رواية فاطيما الفصول من الثاني عشر للسابع عشر

موقع أيام نيوز


بي هكذا كنت اود منك  الدافئ والاحتواء لقلبي المكسور والاڼتقام لكرامتي المهدورة وليس كل ما فعلت بي 
حدثت نفسها بتلك الكلمات وهي تنظر الى والدتها بدموع غزيرة حكت عن حالها دون ان تنطق 
هناك مواقف في حياة الإنسان يكون التنازل فيها هو عين الحكمة وكمال العقل وهناك أخرى يكون التنازل فيها هو المهانة بعينها و الخسارة الذي لا يمكن رفع الرأس بعدها

ولتعلموا مشكلة التضحيات أنها تولد في الخفاء وټموت في الخفاء حيث لا يعلم عنها من بذلت لأجله 
ومتى سلطت عليها النور أظلمت لربما ألبستها ثياب المنة وأنت لا تشعر فكتب عليها أن تكون في الخفاء وأما جزاؤها فلا يليق به إلا أن يكون في السماء .
________________________________
يجلس ايهاب جالسا على أريكته وواضعا رأسه بين يديه حزينا شريدا مدمرا 
فقد دمر الاثنتين زوجته الحبيبة وعشق السنين وزوجته الجديدة ونيسة الأيام
لم يرى منها الا كل تضحيه وخير وسلام نفسي
كما انه لم يرى من راندا الا كل الحب والوقوف بجانبه طيلة السنين دون ان تكل او تمل لكنها الغربه وما ادراكم ما الغربه 
فمن ورائها اكتسب الأموال لكنه خسر الغالي والنفيس وضاع في طريقه امرأتان الأولى يعشقها حد النخاع والثانية احب عشرتها ولم ولن يظلمها فحدثها له وهو ساندا على منكبيه
قائلا بندم 
_ شفتي ياغربة وصلتي بيا لفين ڠصب عني جرحت اتنين 
ولا دي ليها ذنب ولا دي ليها ذنب ولا أنا كمان ليا ذنب 
واستطرد حديث النفس وهو يناجي ربه 
_ يارب حلها من عندك ودبرني أعمل إيه وأتصرف إزاي ياااااارب .
واثناء جلسته وهو يعاتب حاله دق جرس الباب فقام بروح منهكه ليرى من الطارق
وعندما فتح رآها امامه دقات قلبه المختلفة الشعور دقت جسده وجعلته متخبطا فاقدا النطق الى ان استمع اليها تردد بشجن 
_يا ترى ادخل ولا اخد بعضي واروح وكأني ما جيتش لو انت مش قابل وجودي
افاق من حالة التخبط التي اعترت عقله وقلبه واجابها وهو يفسح لها المكان كي تدلف مرددا باستفسار
_ ما انتي معاكي مفتاح ما دخلتيش ليه على طول يا فيروز 
دلفت بقلب متعب وروح هالكة تتفقد المكان باشتياق وتنظر الى كل ركن فيه وكأنها تودعه واجابته بشرود وهي تلتفت يمينا ويسارا 
_ما بقاش ينفع بعد اللي حصل استخدم اللي مش من حقي 
وتابعت كلماتها وهي تمد يدها بالمفتاح قائله بحزن 
_اتفضل المفتاح يا ايهاب مبقاش له لزوم معايا بعد الله حصل .
امسك يدها بين كفاي يديه واطبق المفتاح داخلهما وردد بتعب 
_من فضلك يا فيروز ما تزيديش على اوجاعي ۏجع انا فيا اللي مكفيني والفترة دي لازم تستحملي كل حاجه معايا لحد ما نرسي لبر الامان كلنا .
_بر الأمان! انت شكلك مش عارف انت بتتعامل مع مين ... جمله انهزامية نطقتها تلك الفيروز معبره عن حالتها 
وتابعت حديثها وهي تتطلع للأمام بعقل ناضج فهي رغم رقتها وهدوئها إلا أن سرعة استيعابها وفهمها للاشخاص حاصله عليها بدرجة امتياز 
_انت داخل على حرب كبيره قوي يا ايهاب لأن راندا مش من الساهل انها تسامح وتغفر دي هتقلبها معركه وكلنا هنضيع .
رفع منكبيه باستكانة وبنبرة تقطر ألما تحدث شارحا
_انا عارف كل كلمه قلتيها وانا سبتها لحد ما تهدى لانها اكيد عايزه مساحه للڠضب والۏجع اللي انا وجعته لها الكبير عشان تلملم فيه نفسها واثق ومتأكد انها هترجع عن قرارها .
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة 
_يبقى بتتكلم عن واحده تانيه انا واثقه ومتأكده من نظره عيني لعينها انها لا يمكن تغفر 
واسترسلت كلماتها باستفسار 
_ولو حتى طلعت وجهة نظرك سليمة يا ترى هتعمل اللي هتطلبه منك معايا واللي اكيد هتطلبه
_ تقصدي ايه بكلامك مش فاهم .... أجابها إيهاب باستفسار عما ماتقصد 
ضيقت نظرة عينيها ثم رمقته بنبرة هادئة 

_ يعني باختصار شديد اول حاجه هتطلبها منك انك تطلقني وتسيبني بعد عشره خمس سنين بينا ما شفتش منهم مني غير كل محبة واخلاص ووفاء 
واكملت استفسارها وهي تمسك يداها بين يديه وتنظر داخل عيناه كي تستمد منهما الإجابة قبل أن تنطق 
_ يا ترى ايه موقفك ساعتها علشان اجهز نفسي من دلوقتي واعدها للفراق التاني إللي هيكويني وهيعلم فيا أكتر من الأول 
هنا سكت الكلام على لسانه والنقطه التي كلما جالت بباله نفضها ولم يفكر بها حتى لا يزداد هما فوق همومه 
وهربت الكلمات من على لسانه فكيف يعطيها اجابه سؤال لم يفكر به ولا يريد أن يتذكره لأنه دمار لثلاثة قلوب عاشقه حائرة وبالتأكيد سيخرج الجميع بندوب قلب تلزمه إلي نهاية عمره
_______________________________
في منزل باهر الجمال حيث صعدت عبير الى الطابق التي تمكث به ريم ودلفت بعدما فتحت ريم لها الباب وبعد أن زفرت أنفاسها بتعب من درجات السلم نظرت اليها مردده بجمود
_يا ريت تكوني
 

تم نسخ الرابط