعل خرجوا سويا فوجدواماسة تبكي بشدة وتتعلق باللعبة التي يحملها طارق والأخير لا يقبل بتركها أسرع إليهم بدر فجذب ما بيد طارق ثم قال
_في أيه يا طارق
قال پغضب شديد
_كل ما بمسك لعبة عايزاها دي بقت حاجة تقرف.
انكمشت ملامحأحمد
بضيق شديد فقال وهو يحاول تهدئتها
_مش هتبطل عنادك ده يا طارق قولنالك ألف مرة متحاولش تضايقماسة لإنها تعبانه!
رد عليه بكره شديد
_الكل عمال يقول تعبانه تعبانة وهي بتجري وبتنطط فين التعب ده
تدخل بدر سريعا قبل أن تزداد الأمور سوء فهو يعلم ماذا تعني ماسة لأخيها
_طلعها فوق يا أحمد وأنا هحاول أفهمه.
منحه نظرة قاتمة قبل أن يجذب يدها برفق للأعلى أما بدر فجذب طارق للأسفل بعدما لف يديه حول كتفيه ليشير له بابتسامة هادئة
_تعالى يا بطل.
وولجوا سويا للداخل فأخذ يحاول بقدر المستطاع أن يجعله يستعب طبيعة مرض ماسة فبنهاية الأمر مازال صغير تتعقد الأمور له أحيانا.
أما بالأعلى.
مسح أحمد دموعها وهو يردد بابتسامة صغيرة
_ما خلاص يا ستي جبنالك اللعبة أهو ولا أنتي لسه عايزة حاجة تاني
هزت رأسها بطفولية فتساءل بمرح
_أمم شكلك عايزة تحتلي ألعابه كلها والمرادي هيولع فيا وفيكي.
لوت شفتيها بحزن فقربها أحمد إليه پألم ثم قال
_بكره وأنا راجع من الشغل هجبلك ألعاب كتيرة أحسن من اللي عنده إتفقنا
ابتسمت وهي تشير له برأسها فنادى المربية ثم قال
_خديها أوضتها يا إلهام وخليكي جنبها.
أومأت برأسها في طاعة ثم جذبتها للداخل وعينيه متعلقة بشقيقته التي صار حالها ېمزق القلوب!
استرخى آسر بمقعده بعد إنتهائه من العمل الشاق الذي تراكم عليه لسفره للبلد بالفترة الماضية فجذب جاكيته المطروح على ظهر المقعد ثم ارتداه ليتجه للخروج كاد بتخطي الطرقة التي تفصل بين مكتبه ومكتب يحيى فتوقف وهو يتأمل باب المصعد الحديدي المغلق ضيق عينيه بنظرة متفحصة فاقترب منه ليتفاجئ بالمصعد العالق بين الطبقتين خشى أن يكون بداخلهما أحدا فبالطبع كيف تعلق هكذا فصاح عاليا
_مصطفى... مصطفى..
أتى مهرولا إليه وهو يردد
_أمرك يا بشمهندس.
أشار له بضيق شديد
_عامل الصيانة مجاش ليه يعمل الأسانسير!
أجابه مسرعا
_من الصبح عمال يقول ساعة وجاي ولسه لحد الآن مجاش.
بحزم أضاف
_وأنتوا مستنين أيه هاتوا واحد غيره شكل في حد بالأسانسير... إتحرك بسرعة.
ركض وهو يرفع صوته
_حاضر.
وصليحيى للعمارة التي تضم شقة صديقه القديم بعدما إنتقل لشقة أكبر منذ سنوات صعد الدرج مسرعا حتى وصل للطابق المنشود كاد بأن يطرق على باب الشقة فتفاجئ به مفتوح فأسرع للداخل باحثا عنها..
ابتسامة خبيثة تشكلت على ثغرها ففور رؤية سيارته بالأسفل حتى رتبت أمرها فوقفت على سور الشرفة لتضمن نجاح خطتها اهتدت نظراته الباحثة عنها حينما رآها تقف على سور الشرفة فأسرع إليها وهو يصيح بها بإنفعال
_يمنىأوعي تتهوري وترتكبي ذنب تدفعي تمنه غالي.
