رواية فاطيما الفصول من الثاني عشر للسابع عشر

موقع أيام نيوز

البارت الثانى عشر
العبارات صاډمة والقلوب ترتعش والعيون تنظر بغموض والنفس الأمارة بالسوء بدات تتناول تفكيرها 
وبعد تلك العبارات ايضا اصبحت الأنفاس متسارعة والأفكار متضاربة والجسد مشتعل والهواء بدأ ينعدم كل ذلك شعر به مالك وقسمه إلى أشلاء بدأت تمزق داخله وخيوط عقله بدأت تتزاحم وتفكر فيما مضى وترتب لما هو آت والذي لا يبشر بالخير ابدا 

فسأل مالك الطبيب وهو في دهشة 
_ ماذا تقصد بكلامك الآن 
وأشار بيده إلى حاله وهو يكمل پصدمة 
_ أتقصد أني كنت أتناول عقارا يسبب العقم علي مدي السنين !
أجابه الطبيب بكل عملية وهو يعيد نظره الي التحليل مرة أخري بتأكيد 
_ التحاليل صائبة مئة بالمئة والذي قلته لك صحيحا وبالتأكيد أن تلك التحاليل بعينها لك ولم نخطأ بها .
تبدلت فرحته بشفائه إلي ڼار وصار جسده ينتفض دمارا من تأكيد الطبيب 
اما هي فكانت تنظر له بدعم وتحاول أن تبثه الهدوء 
انتهو من جلسه الطبيب وخرج مالك بقلب متعب وروح مدمرة وبات يسأل داخله
_لما كل ذلك الدمار الذي يحاوطني من كل مكان
لما تصفعني الحياة بصڤعة أشد من ذي قبل بعد ان تبرأت من شدة ألمها 
فاق من شروده على تلك اللمسات التي حاولت بها جوليا ان تهدئه بها وهي تنطق باستجواد 
_من الأفضل إنك تنسى الجانب السيء اللي سمعته من الدكتور وتركز في الجانب الايجابي وانسى اللي فات طالما انت بقيت كويس .
ابتسامة ساخرة خرجت من بين شفتيه بعدما استمع الى رأيها ثم نظر اليها وتحدث باستنكار
_بالبساطة دي عايزاني انسى اللي الدكتور قاله
واسترسل حديثه وهو يضرب مقود السيارة پغضب ناطقا بتوعد
_ما بقاش مالك الجوهري ان ما كنت احاسب اللي عمل فيا كده حساب عسير ومش ههدي الا لما اعرف ويا أنا يا هو او هي والزمن طويل .
احست بوجعه وكأنها تعرفه عمرا بأكمله وليست من ايام بسيطة تبادلت الأحاديث بطلاقة معه 
وتحدثت وهي تتسائل باندهاش 
_انا مش عارفه مين اللي جاله قلب يعمل فيك كده
مين معډوم الضمير والإحساس اللي يديك حبوب ودوا يسبب لك العقم معقولة تكون طليقتك
اخذ يضرب كفا بكف وهو يعصر تفكيره عصرا ويجوب بعقله ويطويه طيا لكي يصل لطرف الخيط وبعدها ستنقلب الڼار على من أشعلها وليكن ما يكن 
استمع الى استفسارها بتعمق واجابها بتعب مغلف بالحيرة
_مش عارف ومش قادر أفكر دلوقتي مش الصدمة اللي وقعت على دماغي مين بالظبط اللي يقدر يعمل كده
الحكاية دي عايزه صبر وعايزه هدوء وعايزه دماغ علشان اقدر افكر كويس.
تنهدت بهدوء ثم اعتدلت في جلستها ونظرت اليه وهي تمد يدها وتوجه وجهه مقابلا لوجهها وتعمقت بالنظر داخل عيناه مرددة 
_طيب ممكن تنسى اللي حصل وتبتسم وتحاول تدي لنفسك positive energy
علشان مش حابه اشوفك وانت تعبان ومتضايق كده .
كان يشعر بأنه ينسحب الى عالمها رويدا دون ان يشعر ودون ان يخطط او يرتب
زفر انفاسه بتعب وهتف وهو ينظر داخل عيناها بإرهاق 
_انسى ازاي وانا الهم محاوطني من كل مكان وفي كل سنيني.
توجع قلبها لأجله وهتفت وهي تحاول ان تخرجه من همومه 
_خلي عندك ثقه دايما ان انت قلبك طيب وبيحب الخير للكل علشان كده هتبقى بخير .
كان كالغريق الذي يتعلق في سفينه نجاه وكانت جوليا بالنسبة له سفينة النجاه التي تخفف وجعه وخاصة انها كانت شاهده على جرحه فتحدث بامتنان وهو يمسح وجهه بكفاي يديه 
_انا بجد بشكرك انك موجوده معايا دلوقتي وانك بتحاولي تخففي عني وسايبه كل مسؤولياتك وخاصة في وقت صعب زي ده .
بابتسامة عذب هتفت بامتنان مماثل
_انا اللي بشكرك انك موجود هنا وجنبي وانك مديني مساحة في حياتك الخاصة وسمحت لي بيها .
طريقة حديثها ولمعة عينيها وحزنها لأجل حزنه وعدم مفارقتها له في اشد لحظه مرت في حياته جعلته يفكر لماذا تفعل معه ذلك 
فنطق لسانه دون قصد
_ليه بتعملي معايا كده
_انا حابه وجودك هنا وحابه اني ابقى جنبك في لحظة حزنك قبل فرحك ..... كلمات خرجت من فمها بنبرة حالمة واسترسلت حديثها وهي تستفسر بحيرة
_انت متضايق من وجودي معاك او اني تطفلت في حياتك 
أشار برفض براسه وكلتا يديه مجيبا برفض قاطع
_لا خالص انت لو ما كنتيش معايا دلوقتي وخففتي عني في حالتي كان زماني جرى لي حاجه بجد من اللي سمعته من الدكتور .
انطلق بسيارته لكي يوصلها الى مكان عملها وهو بقلب حائر دقاته تزداد كل حين عن الآخر في حضرتها وبات يتساءل داخله بتيهة 
_أيعقل دقات قلبي تلك في وجودها وان اكون احببتها!
ام ماذا أفسر تلك الدقات اهي انبهار أولي بهدوئها ورقتها !
أم هي العوض والجبر الذي أتعافي به من مر العمر !
ولكن لا نحكم ابدا على مشاعرنا وقت الڠضب الشديد الفرح الشديد الشده العاصفه 
فعلي أن أصبر فترة للتعافي 
اذا بحثت عن الحب ليعوضك عن فشل علاقة سابقة أو فشل علاقتك
 

تم نسخ الرابط