رواية فاطيما الفصول من الثامن عشر للاخير

موقع أيام نيوز

 

_ مش عارفه يابابا ساعات بحس إنه ارتياح وساعات بحس إنه إعجاب لما بيكلمنى ببقى مرتبكة أووي ولا لو عينى جت في عنيه صدفة ببقى مكسوفة جدا ومش عارفه أعمل إيه.
ابتسم لها بحنو وتحدث شارحا 
_ طبيعي ان يكون فيه تخبط جواكى وطبيعي بردوا انك تكونى حبيتيه وعمالة تلومى في نفسك علشان عايزة تدفنى الحب ده قبل ما يتولد .

اتسع بؤبؤ عينيها بانبهار لفهم أبيها عليها بتلك الدرجة وهتفت باندهاش
_ هو انت ازاي يابابا بتفهم عليا كدة وبتوصل لأعماق تفكيرى بالدرجة دي !
أجابها ببساطة 
_ قلب الأب دليله على ولاده وبيبقى عارف شخصية كل واحد فيهم كويس جدا وأنا عارفك يابنتى دايما نفسك لوامة ودايما بتحبى تعاقبيها على كل حاجة صغيرة وكبيرة 
واسترسل حديثه بوعى
_ لكن يابنتى نفسك برده ليها عليكى حق والميل القلبى والمشاعر ملناش تحكم فيهم كله بإيد ربنا سبحانه وتعالى فتوكلى على الله صلى استخارة مرة واتنين وشوفى أمر الله ايه.
ارتاحت بشدة من كلام والدها وقامت من مكانها وارتمت في أحضانه وهى تقبل رأسه ويداه بامتنان 
ثم تذكرت أمر ما جعلها اړتعبت بشدة فسألت أبيها 
_ طيب وولادي يابابا هياخدوهم منى لو فكرت بس في الجواز وأنا يستحيل أفرط فيهم .
فكر قليلا قبل أن يجيبها ولكن فكرة ما جالت في عقله ولما اختمرت الفكرة برأسه أخبرها بها 
_ على فكرة فيه حاجة مهمة إنتي متعرفيهاش وهى إن المحامى تبع والدة باهر كلمنى وطلب منى الصلح وهما هيدوكى حقوقك وحقوق ولادك بالكامل وطلب منى أشوف وقت بسرعة قبل الجلسة علشان تتنازلى .
لم يهمها ذاك الأمر الآن كل مايشغلها مستقبل أبنائها بجانبها وقالت بلا مبالاة
_ مش مهم الموضوع ده دلوقتي يا بابا بعدين أنا دلوقتي عايزة أعرف مصير ولادي ايه بالظبط 
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأجابها
_ازاي بقى ده صلب الموضوع.
انتبهت بشدة وتسائلت بتعجب
_ إزاي يعني يابابا مش فاهمة 
اعتدل بجلسته وتحدث بدهاء
_ هسألك سؤال الأول الفلوس تفرق معاكى ولا ولادك وانك تبنى حياة جديدة من غير ماتكونى شايلة هم 
أجابته بدون تفكير 
_ فلوس إيه يابابا دي ولا كنوز الدنيا تكفى انى أعيش أنا وولادى آمنين مطمنين إن محدش هيجى ناحيتنا .
أشار برأسه باستحسان لردها الذي أعجبه وتحدث
_ عمرى ماشكيت في قناعتك لحظة بصي ياستى إحنا نرد عليهم اننا هنكمل القضية وكل شئ يمشى قانونى لحد مانرعبهم شوية وبعدين لما يجروا هما ورانا ويتحايلوا شوية نروح بقى عاملين ايه 
أشارت إليه بعينيها أن يكمل وهي منتبهة له كليا فتابع حديثه 
_ نعرض عليهم عرض إنك هتتنازلى عن ميراثك كله إنتي وولادك مقابل تنازلهم عن حقهم في ولادك في أي حالة وهما طماعين وهيوافقوا .
أحست بالأمل الطائف يغدوا أمام ناظريها وسعد داخلها وسألت بتوتر
_ وهما هيوافقوا يابابا ولا ممكن يرفضوا 
أجابها باستحسان
_ والله لو وافقوا كان بها والمشاكل هتنتهي لو موافقوش كدة كدة لو اتجوزتي الولاية من حق الجدة لأم وهي والدتك طبعا بس أنا بخرجك من شړ اعتماد وباهر خالص وألاعيبهم وتغور الفلوس .
أشارت برأسها بموافقة وأردفت بتأكيد
_ تمام يابابا توكل على الله اعمل إللي فيه الصالح ليا.
أشاد إليها بتحذير
_ تمام نقفل سيرة مالك نهائى ومش عايزين أي حد يحس بأي حاجة لحد مانخلص من الموضوع ده وبإذن الله في أقل من أسبوع هيكون خلصان .
وافقت على كلام أبيها وتحذيراته كى تنأي بأبنائها ونفسها وتعيش في سلام نفسي .
______________________________
وعلى صعيد أخر تحسنت صحة مهاب بشكل واضح مما جعل نفسية راندا تتحسن بشدة 
في يوم ما استأذن إيهاب جميل أن يجلس مع راندا وحدهم كي يصلح معها الأمور وأخبره أنه منتويا تلك المرة على الرجوع بكل تصميم منه وأنه سيفعل المستحيل فأذن له جميل 
في ذاك اليوم عصرا صعد جميل إلى غرفة ابنته راندا  
دق عليها الباب مستئذنا الدخول فقامت من مكانها مسرعة وفتحت له ذراعيها تحتضنه فقد كان في أزمتها أبا وأخا ورفيقا أهداه القدر إليها فحقا هى فخورة بكون ذاك الخلوق الرائع أبيها 
شدد هو على احتضانها وأردف بحنو
_ حبيبة بابا أخبارك ايه ياعمرى إنتي 
ربتت تلك الأخرى على ظهره بحنان بالغ وأجابته 
_ بخير جدا الحمدلله يابابا ربى مايحرمنى منك ولا من وجودك في حياتى ياأحن أب فى الدنيا .
نظر لها نظرة مطولة ثم سحبها من يديها وأغلق الباب خلفه مرددا بعمق
_ بس انا وجودي لوحدي فى حياتك مش كفاية يابنتى وأظنك جربتى .
تسائلت ملامح وجهها جميعها ونطق لسانها
_ يعنى إيه يابابا مش فاهمة
أجابها بوضوح 
_ يعنى مش كفاية عند وعقاپ لنفسك وولادك قبل جوزك يابنتى 
انفعلت بشدة عندما ذكرها أبيها بذاك الموضوع وخاصة أن توضيحه للأمور دائما تكن هي المخطئة في نظره وليس هو 
وتحدثت بنفى
_ طول مانت محملنى الذنب لوحدي يابابا هفضل راكبة
 

تم نسخ الرابط