رواية فاطيما الفصول من الثاني عشر للسابع عشر

موقع أيام نيوز


قضوها في المناقشات والمحاورات تم الطلاق وانفصلا راندا وإيهاب في موقف مهيب 
خړاب البيت ودماره موقف له رهبة ممېتة لجميع الأطراف وخاصة لزوجين عاشقين 
بعد ساعتين من الطلاق غادرا الجميع وما إن أصبحت وحدها حتي انخرطت في بكاء مرتفع تدمي لها القلوب واڼهارت اڼهيارا كليا وكأنها بفعلتها تلك انتقمت من حالها لا منه هو.

__________________________
بعد مرور ستة أشهر أخري تغيرت فيهم حياة الكثيرين تماما فقد دخلت راندا مرحلة اكتئاب شديد بعد الطلاق مما أدى إلي تطور أبنائها في طريق الضياع أكثر وأكثر وهي لم تعد تخرج من تلك الدوامة 
أما مريم تدربت كثيرا في البنك وأثبتت جدارتها بمهارة فائقة واستلمت مكانها وتتنقل في مجال المحاسبة ببراعة تحت تدريب جميل شخصيا وعلاقتها برحيم أصبحت أكثر عشقا وغراما وأصبح يغار عليها غيرة عمياء فقد تغير مظهرها الخارجي كليا بمجرد رتوش بسيطة في ملبسها المحتشم لكن أصبح عصريا يليق بصاحبة العيون الفيروزية 
وأما عن إيهاب انخرط أيضا في دوامة الحزن وكان يري أبنائه قليلا جدا نظرا لأنه انشغل في تجهيز مكتبه الهندسى الذي أنهاه في أربعة أشهر وكلف عليه حملة إعلانية تليق به 
أما عن ريم عادت الي تصميماتها من جديد ولكن استطاعت ان تخلق من وسط الحزن إبداعا أبهر الجميع في عالم الفاشون مما أثار خوف مالك أن يحتكرها أحد المنافسين وخاصة أنها بدأت بعرض جميع تصميماتها علي مواقع السوشيال ميديا وحصدت تفاعلا رائعا وكان مالك متابعا لها بشغف 
وأصبحت ترسل له التصميمات شخصيا دون مدير أعماله ومن وقت للأخر يسألها عن رأيها في العمل المباشر معه تجاوبه بأنها غير مستعدة الأن مما استدعى قلقه 
يقف مالك في شرفة مكتبه يتابع المارة بشرود وبيده كوب القهوة الخاص به 
دخل علي صديقه ولاحظ شروده فوقف بجانبه متحدثا باستفسار
_ ده الموضوع باينه كبير أووي فيه ايه ياعم مالك 
وتابع بمشاغبة
_ شكلك حنيت للعرق الايطالي اللي إنت مدوبه ومدوخه معاك وشحتفت قلبه علي الاخر 
نظر إليه بنصف أعين وأجابه بحدة خفيفة
_ جري ايه ياعم الخفيف إحنا هنهزر ولا ايه !
ماتمسك لسانك ده شويه.
ضحك علي حدته وتحدث بمرواغة
_ الله وأنا مالي ياعم الحيران ماتسأل عينيك إللي سرحانه ودماغك إللي مش فيك .
ذهب إلي مكتبه واستلقي علي كرسيه بإهمال وردد 
_ شوف بردو ! بقولك ايه هو احنا مش مخلصين موضوع جوليا ده من زمان وقلت لك كانت صفحه وطويتها زي إللي قبلها مع الفارق إن بيجمعنا علاقة شغل وكل احترام 
واسترسل بتنبيه
_ ياريت منتكلمش في الموضوع ده تاني.
تململ في جلسته وهتف بلا مبالاه
_ ولا تاني ولا أولاني ياباشا 
إلا صحيح عملت إيه مع مدام ريم لسة مصممة على رأيها ولا ايه 
زفر بسأم وأجاب
_ والله أنا اللي قالقني ومخوفني موضوع ريم ده بالذات 
واستطرد پخوف
_ مش عارف مماطلتها دي سببها ايه 
تفتكر حد انها شايفه نفسها في مكان أحسن من هنا زي ماكنت بتقول 
أجابه بحيرة
_ والله ما عارف بس لو ده حصل كفى الله الشړ يعني أكيد هنعرف .
قطب جبينه ونطق بحزن
_ ده لو حصل فعلا هنخسر كتير جدااااا أكتر الاتيليهات بتاعتنا واللي احنا بنتعامل معاهم برة وجوة بيختاروا تصميماتها بالذات ومش عايزين غيرها .
وأثناء انشغالهما في الحديث دقت السكرتارية علي الباب ودلفت وهي تهتف بعملية 
_ مدام ريم المالكي برة هي وواحد بيقول إنه أخوها وعايزة تقابل حضرتك .
نظر إلي علي وتسائل باستغراب
_ ريم المالكي! مين انت تعرفها 
أجابه وهو يرفع يديه في الهواء
_ لا والله هعرفها منين 
وتابع وهو ينظر إليها مشيرا بأمر
_ خليهم يتفضلوا يمكن عروسة وجاية تختار كوليكشن .
هزت راسها بطاعة وفتحت الباب مرددة وهي تنظر إليهم بابتسامة ترحيب 
_ أهلا وسهلا اتفضلي يافندم مالك بيه في انتظاركم .
دلفت بخطي ثابته مستقيمة متواضعه تليق علي المكان المتواضع الذى حضرت فيه ويتبعها أخيها مرددا بابتسامة هادئة
_ السلام عليكم ورحمه الله.
انتصب مالك واقفا هو وعلي احتراما للضيوف مرددين 
_ وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته  
وتابع مالك وهو يشير إلي المقاعد القطنيه المريحة مرددا
_ أهلا وسهلا ياجماعة نورتوا المالك جروب اتفضلو.
ذهبوا إلي المقاعد بهدوء وجلس الجميع 
وتحدث علي بذوق
_ تحبو تشربوا إيه ياجماعه 
هتف رحيم برفض لطيف
_ متشكر جدا يافندم لذوق حضراتكم وحسن مقابلتكم .
تحدث مالك بإصرار
_ ميصحش طبعا لازم تشربوا حاجة أطلب قهوة 
وافق رحيم قائلا
_ تمام إللي تشوفه يامستر مالك  
واسترسل بدعابة
_ والله أنا دماغي محتاجها فعلا بسبب دوشة الطلبة في الجامعة واتصالات ريما اللي داوشاني بيها من الصبح .
نظر مالك وعلي إلي بعضهما باندهاش مرددين بصوت واحد 
_ ريما !
تحدثت بابتسامة هادئة
_ أيوة يامستر مالك ريما ستور .

 

تم نسخ الرابط