رواية فاطيما الفصول من الثامن عشر للاخير
المحتويات
مش مصدق نفسي والله ريم هانم المالكي بتتصل بيا بذات نفسها ده بايني القمر طلع بالنهار وأنا مش واخد بالى .
أحس رحيم بخجلها الشديد وأشار إليها بتشجيع أن تستمر في الحديث
ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة وألقت كلماتها
_ أنا موافقة نقعد مع بعض مبدئيا كدة واللي عايزه ربنا هو اللي هيكون .
قالت كلماتها وأغلقت الهاتف فورا وصارت تتلفت حولها يمينا ويسارا من شدة خجلها .
ليلا وبالتحديد في الساعة الثانية صباحا في منزل هيام الجوهري تدلف الى شقتها وما إن دخلت حتى قام زوجها واقفا أمامها ويربع يديه حول صدره قائلا بهدوء ماقبل العاصفة
_ والله عال ياست هيام بقي وصلت بيكي الجرأة إنك ترجعي البيت الساعة دي !
واستطرد كلماته بنهر وروحه زهقت منها وما عادت قادرة على الإحتمال
أنا نفسي أعرف إنتي صنفك إيه بالظبط
ثم وجد نفسه صاڤعا إياها على وجهها پعنف وكأنه بتلك الصڤعة ينتقم لعمره الذي أضاعه معها وأكمل مرددا وهى على صډمتها
_إنتي طالق واتفضلى اطلعى برة روحي مطرح ماكنتي ومش عايز أشوف وشك تانى .
لم تتحرك مشاعر الحزن لديها فور استماعها لتلك الكلمة والتى تنهي ميثاقا غليظا بين ذكر وأنثي فوقع تلك الكلمة على أي امرأة تزلزلها بقدر ماأزعجها ضربه لها وجعلتها تنظر له بشړ ثم رفعت حاجبيها وأردفت بغل
نظر إليها باشمئزاز هادرا بها
_ فلوس مين ياطماعة ده إنتي خاربانى وساحلانى معاكى ببرانداتك وعربياتك ومجوهراتك علشان المنظرة الكدابة بتاعتك
وتابع سخريته منها
_ ده إنتي إللي مديونالي بشبابى اللى ضاع معاكى ده انتي من اللي الرسول صلى الله عليه وسلم قال عليهم يكفرن العشير وإنتي طبعا مش هتعرفى معناها علشان انتى فارغة
_ اتفضلي يالا علشان البيت ينضف وليا كلام مع أخوكى الكبير علشان نفضها سيرة .
رفعت راسها بكبر معتادة عليه دائما مرددة بغل
_ تمام ياروميو بس مترجعش ټندم وتقول أه من اللى هعمله فيك .
_ أعلى مافى خيلك اركبيه يابنت الجوهرى .... جملة استفزازية نطقها ذاك المهدر حقه مع تلك الشيطانة.
غلى داخلها من استفزازه لها وخرجت كالإعصار قبل أن يطردها بيده فهى تخشى على منظرها أن تهان ويسمع بها أحد وهي تردد داخلها بوعيد
ثم انطلقت مسرعة بسيارتها وتوجهت إلي بيت والدتها وهى في قمة الغليان
وفور دلوفها المكان أحست بها والدتها فاړتعبت بشدة هرولت إليها قائلة بړعب
_ في ايه ياهيام ايه يابنتي اللي جايبك الساعة دي
لوت شفتيها بامتعاض وأردفت وهى تدعى نبرة الحزن
ضړبت والدتها على صدرها وهتفت باندهاش
_ طلقك ! طلقك يعنى ايه ياهيام !
_ طلقني ياماما هى ليها معنى تانى ... قالتها تلك الشمطاء بلا مبالاة وتابعت بغل
_ ومش بس كده ده طردنى من بيتى فى أنصاص الليالي عديم النخوة والرجولة .
سألتها والدتها باستغراب
_ وطلقك وطردك من الباب للطاق كدة يا هيام !
واسترسلت استفسارها بإحساس أم
_ عملتى في ايه خرجتيه عن شعوره خلاه طلقك ورماكى في ساعة زي دي !
أصل رامى جوزك غلبان غلب السنين ده عشرة عمر وأنا عارفاه كويس جدا.
أشاحت بيديها وأردفت باعتراض
_ أه انتى هتدافعى عن بنتك الوحيدة ولا هتقفي في صفها !
مانا عارفاكى هتاخدى صفه وقال على رأى المثل ضربنى وبكى سبقنى واشتكى
وتابعت كلماتها اللاذعة وهي تصعد الأدراج متمتمة بكلمات أثارت شك والدتها
_ أنا طالعة أنام ومش ناقصة صداع علشان خاطر واحد ميسواش رمانى في أنصاص الليالي.
نظرت تلك العبير إليها بأسى وقلبها يأن ۏجعا من تلك المتجبرة المتمردة ودخلت إلي غرفتها تؤدى فريضة قيام الليل بعد أن جافاها النوم لما حدث .
_________________________
تجلس ريما ووالدها في مكانهم المفضل ألا وهى حديقة المنزل
لاحظ توترها الشديد من فركها ليدها وأنها تود أن تحكى له شيئا ما ولكنها مترددة خجلا
ربت على ظهرها بحنان وتحدث بعيناى متفهمة
_ احكى لى وقولى كل اللى عندك وأنا كلى أذان صاغية ياقلبى .
فركت يداها بتوتر وتفوهت بخجل
_ أصل في موضوع عايزة أخد رأي حضرتك فيه ومتوترة شوية .
طمأنها بعينيه أن تتحدث دون خجل فتشجعت وقصت عليه طلب مالك وإلحاحه عليها .
فرح داخله لأجل صغيرته فمهما حدث هي ابنته وكل أب يحب أن يرى أولاده فى ارتياح مهما حدث فردد متسائلا
_ طيب وانتى إحساسك من ناحيته ارتياح ولا اعجاب
واتكلمى مع أبوكي من غير ماتتكسفى وكأنك بتتكلمى مع نفسك.
ابتلعت أنفاسها بصعوبة من شدة الخجل ولكنها تحتاج مشورة أبيها بشدة
متابعة القراءة