رواية يسرا الجزء الاول
خيط صغنن للبداية إذا حبيتي باي
أغلقت سالي الباب عاقدة الحاجبين وهي تتأمل غموض كلمات آشري الأخيرة ونظرت بالبطاقة لتجدها تخص إحدى مراكز علاج الأسنان المتخصصة بوسط الأسكندرية فوضعتها على الطاولة بجوار الباب يإهمال فهي مرهقة لحد بعيد تحتاج للنوم ولا شيء أكثر منه تجاوزتها أختها لتنصرف دون وداع فاستوقفتها سالي قائلة برجاء
.. سلميلي على الولاد
فردت سيرين ببرود
.. يوصل
وانصرفت الأخت الكبرى حانقة غاضبة وهي تعلم أن مصدر ڠضبها أن أختها تجرأت على القيام بما خافته ورهبته دوما والأشد أنها نالت مباركة الأم تلك المباركة التي ظنت أنها لن تحصل عليها أبدا إذا ما أقدمت على نفس الخطوة ولكن الصغرى دوما مدللة دوما تحصل على ماتريد حب الأب ودلال من الأم بعد رحيله وزوج تركته خلفها نعمها بحياة ثرية مرفهة دون مشقة عيش أو إحتياج لمال وتبقى هيا الكبرى بمسئوليات ترهق كاهليها تحيل حياتها چحيما تتمنى لو تستطيع فقط الخلاص والعودة كطفلة صغيرة بين جنبات بيتها القديم
.. هتلاقيني لابس سوبر مان ومستنيكي فوق السحاب
عندها جذبت سلمى منه الهاتف وقالت بطفوليتها المحببة
.. وأنا هكون لابسه ميرميد ومعايا فيش
فضحكت سالي وقالت
.. وأنا هكون لابسة باربي ونتقابل اتفقنا
وبالنهاية نامت سالی وأطفالها فلديهم موعدا هاما..
وقف أمام الباب وهو يفكر لم قام بتلك الخطوة لم لم يستمر بعنده وكبرياءه وعاد للقصر دونها وتركها تتحمل هي نتائج أفعالها ولكنه لم يجد سببا مقنعا فقد كان متعبا للغاية فتحت له الباب ولم تكن ارتدت ملابسها بعد وما كانت ترتديه كان أبعد ما يكون عن مسمى الملابس فالغلالة السوداء التي كانت تصل إلى ما قبل ركبتيها بشق الأنفس كانت تكشف أكثر مما ينبغي بكثير فعقد حاجبيه غاضبا ودفعها للداخل پعنف حتى شهقت بإنزعاج قائلة
هدر فيها بثورة كالأسد الهائج
.. أنتي إزاي تفتحي الباب وأنت لابسه كده
نظرت له بهدوء وضاقت عيناها وسارت نحو الداخل حتى وصلت لغرفة نومها وهي تقول
.. الدور أصلا مفيهوش غير شقتين دي والتانيه صاحبها بيرجع كل سنه مرة
تابع هجومه الضاري وهو يسير خلفها حتى أصبح بمنتصف الحجرة
.. يرجع كل سنة مرة اتنين برضه مينفعش تفتحي الباب کده
اقتربت منه بدلال وضعت يدها على صدره قائلة بغنج
.. بتغير عليا
رفع حاجبيه مستنكرا قائلة بسخرية
.. لاء طبعا الفكرة أنك دلوقت حرم جاسر سليم ولازم من هنا ورايح تاخدي بالك من تصرفاتك ولبسك فاهمة
.. أوكيه
نظر حوله بحيرة ودعك رقبته وهو يشعر پألم ثم فقال كمن يستنجد بأحدهم
.. إحنا إيه مش هتقومي تلبسي عشان نروح
عقدت حاجبيها پغضب متصنع وهي تهز رأسها فأنسابت خصلاتها الماجنة حولها كهالة من سواد الليل البراق قائلة
.. توء إحنا اتفقنا أنك لازم تعوضني عن ليلة إمبارح الأول
كان بحاجة للجلوس ففعليا قدماه تنوء بحمله فاقترب من الفراش الوثير وجلس على طرفه وهو يقول بصوت مرهق
.. طيب ممكن تقومي تلبسي وفي السكة نكمل كلامنا
قامت واقتربت منه وأحاطت رأسه بكفيها وأناملها تقوم بحركات دائرية منتظمة أسفل عنقه وتتغلغل داخل فروة رأسه فرفع حاجبيه وأغلق عيناه وتنهد متلذذا بما تقوم به أناملها الرفيعة فهمست بأذنه بصوت دافيء
هم ليفتح فمه ليعترض ولكنها انصرفت بمكر مسرعة وعادت قبل أن يلحظ ناولته كأسا من عصير العنب الأحمر المثلج مخلوط بورقيات النعناع المنعشة فتجرع نصفه وتحركت حتى أصبحت خلفه وهي تمسد كتفه المتشنج وعضلات عنقه المشدوده بخبرة فاستسلم لها وإن كان نالها ليلة البارحة پغضب إعصار ضاري فاليوم نالته هي بنعومة ودلال فائض والفضل کله يرجع لشهادة التجميل والتدليك التي حصلت عليها من فرنسا ومن قال أن الطريق لقلب الرجل معدته فهو لمخطی فاليوم الطريق يبدأ من عضلاته المتعبة التي تشدو الراحة واستيقظت بمنتصف الليل وابتسمت بسعادة بالغة فحبيبها نائم كطفل صغير بين ذراعيها بفراشها فالليلة جعلته يترك القصر وأطفاله وأمه وأذعن لحاجته لها وبالغد القريب لن يستطيع التخلي عنها كما فعل بالبدينة قبلها.
وقفت صباحا أمام بوابة المدرسة العريضة تنتظر وصول أطفالها حتى لمحت الحافلة تقترب بهم فابتسمت وعندما رأتهم أشارت لهم بترحيب حار قفز سليم من الحافلة وكان الأسبق لحضن أمه تلته سلمي ووضعت سالي الحلوي بيديهم قالت
.. بعد ما تفطروا في البريك تاكلوا الحاجات الحلوة اتفقنا!
أشار لها الصغار بالموافقة وحثتهم سالي للدخول حتى لا يثيروا ڠضب المعلمة وودعتهم بإبتسامة واسعة وهي تعدهم بأنها ستكون بإنتظارهم بالقصر عندما يعودون سارت سالي بخطوات متكاسلة وهي تفكر بالجدوى مما تفعله بحياتها تسترق لحظات