رواية فاطيما الفصول من الثاني عشر للسابع عشر
أنا ياهو .
كانت سما ابنة الخمسة عشر أعوام وصل إلي مسامعها حديثهم وفضلت السكوت ولكن استفزها مقارنة والدتها وأجابت بحزن
_ هو ينفع الإنسان يختار بين روحه وروحه برده ياماما
إنتي النفس وباب النبض إنتي العشق وبابا قلبه
إنتي الحياة وبابا عمرها كله
لا ياماما إنتي كدة بتحطينا قدام اختيار مدمر مش هيخلينا نعرف نعيش .
_ يعني عايزيني بعد ما شفته في أحضان واحدة تانية أسامحه وأقول له تعالي بالأحضان لراندا اللي سامحتك بكل بساطة علشان خاطر أنانية ولادها
عايزني أداوي قلبي إللي انكوي بچرح عمره ماهيخف بإني أدخل حياتي تاني اللي غرس سكينته إللي كوتني وحرقتني بچرح هيفضل ېنزف لحد ما أموت وأبقي عادي كدة .
_ والله ماهيحصل أبدا ياولاد عمري اللي أفنيته تحت رجليكم وبين إيديكم
ألقت كلماتها وتركتهم وانسحبت الي غرفتها والبكاء أصبح عنوان حياتها.
_________________________________
ذهب مالك إلي المصنع كي يتابع ماحدث فيه طيلة الشهر الذي مكثه مغادرا البلاد وصديقه المقرب أمامه قائلا بمشاغبة
ضحك بصوت عالي علي مشاغبة صديقه وردد بتوضيح
_ بالله عليك ياشيخ لاتسكت أنا مش ناقص قرك ده أنا إللي فيا مكفيني من إللي شفته من السفرية دي .
اندهش صديقه وتسائل مستسفسرا
_ ليه إيه اللي حصل لك هناك طمني .
تنهد بتعب وقص عليه جميع ماحدث من الألف للياء
_ يانهار أبيض وملهوش معالم ده مين الجبروت إللي يقدر يعمل معاك العملة السودة دي
أرجع رأسه للخلف وأغمض عينيه بتعب مرددا
_ مش عارف وعايز أقول لك إني مش عايز اعرف علشان لو اتضح لي مين إللي عمل كدة هتقلب چحيم وأنا مش هقدر أستحمله .
انزعج صديقه وهتف بضيق
_ بس لازم تعرف يامالك مش يمكن اللي عمل كدة يرجع يكرر عمايله تاني
_ ممكن جدا علشان كدة هركب كاميرات مراقبه في الفيلا كلها وعلي نظام ومستوي عالي جدا وإللي منبشتش عليه عليه علشان متوجعش ولا أوجع الغاليين هيجي لي لحد حد عندي وبالدليل وساعتها يبقي هو الجاني علي نفسه.
تحدث يطرح رأيه شارحا
_ تمام أنا أعرف مهندس شاطر جدا يعمل لك الحوار ده بتقنية عالية جدا
_ بس طبعا هنعمل الموضوع ده في منتهي السرية ومحدش هيدري بيه علشان خاطر تعرف مين .
تحدث وهو مغمض العينين ناطقا بهدوء
_ لا الكل هيعرف باللي هعمله ومش هتبقي سرية ولا حاجة .
قطب جبينه وتحدث باستغراب
_ ده إللي هو ازاي يعني
قام من مكانه وذهب ناحية النافذة وأجابه بروح منهكة
_ زي مابقول لك كدة أنا كل إللي يهمني دفع الضرر أما إني أعرف اللي ضرني ساعتها مش هرتاح وعلشان كدة مش عايز ياعلي علشان أنا متأكد ان إللي عملها مني ويخصني بالجامد وعلشان خاطر أمي أستحمل أي حاجة.
تحدث علي قائلا بإطراء
_ والله يبني انت مفيش منك ولا هتتكرر تاني ياصديقي
ربنا يريح قلبك وبالك يارب
وتابع حديثه بتذكير
_ أه صحيح مش أنا وصلت لأكونت ريما وعرفت إيه إللي خلاها متبعتش ومتردش .
