رواية اية كاملة
المحتويات
يحيى بالاسطبل فرغما عنهما كانوا يتعاونا في حمل الأثقال والعمل سويا طوال تلك المدة فتأقلم يحيى على وجوده بنفس المكان الذي يقف هو به..
وضعت رواية ونادين الطعام الشهي على السفرة الضخمة استعدادا لاستقبال آسر حتى الفتيات تعاون على تنظيف السرايا جيدا فانطلق صوت بوق السيارة يعلمهم بقدومه..
هبطآسر من السيارة فاستقبلته نسمة هواء باردة أنعشته فأغلق عينيه بابتسامة صغيرة ثم اتجه يسارا بخطاه البطيئة سأله أحمد باستغراب
قال وهو يستكمل طريقه
_هبص على همام قبل ما أطلع..
لحق به أحمد بينما حملت تسنيم الأغراض وصعدت بها للأعلى استند آسر بيديه على الأخشاب المصفوفة جوار بعضها البعض حتى وصل للاسطبل فجابت عينيه المكان وكأنه يبحث عن شخصا ما فاهتدت نظراته تجاهه لم يكن ظهور أيان بالنسبة اليه مفاجأة وكأنه كان يتوقع ما سيفعله أبيه ترك أيان كومة القش الذي يحملها أرضا حينما رأه يقف أمامه فدنى منه ثم بدى مرتبكا فيما سيقول
ابتسامة شبه ساخرة ظهرت على طرفي شفتيه قبل أن يجيبه
_يهمك أمري!
لعق أيان شفتيه بتوتر ثم قال بضيق كون لسانه ليس معتاد على مدح أحدا
_أكيد بعد ما فدتني بروحك يهمني انك تبقى واقف على رجلك من اول وجديد.
هز رأسه والبسمة لم تفارق وجهه فأشار له أحمد وهو يمنع أيان نظرة مغتاظة
أومأ برأسه له ثم انصاع ليديه ليدلف للداخل فوجد الجميع باستقباله فدنت منه حور ثم قالت بفرحة
_حمدلله على السلامة يا آسر..
وأضافت ماسة
_ربنا يكمل شفاك على خير يارب..
وقالت رؤى
_نورت بيتك..
منحهم ابتسامة صافية وهو يجيبهم بامتنان
_شكرا على كل اللي انتوا عاملينه هنا ده..
_ليه لسه قاعدة على الكرسي يا روجينا مش بقيتي أحسن
رسمت ابتسامة صغيرة وهي تجيبه
_اتحسنت عن الاول كتير الحمد لله المهم طمني أنت عنك
طبع قبلة على جبينها ويديه تمسد برفق على حجابها
ثم نهض ليحتضن جدته التي هبطت متلهفة للقاء به فأتت نادين من المطبخ حاملة لصينية المعكرونة الشهية فوضعتها على السفرة وهي تناديهم قائلة
_الاكل هيبرد يا جماعة.. يالا..
خرجت خلفها تسنيم بالشوربة ثم وضعتها بحرص على السفرة فاجتمعوا جميعا عليها فقال سليم بفرحة
_بقالنا زمن متجمعناش اكده...
_آسر جمعنا أهو يا سيدي..
ابتسم آسر ثم قال
_متقلقش يا عمي كل ما تحن للقعدة الحلوة دي رنلي بس وأنا هطوح على أي مستشفى..
تعالت الضحكات فيما بينهما فقال يحيى باستغراب
_أمال فين بدر
ضيق احمد عينيه بذهول
_كان هنا دلوقتي!
قاطعهما صوت الكبير حينما قال
_بعته مشوار وزمانه راجع..
تطلع آسر لهما ففهموا ما ينوي أبيه فعله..
بالخارج..
ما أن انتهى أيان من عمله حتى جلس على الطاولة المحاطة بالمقاعد الخشبية بمنتصف حديقة السرايا وهو يزيح عرقه بالمناديل الورقية فانتبه لبدر الذي يقترب منه بتأفف وكأنه مجبور على القدوم إلى هنا فقال بضيق شديد
_أنت.. قوم معايا عمي عايزك..
رفع عينيه تجاهه پغضب ثم قال
_أيه أنت دي ماليش أسم!
قبض بدر بيديه على المقعد وكأنه سيقتله بين اللحظة والاخرى ولكن تعليمات عمه تضع حوله الف حاجز فقال من بين اصطكاك اسنانه
_أنا
لولا عمي قسما بالله كنت دفنتك وتويتك هنا ومحد يعرفلك طريق بس مجبور أكلمك بكل هدوم..
منحه نظرة باردة قبل أن يترك مقعده ويجذب قميصه ليرتديه فقال بدر پغضب
_وتبقى تلبس هدومك بعد كده السرايا فيها حريم ولازم تتعود على احترامهم وده شيء هيبقى جديد عليك يابن المغازية..
