رواية فاطيما الفصول من الثاني عشر للسابع عشر

موقع أيام نيوز


انتي .
كالعاده استنكرت نصح والدها واردفت بامتناع
_لا يا بابا انا عمري ما هقلع الاسود على باهر خلاص ده بقى لبسي لحد ما اموت .
اتسع بؤبؤ عينيه مرددا برفض 
_يا بنتي هو إنتي دماغك ناشفه كده ليه إنتي ما سمعتيش حديث الشيخ الشعراوي اللي كان بيتكلم في الموضوع ده بالتحديد وفي كلامه قال سنكر علي باب الحزن بمسمار الرضا اصل الحزن لو انسكر عليك مش هيخلي لك حبيب ربنا يبارك في عمرك وعمر ولادك وعايزك من دلوقتي تقومي تفتحي تليفونك وتشوفي شغلك اللي اكيد متعطل وتضمي ولادك وتخلي بالك من نفسك ومن صحتك واعتبري اللي فات من حياتك ذكرى جميله ما تنسيهاش طول العمر وده حال الدنيا يا بنتي .

انه الأب حديثه للروح طبيب وانفاسه للقلب دواء ووجهه بابتسامته للعمر اهداء 
فالأب مثله كمثل النهر يمر بجانب شجرة يحييها يطعمها يسقيها الماء يستمر في الرقص فهو لا يتشبث بالشجرة تسمح الشجرة بزهورها على النهر بامتنان عميق والنهر يمضي قدما. تأتي الرياح ترقص حول الشجرة وتمضي قدما. والشجرة تعير عطرها للريح .. فإذا كبرت الإنسانية ونضجت فستكون هذه هي الطريقة للحب
بعد مرور يومان علي تلك الأحداث قررت ريم أن تخرج من صومعة الحزن وتستعين علي الذكر والاستغفار لراحة قلبها 
ثم فتحت هاتفها التي كانت تستخدمه للعمل والتصميم فريم كانت تمتلك هاتفان أحدهم خاص بعملها وتصميماتها والآخر كان للتصفح فقط 
وعندما فتحته وجدت كما هائلا من الرسائل الخاصه بالمؤسسة التي تعمل معها وبدأت بتصفحهم والرد علي أغلبهم 
ومن ضمن الرسائل وجدت واحدة منهم لرقم لم تعرفه وفتحتها وقرأت محتواها 
_ السلام عليكم ورحمه الله البقاء لله وحده يامدام ريم أنا مالك الجوهري إللي حضرتك بتبعتي تصميماتك لمصنعه عرفنا باللي حصل بعد ماحاولنا الإتصال عليكي كتير وكان من الواجب إني أعزيكي .
قرأت الرسالة ثم ضغطت علي صورته الخاصة كي تعرفه 
ثم قررت أن من الواجب أن تشكره علي تعزيته 
وأرسلت له
_ ونعم بالله العلي العظيم جزاك الله خيرا ولا أراكم سوءا في عزيز لديكم .
وصله محتوي الرسالة وعندما فتحها ابتسم تلقائيا ورد عليها في نفس الوقت
_ جزانا وإياكم وأتمني أتشرف بمعرفة صاحبة التصميمات الرائعة ونشتغل مع بعض وجها لوجه وأنا واثق إننا هنعمل ضجة كبيرة في عالم الفاشون.
قرأت محتوي الرسالة وردت باختصار
_ بإذن الله هفكر وهرد علي حضرتك .
بعث لها
_ أتمني يكون التعامل في أسرع وقت.
________________________________
بعد مرور أسبوعين علي تلك الأحداث ذهب جميل إلي منزل راندا هو وزوجته فريدة 
يجلسان معها وتحدث جميل ېعنفها بشدة
_ جوزك رجع من سفره على ملا وشه بعد ما هددتيه انه لو ما رجعش وطلقك بشروطك اللي إنتي فارضاها عليه هتخلعيه وهتفضحيه 
واسترسل غاضبا وهو يلوم نفسه غاضبا
_ إنتي متعرفيش إن الأبناء مراية الأباء!
بقي كدة تطلعي صورة أبوكي إللي طول عمره مثال القناعة وعزة النفس بالشكل ده !
اڼهارت من حديث والدها وهدرت بصوت عالي
_انت ليه يا بابا جاي عليا قوي كده للدرجه دي!
مش حاسس بيا ولا حاسس بۏجعي كلكم عمالين تجلدوا فيا سواء انت او بنتي او ابني او حتى ريم اختي ليه كلكم بتعملوا فيا كده ليه !
أمسك أبيها يداها ونظر داخل عيناها بترجي مرددا بحړقة قلب 
_ يابنتي لأخر مرة بقولك احسبيها صح علشان وقت الڠضب الإنسان أعمي ولو كان بصير .
عثت في جوفها حربا أشد من أن تتحكم بها ومن أن ټقاومها ورددت بشموخ ورأس مرفوعة أصغي إليها كل الموجودين في المكان هاتفة بقوة 
_ أنا أستاهل راجل يحطني جوة عينيه 
أنا أستاهل راجل يندم علي فراقي حتي لو صممت هو يصمم عليا أكتر يتبت فيا ويحسسني اني غالية عنده مهما حصل 
واسترسلت حديثها بۏجع وهي تجلس علي الكرسي الموضوع بتعب واڼفجرت دموع عيناها
_ أنا يا بابا أستاهل راجل يعرف إني قد إيه غالية 
أستاهل راجل يقدر إللي أنا عملته له ويشكرني عليه
أستاهل راجل بجد حافظ عليا ويطبطب علي قلبي المجروح 
أستاهل ضهر أستاهل سند أستاهل حب .
وانفطرت في البكاء أمام والديها ولم يهمها كرامة الأنثي المچروحة وانكشف وجه الأنثي الضعيفة 
أحست بها والدتها بشده وادمعت عيناها على كبيرتها التي راتها بقلبها قبل عينيها واخذتها بين احضانها تهددها مرددة بحزن
_يا بنتي حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ده وبتعمليه فينا 
اه يانا يا حزن قلبك يا فريده علي بناتك يا مخلفه البنات يا شايله الهم للممات 
واسترسلت وهي تهدأها
_اهدي بقى يا بنتي وطالما إنتي شايفه نفسك هترتاحي في الطلاق وهتقدري تتحملي مسؤوليه وعواقب حاجه شكل دي يبقى ما باليد حيله وباباكي هينفذ لك اللي انتي عايزاه .
واثناء انشغالهما بالحوار استمعوا الى جرس الباب يعلن عن وصول ايهاب
قام جميل يفتح له الباب وما إن رآه ايهاب حتي ارتمي في أحضانه يصافحه بحرارة قائلا
_عمي جميل ازيك يا راجل
 

تم نسخ الرابط