ركز انتباهه وسأل
_ طيب ولقيت ايه يابني
أخذ نفسا عميقا وأجاب
_ قافلة الأكونت وعرفت من التعليقات إن جوزها ماټ وعلشان كدة منعزلة عن العالم كله.
حزن لأجلها جدا وأشاد
_ طيب ابعتي لي رقمها علشان أبعت لها تعزية واجب لما تفتح تستلمها .
أعطاه الرقم وظلا يتحدثان عن العمل وأحواله الي أن مر الوقت .
________________________________
يجلس شريدا وحيدا ويبدو علي وجهه علامات الضيق
خلل شعره بأنامله بعد أن فرك وجهه وأخيرا أخذ القرار وعزم علي تنفيذه هو فعل كل مابوسعه ولا طاقة للصبر بعد ذاك
أمسك هاتفه وانتظر الرد وعزم علي التنفيذ وما إن أتاه صوتها حزينا
نعم أحس بمدي حزنها من نبرة صوتها التي اخترقت قلبه وود أن يتراجع لكنه تفوه بما في داخله جملة واحدة
_ عارف إني ظلمتك معايا وعارف إن أنا الغلطان في كل حاجة من البداية للنهاية لكن أنا عملت إللي أقدر عليه
واسترسل وهو يخرج الكلمات من فمه بصعوبه
_ أنا أسف ياحبيبتي انتي طالق .
قال كلمته الأخيرة وشعر بها وهي تبكي بغزارة وحړقة قلب
ود لو يذهب إليها ويأخذها بين أحضانه ويطمئن روحها
ود لو يعود الزمان يوما ماكان اقترف ماحدث فهو الأن تدمر هو وكلتاهما والقلوب أصبحت تشتعل ڼارا ودقاتها تنطق فراقا ألما وأنينا .
البارت الخامس عشر
القوة الحقيقية هي تلك التي تستمدها من نفسك لا من الآخرين
لو لم تكن قويا فلن يقويك أحد سوى الله ثم نفسك
ولتعلموا لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
كمية طمأنينة بالآية عجيبة وكأنها تؤكد لك أن الله قادر على قلب الموازين بأي شكل وفي لحظة قد لا تتوقعها فاصبر لأن الله من أسمائه المعطي يهبك ويعطيك ما لا تتوقعه وما لا يتصوره عقلك
وتذكر دائما أن الله إذا أعطى أدهش واعلم أن في النفس حاجات دواؤها القرب مع الله وفي القلب وحشة أمانها اليقين به فكل ما نحتاجه هو هين لا ينقص شيئا من ملك الله نثق بلطف اختياره وجميل تدبيره إن شاء أعطى بكرمه وإن شاء منع بحكمته فله الحمد على كل حال .
نطقت بتسرع
_ أنا أه أعطف عليها أعمالها بما يرضي الله
أبتسم في وشها دايما
لكن تبقي تربية ملاجئ وتتجوز الدكتور رحيم لا ممكن أبدا.
كانت سعيدة بنتيجتها في الترم الأول وقصدت الي داخل الفيلا كي تخبرهم بفرحتها وإذا بها تنصدم حينما سمعت حديث فريدة وتردد داخل أذنها بل انحفر بچرح عميق داخل قلبها وتلقائيا هبط دمع العين أنينا وكأنها دموع ڼار علي وجه تلك البريئة
والتي لم تتحمل كلماتها الشديدة حتي سمعوا ارتطام جسدها بالأرض ووقعت مغشيا عليها
انخلعت قلوبهم ونظروا ورائهم من بعيد رأوا تلك المسكينة في عالم أخر
هرولوا إليها مسرعين ثم نظر جميل الى زوجته آمرا اياها
_اتفضلي ارفعيها من الأرض وحاولي تفوقيها لأني ما ينفعش ألمسها .
فعلت مثل ما أمرها ولكن نظرت اليه باستغراب ورددت
_ليه يا جميل ده من دور بناتك ما تحبكهاش قوي كده .