واقترب منها بحذر ثم مد يديه إليها وهو يتابع حديثه
_هاتي إيدك وبطلي جنان.
أخفت ابتسامتها بحرافية ماكرة ثم قالت بلهجة حرصت لجعلها بائسة
_وأيه اللي يخليني باقية على حياتي يا يحيى أنا قرفت من كل حاجة ونفسي أرتاح.
قال وعينيه تتفحص السور التي أوشكت قدميها على تخطيه
_مفيش راحة اللي هتعمليه ده عقابه عند ربنا عسير.
قالت بيأس مصطنع
_هيكون رحيم عليا من البشر.
إقترب المسافة المتبقية بينهما وهو يتابع بحديثه
_طب إهدي وأنا هخلي أخوك يوافق على الشخص اللي حبتيه.
ابتسمت ساخرة والمكر يداهم عينيها
_مش لما الشخص اللي بحبه يقبلني!
تصنعت عدم رؤيته وهو يقترب منها فتركته ينتشلها بعيدا عن السور لنجأتها مثلما ظن هو عاونها على الوقوف ثم جذبها للداخل وأغلق باب الشرفة ليصيح بها پعنف
_إنتي إتجننتي! أيه اللي عايزة تعمليه ده
قالت پانكسار مزيف
_مفيش بإيدي حاجة أعملها.
قال بهدوء
_متقلقيش أنا هحاول أساعدك.
ابتسمت بخبث ثم إقتربت منه لترفع يدها على صدره فوزع نظراته بين قربها الشديد منه وبين يدها بعدم استيعاب وخاصة حينما قالت
_لو عايز تساعدني يبقى تتقبل حبي ليك وتتجوزني يايحيى.
جحظت عينيه في صدمة وهو يحاول إستيعاب كونه الشخص المتزوج الذي تحبه! هز رأسه بعدم تقبل تلك الحقيقة فأبعدها عنه وهو يشير لها
_أنتي أكيد مش في واعيك.
إلتصقت به مجددا وهي تجيبه بجراءة
_أنا عمري ما كنت في واعي غير النهاردة أنا حبيتك من سنين من قبل حتى ما تتجوزها ولما اشتغلت معاك كنت بحاول أخليك تحس بيا بس دلوقتي خلاص جوازتك من المچنونة دي مش لازم تستمر أكتر من كده.
جلدته تلك الكلمة فنهشت جسده نهشا فدفعها بعيدا عنه حتى ارتطمت بالأرض بقوة وبتقزز أضاف
_مسمحلكيش تتكلمي عن مراتي كده أنا بجد مصډوم فيكي وفي اللي وصلتي له من هنا ورايح المكتب متخطهوش برجليكي والكلام اللي قولتيه هنا النهاردة ده متكررهوش تاني.
وتركها وكاد بالرحيل فتعلقت بقدميه وهي تردد پبكاء
_انا آسفة يا يحيى مش هتكلم عنها كده تاني ومش عايزاك تتطلقها.
ونهضت لتقف من أمامه ثم إقتربت منه بطريقة مخجلة لحيائها كأنثى لتستطرد
_أنا عايزاك أنت وبس حتى لو هنتجوز بالسر!
وحررت ازرار قميصه بوقاحة وهي تستباح أجزاء من جسده بوقاحة أبعدها عنه وهو يحارب تلك الرغبة المتعطشة بداخله ليهمس بخفوت
_إبعدي.
خلعت فستانها بلا حياء أو خوف من الله عز وجل لإرتكابها مثل تلك الفاحشة لم تترك له فرصة المناص من مخضعها الخبيث فكاد بأن يستسلم
لها لترسم من أمامه صورة معشوقته وكأنه جلاد لروحه وقلبه المخضوع لها ابتعد يحيى عنها
عن الفور تدارك ذاته باللحظة المناسبة فجذب قميصه الملقى أرضا وأسرع بالخروج من ذاك المكان الذي يشبه اللعڼة أسرعت من خلفه فدفعها بعيدا عنه وهو يردد بتقزز
_أنا لولا أن أخوكي صاحبي
متابعة القراءة