رواية فاطيما الفصول من الثامن عشر للاخير
المحتويات
ابنته ان تتحدث
رفعت قامتها لأعلى بكبرياء وهي تنظر لهم تلك النظرة كي تثأر لكرامتها من هؤلاء الذين أهانوها ورددت
_انا عندي اقتراح أحسن يا بابا اظن هيعجب زاهر وهيخليه راضي اكتر وخاصة ان انا اطلعت على الأوراق دلوقتي ولقيت نص الميراث مش متسجل فيها اصلا
ما انصدمتش ولا حاجة ده العادي بتاعه واللي كان دايما باهر الله يرحمه بيحكي لي عنه وانا اقول له كبر دماغك وما تخسرش اخوك وارضى بالموجود واحنا مش محتاجين .
_كلام ايه اللي انتي بتقوليه ده!
انا لا يمكن اكل حق اليتيم مش محتاج اني اعمل كده اصلا ولو عندك حاجة تثبت انه غير ده اتفضلي طلعيها .
اهتز فكها بنبرة سخرية من آكل مال اليتيم ذاك وأردفت بكيد تعلمته خصيصا لأجلهم
_مش محتاجه حاجه اثبت بيها اللي انا بقوله لك لأن انا وانت والست دي عارفين كويس ايه اللي لينا بس هي منيمة ضميرها ومسكتاه بالأوهام اللي هي عايشه فيها
_زي ما قلت لك قبل كده انا ريم المالكي اللي تشم ايديها تشبع فأنا جايه اعرض عليكم عرض هيريح الجميع
انصتوا اليها بشدة ولفتت انتباههم بكلامها وتابعت حديثها
_انا جايه اقول لك ان انا عايزة اتنازل عن ميراثي وميراث ولادي بالكامل ومش عايزه اي حاجه منكم وهتنازل عن القضية كمان في مقابل تتنازلوا لي عن اولادي وانكم ما لكمش علاقة بيهم ابدا طول العمر وحتى بعد مماتي .
_ده ايه الكرم ده كله يا ست ريم هانم يا ترى في دماغك ايه عايزه تعمليه علشان كده عايزه تتنازلي عن الميراث
انتفض جميل بشدة وقام من مكانه وامسك يد ابنته مرددا بأمر وهو ينظر لتلك الاعتماد بقوة
وتابع كلماته وهو ينظر إلي ابنته
_يلا يا بنتي نمشي احنا اصلا غلطنا ان احنا سمعنا كلام المتر بعد ما قعد يتحايل علينا قد كده علشان نيجي وطالما فيها قعده حريم وهم اللي بيحكموا والرجالة ما لهمش لازمة يبقى ما يشرفناش نقعد في القعدة دي .
_استنى بس يا استاذ جميل الكلام أخد وعطا اهدى وكل حاجة هتتحل في القاعدة دي بإذن الله
واستطرد كلماته وهو ينظر إلي والدته هاتفا بتحذير أحرجها أمامهم كلهم وما توقعته منهم
_لو سمحتي يا ماما انا موجود وانا هنا اللي أقرر ايه اللي هيحصل وايه اللي مش هيحصل ممكن نهدى بقى علشان نخلص الموضوع ده ونفضنا من المحاكم والحوارات دي .
_احنا موافقين يا استاذ جميل على عرضك هي حره مش هنجبرها تستلم ميراثها بالعافية وبالنسبة للأولاد وقت مانحب نشوفهم هنشوفهم فمش هتفرق تنازل من غيره .
هنا نظر كل من جميل وريم الى هؤلاء معډومي الضمير والإنسانية وحقا شعر بمأساة ابنته التي عاشتها في ذاك المنزل ولنكن منصفين ففقيدهم كان من أحسن الرجال خلقا
كانت ريم تود ان تنعتهم بكلمات تليق بهم ولكن قبل ان تنطق بها منعها والدها بعينه واشار إليها ان تصمت قبل ان تتحدث وأردف ساخرا
_ما كنتش اعرف انك بتحب الفلوس اكتر من المبادئ والأخلاق !
ما كنتش اعرف انك ممكن تقبل على نفسك ورث ولاد اخوك اللي ماټ وحقهم علشان خاطر تتنازلوا لها عن الولاد ويعيشوا معاها في سلام وامان بعيد عن شركم
انت عارف انا كنوز الدنيا دلوقتي ما تهمنيش غير ان بنتي طلعت من البيت ده بنفس مطمنة
واستطرد متهكما لتلك الاعتماد التي تجلس والغليان يقطع أمعائها
_ تسلم تربيتك ياأم باهر وحلال عليكم الجمل بما حمل ويارب يبارك لكم فيه بحرامه وبحلاله .
أنهى كلماته ثم أعطى المحامى الخاص به الأوراق كي يدونوا إمضاءهم للتنازل عن أولادهم فتناولها زاهر على الفور بأصابع ترتعش فرحا لقلبه المړيض وجعل والدته تمضى هى الأخرى وخرجوا جميعا فى تلك اللحظة كل في سيارته وذهبوا إلي الشهر العقاري ودونوا التنازلات من كلا الطرفين والآن أصبحت ريم حرة طليقة بأبنائها ولم ېهدد أمنها أحدا مرة أخرى وانتهت حياتها مع مثلث الشړ الذي أنهك روحها
ولقد أمنها جميل فى التنازلات بشدة بحيث لا يقدرون على الطعن
متابعة القراءة