لم يعيره انتباها بل توجه ناحية السرايا بثبات جعل الاخير يشيط ڠضبا فولج خلفه للداخل ومن ثم للقاعة ليجد نفسه أمام فهد وعائلته بأكملها صعقټ روجينا حينما رأته يقف أمامها فوقف الطعام بحلقها فقد ظنت بأنه رحل من هنا! كانت نظرات الجميع تعج بالكره والمقت تجاهه ومع ذلك تجاهلها ودنا من فهد قائلا بثبات
_عايزني في أيه
رفع فهد عينيه تجاهه ثم قال ويديه تشير على المقعد المجاور له
_اقعد.. لازمن تتعود ان الوكل اهنه على 3بيكون جاهز ومن نفسك تيجي كل يوم...
منحه نظرة حائرة فعاد ليشير له مجددا على الجلوس فتحرك ببطء حتى جلس جواره فاختار له فهد المقعد المجاور له والمقابل لآسر فكان أيان يجلس على يساره وآسر على يمينه وكأنه يخبره بأن مكانته هنا باتت مناصفة بينه وبين ابنه وبالرغم من أن الجميع في حالة من الصدمة وأعينهم تملأها الكثير من الأسئلة وبالاخص رواية الا ان لم يجرأ أحدا على فتح فمه بحضور فهد حمل فهد الملعقة بنفسه ثم سكب بطبق أيان الطعام وقدمه من أمامه فشرد الاخير وهو يتطلع للطبق بعدم تصديق لما يفعله هذا الشخص معه بالرغم مما ارتكبه بحقه فظن فهد بأن هناك ما يشغل تفكيره لذا فقال بسخرية
_متخفش أني مش هسمك في بيتي ووسط عيالي الوكل مفهوش حاجة..
رفع وجهه تجاهه ثم قال بحزن اتضح للجميع من نبرته
_هتسمني وأنت بنفسك اللي حميني انت وابنك!
وجذب الملعقة وأخذ يتناول طعامه ببطء شديد وعينيه تتوزع بين وجوه الشباب بأكملهم فبالرغم من أن لا أحدا يطيق وجوده الا انهم كانوا يحترمون وجود فهد فلم يجرأ أحدا على التعرض له
حتى بنظرة!
بمنزل مهران الدهشان..
اقتتمت ملامح ابنه حينما علم باستقبال فهد لآيان بمنزله فقال لرجاله پغضب كالچحيم
_مكفهوش انه قتل ابوي لا كمان مقعده في بيته وبيضايفه...
ثم القى مقعده بعصبية بالغة وهو يستطرد
_اللي مقدرش أبوي يعمله فيك يا فهد اني اللي هعمله..
ثم ردد بصوت كفحيح الأفعى السامة
_هحرقك حي يا فهد انت وعيلتك كلتها....
............. يتبع...................
الدهاشنة..... بقلمي_ملكة_الابداع_آية_محمد_رفعت..
__________
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة....وخفق_القلب_عشقا..
الفصل_الثالث_والأربعون..
إهداء الفصل للقارئة الجميلة وفاء محمود من الأردن الحبيب شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
خفق قلبي عشقا!... وتمرد ليخبرني بأنك من منحته الشوق وغلفته بمشاعر خلقت لأجلك أنت ربما أنا امرأة ناضجة ولكن بحضرتك أشعر وكأني طفلة صغيرة تتمسك بيد أبيها طفلة غير تبالي بما قد يدين أنوثتها طفلة تشتاق لك وتضمها إليك لتحتويها بحنانك ودفء مشاعرك.... فكنت أنت الفارس المختار الذي حملها على فرسه المطيع لينجو بها من وسط تلك الغيمات المظلمة.... فلم تكن آسرها فحسب بل ميثاق قوي لعشقها العفيف فتلك الدقائق التي تمر عليها وهي بإنتظاره تعد كثقل دهرا بأكمله فمازال بالأسفل بصحبة الشباب الذين أصروا على أن يمضي الليل بصحبتهم وحينما انتهى الحديث بينهما صعد آسر لجناحه وهو يحرص الا يصدر صوتا قد يزعجها فبالطبع سيجدها تغفو في ذاك الوقت المتأخر من الليل وما أن أغلق باب الغرفة حتى
_وحشتني..
استدار تجاهها وعينيه تهيم بالتطلع لعينيها لتختطف ثوان اجتازهما غرق بين غرامها فقربها منه وأصابعه تلامس شفتيها بحركات ارتجف جسدها لأجلها وخاصة حينما همس لها
_مش أكتر مني..
تلك المرة قابلته على درب الشوق فلم تتركه يجتاز طريقه بمفرده كانت تلبي دعوته بصدر رحب وقلبها يخبره أبيات بعشقه الذي بات يغلب ضعفها دقائق مضت وهي غارقة بعالمه فابتعد عنها وصدره يلهث بقوة ومع ذلك ضمھا إليه فقالت بحزن سيطر على فرحها
_أنت ازاي كنت عارف تنام بالمستشفى وأنا هنا مكنتش بدوق طعام النوم!
