رواية فاطيما الفصول من الثامن عشر للاخير
المحتويات
الدكتور علي التحاليل.
سألته بانتباه لكل كلمة
_ قال لك ايه الدكتور ساعتها
كان موجوعا مټألما مجروحا ولكن أجابها كي يهدأ ويرتاح باله
_ قال لي إني قعدت سنين أخد علاج سبب لي عقم وإني كنت سليم وطبيعي جدا.
شهقت پصدمة وهي تضع يدها على فمها تكتم صوتها وفتحت أعينها علي وسعهما مرددة بذهول
_ معقولة الكلام ده ! مين قدر يعمل فيك كدة .
_ أختي بنت أمي وابويا.
اتست بؤبؤ عينيها وهتفت باستنكار
_ أختك ! إزاي تعمل كدة انت متأكد متظلمهاش .
نظر أمامه بشرود
_ تصوري إني قررت بعد تفكير كتيير إني مدورش وأسأل واستفسر عن اللي عمل كدة علشان كنت خاېف من الۏجع اللي مهما قلت لك إحساسه مرير قد إيه مش هتصدقى
وتابع بمرارة في حلقة كمرارة العلقم
_ طيب ممكن ننسى اللي فات ومنفكرش فيه ونبدا في اللي جاي وكفاية ألم لحد كدة .
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة
_ تفتكري هقدر ولا أنا كدة بقيت بقايا روح تعبت من المعافرة
_ متقلقش هبقي معاك وهنداوي چروح وندوب قلوبنا مع بعض ويمكن الۏجع اللي عشناه احنا الاتنين نخلق منه السعادة ونحافظ عليها علشان منتوجعش .
أومأ لها بفقدان أمل
_إللي عاش حياته كلها بييتألم وفجأة اتفتحت له ابواب السعادة
هيفضل كل لحظة مستني لحظات السعادة تختفي كالعادة لحد ما يفقد لذته بالفرحة من كتر الانتظار ومن كتر قناعته إن الفرح مش مكتوب له .
_ مين قال ربنا سبحانه وتعالى رزقنا نعمة النسيان وصدقنى خليك واثق إن رب الخير لا يأتي إلا بالخير
وتابعت بابتسامة لتذكرها ذاك الأب الحنون
_ كلمة دايما بابا جميل بيقولها لي وكمان دايما بيشجعني إني أنسى ألامى وبيردد لي
ولسوف يعطيك ربك فترضى وعلشان كدة عندي حسن ظن بربنا سبحانه وتعالى لأبعد الحدود.
نعم فهى كذلك مجرد كلمات عبارة عن دواء لندوب قلب وغذاء لهلاك روح
ود في تلك اللحظة أن يسحبها لأحضانه بل ويسحقها داخلهما كي ينعم بدفئ نعيمها ويتنعم بقربها
فتحدث متأثرا من كلماتها
_ كنتى فين من زمان ياريم كنت محتاجك أوووي في حياتى اتأخرتي أووي وضاع من عمرى كتييير على ماقابلتك .
شعرت بتيهته وأجابته بعفوية
_ كل شيء بأوان ووقت ماربنا أراد اتقابلنا .
سألها بحيرة
_ إنتي بجد حبتينى زي مانا حبيتك ولا مجرد شعور بالارتياح وإني صعبت عليكى .
رأت نظرة الضياع في عينيه حينما سألها وردت إجابته مثلما قالتها منذ قليل ولكن تلك المرة شعرت بالخجل من حصار عيناه ونظرت أرضا دليلا على خجلها رأى صمتها وأحس بخجلها وردد
_ متتصوريش لو قعدت عمري كله أبص لك مش هزهق.
وظل ينظر إليها وقد غربت الشمس وأتى الليل بسحره على العاشقين وكلاهما استمعا إلي كلمات كوكب الشرق
يا حبيبى الليل وسماه ونجومه وقمره وسهره وانت وانا
يا حبيبى انا يا حياتى انا كلنا فى الحب سوا
والهوى اه منه الهوا سهران الهوى
يسقينا الهنا ويقول بالهنايا حبيبي
ياللا نعيش فى عيون الليل ونقول للشمس تعالى بعد سنة
مش قبل سنة دى ليلة حب حلوه بالف ليلة وليلة
بكل العمر هو العمر ايه غير ليلة زى الليلة
ازاى اوصف لك يا حبيبى ازاي
قبل ما احبك كنت ازاى كنت ولا امبارح فاكراه
ولا عندى بكره استناه ولا لحد يومى عايشاه
خدتنى بالحب فى غمضة عين
وريتنى حلاوة الايام فين
الليل بعد ما كان غربة مليته امان
والعمر اللى كان صحرا اصبح بستان
يا حبيبى يالله نعيش فى عيون الليل
ونقول للشمس تعالى بعد سنة
مش قبل سنة دى ليلة حب حلوه بالف ليلة وليلة
بكل العمر هو العمر ايه غير ليلة زى الليلة .
وفي لحظة اهتزت مشاعره تجاهها وحمل مفاتيحه قائلا بمشاغبة وبغمزة من عيناه مرددا
_ يالا بسرعة مش هنقعد هنا لحظة واحدة ياإما إنتي حرة أنا مش مسؤول عن اللي هيحصل.
ما إن رأت نظراته التى تفهمها حتى حملت حقيبتها وهرولت أمامه صعدت سيارته وانطلق بها إلي منزلهم وفى أثناء طريقهم
متابعة القراءة