رواية يسرا الجزء الاول
المحتويات
لازالت متشبثة بهذا الجسد وتلك الحياة فقال بهدوء
.. زياد ورطنا بمصېبة جديدة من مصايبه
جلست بهدوء أمامه وقالت
.. عمل إيه ب
رد غاضبا
.. بنت الزهري ضحكت عليه وأخدت الشركة منه
رفعت أمه رأسها إليه وقالت بجمود
.. دي بټنتقم منك
رفع حاجبيه وقال بإندفاع
.. قصدك إني أنا السب !
همست له بفحيح قبل أن تنصرف مرة أخرى لمهجعها
.. قصدي أنك أنت الهدف
وفي علم الطبيعة تعلم أن الهدف السهل هو الهدف الساكن لذلك لم يكن أمرا غير متوقعا أن يرتدي أفضل حلة لديه ويتأنق مغادرا القصر نحو شركة أخيه فهو لن يعترف بملكية آل الزهري لما ساهم ببنائة ولو بقطرات عرق
.. على فكرة أنت المفروض تفطري كويس
ردت ببرود وهي تهز راسها
.. على فكرة أنا فطرت وفنجان القهوة اللي انت طلبتهولي قرب يخلص وكل ده معرفتش إيه نوع المأمورية اللي طالعين فيها
تمالك نفسه من الضحك متسليا بمظهرها الغاضب وقال
.. انت لما بتيجي تعاقبي ولادك بيكون شكلك كده
جمعت أنفاسا متلاحقة بصدرها وهي تنظر للأعلى وقالت أخيرا
.. باشمهندس أسامة أنا بالظبط قدامي
قاطعها برقة مستنكرا
.. باشمهندس !.أنا لحد امبار كنت أسامة بس
.. أحنا لازم نعرف إيه اللي بيدور من ورانا في مجموعة الزهري يا درية
وأخيرا ! حديث متزن عن العمل انصتت له وقالت
.. فعلا بس أزاي
رد ببساطة
.. البداية أنت
اتسعت عيناها وقالت
.. أنا !
ارتشف القليل من قهوته
.. أنت صحفيه في مجلة إقتصادية هتطلعي دلوقت على مقر الشركة أنا خليت سكرتيرتي تاخدلك معاد مع نائب مجلس الإدارة هتسألية الأسئلة اللي في الظرف وحاولي تكونى لطيفة لطيفة كلمة مكونة من خمسة أحرف معنونة لديها فقط لمطربة شهيرة تناولت منه الظرف مستنكرة وقالت بنبرة ثقيلة
أقر مؤكدا بهزة رأس
.. واردبس في حالة أن النائب بصباص وعنيه زايغةالعجلة ممكن تمشي
رفعت له أنظارا حاړقة ساخرة
.. ده أنت كمان عاوزني أمثل دور الإغراء فيها
ضاقت عيناه ولم يستطع المقاومة وقال بمكر
.. يمكن الدور كان يكون مسبوك كويس لو بلبس أمبارح
احمرت وجنتها بشدة وقالت وهي تستعد للإنصراف
.. أنا غلطانة أني وافقت آجي معاك
مد يده وقبض على كفها برقة وقال بهدوء
.. أنا مش هجبرك على حاجة يادريةكل اللى بطلبه منك تكوني لطيفة وأهي خبطة ياصابت يا خابت
سحبت كفها من قبضته سريعا اللعڼة عليه لقد اعتاد الإمساك بها واعتادت هي دفء لمساته فقالت بحنق
ابتسم لها وهو يشير للنادل طالبا لدفع الحساب
.. هتلاقي التفاصيل كلها عندك في الظرف فيه كمان كارت آي دا علقيه وأنت داخله
.. أنت مش عجباني يا سالي
كلمات مرت بخاطرها قبل أن تفصح بها مجهدة في وجه ابنتها الصغرى التي كانت تجلس ساكنة أمام شاشة التلفاز تتابع فيلما كارتونيا برفقة صغارها..التفتت لها قائلة بإبتسامة صغيرة
.. ليه كده ياست الكل
.. سايبة بيتك وجوزك ليه يا
ابتسمت لها بسخريرة مريرة وهي تقول
.. بيتي ! هوا فين بيتيقصدك بيت سوسن هانم
ربتت أمها على كتفها مواسية
.. طب وجوزك!
هزت سالي رأسها وردت
.. قلت أبعد يمكن يحس بقيمتي
أشارت لها أمها نافية وهي تتنهد
.. عمر البعد ما بيقرب يا بنتي
تقافزت دموع القهر من عيناها قائلة
.. مبقاش حاسس بيا يا ماما
أمسكت الأم بذراع ابنتها وهمست لها
.. قربي أنت منه أكتر وأكتر مش تسيبيه غيرك يلهفه منك
رفعت سالي أنظارها نحو أمها على نحو مذعور
.. لا ياماما جاسر لا يمكن يخوني
لوت مجيدة شفتيها لحماقة صغيرتها وقالت
.. هوا مش محتاج يخون ياحبيبتى ..الشرع محلله أربعه وجوزك غني وألف مين تتمناه
اتسعت عيناها پصدمة وقالت
.. قصدك يتجوز علياجاسر لايمكن يعملهاالستات أصلا مش في دماغهكل اللي يشغله الشغل وأمه وعياله وبس وحتى أنا برة دايرة إهتمامه
نظرت لها مجيده ممتعضة وقالت
.. الست اللي متعرفش تضلل على جوزها وبيتها وتخليه لايمكن يستغنى عنها ست خايبة ياساليوأنت مش خايبة أنت بس نفسك قصير وبتستسلمي بسرعة
أشارت لها ابنتها لتخفض صوتها الذي قد علا جراء الإنفعال وقالت
.. خلاص يا ماما يومين بس أريح اعصابى وأرجع طالما زهقت
تنهدت مجيدة وقالت
.. أبدا يابنتي ..ده أنتو مالين عليا البيت حتىأما أقوم أعملك عصير تروقي بالك أنت والولاد
نظرت لها سالي وهي تنصرف لمطبخها وتساقطت دموعها رغما عنها وهي تطالع صورة والداها الحبيب التي تحتل الحائط المقابل وهمست داخلها ياريتك كنت معايا
وضعت سماعة الهاتف بأنامل مرتعشة ودقات قلبها تتقافز حتى كادت تصم أذنيها كطبول حرب ضارية لقد أخبرها موظف الأمن منذ قليل بوصول جاسر سليم وهو في طريقه الآن للطابق الأخير حيث مكتبها في تلك البناية المتواضعة بالنسبة لبناية شركة والدها الراحل طالعت هيئتها في المرآة التي تحتل عرض الحائط وهندمت زيها المكون من قطعتين غير متناسبتين إطلاقا مع الطقس المتقلب الذي يمر بالبلاد بلونه الكريمي الدافىء ومررت أناملها المرتعشة بين خصلات الليل التي تظلل رأسها الجميل وتمتد لتصل إلى ورشت المزيد من عطرها المغري وأخذت نفسا
متابعة القراءة