ضحك وهو يجيبها باستنكار
_هو يعني كان بمزاجي! أنا كنت بأخد الادوية من هنا وبسافر في دنيا تانية يا تسنيم.
مرمغت رأسها بين صدره ولسانها يردد بعشق
_أنا من غيرك كنت حاسة أن حياتي واقفة يا آسر متبعدش عني تاني..
أبعدها عنه ثم تطلع لها بدهشة قبل أن يتساءل بشك
_أنتي فيكي أيه بالظبط من ساعة ما رجعت من المستشفى وأنتي مش طبيعية..
ثم رفع يديه على جبينها ليستكشف حرارتها فقال بخبث
_لا مش تعبانة بس أنا متأكد إن فيكي حاجة غلط..
منحته ابتسامة أربكت جوارحه وخاصة حينما قالت
_تقدر تقول إن الفترة اللي فاتت خلتني أندم على أني كنت بخبي حبي ليك... فلازم تأخد على كده كل يوم هقولك أنا بحبك أد أيه.
أبعد تلك الخصلة المتمردة على عينيها ثم قال ببسمة لم تفارقه منذ سماع تلك الكلمات التي أفتكت به
_هو أنا أمي راضية عني ولا أيه بالظبط..
أخفت وجهها بين أحضانه فمازحها قائلا
_لو كنت أعرف أن الړصاص هيعمل فيا كده
كنت خليت مهران ضړبني من زمان.
لكزته پغضب فتأوه بۏجع مصطنع جعلها تبتعد عنه وهي تتفحص صدره العاړي وهي تردد پخوف
_أنا آسفة والله مقصد حصلك حاجة..
ضغطت بأسنانها على شفتيها پعنف حينما رأته يضحك بمكر فسددت له بغيظ عدد من اللكمات كتفآسر ساعديها معا خلف خصرها ومن ثم نهض ليجبرها على التمدد لفرق قوته الذكورية عن جسدها الهزيل مقارنة به فكان لنظراته دفوف لناقوس خطړا سيطوفها من جديد فأقتطف ورقة من ريحقها وهو يهمس له ببطء جذاب
_وفري مجهودك يا روحي لإنك مستحيل تقدريلي.
ثم عاد ليقطف ثمار عشقهما من جديد وقد منحته هي مفتاح أمان لرحلة ستخطتفهما من جديد..
بغرفة ماسة..
ثقل قدميها أقلق عليها نومها المريح ففتحت المصباح المجاور لفراشها ثم استقامت بجلستها وفتحت درج الكومود لتجذب المرهم الطبي الذي دونته لها الطبيبة فحاولت جاهدة رفع قدميها عن الأرض قليلا لتتمكن من وضع المرهم عليها فتأوهت ألما حينما تقلصت معدتها جراء جلستها الغير مريحة فأغلقت عينيها ألما ثم أخفضتهما سريعا وهي تئن بۏجع فشعرت بيد تفرك قدميها برفق وحينما فتحت عينيها وجدته ينحني أرضا أسفل قدميها يوزع بيديه المرهم على قدميها سحبت ماسة ساقيها بعيدا عنه وهي تردد بخجل
_يحيى أنت بتعمل أيه
جذب قدميها إليه مجددا ثم قال وهو يفرك برفق بين أصابع قدميها
_مفيش فرق بيني وبينك يا حبيبتي. .
أعادت رأسها للوسادة براحة بدأت تشعر بها بعدما خفف ألم قدميها فغفت رغما عنها من فرط الإرهاق على أمل الاستيقاظ بعد ساعة من الآن لأداء صلاة الفجر وحينها دق المنبه الخاص بها فأنزعجت معالمها وقبل أن يصل ذراعيها للساعة الصغيرة المقابلة لرأسها كانت يديه الأسرع لها فأطفئ المنبه حرصا منه أن تنال قسطا أخر من الراحة ولكنها كانت قد استيقظت بالفعل جحظت عين ماسة في صدمة حينما وجدته مازال يجلس جوارها ويدلك قدميها بعد فاتكأت بمعصمها لتستقيم بجلستها ثم تساءلت بذهول
_أنت لسه منمتش
وقبل أن يجيبها قالت بحرج
_أنا ازاي محستش انك لسه صاحي لحد دلوقتي!! أنا والله من كتر التعب محستش بنفسي حقك عليا..
ضم وجهها بين كف يديه وأجلى أحباله الصوتية قائلا
_راحتك هي راحتي ليه مش قادرة تستوعبي ده!
أدمعت عينيها بالدموع تأثرا لكلماته ولما يحرص دائما على فعله فرفعت أصابعها تحتضن يده ثم قربتها لتطبع قبلات رقيقة على كف يده تعالت صوت أنفاسه التي تجاهد ذاك الشعور القوي الذي يهاجمه في قربها منه وما زاد مشقته حينما همس صوتها الرقيق بشجن
_بأحبك يا
متابعة القراءة