رفع حاجبيه باندهاش من سؤالها وهتف باستنكار
_مش علشان من دور بناتي يحل لي ألمسها واستحلها وهي غايبة عن الوعي الحلال بين والحرام بين يا فريدة وبعدين ده مش وقت كلام اتفضلي فوقيها .
اما هو فنثر على وجهها بعض من قطرات المياه وظلت فريدة تحاول افاقتها وهي تضع يدها تحت رقبتها والأخرى تدلك بها عضلات أنفها ووجهها الى ان افاقت وعينيها استقرت داخل عيون فريدة بلوم وعتاب
ابتسم جميل وردد
_الف سلامه عليك يا بنتي خضتينا عليكي ووقعتي قلبنا في رجلينا .
استنتجا جميل وفريدة انها استمعت إليهم من نظراتها لفريدة والتي ما ان استمعت إلي توبيخها سقطت مغشيا عليها ولم تتحمل كلماتها
أسندتها فريدة ودلفت بها إلى الداخل وذهب جميل واحضر لها كأسا من العصير الطازج وناولها اياه
لم تريد ان تاخذه منه وهتفت بتعب
_تسلم ايدك يا عمو بس حقيقي انا مش عايزه اشرب .
نظر لها بعتاب ومط شفتيه كالأطفال على سبيل المداعبة وتحدث مصطنعا الحزن
_بقى كده تكسفي ايد عمك جميل اللي عمل لك العصير بنفسه اتفضلي اشربي يا بنت عيب .
لم تريد اخراجه وتناولت الكأس وارتشفت قليلا منه ثم وضعته على المنضدة أمامها الا أنه اصر على ان ترتشفه فاضطرت ان تكمله
هي تقنط معهم اكثر من شهرين وتتناول القليل من الطعام فهي عزيزه النفس جدا
وحين استمعت الى كلام فريده احست انها دخيله عليهم ثم استجمعت قواها وتحدثت بشجاعة مغلفة بالتوتر
_ انا عارفه يا طنط اني وجودي مضايقك هنا وبصراحه انتوا استحملتوني شهرين بحالهم محدش يعمل كده غيركم
ما تقلقيش انا هاخد حاجتي وهرجع للدار تاني وهبعد عن رحيم تماما
واسترسلت وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة
_انتي عندك حق ان هو ما يتجوزش بنت ملاجئ انا اصلا مش هرضي له كده .
احست فريدة بمدى غشمها في الحديث الذي أوصل تلك المسكينة اليتيمة لتلك الحالة البائسة ولم تستطيع الرد او النطق
فهتف جميل بنبرة فخورية إطرائية كي يجبر خاطرها المكسور
_والله يا بنتي فريدة ما تقصدش دي بتحبك جدا بس هي راندا وريم مخليينها مش على بعضها وبتقول اي كلام وخلاص
ثم تابع حديثه وهو ينظر الى زوجته بعيون لائمة موجها لها السؤال
_ مش كدة ولا إيه يافريدة
أحست بغضبه الشديد فأكدت كلامه بتوتر
_ أه طبعا يابنتي معلش متزعليش مني
أنا بعتبرك في منزلة ريم وراندا بالظبط .
ابتلعت مريم غصتها بمرارة وأردفت بإبانة
_ لا ياطنط أنا ولا زي ريم ولا راندا بالنسبة لك أنا مريم بنت الملجأ واللي متصحش تبقي حرم الدكتور رحيم المالكي
واسترسلت وهي تبكي بنحيب يدمي القلوب
_ أنا والله العظيم عارفة حجمي وقدري كويس
عارفة إني هعيش وھموت أتعاير إني منفعش أعيش عيشة سوية وأحب وأتحب زي أي بنت
علت شهقاتها وضړبت علي صدرها وأكملت نحيبها
_ بس أعمل إيه ياطنط في قلبي إللي حب اللي مش ليه
وفي عيني إللي بصت على الأعلي منها ڠصب عنها
وفي روحي إللي ارتبطت بروحه اجبارا عنها لما شافت رجولته وجدعنته
ڠصب عني حبيته وڠصب عني اتمنيته .
كان في تلك اللحظة يدلف إلي الداخل واستمع إلي الحوار من