رواية دينا كاملة
المحتويات
اعاصير و زوابع تهب داخلها
الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث
الشهيد
اغمضت عيونها بقسۏة تبعد غشاوة دموع سيطرت علي عيونها الحانية التي ارهقت منذ ايامها الفتيه
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقونفرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون
صدق الله العظيم
فالشهيد الذي ضحى في حياته وجاهد في سبيل الله و وطنه يحتل في الدار الآخرة أعلى مراتب الجنة وله أن يشفع لسبعين من أهله ويغفر له ذنبه ويعتق من الڼار ويلبس على رأسه تاج الوقار و لا ينقطع أجر عمله الصالح إلى يوم القيامة فينميه الله له ويضاعفه
لتعيد طي برديتها المطلية بدعاء ام يغلي قلبها كالبركان تنعي بڼار رجال اشداء امتطوا خيول التحدي في سبيل الله و رموا بأنفسهم في جنات من الخلد
لا تحزني امنا كوني هنية
فأبناءك يرغبوك كالجبال شامخه فتيه
ولا تهرقي دماء عيونك المخملية
وكوني الي الصلاح مهديه
ليسعي اليه القلب قبل الساق لوصول العلا
لينالوا الشهادة في ساحة الشرف
اما هم فالمۏت يأتي اليهم
فوق فراش من الذل استوي
عيشي قوية كوني هنيه
وللأبيض مرتدية
فأبناءك نور في جنة ربك الهنية
شعر ظافر بدقات قلبه ټضرب في اذنه بشده ولكنه انتبه لأنفاس شروق العالية و عيونها الحمراء الباكية انتفض بخضه يمسك يدها القابضة علي المقعد بقسۏة متسائلا
نظرت له پألم مكتوم و ذعر قائله
انا بولد
في المشفي
اخذ ظافر يأتي و يذهب امام غرفه العمليات و قلبه يعتصر پخوف رهيب و عقله يعود به الي جملتها الاخيرة وهي تدلف مع الاطباء بهلع تناديه قائله
لو حصلي حاجه ابني امانه في رقبتك زيه زي يوسف يا ظافر
زفر بحنق يدعوا الله بان ينتهي الامر علي خير و يزيد
ربنا كبير متقلقش
بقالها اكتر من ساعه جوا
قالها بتوتر كبير ليردف يزيد
مطمئنا
هي العمليات القيصري كده
بس الزفت ده
قال ساعه الا ربع و عدي ساعه كامله
وبعدين يا ظافر انت بتقلق نفسك و خلاص ايه يعني 15 دقيقه زياده وانا هتصرف يا سيدي
اتجه يزيد بثقه نحو باب جانبي يطل ايضا علي غرفه العمليات يدق مرتين قبل ان تفتح له احدي الممرضات فتحه صغيره بتساؤل ليردف بأدب
لسه يا فندم لكن الحالتين اللي جوا تمام
ليأتي صوت ظافر العاصف فتنتفض الممرضة بخضه
لسه ايه يعني مين بيولد في ساعه
ابعده يزيد وهو يرسل اسفه للفتاه بعينيه قائلا
معلش هو متوتر بس
رمقته الممرضه پحده قبل ان تغلق الباب في وجهيهم ليضيق يزيد عينيه بأتهام قائلا
عجبك كده في ايه يا ظافر ما تهدي شويه
زفر ظافر وهو يبعد يد يزيد عن صدره ليتجه الي باب العمليات الرئيسي يدعوا ويدعوا فان حدث لها شيء لن يتيتم الصغير فقط بل ابناءه ايضا للمرة الثانية علي التوالي ويعلم جيدا انه بفقدانها سيتحطم قلبه كليا
اغمض عينيه وهو يسند برأسه للخلف حتي انفتح الباب لتخرج شروق علي السرير المتنقل
انتفض نحوها يحمد الله علي سلامتها بينما الټفت يزيد يسارا ويمينا متساءلا
ايه يا جدعان اومال فين النونو
حضرتك اتفضل ناحيه اوضه الاطفال هتشوفه من الشباك
اشوفه من الشباك هو انا بحجز سينما فين الواد
حمدالله علي السلامه
هزت رأسها بتعب وحاولت الابتسام قليلا
مرت لحظه صامته تتحادث بها اعينهم قبل ان تتحرك بها الممرضة الي غرفتها
وقف ظافر ويزيد عند غرفه الاطفال وانظارهم معلقه علي ذلك الطفل الصغير النائم بهدوء بينما يبكي الاطفال حوله
ابتسم يزيد قائلا
نومه تقيل زي ابوه الله يرحمه
ابتسم ظافر نصف ابتسامه وهو يشعر بسعادة لم يتوقعها تنتشر داخله
بعد مرور ثلاث أسابيع
مش اسلوب ده علي فكره يا زلومتي انا بقالي تلت اسابيع مش عارف اشيل الولد
ابتسم يزيد رغم غيظه ونظر حوله قبل ان يميل يقبل رأسها سريعا و يبتعد
يزيد
انا كان قصدي ابوس الولد
بردو مش هدهولك
دلف ظافر يضع بعض الاكواب امامهم قائلا
لا انت ولا هي هاتوا يحيي واتفضلوا بقي من غير مطرود عايزين ننام
اخذ الطفل من احضان سلمي التي لازمت شروق الاسابيع الماضية وتحملت الكثير معهم
ماشي يا استاذ ظافر تصبح علي خير
وانتوا من اهله خدوا الباب وراكم اما انت بقي فتعالي يا استاذ نام اخواتك بيناموا خلاص نام بقي و ريح امك شويه
وضعه في فراشه الصغير بجوار فراش والدته واخذ يهزه بعناية و هدوء
تثائب بتعب فقد كانت الايام الماضية متعبه للغاية ما بين جنون اطفاله وبكاء يحيي الدائم و شروق التي يراها تدور حول نفسها حتي ټنهار في البكاء ليلا حين لا تعتقد ان احدهم يستمع اليها ولكنه يفعل
ابتسم لعل افضل ما حدث
متابعة القراءة